مخاطر الإشعاع النووي وتأثيراته الفتاكة
عندما تحدث كارثة نووية، سواء كان ذلك نتيجة انفجار قنبلة ذرية أو تسرب من مفاعل نووي، فإن ذرات مشعة غير مستقرة تنطلق في الجو، وتنتشر على مسافات شاسعة قد تصل إلى آلاف الكيلومترات. هذه الذرات يمكن أن تؤثر على الصحة والبيئة بطرق متعددة، ويعتمد ذلك على نوع الإشعاع، شدته، ومدة التعرض له.
تابع القراءة لتتعرف على مخاطر الإشعاع النووي على الإنسان والبيئة.
مخاطر الإشعاع النووي على الصحة
يمكن تصنيف التعرض للإشعاع النووي إلى نوعين رئيسيين: الأول هو التعرض الحاد، الذي يحدث عندما يتعرض الشخص لجرعة عالية من الإشعاع في وقت قصير، مثلما يحدث في الحوادث النووية الكبرى. هذا النوع من التعرض يمكن أن يؤدي إلى أضرار فورية وشديدة، وقد تكون مميتة.
أما النوع الثاني فهو التعرض المزمن، حيث يتعرض الشخص لجرعات منخفضة من الإشعاع على مدى فترة طويلة. غالبًا ما يحدث ذلك بسبب العيش أو العمل بالقرب من مصادر إشعاعية، مثل المفاعلات النووية. ورغم أن التأثيرات قد لا تظهر على الفور، إلا أنها ترتبط بزيادة خطر الإصابة بمشاكل صحية خطيرة، مثل السرطان.
مخاطر الإشعاع النووي على المدى القصير
تشمل الأضرار التي قد يسببها الإشعاع النووي على المدى القصير ما يلي:
1. الحروق الإشعاعية
تُعتبر الحروق من أخطر الآثار الفورية للانفجارات النووية. هذه الحروق تنتج عن امتصاص الجلد للإشعاع، وقد أظهرت التقديرات أن انفجارًا نوويًا بقوة مليون طن قد يُسبب:
- حروقًا من الدرجة الأولى على بُعد نحو 11 كيلومترًا.
- حروقًا من الدرجة الثانية على بُعد نحو 9 كيلومترات.
- حروقًا من الدرجة الثالثة على بُعد يصل إلى 8 كيلومترات.
قد يتعرض الشخص لصدمة خطيرة تهدد حياته نتيجة هذه الإشعاع، حيث أن حوالي 50% من الوفيات المسجلة في مدينتي هيروشيما وناغازاكي كانت نتيجة للحروق الإشعاعية.
2. متلازمة الإشعاع الحاد (Acute Radiation Syndrome)
تحدث هذه المتلازمة عند التعرض لجرعة عالية جدًا من الإشعاع في فترة قصيرة، وهي حالة نادرة تُسجل عادة في ظروف استثنائية مثل الانفجارات النووية أو التعامل الخاطئ مع مصادر مشعة. تبدأ أعراض المتلازمة بالظهور عادة خلال ساعات إلى أيام من التعرض، وتشتمل على:
- غثيان وتقيؤ.
- صداع.
- إسهال.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- تساقط الشعر.
- نوبات تشنجية.
قد تتحسن حالة الشخص لفترة قصيرة، ولكن الأعراض تعود بشكل أقوى بناءً على كمية الإشعاع التي تعرض لها الجسم. في بعض الحالات، قد تؤدي هذه الأعراض إلى الوفاة خلال أيام أو أسابيع أو أشهر حسب شدة الإصابة.
مخاطر الإشعاع النووي على المدى الطويل
التعرض المستمر لجرعات صغيرة من الإشعاع على مدى طويل يمكن أن يؤدي إلى تغييرات خطيرة في الحمض النووي للخلايا، مما يسبب مشاكل صحية تظهر بعد سنوات. ومن أخطر هذه التأثيرات:
1. السرطان
يزيد الإشعاع النووي من خطر الإصابة بأنواع متعددة من السرطان، وأبرزها:
- سرطان الدم (اللوكيميا): يُعتبر من أوائل السرطانات التي قد تظهر بعد التعرض للإشعاع، خاصة نوع سرطان الدم النقوي الحاد (AML).
- سرطان الغدة الدرقية: من السرطانات المرتبطة باليود المشع الناتج عن بعض التسربات النووية.
- سرطان الرئة: يزداد خطر الإصابة به بسبب استنشاق ذرات الغبار النووي.
- سرطان الثدي: النساء والفتيات الصغيرات اللواتي يتعرضن للإشعاع يكنّ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
- أنواع أخرى من السرطان: مثل سرطان المثانة، والمعدة، والكبد، والمريء.
2. أمراض القلب والشرايين
أظهرت الدراسات أن حتى الجرعات المنخفضة من الإشعاع النووي قد تزيد من احتمال الإصابة بمشكلات في القلب والشرايين. ويتضاعف هذا الخطر بشكل ملحوظ لدى الأشخاص الذين لديهم عوامل مسبقة لأمراض القلب مثل:
- التدخين.
- الإصابة بأمراض مزمنة، مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
- قلة النشاط البدني.
مخاطر الإشعاع النووي على البيئة
من أبرز آثار الإشعاع النووي على البيئة هو التلوث الإشعاعي. حيث تترسب المواد المشعة في التربة والمياه الجوفية والهواء، مما يعرض النظام البيئي والكائنات الحية، بالإضافة إلى الإنسان، لمخاطر صحية على المدى الطويل.
آسر الحلقة 67
نصيحة الطبي
تحمل المخاطر الناتجة عن الإشعاع النووي آثارًا كارثية على صحة الإنسان والبيئة، بدءًا من الحروق الشديدة ومتلازمة الإشعاع الحاد، وصولًا إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان والتلوث النووي. لذا، يُنصح بأخذ خطوات استباقية لحماية نفسك ومن تحب عبر استشارة الأخصائيين.