العلاج الحركي أو المعالجة الحركية هي إحدى وسائل العلاج الطبيعي، وتعني الاستخدام العلمي لحركات الجسم لأغراض وقائية وعلاجية، وذلك بهدف المحافظة على العمل الوظيفي وإعادة تأهيل النسيج قبل وأثناء وبعد الإصابة، وبالتالي فإن العلاج الحركي يعتمد وسيلة هي الأكثر فعالية بين وسائل القوى الطبيعية، وهي الحركة من أجل الوقاية والعلاج والتأهيل عند الإصابة والمرض أو الإعاقة. لنتعرف على تأثير العلاج الحركي على أجهزة الجسم.
ما هي مراحل العلاج الحركي؟
تعد المعالجة الحركية من أكثر وسائل العلاج الطبيعي فعالية إذا ما استخدم بشكل منظم، ودقيق، ومتوافق مع الخلل الوظيفي للجسم، حيث يعتمد العلاج الحركي على التوافقات النسيجية لأجهزة الجسم كافة، ويعتمد على مفاهيم علم الحركة وقوانينه في بناء الأنظمة العلاجية لاستعادة وتجديد الوظائف الحركية والوصول إلى حالة ما قبل الاصابة أو المرض وتحديد مضاعفات الإعاقة.
إن المراحل التي تمر بها عملية تعلم الحركة كما يراها بعض العلماء هي ثلاث مراحل أساسية ترتبط فيما بينها، وتؤثر واحدة في الأخرى وتتأثر بها وهي:
- مرحلة اكتساب التوافق الأولي للحركة.
- مرحلة اكتساب التوافق الجيد للحركة (الكف).
- مرحلة إتقان وتثبيت الحركة (الاستثارة، والكف).
ففي المرحلة (أ)، يكون الأداء الحركي صعباً لاشتراك عضلات غير مطلوب مشاركتها، مما يجعل الأداء الحركي متوتراً، وبذلك يحتاج إلى طاقة إضافية.
أما في المرحلة (ب)، فيتم التخلص من التوتر العضلي الزائد والحركات الجانبية، ويأخذ الأداء المهاري الحركي في التحسن تدريجياً وتصحيح الأخطاء من خلال عمليات التعلم المنظم.
وفي المرحلة (ج)، وهي المرحلة الأخيرة، يتم التوازن بين الاستثارة والكف، وعن طريق التدريب على أداء الحركة تحت مختلف الظروف يمكن إتقان أداء الفرد للحركة مع الإقتصاد بالجهد والتناسق بين حركات الجسم ونشاط الأعضاء الداخلية.
إن أداء الحركات يعتمد بشكل كبير على التغذية الراجعة، وتشير إلى أثر المثيرات الناتجة من الاستجابات الحركية في أداء الاستجابات اللاحقة، كنتيجة طبيعية لحركة الإنسان، فعندما يحرك يديه فإن معلومات خاصة بهذه الحركة تأتيه من عضلات ومفاصل اليد وهذه المعلومات آتية من العينين وربما من مصادر أخرى، سوف تصل عن هذه الحركة، وهذا النوع من التغذية الراجعة يحدث كاستجابة طبيعية للجسم، وليس كمعلومات أو إثارات خارجية صادرة من البيئة الخارجية.
اقرأ أيضاً: التمارين المستخدمة في العلاج الحركي
تاثير العلاج الحركي على العضلات
تشمل تأثيرات العلاج الحركي على العضلات الهيكلية ما يلي:
- زيادة حجم العضلات نتيجة للتدريب.
- زيادة سمك وقوة الغشاء المغلف للألياف العضلية.
- زيادة مطاطية وطول الألياف العضلية، مما يساعد على إنتاج قوة عضلية أكبر.
- سرعة العمليات الكيميائية داخل العضلة، مما يساعد على زيادة كمية المواد المنتجة للطاقة، مثل الفوسفوكرياتين، والهيموجلوبين، وبالتالي تزداد كفاءة العمل العضلي ومدته.
- تكتسب العضلات لدى الفرد الرياضي صفة الجلد العضلي.
- الفرد الرياضي لديه القدرة على إشراك أكبر عدد من الألياف العضلية في العمل العضلي، وبالتالي تزداد القوة الناتجة.
- يسهل مرور الإشارات العصبية خلال نهاية العصب الحركي في الليفة العضلية المدربة عنها في غير المدربة.
- زيادة التوعية الشعرية في العضلات.
تاثير العلاج الحركي على العظام
تتمثل تأثيرات العلاج الحركي على العظام في:
- زيادة مرونة المفاصل، وتقوية الأربطة وبذلك يعمل المفصل بكفاءة.
- تثبيت المادة الأساسية للعظام أو الغضاريف والأنسجة الضامة، وذلك من خلال زيادة تركيز الكالسيوم في العظم.
- تحريض النمو العرضي للعظم (زيادة القطر العرضي للعظم).
- زيادة تأقلم تركيبات العظم والمفصل الشكلانية مع المتطلبات الوظيفية الزائدة.
- تقوية وتثبيت أماكن ارتكاز العضلات على العظام.
للمزيد: الكالسيوم وصحة العظام
تاثير العلاج الحركي على الدم
يمكن أن يؤثر العلاج الحركي على الدم بالطرق التالية:
- زيادة عدد كريات الدم الحمراء وحجم الدم: خلال فترة الراحة تكون عدد كريات الدم الحمراء من (4 – 5) مليون كرية في كل (1) ملم مكعب من الدم، وأثناء الجهد البدني، تزداد عدد الكريات الدم الحمراء بمقدار (1) مليون كرية كل (1) ملم مكعب من الدم.
- زيادة عدد كريات الدم البيضاء أثناء الجهد البدني: خلال فترات الراحة تكون عدد كريات الدم البيضاء حوالي من (6 – 8) ألف كرية كل (1) ملم مكعب من الدم، ونتيجة للجهد البدني تحدث زيادة في عدد كريات الدم البيضاء إلى (15-30) ألف كرية كل (1) ملم مكعب من الدم، ثم تعود إلى وضعها الطبيعي بعد حوالي (48) ساعة.
- زيادة عدد الصفائح الدموية أثناء الجهد البدني: خلال فترة الراحة يكون عدد الصفائح الدموية حوالي 250 ألف صفيحة دموية كل (1) ملم مكعب من الدم، ونتيجة الجهد البدني تحدث زيادة في عدد الصفائح الدموية من (2 – 4) أضعاف حالتها في خلال فترة الراحة.
- زيادة كمية سكر الجلوكوز في الدم أثناء الجهد البدني: خلال فترة الراحة، تكون كمية الجلوكوز بالدم من (80 –120) ملغم كل 100سم مكعب من الدم وخلال الجهد البدني ترتفع إلى أكثر من (160) ملغم كل 100سم مكعب من الدم، إلا أنه بعد استمرار الجهد بشكل متواصل لأكثر من 30 دقيقة، فسوف تهبط هذه الكمية نتيجة لكثرة استهلاك الجلوكوز والجلايكوجين أثناء الجهد البدني.
- زيادة كمية حمض اللاكتيك في العضلات والدم.
- زيادة السعة الدارئة للدم.
- زيادة الفعالية الحالة للشحوم.
- ارتفاع الفارق بين الأكسجين الشرياني والوريدي أثناء الراحة، مقارنة مع غير المتدربين.
تاثير العلاج الحركي على القلب والاوعية الدموية
تشمل تأثيرات المعالجة الحركية على القلب والأوعية الدموية ما يلي:
- زيادة حجم عضلة القلب، وبالتالي تزداد قوتها وذلك لزيادة حجم الألياف القلبية وليس عددها، إذ أن حجم القلب أثناء الانقباض مع المجهود أصغر من انقباضه أثناء الراحة، ويرجع ذلك نتيجة تنبيه العصب السمبثاوي للدورة الدموية أثناء المجهود وكذلك مدى ما يسحب من كمية الدم الإحتياطي.
- زيادة سعة القلب، وسمك عضلته، وحجراته.
- زيادة كمية الدم المدفوعة في كل دقة وكل دقيقة.
- انخفاض معدل النبض في الشخص المدرب عنه في الشخص غير المدرب، كما أن سرعة النبض تعود لحالتها الطبيعية أسرع لدى الشخص المدرب عن الشخص غير المدرب.
- الزيادة في ضغط الدم.
- زيادة عدد الشعيرات الدموية المغذية للعضلات، حتى تواجه الزيادة في حجم القلب.
تاثير العلاج الحركي على الجهاز التنفسي
من تأثيرات العلاج الحركي على الجهاز التنفسي ما يلي:
- زيادة السعة الحيوية للفرد، وتكون السعة الحيوية للرئتين لدى الفرد الرياضي أكبر منها لدى الفرد غير الرياضي، حيث تبلغ لدى الرياضيين حوالي 8 لتر، في حين لدى الفرد غير الرياضي حيث تبلغ لدى الرياضيين من 3 إلى 4 لتر.
- تقوية عضلات التنفس، وأهمها عضلة الحجاب الحاجز، وعضلات ما بين الضلوع.
- زيادة معدل التنفس في الدقيقة لدى الرياضيين عنها لدى غير الرياضيين، حتى يمكن إمداد الجسم والعضلات بكمية أكبر من الأكسجين.
- زيادة عدد الحويصلات الهوائية المشتركة في عملية تبادل الغازات بين الدم والرئتين، وبالتالي تزاد المساحة التي يتعرض فيها الدم للأكسجين.
تاثير العلاج الحركي على الجهاز العصبي
يكون تأثير العلاج الحركي على الجهاز العصبي في الأمور التالية:
- سرعة الإستجابة الداعية للمثير سرعة رد الفعل.
- اكتساب الفرد الرياضي للتوافق الحركي، والتوافق العضلي العصبي، ويعني الاستجابة الجيدة بين الإشارة العصبية والعمل العضلي.
- اكتساب التوقيت الحركي السليم، ويعني التكوين الديناميكي للحركة، ويساعد على الاقتصاد في المجهود وعدم إشراك مجموعات عضلية أكثر من المطلوب.
- تحقيق التوازن بين عمليات الكف والاستثارة.
- اكتساب الإحساس الجيد للحركة.
- سهولة مرور الإشارات العصبية من المراكز العصبية إلى العضلات والعكس.
اضرار قلة الحركة
يمكن النظر إلى قلة الحركة على أنها متلازمة، تؤهب للكثير من الأمراض ومن آثارها:
- ضعف وظائف الجسم.
- زيادة الوزن.
- نقص الاستطاعة القلبية، وعدم الإقتصادية في عمل القلب.
- فرط الفعالية الودية الأدرينالية.
- انعدام التوازن النفسي والعاطفي.