يعرف البلوغ عموماً أو البلوغ المبكر عند الفتيات أو الفتيان بأنه مرحلة انتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة، وفي هذه المرحلة تحدث تغييرات عديدة لدى الفتيات تشمل التغييرات الهرمونية والنفسية والمزاجية، وما شابهها. لإضفاء المزيد على هذه المرحلة من حياة الفتيات.
ماذا تعني مرحلة البلوغ لدى الفتيات؟
إن مرحلةالبلوغهي مرحلة انتقالية من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج. وفي هذه المرحلة تحدث تغييرات عدة أبرزها:
- تغييرات عضوية (جسدية)، مثل زيادة نمو الجسم، نمو الثديين، ومن ثم ظهورالحيض، ويحدث يتم البلوغ العضوي في بداية حدوث الدورة الشهرية.
- تغييرات فسيولوجية (في وظائف الأعضاء).
- تغييرات نفسية.
- تغييرات اجتماعية (العلاقة بالآخرين أفراداً وجماعات).
تغيرات ترافق البلوغ المبكر عند الفتيات
تعاني نسبة 45- 90 % من الفتيات من آلام الدورة الشهرية، ويشكو بعض الفتيات من احتقان شديد في الثديين وانتفاخ في البطن قبل نزول الدورة الشهرية بأيام، ويستمر الاحتقان أثناء الدورة ويقل مع انتهاء نزول دم الدورة الشهرية، وهذا الاحتقان يسبب آلاماً مزعجة.
قد تعاني بعض الفتيات من اضطراب المزاج، وربما زيادة العصبية وضعف عام، وهذا متعارف عليه طبياًبمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية، ويختلف من فتاة لأخرى ومن امرأة لأخرى، وقد يصاحبه ضعف ملحوظ في الأداء الدراسي والعملي، ويلاحظ هنا زيادة في شكوى الأمهات والمعلمات من تكرار الغياب.
متى تبدأ الدورة الشهرية؟ وكيف؟
تبدأ الدورة الشهرية بين سن 10 سنوات وعندها يحدث البلوغ المبكر عند الفتيات ويمتد سن البلوغ إلى سن 16 عام وهو السن الطبيعي للبلوغ عند البنات، والدورة الشهرية في الحقيقة "سيمفونية" في غاية الروعة والدقة، حددت بمواقيت وهرمونات وتفاعلات عديدة لتكون النتيجة النهائية هذه "الهرمونات"، وتشمل عملية حدوث الدورة الشهرية على ما يلي:
- الهرمونات التي تفرز من المخ وتؤثر في الغدة النخامية وبالتالي تتحكم في الهرمونات التي تؤثر في المبيضين.
- إنتاج بويضة كل شهر.
- يؤثر إنتاج البويضة في الرحم الحاضن الذي يستعد لاستقبال البويضة ببناء طبقة من الغدد والشعيرات الدموية.
إذا لم يحدث الإخصاب والحمل تستمر دورة الشهرية بالتتابع التالي:
- تسقط الطبقة المبطنة للرحم اذا لم تلقحالبويضة.
- يتخلص منها الرحم بما يسمى دماء الدورة الشهرية.
إذاً الحيض عبارة عن نزول كمية من الدم من المهبل نتيجة انفصال الغشاء المخاطي المبطن لجدار الرحم من الداخل لمدة تراوح بين 3 و5 أيام، بصورة دورية منتظمة كل 21- 35 يوم (المتوسط كل 28 يوماً). قد تقل هذه المدة أو تزيد حسب طبيعة كل أنثى، وتستمر الدورة الشهرية حتى ينشغل الرحم بالحمل والأمومة، او حتى بلوغ المرأة سن الخمسين.
قد تصاحب الدورة الشهرية بعض الآلام قبل نزولها وبعده. وفي كثير من الأحيان تكون هذه الآلام خفيفة، ومن دون أسباب مرضية في 90 في المئة من السيدات. وفي حالات قليلة جداً تكون مؤشراً إلى حالات مرضية معينة.
للمزيد:ما هو أفضل مسكن لألم الدورة؟
ما هو دور الأسرة في تهيئة الفتاة للبلوغ؟
أما عن دور الاسرة فهو في غاية الأهمية عند بلوغ البنت مبكرا أو في سن لاحقة لما تحتاجه الفتاة من دعم نفسي وتفهم عميق لهذه المرحلة الحساسة:
- في البداية لا بد أن نشرح للفتاة أنها كبرت خاصة إذا حدث البلوغ المبكر عند الفتيات، وبأنها ستمر بمرحلة انتقالية لتصبح بعدها فتاة ناضجة.
- على الأم أن تجلس مع ابنتها جلسة هادئة، يفضل أن تكون منفردة وبخصوصية تامة، لتشرح لها ما هو البلوغ، وتحاول تسهيل الموضوع وتبسيطه لها، حتى لا ترهبه وتخافه.
- كما أن عليها ان تشرح لابنتها بأن جميع الفتيات والنساء تمران بهذه المرحلة وتأتيهم جميعاالدورة الشهرية.
- عليها أن تتحدث معها عن التغيرات التي تطرأ على جسمها من بروز صدرها إلى ظهور الشعر في المناطق المختلفة من جسمها.
- أنسب طريقة لاستقبال الدورة الشهرية أن تعتبر أيام الدورة أياماً عادية، لأنها ما هي إلا عملية فسيولوجية، وليست مرضاً، وهي لا تمنع الرياضة والاستحمام ولا تمنع الاستمتاع بأي أنشطة تقوم بها الفتاة أو المرأة في حياتها اليومية.
أهم الاضطرابات التي ترافق البلوغ المبكر عند الفتيات
يمكن أن تشمل أعراض البلوغ المبكر عند البنات واعراض البلوغ في أي مرحلة أخرى على ما يلي:
- إن بعض الفتيات يتحولن إلى شخصيات مختلفة خاصة في حالة البلوغ المبكر عند الفتيات ، مرة في كل شهر، حيث يزددن غضباً وتوتراً وتزداد حدة انفعالاتهن.
- اضطراب المزاجوالاكتئاب والأرق وآلام الظهر والصداع.
- آلام تحدث قبل وأثناء الدورة الشهرية، التي تأتي في صورة تقلّصات أسفل البطن وأسفل الظهر، تكون مصحوبة أحيانا بالشعور بالغثيان والقيء وتغير في الشهية، ويحدث هذا الألم لساعات قليلة قبل بداية الدورة، وينتهي غالبا بنزول الدم.
- زيادة مؤقتة في الوزن عند بعض الفتيات، وتورم في الساقين والوجه وجفون العينين.
- الرغبة الملحة في تناول الحلويات لا سيما الشوكولاته.
- تكون البشرة في هذه الفترة حساسة وأكثر عرضة لظهور البقع والطفح وهذه من المشاكل الشائعة والتي تؤرق الفتيات في هذه المرحلة من العمر.
وهذا يسميه الاختصاصيون بأعراض ما قبل الدورة الشهرية، وتحدث بسبب تغييرات في كيمياء الجسم واحتباس السوائل فيه.
كيف نساعد الفتيات على تفادي أعراض ما قبل الدورة الشهرية؟
ليس هناك وسيلة لتحسين هذه الحالة إلا باتباع نظام غذائي معين يتضمن:
- التقليل من تناول الملح والدهون والسكريات، بتناول أغذية غنية بالألياف والنشويات مثل الفواكه والبقول.
- تناول الوجبات في مواعيدها، والتركيز على الوجبات الخفيفة كل ساعتين الى ثلاث ساعات.
- التقليل أو التوقف عن تناول مادةالكافيين(الشاي والقهوة والمشروبات الغازية) قبل موعد الدورة الشهرية على الأقل.
- أخذ قسط من الراحة، وهو من أبرز العلاجات التي تساعد الفتاة على السيطرة على انفعالاتها (ممارسة اليوغا والاسترخاء).
- المحافظة على النظافة الشخصية أثناء الدورة، وذلك بالاغتسال يومياً طوال فترة الدورة بالماء الدافئ.
- لتخفيف الآلام، يمكن وضع قطعة مبللة بماء دافئ على البطن أو استعمال الاكياس المملوءة بالماء الدافئ (القربة).
- تدليك عضلات البطن وأسفل الظهر، أو القيام ببعض التمارين الرياضية الخفيفة.
- استعمال بعض المسكنات عند بداية حدوث الآلام.
- تناول شاي الأعشاب مثل (الميرمية أو القصعين)، أو البقدونس، أو أوراق الفراولة، أو السحلب، أو أزهار البابونج، والقرفة، او المشروبات الدافئة الاخرى مثل مغلي النعناع واليانسون والحلبة أعشاب طبيعية لتخفيف الآلام.
- تشجيع الفتيات وجميع النساء على ممارسة الرياضة وخصوصاً رياضة المشي والركض الخفيف في الهواء الطلق لما له من أثر كبير في تنشيط الدورة الدموية والتخلص من الوزن الزائد، بل وتنشيط مناعة الجسم ككل ضد الأمراض وفوق كل ذلك تحسين المزاج والحالة النفسية للجميع وخصوصاً النساء من جميع الأعمار.
اقرأ أيضاً: أعراض ما قبل الدورة الشهرية؛ بأي الأمراض ترتبط؟
ما هو علاج متلازمة ما قبل الدورة الشهرية؟
إن العلاج يختلف بحسب العرض المسيطر:
- إذا كان العرض المسيطر هو آلام، فتنفع في العلاج مضادات الالتهاب مثل مركبات الأسبرين والبروفين والبونستان وغيرها.
- إذا كان العرض المسيطر هو الاكتئاب والبكاء، في العلاج الأنسب هو مضادات الاكتئاب والقلق.
- في حال كانت الأعراض شديدة وغير مستجيبة للعلاج التقليدي وخصوصاً إذا ترافقت مع نزف غزيرة قد تنفع هناالأدوية المانعة للحمل في تخفيف شدة الأعراض.
للمزيد:هل البلوغ المبكر عند الفتيات يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي؟
ما هي أسباب البلوغ المبكر عند الفتيات؟
إن توقيت البلوغ في النساء تحكمه مجموعة معقدة من العمليات البيولوجية، ويمكن أن تشمل أسباب البلوغ المبكر عند الفتيات على ما يلي:
- لوزن الجسم عادة دور في البلوغ المبكر عند البنات اللاتي يبدأن دورتهن الشهرية، إذ تصل بعض الفتيات لسن البلوغ بمجرد أن يصل الوزن إلى نحو 38 كيلوغراماً، أما الفتيات زائدات الوزن يكن أكثر عرضة لبداية بلوغ مبكر.
- العوامل الوراثية، فمثلا قد ترث النساء في بعض العائلات قابلية وراثية مشتركة لزيادة الوزن والبلوغ المبكر عند الفتيات وتعد هذه الأسباب من أسباب نزول الدورة في سن مبكر الرئيسية.
- الفتيات في المناطق الحارة يصلن لمرحلة البلوغ المبكر عند الفتاة أصغر من نظيراتهن في المناطق الباردة لمدة تصل إلى سنتين.
- تزايد معدلات السمنة في الطفولة يمكن أن تؤدي إلى بلوغ الفتيات وهن في أعمار مبكرة. وبالعكس فإن جهود منع أو تقليلالسمنةالطفولة ستساعد في تفادي البلوغ المبكر عند الفتيات، وهنا من المفيد التأكيد على الالتزام بالعادات الغذائية السليمة.
اقرأ أيضاً:البلوغ المبكر يهدد الفتيات بسرطان الثدي
لماذا يطول موعد انقطاع الدورة الشهرية عند الفتيات الصغار وهل الأمر خطير؟
هناك أسباب كثيرة ومتعددة لتأخر نزول الدورة الشهرية أو انقطاعها نذكر منها هنا ما يلي:
- أسباب تشريحية (أسباب خلقية): ويكون السبب في هذه الحالة وجودغشاء بكارة مصمت خال من الثقوب الطبيعية التي تسمح بمرور دم الحيض.
- أسباب هرمونية: ويحدث ذلك نتيجة إصابة إحدى الغدد الصماء (الغدة النخامية وغدة الهيبوثلامس، الغدة الدرقية، المبيضين) بأورام أو التهابات.
- أسباب مرضية مزمنة: مثل داء السكري، هبوط القلب، السل الرئوي، الفشل الكلوي المزمن.
- أسباب غذائية: مثل سوء التغذية المزمن.
- أسباب عصبية ونفسية: مثل الحرمان العاطفي (فقدان أحد الأبوين أو كليهما إما بالطلاق أو الوفاة).
- فقدان الشهية العصبي (ويؤدي ذلك إلى إصابة الفتاة بنحافة شديدة)، ضمور بعض أجزاء الجهاز العصبي المركزي.
يجب التأكيد على اتباع نظام غذائي صحي وتجنب الدهون والسكريات مع التركيز على تناول الفواكه والخضار الطازجة والالتزام بالتمارين البدنية للمساعدة على حفظ توازن الجسم صحيا وذهنياً.