في ديسمبر 2020 تم الإعلان عن ظهور نوع جديد من الفيروسات التاجية وهي سلالة متحورة عن سلالة فيروس كورونا الأصلي (بالإنجليزية: SARS-CoV-2) الذي تسبب بجائحة كوفيد- 19، وقد ظهرت هذه السلالة الجديدة لأول مرة في إنجلترا.
لم يقف الأمر عند المتحور الأول الذي ظهر في انجلترا والذي يعرف بمتحور فيروس كورونا B.1.1.7 بل تبعه ظهور سلالتين متحورتين عن فيروس كورونا الأصلي وهي المتحور الذي ظهر في جنوب إفريقيا ويعرف بمتحور كورونا 501Y.V2 والمتحور الذي ظهر في البرازيل ويعرف بمتحور كورونا P.1 ، وقد سببت هذه السلالات الثلاثة الجديدة القلق بشكل خاص.
ما سبب ظهور السلالات الجديدة من فيروس كورونا؟
من الشائع أن تتحور الفيروسات خاصة الفيروسات التاجية (كورونا) من وقت لآخر، ويحدث التحور عندما تصبح هناك طفرات أو تغيرات في الحمض النووي الريبي للفايروس، مما يسبب تغيرات في طبيعة الفيروسات، و طريقة تصرفها في الجسم، كما تميل التغيرات في فصول السنة خاصة فصلي الخريف والشتاء في زياد حدوث هذه التغيرات على طبيعة الفيروس، وتزيد من شراسته وسرعة انتشاره .
لا تعد الطفرات أو التحورات التي حدثت لفيروس كورونا المسبب لوباء كوفيد 19جديدة أو غير متوقعة، إلا أن هذه التغيرات تسبب القلق بشكل خاص لأنها ساعدت الفيروس على زيادة سرعة انتشاره، وزيادة قدرته على الارتباط بمستقبلات الخلايا، وزادت من قدرته على التهرب من الجهاز المناعي.
للمزيد: اخطاء في علاج كورونا
ما هي الطفرات التي طورها فيروس كورونا وما خطورتها؟
طور فيروس كورونا خلال السنة الماضية 9 طفرات ولكن لم يولي العلماء الكثير من الأهمية للطفرات التي حدثت على تشفير البروتين الخاص بالفيروس، ولكن كان القلق يدور حول الطفرات التي تؤثر على حسكات (بالإنجليزية: spikes) فيروس كورونا وهي الارتفاعات المشابهة للاشواك المحيطة بالفيروس .
ساعدت الطفرات على زيادة عدد الحسكات حول فيروس كورونا، وزادت من قرب هذه الحسكات من بعضها، مما زاد من قدرة الفيروس على الارتباط بالخلايا، وزادت من صعوبة مهاجمة الأجسام المضادة له، مما يزيد من شدة المرض عند التعرض للعدوى ومن سرعة نسخ الفيروس لنفسه وبالتالي زيادة سرعة انتشار العدوى .
لاحظ أخصائيو الصحة العامة زيادة سرعة انتشار فيروسات كورونا المتحورة الجديدة بنسبة الضعف كل عشرة أيام ، مما يعني سرعة انتشار هائلة بالمقارنة مع سرعة انتشار فيروس كورونا الأصلي الذي تسبب بجائحة كوفيد- 19 ، وتعني أيضاً زيادة كبيرة في عدد الإصابات المحتملة .
اقرأ أيضاً: ما هي سلالة كورونا الجديدة؟ وهل اللقاحات فعالة ضدها؟
هل اللقاحات المتوفرة فعالة سلالات فيروس كورونا المتحورة؟
تستهدف اللقاحات المتوفرة حالياً مثل لقاح فايزر - بيونتيك بروتينات الحسكة التي تلعب دور رئيسي في ارتباط الفيروس بالخلايا، وقد أثارت الطفرات الجديدة التي طورها فيروس كورونا على هذه البروتينات القلق حول مدى فعالية اللقاح، وقدرة الأجسام المضادة التي طورها الجسم بعد التعرض لعدوى فيروس كورونا في السابق على محاربة السلالات المتحورة الجديدة.
لا توجد دراسات سريرية مؤكدة بعد حول فعالية أنواع اللقاحات المختلفة في محاربة السلالات المتحورة لفيروس كورونا والوقاية منها.
يوجد حتى الآن 9 لقاحات أثبتت فعاليتها في الوقاية من تطور الأعراض الشديدة والوفاة عند التعرض لعدوى فيروس كورونا الأصلي الغير متحور، إلا أن بعضها قد لا يكون فعال في محاربة السلالات المتحورة الجديدة لفيروس كورونا، وقد أظهرت الإحصائيات النتائج التالية لفعالية هذه اللقاحات مع السلالات الجديدة لفيروس كورونا :
- أظهر لقاح جونسون أند جونسون ولقاح نوفافاكس فعالية منخفضة في مواجهة السلالة المتحورة في جنوب أفريقيا بالمقارنة بالدول الأخرى .
- أعلنت جنوب إفريقيا عن خطط لإيقاف لقاح استرازينيكا بعد أن أظهرت التجارب السريرية أن جرعتين من اللقاح لم تحمي متلقيها من العدوى بفيروس كورونا المتحور الذي ظهر في جنوب أفريقيا ، ولكن لا تزال هناك حاجة لدراسات أكثر قبل المضي في هذا القرار.
- أشارت دراسة نشرت في 24 شباط أن لقاح فايزر - بيونتيك كان فعال بنسبة 92% في الحماية من جميع سلالات كورونا المتحورة بعد أن تم تلقيح 1.2 مليون شخص بعد أن كانت أكثر من ثلثي الإصابات ناجمة عن العدوى بفيروس كورونا المتحور الذي ظهر في انجلترا .
- أظهرت الدراسات في مركز فريد هاتشينسون للأبحاث أن جرعة واحدة من لقاح مودرنا أو لقاح فايزر - بيونتيك زادت من تركيز الأجسام المضادة لدى الاشخاص المتعافين من عدوى فيروس كورونا الأصلي بنحو ألف مرة ، وظهرت فعاليتها في الوقاية من عدوى فيروس كورونا المتحور الذي ظهر في جنوب إفريقيا .
للمزيد: فوائد أخذ لقاح كورونا