أصبحت التكنولوجيا جزء لا يتجزأ من حياتنا، فلا يمكن الاستغناء عن الأجهزة الإلكترونية، حيث يتم الإعتماد عليها في كثير من الأمور، ولكنها سلاح ذو حدين، حيث أنها لها أضرار عديدة يجب الانتباه لها. وخاصةً على الصغار. وسوف نلقي الضوء على تأثير الأجهزة الذكية على الأطفال وكيف يمكن تجنبها.
تأثير الأجهزة الذكية على الأطفال
فيما يلي تأثير الأجهزة الذكية على الأطفال:
- الإصابة بالسمنة: قد يكون الانخراط في نشاط يستدعي الجلوس لفترة طويلة، مثل ممارسة ألعاب الفيديو أو مشاهدة التلفاز، أحد عوامل خطر الإصابة بالسمنة، حيث يجلس الطفل لساعات طويلة أمام هذه الأجهزة دون أن يدري لأنه يشعر بالمتعة، وحينما يشعر بالجوع، فيتناول الحلوى السريعة والأطعمة بكميات كبيرة، وهو ما يسبب الإصابة بالسمنة في نهاية المطاف.
- زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب: هناك ارتباط وثيق بين الإصابة بالسمنة وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
- تأثيرات سلبية على الدماغ: هناك العديد من أضرار الأجهزة الإلكترونية على الدماغ، وذلك نتيجة الاشعة الكهرومغناطيسية التي تصدر عن هذه الأجهزة، والتي يقوم الجسم بامتصاصها، وبالتالي تسبب آلام الرأس المزمنة، والتوتر، وزيادة الانفعالات، والإصابة بالتوتر والإحباط.
- مشاكل النوم: أيضاً تعتبر مشاكل النوم من أضرار الأجهزة الإلكترونية على الأطفال، إذ يتداخل الضوء المنبعث من الأجهزة الإلكترونية مع دورة نوم الدماغ، ويمكن أن يمنع الحصول على نوم جيد ليلاً، كما يمكن أن تتسبب الأجهزة الإلكترونية في تأخر نوم الطفل لأن الوقت يسرقه أمام هذه الشاشات، ويجعله ينسى موعد نومه.
- القيام بسلوكيات خاطئة: يأتي الكذب في مقدمة السلوكيات الخاطئة التي يمكن أن تسببها الأجهزة الإلكترونية، حيث يضطر الطفل للكذب من أجل البقاء لفترات طويلة أمام الجهاز، فيدعي النوم أو أنه لم يجلس كثيراً، أو يقوم بتخبئة الجهاز الإلكتروني في الفراش ليستخدمه أثناء النوم، وهو ما يؤثر على صحته بشكل كبير.
- آلام الرقبة والظهر المزمنة: يتطلب الجلوس أمام الأجهزة الإلكترونية واللوحية، البقاء في وضعية غير صحيحة لفترات طويلة، حيث يمكن أن يكون الظهر منحني وكذلك الرقبة، وبمرور الوقت، تصبح هذه المشكلات الصحية مزمنة، وقد يعاني الطفل من آلام الرقبة والظهر، وألم في أسفل الظهر فيما بعد.
- ضعف النظر: مشكلة صحية أخرى تنتج عن الجلوس أمام الأجهزة الإلكترونية لفترة طويلة، وهي ضعف النظر وجفاف العين، وذلك نتيجة التحديق المستمر في هذه الأجهزة، وخاصةً عند استخدام الأجهزة الصغيرة التي تتطلب اقتراب الوجه منها أثناء اللعب أو مشاهدة المقاطع المصورة.
- الإصابة بالاكتئاب والقلق: يعتبر القلق والإكتئاب من أضرار الأجهزة الإلكترونية على الدماغ، حيث أن كل الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات يمكن أن يؤثر سلباً على صحته العقلية والعاطفية، وذلك نتيجة العزلة والتعايش مع عالم افتراضي وتجنب العلاقات الاجتماعية الهامة أثناء فترة التأسيس، وبالتالي يعتاد الطفل على الوحدة، وقد يتسبب هذا في الإكتئاب مع تقدم العمر، كما أنه يجعل الطفل شخصاً خجولاً لا يتمكن التعامل مع الأشخاص بطريقة صحيحة.
- المشاكل التعليمية: يعاني الأطفال في سن المدرسة الذين يجلسون أمام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة من مشاكل في التعليم أكثر من غيرهم، وذلك نتيجة قلة النوم وبالتالي انخفاض مستوى التحصيل المدرسي، وكذلك عدم الرغبة في المذاكرة وكثرة السرحان أثناء تلقي الدروس.
- الميل إلى العنف: يعد العنف من أبرز أعراض الإدمان المرضي على ألعاب الفيديو، حيث يمكن أن يؤدي التعرض لمشاهد عنيفة أو اللعب التي تعتمد على العنف إلى جعل الأطفال غير حساسين تجاهها، وفي النهاية، قد يستخدمون العنف لحل المشكلات وقد يقلدون ما يرونه أمامهم، ليصبحوا أطفال أكثر عنفاً، ويعتبر الأذى أسلوب حياتهم في التعامل مع الأطفال الآخرين.
للمزيد: نصائح قبل استخدام الأطفال للأجهزة اللوحية
طرق الوقاية من اضرار الأجهزة الذكية على الأطفال
يمكن الوقاية من أضرار الأجهزة الذكية على الأطفال بعدة طرق، وتشمل:
تحديد وقت جلوس الأطفال أمام الأجهزة الإلكترونية
ينصح بتحديد وقت معين لجلوس الأطفال أمام الأجهزة الإلكترونية، على أن يكون هذا الوقت مكافأة للطفل حينما يقوم بسلوك جيد مثل ترتيب غرفته أو استذكار دروسه وغيرها من الأمور، وينصح ألا يزيد وقت جلوس الأطفال أمام هذه الأجهزة عن ساعة في اليوم.
ايجاد بدائل للطفل
لا يمكن منع الطفل من الجلوس أمام الأجهزة اللوحية دون أن تجد الأم بدائل للطفل حتى يخرج طاقته ويستمتع بوقته، ويكون ذلك من خلال اللعب مع الطفل أو توفير أدوات تساعده في عمل صناعات يدوية ليبدع فيها، بالإضافة إلى أنشطة أخرى مثل قراءة قصص ورقية أو الرسم وغيرها من الأنشطة المفضلة للأطفال.
تخصيص وقت لممارسة الرياضة
يجب تخصيص وقت لممارسة الرياضة يومياً، فكم هي مهمة لصحة الطفل وتساعده في إخراج طاقته بطريقة صحيحة، كما تضمن الحفاظ على النمو السليم للجسم والوقاية من السمنة، ويمكن ممارسة الرياضة في المنزل أو أخذ الطفل في حدائق مفتوحة لممارسة التمارين الرياضية أو المشي.
ومن الضروري أن يذهب الطفل إلى النادي ويتعلم رياضة جديدة يفضلها، ليصبح شخص رياضي واجتماعي ويكتسب ثقة كبيرة في ذاته.
الحرص على الجلوس مع الطفل
ينبغي على الأسرة أن تحدد وقتاً للجلوس مع بعضها البعض، ويتشاركوا في اللعب وتبادل الحديث، ويقوم كل فرد منهما بالتحدث عن يومه ليعتاد الطفل أن يحكي مختلف المواقف الخاصة به ويشاركها مع أهله.
الحفاظ على نمط نوم صحي
على الآباء مراقبة أبنائهم دون أن يلاحظوا للتأكد من أنهم يناموا في موعدهم وعدم ترك الأجهزة اللوحية بين يديهم في غرفة النوم، وذلك لضمان حصول الطفل على عدد ساعات النوم المناسبة له، والوقاية من اضطرابات النوم.
كن قدوة لهم
يجب أن يكون كل من الأب والأم خير قدوة لأبناءهم، لأن الآباء هم مرآة الأبناء، ولا يمكن أن نطلب من أبناءنا أن يمتنعوا عن الجلوس أمام الأجهزة الإلكترونية أو تقنين وقت استخدامها، ونحن لا نفعل ذلك.
وضع قواعد لاستخدام الأجهزة الإلكترونية
يجب على كل من الأب والأم من وضع قواعد للمنزل لا يمكن تخطيها سواء من الكبار أو الصغار. فيما يلي بعض أمثلة القواعد المنزلية التي ينصح باتباعها:
- عدم استخدام الأجهزة الإلكترونية أثناء تناول الوجبات.
- عدم استخدام الأجهزة الإلكترونية في السيارة.
- عدم استخدام الأجهزة الإلكترونية أثناء في غرف النوم.
- عدم استخدام الأجهزة الإلكترونية أثناء الجلوس مع الأسرة.