أهمية اليود للجسم والصحة

اليود (بالإنجليزية: Iodine) هو أحد العناصر الأساسية المهمة في جسم الإنسان، يحصل الجسم على حاجته الأساسية من اليود عن طريق الطعام إذ لا يتم تصنيع اليود في الجسم.

اليود عنصر غذائي فعال يدخل في تكوين هرمون الغدة الدرقية -هرمون الثايروكسين-، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم وظيفة الغدة الدرقية، ودعم حدوث عملية الأيض بشكل سليم، ويساعد في نمو وتطور الجسم و خلال فترة زمنية محددة من عمر الإنسان يكون اليود مسؤولاً ومؤثراً بشكل فعال في عملية تكوين الخلايا العصبية والجهاز العصبي.

اعتُبر نقص اليود مشكلة صحية عالمية قبل 80 عاماً، حيث كانت مضاعفات نقص اليود خطيرة وتهدد حياة الكثيرين إلا أنٌ برنامج إضافة اليود كمكمل غذائي إلى ملح الطعام ساهم في القضاء على كثير من التبعات الخطيرة لنقص عنصر اليود في عدد كبير من الدول حول العالم.

على الرغم من ذلك، مازالت مشكلة نقص اليود مشكلة صحية مجتمعية فالنساء الحوامل، وحديثي الولادة، والأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بنقص اليود، إذ يوجد 1.5مليون إنسان في 130 دولة حول العالم عرضة للإصابة بنقص اليود، خصوصا في المناطق التي تعاني من نقص عنصر اليود في التربة.

فوائد اليود

يعد اليود من العناصر الأساسية المهمة في جسم الإنسان وتناول اليود بالمقدار اليومي الذي يحتاجه الجسم له العديد من الفوائد، منها:

اليود لتعزيز صحة الغدة الدرقية وعمليات الأيض

توجد الغدة الدرقية في الجزء الأمامي من الرقبة، وتنتج هرمون الغدة الدرقية المسؤول عن عمليات الأيض والبناء في كامل خلايا الجسم، حيث يعتبر هرمون الغدة الدرقية الوقود الأساسي لتنظيم عمليات الأيض في جسم الإنسان.

تستخدم الغدة الدرقية اليود كمكوٌن أساسي لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية. كما يوجد 70-80% من كمية اليود الموجود في الجسم مخزنة داخل خلايا الغدة الدرقية.

عند حدوث نقص في مستوى اليود في الجسم، تحاول الغدة الدرقية تغطية هذا النقص عن طريق زيادة عدد الخلايا المنتجة لهرمون الغدة الدرقية مؤديا ذلك في النهاية إلى حدوث تضخم في الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Goiter)، لذلك فإن تناول الكمية المناسبة من اليود عن طريق الغذاء يحمي من حدوث تضخم في الغدة الدرقية حيث أن نقص اليود يعد أحد الأسباب الرئيسية لحدوثه.

عند حدوث تضخم في الغدة الدرقية نتيجة نقص اليود، يتم إعطاء اليود لتعويض النقص الذي حصل وهو الأمر الذي من الممكن أن يعيد الغدة إلى وضعها الطبيعي.

من الجدير بالذكر أن أمراض الغدة الدرقية من نقص إفراز الغدة أو فرط إفراز أو تضخم تحدث نتيجة العديد من الأسباب، وليس فقط بسبب نقص اليود، لذلك يجب أن يتم تشخيص كل سبب وأخذ العلاج المناسب له تحت إشراف الطبيب وبعد إجراء الفحوصات اللازمة.

اليود لسلامة تطور الجهاز العصبي لدى الجنين والرضيع ووظائف الإدراك والتعلم

يشكل اليود عنصرا مهماً بشكل أساسي في مراحل تكون الجهاز العصبي الأولى في الجنين، ويكون تأثير اليود الموجود في هرمون الغدة الدرقية مهما في مرحلتين أساسيتين، هما:

المرحلة الأولى بين الشهر الثالث و الخامس خلال الحمل

يعتمد الجنين في هذه المرحلة على الأم في توفير متطلباته من اليود وهرمون الغدة الدرقية، وجود اليود بشكل كافي في جسم الأم يُجنب الجنين حدوث مشكلة في التكوين الأوّلي للجهاز العصبي وحدوث ما يسمى بمتلازمة نقص اليود الخلقي أو القماءة أو الفدامة (بالإنجليزية: Cretinism)، والذي يؤدي إلى قلة النمو والتطور الجسدي والعقلي للمولود الجديد بدرجة كبيرة.

المرحلة الثانية بين الشهر السابع من الحمل وحتى عمر السنتين

يؤثر نقص اليود الموجود في هرمون الغدة الدرقية في هذه المرحلة على الأداء الحركي الإجمالي للطفل، والذاكرة، والنشاط الحركي. كما يؤثر على اللغة والتطور اللفظي، إلى جانب الانتباه، والقدرة على التعلم، ومهارات الذاكرة عند الطفل، ويكون هذا الضعف في الأداء ملاحظ في عمر السنتين والنصف في معظم الحالات.

وإن وجود هرمون الغدة الدرقية في المستوى المناسب عند الأم يحمي الطفل من هذه المضاعفات بداية، بالإضافة إلى أهمية فحص مستوى هرمون الغدة الدرقية في حديثي الولادة مباشرة بعد ولادتهم لتعويض أي نقص موجود في أسرع وقت.

تعد اضطرابات اليود حاليًا أكبر مسبب في تلف أو شلل الدماغ يمكن الوقاية منه عند حديثي الولادة، كما يعد المسبب الذي يمكن الوقاية منه لتوقف النمو الحركي النفسي عند الأطفال.

اليود لتحسين الأداء الإدراكي لدى الأطفال

أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يشكون من نقص متوسط أو حاد في مستوى اليود في الجسم بين عمر ٦-١٣ سنة، تتحسن لديهم وظائف الإدراك والتعلم بالإضافة إلى زيادة قدرتهم على التركيز حين يتم علاج نقص اليود لديهم.

غالباً يحصل الأطفال على حاجة أجسامهم من اليود عن طريق الطعام، خصوصاً المأكولات البحرية وملح الطعام بالإضافة إلى الثوم، وبذور السمسم، وفول الصويا، وخضروات اللفت، والسبانخ، وغيرها من المصادر لليود. لكن في بعض الحالات يعاني بعض الأطفال من نقص في اليود لذلك يجب إجراء الفحوصات الطبية المناسبة والمتابعة مع الطبيب لوصف العلاج والجرعة المناسبة لعمر ووزن الطفل.

اليود لعلاج فرط إفراز الغدة الدرقية

يدخل نوع معين من اليود ويسمى باليود المشع (بالإنجليزية: Radioiodine I-131) في علاج فرط نشاط الغدة الدرقية أو مرض جريفز، والذي يعتبر أحد أكثر الأسباب المؤدية لحدوث زيادة إفراز في الغدة الدرقية، حيث يعتبر اليود المشع من أكثر العلاجات المستخدمة لتقليل إفراز الغدة الدرقية إلى جانب الهرمون المضاد للغدة الدرقية والعلاج الجراحي.

يوجد مجموعة من الأعراض الجانبية للعلاج باليود المشع مثل حدوث نقص في إفراز الغدة الدرقية أو توقفها عن العمل وحاجة المريض لأخذ هرمون الغدة الدرقية -الثايروكسين- بشكل مزمن، إلا أن اليود المشع يعتبر العلاج الأوسع استخداماً والنهائي لمشكلة فرط نشاط الغدة الدرقية.

يقوم الطبيب بتشخيص الحالة ووصف العلاج والجرعة المناسبة من اليود المشع بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة للمصاب.

اليود لعلاج أورام الغدة الدرقية المتمايزة

يستخدم اليود المشع في علاج بعض أنواع أورام الغدة الدرقية المتمايزة المنتشرة إلى الغدد الليمفاوية أو الموجودة في أماكن لا يمكن استئصالها من خلال العمليات الجراحية.

تمتص الخلايا السرطانية اليود المشع ويعمل اليود المشع على تدمير هذه الخلايا بغض النظر عن مكان وجودها في الجسم، يعتبر اليود المشع خطوة مهمة في علاج أورام الغدة الدرقية المتمايزة، وفي القضاء على بقايا آثار الخلايا السرطانية المنتشرة في الجسم.

اليود للوقاية من تليفات وأورام الثدي

ترجع أهمية اليود وتأثيره على الثدي إلى دخوله بشكل مباشر في عملية بناء نسيج ثدي سليم، وأيضا من خلال تأثير اليود على وظيفة الغدة الدرقية، إذ توجد علاقة قوية تربط أمراض الغدة الدرقية وأورام الثدي.

تعتبر أورام الثدي أورام تتأثر بالمستويات الهرمونية في الجسم لذلك يوجد علاقة وثيقة بين الثدي والغدة الدرقية.

يرتبط وجود المستوى الطبيعي من اليود في الجسم بحماية السيدات من داء التليف الكيسي في الثدي، فقد ارتبط نقص اليود بزيادة احتمالية حدوث التليف الكيسي في الثدي خصوصاً أنه يصيب 50% من السيدات في عمر الإنجاب، أخذ اليود كمكمل غذائي يساعد في الحماية من التليف الكيسي في الثدي بشكل فعال ويقلل خطر تطوره إلى ورم خبيث فيما بعد.

نقص اليود يعتبر مسبب لأورام الثدي عند النساء، لذلك يجب الحرص على أخذ الكمية المناسبة عن طريق الطعام وفي حال وجود نقص في مستوى اليود يجب تعويضه للوقاية من أورام الثدي.

اليود معقم موضعي للجروح

يتميز اليود أنه عامل مطهر فعال خاصة عند استخدامه لتعقيم الجروح المزمنة والحروق، إذ إنه لا يسبب تأخراً في إلتئام الجروح وليس له أعراض جانبية أخرى عند الاستخدام.

يتم مسح حافة المنطقة المصابة بمادة اليود المعقمة، وبعدها تتم بقية خطوات تضميد الجرح بالطريقة المناسبة، فيقلل اليود من فرصة حدوث عدوى ويطهر المنطقة المصابة من الجراثيم.

اليود لصحة الجلد والشعر

وجود اليود ضمن مستوى مناسب في الجسم مهم للحفاظ على وجود مستوى مناسب لهرمون الغدة الدرقية والذي يلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على مرونة الجلد ونعومة البشرة، وحمايتها من حدوث الجفاف والتقشر الشديد، أيضا يحافظ على الشعر من التساقط ويحمي الشعر من الجفاف والتكسر بشكل سريع.