تحدث الكحة نتيجة أسباب مختلفة، وفي كثير من الحالات يرافقها وجود بلغم في الصدر، والذي يمكن أن يجعل الكحة أكثر سوءاً. ويمكن أن يتضمن علاج الكحة والبلغم تناول الأدوية التي تعالج السبب الرئيسي لهذه المشكلة، بالإضافة إلى تناول دواء مهدئ للسعال وطارد للبلغم.

أيضاً، يمكن علاج الكحة والبلغم بالأعشاب أو غيرها من الطرق المنزلية الطبيعية. بشكل عام، ينصح بمراجعة الطبيب، وخاصة في حالات الكحة مع البلغم الشديد أو التي تستمر لفترة زمنية طويلة، حيث سيقوم الطبيب بتحديد السبب الرئيسي لحدوث الكحة مع البلغم، ومن ثم سيصف العلاج المناسب له.

وفي هذا المقال سنذكر عدد من أدوية علاج الكحة مع البلغم، بالإضافة إلى عدد من الطرق التي تساعد في علاج الكحة والبلغم بالمنزل.

يمكن أن تحدث الكحة والبلغم نتيجة الإصابة بمختلف أمراض الجهاز التنفسي، ومنها التهاب القصبات الهوائية، والالتهاب الرئوي، والسل، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، والتليف الكيسي، والربو. بالإضافة إلى عدد من الأمراض الأخرى، مثل فشل القلب الاحتقاني ومرض الارتداد المعدي المريئي. [1،2]

ويعتمد علاج الكحة والبلغم بشكل رئيسي على تحديد المسبب الرئيسي لهذه المشكلة وعلاجه، وهذا ما يمكن أن يفسر عدم استجابة المريض في بعض الأحيان للعلاج، بالرغم من تناوله لدواء مهدئ للسعال وطارد للبلغم.

وفيما يلي سنذكر عدد من الطرق المتاحة من أجل علاج الكحة الشديدة مع البلغم:

علاج الكحة والبلغم بالأدوية

من الأخطاء الشائعة التي يمكن أن يقع بها العديد من الأشخاص عند علاج الكحة والبلغم هي تناولهم لدواء فقط مثبط للكحة، حيث أن ذلك يزيد من فرصة حدوث المضاعفات مثل صعوبة التنفس أو العدوى، وذلك نتيجة لتراكم البلغم في المجاري التنفسية والرئتين.

وبدلاً لذلك، يجب على المريض تناول أحد الأدوية الطاردة للبلغم أو التي تعمل على تفكيكه وبالتالي إزالته بسهولة من الجهاز التنفسي. أيضاً يمكن أن تتضمن أدوية علاج الكحة مع البلغم علاجات تساعد في علاج المسبب الرئيسي لهذه الكحة.

اقرأ أيضاً: الفرق بين الكحة الجافة والكحة ببلغم

وفيما يلي نذكر أدوية علاج الكحة الشديدة مع البلغم:

  • طاردات البلغم (المقشعات) ومذوباته

توصف الأدوية الطاردة للبلغم أو مذوبات البلغم للمرضى الذين يعانون من كحة مع بلغم، ويجدون صعوبة في إخراج هذا البلغم، حيث تعمل هذه الأدوية على ترقيق البلغم المتراكم داخل الجهاز التنفسي وجعله أقل لزوجة، وبالتالي سوف يسهل ذلك من إزالة البلغم عند سعال المريض. [1]

ويعد دواء الغايفينيسين (بالإنجليزية: Guaifenesin) أشهر أدوية طرد البلغم، والذي يمكن أخذه دون الحاجة لوصفة طبية ويستمر مفعوله لمدة 12 ساعة. ولكن يجب الحذر واستشارة الطبيب قبل استخدامه لعلاج الكحة والبلغم للأطفال الذين تجاوزت أعمارهم 4 سنوات، حيث أن لهم منتجات خاصة بهم. [3]

أيضاً، يستخدم دواء الدورناز ألفا (بالإنجليزية: Dornase Alfa) من أجل علاج الكحة مع البلغم في حالة الإصابة بالتليف الكيسي، وهو غير مخصص للأطفال ما دون الـ 6 سنوات، نظراً لتسببه بآثار جانبية خطيرة. [3]

ومن أنواع الأدوية التابعة لهذه المجموعة أيضاً:

    • الكاربوسيستين (بالإنجليزية: Carbocisteine).
    • الإردوستين (بالإنجليزية: Erdosteine).
    • الميسيستين (بالإنجليزية: Mecysteine).
    • البرومهيكسين (بالإنجليزية: Bromhexine). [4]

اقرأ أيضاً: أفضل طرق علاج الكحة للأطفال

  • مضادات الاحتقان

أيضاً، من الأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية لعلاج الكحة والبلغم هي مضادات الاحتقان، والتي تتوفر على شكل حبوب، بخاخات أنف، شراب، مسحوق يتم حله في الماء. تعمل هذه الأدوية على التقليل من إفراز مخاط الأنف، كما أنها تقلل من التورم المتواجد في ممرات الأنف، كل ذلك يساعد على التحسين من تنفس المريض ويقلل من احتقان الصدر. [3،5]

ومن الأمثلة على هذه الأدوية الأوكسيميتازولين (بالإنجليزية: Oxymetazoline) والسودوإفدرين (بالإنجليزية: Pseudoephedrine). ويجب الحذر عند استخدام هذه الأدوية عند علاج الكحة والبلغم لمرضى القلب، وذلك لاحتمالية تأثير هذه الأدوية على معدل نبضات القلب. [5]

  • قطرات أو بخاخات الماء والملح

أيضاً يتوافر في الصيدليات عدد من القطرات أو البخاخات التي تحتوي على الماء وملح كلوريد الصوديوم، والتي تساعد على تنظيف الأنف من المخاط ومسببات الحساسية وتقليل التورم في الأنف. [3،6]

وهي من الأدوية المتاحة في الصيدليات دون الحاجة لوصفة طبية، ويمكن استخدامها لعلاج الكحة والبلغم للأطفال والكبار البالغين. [3]

  • المنثول وزيت الأوكاليبتوس والكافور

تحتوي بعض المنتجات على المنثول، أو زيت الأوكاليبتوس، أو الكافور، أو مزيج من هذه المواد، والتي تساعد على تقليل المخاط الزائد في الصدر، وبالتالي التخفيف من السعال، كما أنها تساعد على التقليل من احتقان الصدر. [3،5،6]

ويمكن أن تأتي هذه المنتجات على شكل كريمات أو مراهم موضعية أو زيوت، والتي يم إما دهنها مباشرة على منطقة الصدر، أو يتم وضعها في جهاز تبخير أو حمام دافئ ليتم استنشاقها. [3،5،6]

ولكن، يجب التنويه إلى أن معظم هذه المنتجات متاحة في الصيدليات دون مراقبة مؤسسة الغذاء والدواء. لذا، من المهم التحدث مع أخصائي الرعاية الصحية قبل البدء في استخدام هذه المنتجات، وخاصة من أجل علاج الكحة والبلغم للأطفال، والتأكد من شراء المنتجات ذات الجودة العالية، واختبار المنتج على منطقة صغيرة من الجسم أولاً. [3]

  • أدوية أخرى

يمكن أن يتضمن علاج الكحة الشديدة مع البلغم استخدام أدوية أخرى والتي تستهدف علاج المسبب الرئيسي لهذه المشكلة، ومنها:

    • المضادات الحيوية.
    • المضادات الفيروسية.
    • مضادات الفطريات.
    • موسعات القصبات الهوائية، من مجموعة مناهضات مستقبلات البيتا.
    • الستيرويدات.
    • مثبطات مضخة البروتون ومضادات الحموضة.
    • مضادات الهيستامين.

للمزيد: ما هو أفضل علاج للكحة؟

علاج الكحة والبلغم بالأعشاب

يوجد عدد من الأعشاب التي يمكن أن تكون مفيدة في علاج الكحة مع البلغم، ومنها:

  • الليمون.
  • الزنجبيل.
  • الثوم.
  • الزعتر.
  • عرق السوس.
  • الجنسينغ.
  • الرمان.
  • الدردار الأحمر.
  • جذر المارشميلو. [3،7]

للمزيد: علاج الكحة الشديدة والبلغم بالأعشاب الطبيعية

علاج الكحة والبلغم طبيعياً

بدلاً من شرب دواء مهدئ للسعال وطارد للبلغم، يمكن علاج الكحة والبلغم بالمنزل من خلال عدد من الطرق الطبيعية والتدابير المنزلية، ومنها:

  • الغرغرة بالماء والملح.
  • تناول العسل، وهو خيار مناسب لعلاج الكحة والبلغم عند الأطفال عمر سنة فما فوق، والكبار البالغين.
  • شرب كميات وفيرة من السوائل للحفاظ على رطوبة الجسم.
  • استخدام جهاز ترطيب الجو.
  • وضع كمادة دافئة على الوجه.
  • أخذ حمام دافئ.
  • الحرص على بقاء الرأس مرفوعاً، وخاصة وقت النوم.
  • تجنب التدخين.
  • تجنب المواد التي تسبب تهيج وتحسس في الجهاز التنفسي، ومنها الغبار، وحبوب اللقاح، والمواد الكيميائية.
  • تجنب الكحول والكافيين.
  • تناول البروبيوتيك.
  • الحرص على تناول الخضار والفواكه. [3،6،7]

علاج الكحة والبلغم عند الحامل

لا يمكن استخدام أي دواء مهدئ للسعال وطارد للبلغم للحامل، حيث أن ذلك يمكن أن يسبب الضرر للجنين، لذا ينصح عادة باتباع التدابير المنزلية من أجل علاج الكحة مع البلغم للحامل. وفي حال دعت الحاجة لاستخدام الأدوية، عندها يجب مراجعة الطبيب لتحديد سبب هذه الكحة ووصف العلاج الآمن للحامل. [8]

ومن الأدوية التي يمكن استخدامها من أجل علاج الكحة والبلغم عند الحامل الكلورفينرامين (بالإنجليزية: Chlorpheniramine)، واللوراتيدين (بالإنجليزية: Loratadine)، والسودوإفيدرين. [8]

اقرأ أيضاً: علاج الكحة للحامل وأثرها على الجنين

علاج الكحة الشديدة مع البلغم

عادة ما ينصح المريض بمراجعة الطبيب في حال معاناته من الكحة الشديدة والبلغم، حيث يمكن أن يدل ذلك على إصابته بمشكلات صحية خطيرة يمكن أن تهدد حياته. ومن الأمور التي تستدعي زيارة الطبيب أيضاً بخصوص علاج الكحة الشديدة مع البلغم، هي مصاحبتها بأعراض أخرى مثل:

  • الحمى الشديدة.
  • خروج بلغم برائحة كريهة، أو لونه أخضر، أو أصفر، أو وردي.
  • خروج الدم عند الكحة.
  • وجود تورم في الساقين أو القدمين.
  • ألم في الصدر.
  • ازرقاق الجلد. [1]

أو في حال استمرت الكحة لأكثر من عدة أيام. [1]

نهاية، يمكن علاج الكحة والبلغم بالأدوية وعدد من الطرق الأخرى البديلة. بشكل عام، ينصح بمراجعة الطبيب وخاصة إذا رافق الكحة حدوث الحمى أو ضيق النفس.

أيضاً، يجب الحذر عند علاج الكحة مع البلغم للأطفال أو الحامل فليست جميع الخيارات المتاحة آمنة لهم، بالتالي ينصح دائماً باستشارة الطبيب عند الرغبة باستخدام دواء مهدئ للسعال وطارد للبلغم للأطفال أو الحامل.