عاني الكثير من الناس من آلام أسفل الظهر، وتشير الاحصائيات في الولايات المتحدة على سبيل المثال أن حوالي ثمانين بالمائة من السكان لديهم أعراض آلام أسفل الظهر، وتأتي آلام الظهر في المرتبة الثانية بعد نزلات البرد في عدم قدرة الناس على مغادرة البيوت، وكذلك من أهم أسباب زيارة الأطباء بما يسببه من آلام شديدة. في السطور القادمة سوف نعرف على الفرق بين الشد العضلي والانزلاق الغضروفي.
الشد العضلي
لكي نعرف الفرق بين الديسك والشد العضلي يجب معرفة الشد العضلي والذي يعود لحدوث إصابة في الألياف العضلية أو الأوتار الماسكة بين العضلات والعظام، ومن الممكن حدوث التواء للأنسجة العضلية أثناء الانبساط وقد يصل لمرحلة تمزق الأربطة، والسبب الشائع في مثل هذه الحالات هو تعرض العضلات للإجهاد وعدم تمتع الفرد الذي يواجه هذه الحالة باللياقة البدنية السليمة.
بينما تكون الالتواءات العضلية مؤثرة بشكل كبير على الأربطة، التي تمسك ما بين العضلات وبعضها في المفاصل، وتنشأ في الغالب بسبب التعرض للسقوط المفاجئ أو تصادمات الملاعب المنتشرة أو حتى من حوادث السيارات والطرق.
الديسك أو الانزلاق الغضروفي
نتعرف هنا على الفرق بين الديسك والشد العضلي من خلال معرفة الديسك والذي يطلق على القرص الغضروفي الموجود بين المفاصل عند التقاء العظام ببعضها، ويحدث الانزلاق الغضروفي عندما تحدث حركة أو تورم في أحد الأقراص.
يصنف الديسك على أنه من الأنسجة الضامة المكونة من مادة الغضروف، الذي يكون طبقتين واحدة من الخارج للحماية وتكون صلبة والأخرى من الداخل وتكون لدنة تشبه الجيلي، ويحدث في الغالب التمزق في الجانب الخارجي من الغضروف.
اقرأ أيضاً: التمارين المستخدمة في العلاج الحركي
الفرق بين الشد العضلي والانزلاق الغضروفي من خلال الاعراض
يمكن معرفة الفرق بين انقراص الفقرات والديسك من خلال القدرة على تميز أعراض الحالتين، ومن هذه الأعراض ما يلي:
اعراض الشد العضلي
تشمل أعراض الشد العضلي التي تظهر الفرق بين الديسك والشد العضلي على ما يلي:
- آلام تزداد حدتها مع الحركة.
- الشعور بالألم حتى مع الراحة.
- حدوث تشنجات في العضلات مع الشد.
- وجود آثار الكدمات والتورم والاحمرار.
- عدم القدرة على تحريك المفصل المصاب حركة واسعة.
- عدم القدرة على استخدام العضلات أو الأوتار.
- عدم استمرار الألم أكثر من أسبوعين على الأكثر.
أعراض الديسك أو الانزلاق الغضروفي
يعرف الفرق بين الديسك والشد العضلي بملاحظة الفرق في الأعراض الظاهرة للديسك وهي:
- الشعور بالخدران في الأطراف.
- الإحساس بالضعف في العضلات.
- آلام تنتشر في كل الأطراف العلوية والسفلية.
- الشعور بالألم باستمرار ودون توقف.
- متلازمة الألم مع حركة العمود الفقري في أي اتجاه.
- حدوث ضعف في الأعصاب، مثل حدوث اضطرابات في المثانة والأمعاء عقب الإصابة.
الفرق بين الديسك والشد العضلي عن طريق التشخيص
تشمل طرق التشخيص التي توضح الفرق بين الشد العضلي والانزلاق الغضروفي على ما يلي:
تشخيص الشد العضلي
لا يحتاج المريض للتشخيص إلا بعد فشل العلاج الطبيعي في تخفيف الألم ومرور فترة طويلة تزيد عن شهر ونصف دون الشعور بالراحة، وفي هذه الحالة يحتاج المصاب إلى:
- الأشعة السينية: وهي قادرة على إظهار صورة من الفقرات والمفاصل، وبالتالي يستطيع الطبيب المعالج في البحث عن أسباب أخرى محتملة للألم مثل الالتهابات أو الكسور.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: وهو يقدم صوراً ثلاثية الأبعاد للهيكل الداخلي للجسم، ونستطيع من خلاله مشاهدة النخاع الشوكي والأعصاب وملاحظة وجود أو أورام أو لا.
تشخيص الديسك أو الانزلاق الغضروفي
يمر تشخيص حالة الديسك أو الانزلاق الغضروفي بثلاثة مراحل هي:
- النظر في التاريخ العائلي مع حالة الانزلاق الغضروفي حيث من المتوقع توارث هذه الإصابة.
- الفحص الجسدي لاختبار قوة العضلات والأعصاب في كل أطراف الجسم العلوية والسفلية.
- الفحص بالأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي ومن خلالها يسهل التعرف على مكان الانزلاق.
الفرق بين الديسك والشد العضلي عن طريق العلاج
يشمل الفرق بين انقراص الفقرات والديسك من ناحية العلاج على ما يلي:
علاج الشد العضلي
يفضل عدم التواجد المستمر في السرير أثناء حدوث الشد العضلي، فالبقاء فترات طويلة في الفراش يفقد قوة العضلات، وفي الغالب يلجأ الطبيب إلى وصف الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات إذا كانت الآلام متوسطة.
العلاج الطبيعي من العلاجات الرائعة والتي لها نتائج ممتازة، ومن بين هذه العلاجات الطبيعية شد الحوض، التدليك الخفيف، العلاج باستخدام الكمادات الباردة والساخنة، وكذلك في بعض الحالات يستخدم الطبيب الموجات فوق الصوتية في العلاج، وتحفيز العضلات بالكهرباء، وبعض تمارين الشد.
هناك علاجات أخرى بديلة مثل استخدام الإبر، وتقويم العمود الفقري واليوجا، ولا مانع من استخدام بعض الأدوية من مرخيات العضلات.
للمزيد: تمارين المرونة والمطاطية: أنواعها وأهميتها
علاج الديسك أو الانزلاق الغضروفي
تعتمد الطريقة التي يعالج بها الديسك على مدى شدة الانزلاق الحادث، وهناك عدة خيارات منها:
- السيطرة على الألم: وتتم هذه الطريقة باستخدام الأدوية والمسكنات وهدفها الرئيسي تقليل الشعور بالألم لكنها لا تستطيع إصلاح الانزلاق مرة أخرى.
- العلاج الطبيعي: ويعتبر من الخيارات الرائعة في الكثير من الأحيان، حيث أنه لا يساعد فقط في تقليل الألم ومحاولة عودة الانزلاق لكنه يعمل على عدم السماح بعودة الإصابة مرة أخرى مستقبلاً.
- التدخل الجراحي: في معظم الحالات يكون الخيار الجراحي هو آخر الخيارات، وفي هذا الخيار يقوم الجراح بإزالة الجزء المنزلق ويغلق الديسك احتياطياَ وبذلك يتخلص من الانزلاق والألم معاً.
اختبارات معرفة الفرق بين الديسك والشد العضلي
يسعى الجميع من المصابين لمعرفة ما إذا كانت تلك الآلام التي يتعرض لها أسفل الظهر آلام ناتجة عن الشد العضلي أم أنها نتيجة حدوث انزلاق في الديسك، وهناك مجموعة من الاختبارات التي توضح الفرق بين الشد العضلي والديسك ومنها:
- يلاحظ بوجه عام في حالات انزلاق الديسك المعروف بالانزلاق الغضروفي يزداد الألم مع الانحناء أماماً وعند العودة للانتصاب مرة أخرى، مع ملاحظة أن الألم يكون بدرجة أقل عند الانحناء أماماً، ويزيد عند الرجوع.
- يصاحب الشد العضلي غالباً، ألم في منطقة واحدة فقط في أسفل الظهر، بينما في حالة انزلاق الديسك ينتقل الشعور بالخدران والألم إلى أحد الأطراف السفلية.
- يتسبب الديسك المنزلق في حدوث ضعف واضح في الساق، وفي بعض الحالات يحدث اصطدام متكرر في أصابع القدم أثناء المشي، والسبب في هذه الحالة هو فقدان بعض العضلات قدرتها في رفع مشط القدم من الأرض بالشكل المناسب، ولذلك فإن المصاب بالانزلاق في الديسك لا يستطيع السير على أصابع القدم.
- يجري الطبيب اختباراً هو من أشهر اختبارات انزلاق الديسك، حيث يجلس المصاب ويقوم الطبيب بضرب الوتر الرضفي بالمطرقة، فيكون رد الفعل الانعكاسي ارتعاش أسفل الساق سريعاً، بينما في حالة عدم الاستجابة يكون التشخيص حدوث انزلاق غضروفي.
- يعد فقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء علامة من علامات حدوث انزلاق في الديسك.
اقرأ أيضاً: علاج الديسك أو الانزلاق الغضروفي