يعد التهاب المفاصل من الأمراض الشائعة التي تؤثر على العديد من الأشخاص، ويؤثر على حياة المرضى، وأنشطتهم اليومية، وجودة حياتهم، ويمكن أن يصيب الكبار والصغار، وقد تؤثر بعض الأساليب الحياتية غير الصحية، والعادات الخاطئة الإصابة بالتهاب المفاصل، لذلك ينبغي اتخاذ كافة السبل الممكنة للوقاية من التهاب المفاصل.
سنتناول في هذا المقال الحديث عن أهم تلك الطرق، وكيفية تقليل خطر الإصابة بالتهاب المفاصل.
كيفية الوقاية من التهاب المفاصل
يشمل مصطلح التهاب المفاصل آلام المفاصل وأمراضها، إذ يوجد أكثر من 100 نوع مختلف من التهاب المفاصل، تشمل أهم هذه الأنواع : هشاشة العظام، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والتهاب المفاصل الصدفي، ويتطور كل نوع بشكل مختلف، ولكن جميعها تسبب آلامًا، ويمكن أن تسبب تشوهات في المفاصل، واعتلال الوظيفة الحركية لها.[1]
يمكن الوقاية من حالات التهاب المفاصل من خلال تبني نمط حياة صحي، وممارسة التمارين الرياضية، وإدارة النظام الغذائي، كما سنوضح فيما يلي:
اتباع نظام غذائي صحي
أشارت دراسة سويدية إلى أن اتباع نظام غذائي غني بأحماض أوميغا 3 الدهنية يمكن أن يساعد في الوقاية من تطور التهاب المفاصل الروماتويدي بين النساء، ويوجد مجموعة متنوعة من الأطعمة التي تحتوي على أحماض أوميغا 3، وتشمل:[2]
- الأسماك، وخاصة أسماك المياه الباردة، مثل السلمون، والتونة، والسردين.
- المكسرات والبذور، مثل بذور الكتان، والشيا، والجوز.
- الزيوت النباتية، مثل زيت بذور الكتان، وزيت فول الصويا، وزيت الكانولا.
- الأطعمة المدعمة، مثل اللبن، والبيض، والحليب المدعم بأحماض أوميغا 3.
- المكملات الغذائية المحتوية على أوميغا 3.
كذلك هناك أطعمة أخرى قد تساعد في الوقاية من التهاب المفاصل، مثل:[2]
- الكرز بفعاليته المضادة للالتهابات.
- منتجات الألبان قليلة الدسم، لتحسين كثافة العظام وقوتها.
- البروكلي، لبناء العظام وإبطاء تطور هشاشة العظام.
- الشاي الأخضر، لاحتوائه على مضادات الأكسدة التي تحمي الغضروف.
- الحمضيات التي تحتوي على فيتامين ه، حيثث يساعد على منع التهاب المفاصل.
- الثوم، للمساهمة في منع تلف الغضروف.
اقرأ أيضًا: فوائد أوميغا 3
الحفاظ على الوزن الصحي
يعد فقدان الوزن الزائد والحفاظ على وزن صحي من الخطوات الهامة للوقاية من التهاب المفاصل، إذ قد يساعد فقدان الوزن لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة على تقليل الضغط على المفاصل، وخاصة المفاصل التي تحمل الوزن، مثل الوركين والركبتين، كذلك يمكن أن يساعد النشاط البدني منخفض التأثير والمناسب لالتهاب المفاصل، مثل المشي، بجانب التغييرات الغذائية الصحية على إنقاص الوزن. [3]
ممارسة الرياضة
تشير مؤسسة التهاب المفاصل إلى أن النشاط البدني هو واحد من أفضل طرق الوقاية من التهاب المفاصل، إذ يوصى بممارسة 30 دقيقة من التمارين متوسطة الشدة خمس مرات في الأسبوع للحفاظ على مرونة المفاصل وتعزيز تقوية العضلات المدعمة للمفاصل، وتشمل التمارين الموصى بها مرضى التهاب المفاصل: المشي، وأداء الأعمال المنزلية، واللعب مع الأطفال والحيوانات الأليفة.[2]
تساعد ممارسة التمارين الرياضية بشكل صحيح على تقوية العضلات التي توفر التوازن والاستقرار، وبالتالي حماية الجسم من الإصابات المفصلية، وتشمل التمارين التي يوصي بممارستها لتقوية العضلات المحيطة بالمفاصل ما يلي:[1]
- تمارين التحمل، مثل المشي، والسباحة، وركوب الدراجات.
- تمارين القوة، مثل رفع الأثقال.
- تمارين المرونة، مثل التمدد، واليوجا، والبيلاتس.
- تمارين التوازن، مثل رياضة التاي تشي.
اقرأ أيضًا: علاج التهاب المفاصل
تجنب الإصابات
يبدأ التآكل الطبيعي في المفاصل مع تقدم العمر، لذا عند تعرض المفاصل للإصابة سواء أثناء ممارسة الرياضة أو نتيجة لحادث، فقد يحدث تلف الغضروف و يتآكل بشكل أسرع، وينصح بالقيام بتمارين الإحماء قبل ممارسة الرياضة لتجنب هذه الإصابات، واستخدام المعدات الواقية المناسبة، كذلك يوصى بارتداء وسادات حماية للركبة، و المعصم، والكوع، وارتداء أحذية مريحة وطبية، وبالتالي تقليل خطر الإصابة والحد من التآكل الزائد للمفاصل.[1]
اقرأ أيضًا: العناية بالتهاب المفاصل الروماتويدي
حماية المفاصل
قد تؤثر بعض الأنشطة، مثل ثني الركبتين، والتسلق، والركوع، ورفع الأشياء الثقيلة، والقرفصاء على المفاصل على المدى الطويل، كذلك يعد رفع الأشياء الثقيلة، والوقوف لفترات طويلة، وتعرض المفاصل للاهتزازات من عوامل خطر التعرض لالتهاب المفاصل، بجانب بعض الوظائف الأخرى، مثل البناء، والتنظيف، والزراعة، والعمل في مجال التعدين.[1]
لذلك قد يساعد استخدام أساليب صحيحة أثناء الجلوس ورفع الأشياء على حماية المفاصل من الإجهاد اليومي، فمثلًا يمكن رفع الأشياء عن طريق رفع الركبتين والفخذين بدلاً من الظهر، لتخفيف الضغط، أو حمل الأشياء قريبة من الجسم لتقليل الضغط على المعصمين.[1]
كذلك يجب الانتباه إلى التقنيات السليمة واتباع الإرشادات الصحيحة للحماية من إجهاد المفاصل أثناء أداء الأنشطة اليومية.[1]
اقرأ أيضًا: أطعمة لعلاج آلام المفاصل
الإقلاع عن التدخين
يزداد خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي لدى الأشخاص المدخنين، بالإضافة إلى ذلك قد يسبب التدخين اضطرابات في التنفس والدورة الدموية، مما يؤدي إلى صعوبة في الحفاظ على النشاط البدني، ويمكن أن يؤثر ذلك على القدرة على المشي وممارسة التمارين الرياضية، التي تعد من الأمور الهامة للحفاظ على مرونة المفاصل وتقوية العضلات التي تدعم المفاصل.[2]
لذلك ينصح بتجنب التدخين والالتزام بأسلوب حياة صحي، وذلك من خلال ممارسة التمارين الرياضية المناسبة، والحفاظ على روتين نشاط منتظم يحافظ بدوره على صحة المفاصل والعضلات بشكل عام.[2]
الحصول على استشارة الطبيب
يوصى بزيارة الطبيب للحصول على استشارة طبية إذا كان هناك ألمًا مستمرًا في المفصل لا يتوقف في غضون عدة أيام، إذ يُعد التهاب المفاصل حالة تتطور مع مرور الوقت، وكلما تأخر العلاج، قد يزداد تلف المفصل.[2]
قد يصف الطبيب دواء لتخفيف الألم وإبطاء تقدم التهاب المفاصل، وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بإجراء جراحة لتخفيف الألم أو إصلاح المفصل المتضرر بشدة.[2]
لذلك ينبغي استشارة الطبيب لتقييم حالة المفاصل وتقديم العلاج المناسب، لأن العلاج المبكر يساعد على تخفيف الألم، والحد من تفاقم المشكلة، والحفاظ على صحة المفاصل على المدى البعيد.[2]