دفع فيروس كورونا العلماء إلى تطوير اللقاحات المعتمدة على الحمض النووي، إذ أشارت دراسة إلى بداية تصنيع اللقاحات المعتمدة على الحمض النووي، إذ ذكرت تلك الدراسة أن العلماء توصلوا إلى لقاحات جينية قبل 30 عاماً، أي أنها لقاحات تتكون من أجزاء من الأحماض النووية للفيروس أو البكتيريا، وكانت تنقسم إلى نوعين رئيسين، هما لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال (بالإنجليزية: Messenger Ribonucleic Acid)، ولقاحات الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين (بالإنجليزية: Deoxyribonucleic Acid).
لكن واجهت تلك اللقاحات مشكلات في التخزين والفعالية تغلب عليها العلماء مع مرور السنين ومع التجارب المستمرة والأبحاث، وأظهرت دراسة سبب استعمال ذلك النوع من اللقاحات لمجابهة فيروس كورونا، حيث تعد سريعة التحضير وأكثر فعالية مقارنة بالأنواع الأخرى من اللقاحات، كذلك قد تساعد على تطوير أدوية مستقبلية وتطبيقات أخرى بعد انتهاء الجائحة.
ما مدى تأثر صناعة الأدوية والتكنولوجيا الطبية بسبب جائحة كورونا؟
فقد تظهر تطورات في ثلاث مجالات في المستقبل بسبب تلك الجائحة، ويمكن تلخيص تلك التطورات فيما يلي:
تطوير التكنولوجيا القابلة للارتداء مثل الساعات وغيرها
وهي ساعات مهمة للتنبؤ بالإصابة بفيروس كورونا أو التنبؤ بوجود خلل في الجسم والإصابة بمرض ما من خلال قياس درجة الحرارة، والنبض، وغيرها من المميزات التي تلحقها الشركات في أجهزتها الذكية الصغيرة، مما قد يحفز تلك الشركات على التوسع وتطوير تلك الأجهزة، خاصة بسبب محدودية الفئة التي تستخدم تلك المنتجات نتيجة ارتفاع أسعارها، مما يعني الحاجة إلى توفير أجهزة مماثلة بفئات سعرية أقل.
استخدام شبكة البروتينات لتطوير أدوية جديدة لبعض الأمراض
إذ يمكن عمل شبكة من البروتينات التي تؤثر على البروتين الرئيسي المسبب لأي مرض، مما قد يساعد على ابتكار أدوية جديدة تعمل على تلك الجينات الفرعية، واستخدام بعض العقاقير الموجودة في السوق الدوائي من قبل، لعلاج أمراض لم تصنع من أجلها. ومن الأمثلة التطبيقية على ذلك استخدام تلك الشبكة لمعرفة البروتينات التي تتأثر بشكل مباشر وغير مباشر بفيروس كورونا، مما أسفر عن لفت النظر إلى أن أحد الأدوية المستعملة في العلاج الكيماوي للسرطان يمكن استخدامها أيضاً في علاج كورونا، ما يعني أن تطوير تلك الشبكات أمر محتمل بعد انتهاء الجائحة وقد تعد ركناً أساسياً فيما بعد في تطوير العقاقير.
تطوير لقاحات جديدة للأمراض المستعصية وعلاجات للسرطان
بالإمكان تطوير لقاحات الحمض النووي في المستقبل للوقاية من أمراض مستعصية، مثل فيروس نقص المناعة البشرية وغيره، كما قد تستخدم في علاج السرطان. وذلك لأن تلك اللقاحات تعتمد في طريقة عملها على محورين رئيسين، هما:
- تعزيز المناعة الذاتية تجاه الفيروس أو البكتيريا، مثل أي نوع آخر من اللقاحات.
- تحفيز الخلايا التائية المناعية التي قد تساعد على إزالة العدوى بعد حدوثها.
مستقبل الرعاية الطبية بعد وباء كورونا
بعد أن عاني ملايين المرضى من فيروس كورونا (كوفيد 19)، وبعد معرفة أهمية الحفاظ على مسافة آمنة عند مخالطة الناس للوقاية من هذا الفيروس وغيره من مسببات الأمراض، قد تطرأ بعض التغييرات الإيجابية على نظام الرعاية الطبية، ومن تلك التغيرات ما يلي:
- ازدياد الاهتمام بالرعاية الطبية الهاتفية عما قبل، حيث تساعد تلك الطريقة على تقليل انتقال الأمراض المعدية، والتخفيف من تكدس المراكز الصحية والمستشفيات.
- التركيز على تطوير أدوات ومستلزمات الرعاية الصحية المنزلية.
- ازدياد مستوى الوعي الطبي مما يسفر عن انخفاض أعداد طالبي الرعاية الطبية غير اللازمة.
- ارتفاع معدل الوعي حول الاحتياطات الضرورية الواجب اتباعها لتجنب الإصابة بالأمراض المختلفة وليس الوقاية من مرض كوفيد فقط، مثل غسل اليدين بالصابون، وغيرها من الاحتياطات.
اقرأ أيضاً: طرق الوقاية والعلاج لفيروس كورونا
- ازدياد القدرة على السيطرة على طرق انتشار الأمراض المعدية، والأمراض الموسمية.
- تزايد الروابط والعلاقات بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية بسبب ارتفاع الوعي، والرغبة في الكشف المبكر قبل تطور الأمراض.