إن مرض كورونا جديد (بالإنجليزية: Coronavirus Disease 2019)، أو ما يعرف أيضاً بكوفيد-١٩(بالإنجليزية: COVID-19)، هو وباء اجتاح العالم في ديسمبر ٢٠١٩، حيث انتشر هذا المرض بشكل سريع حول العالم، فبعد ظهوره بأسابيع قليلة بينت تقارير منظمة الصحة العالمية أن أعداد المصابين قد وصلت إلى حوالي ٤ ملايين حالة مؤكدة حول العالم.

يسبب مرض كورونا الجديد (بالإنجليزية: Corona) حدوث المتلازمة التنفسية الحادة الشديدة (بالإنجليزية: Severe Acute Respiratory Syndrome)، وإلى الآن لم يظهر أي لقاح أو علاج لمحاربة هذا الفيروس الجديد؛ ولذلك يحتم علينا السعي لإيجاد بدائل علاجية جديدة لهذا الفيروس. في هذا المقال سنتناول الحديث عن فوائد نبتة العرق سوس في محاربة فيروس كورونا الجديد.

اقرأ أيضاً: الدليل الشامل حول فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)

ما هو عرق السوس؟

يعرفعرق السوس (بالإنجليزية: Licorice) بمذاقه الحلو، كما أن لجذر النبات فوائد طبية عديدة، حيث اكتشف الباحثون حديثاً وجود بعض المواد في عرق السوس التي تساعد على حماية الجسم من الإصابة بالعدوى، وطبقاً للأبحاث الجديدة فإن المواد الفعالة بداخله تعمل كمضاد للفيروسات. كما أوضحت التجارب فاعليته ضد عائلةالفيروسات التاجية (بالإنجليزية: Corona Viruses)، التي تصيب الجهاز التنفسي وتسبب المتلازمة التنفسية الحادة الشديدة، والتي منها فيروس الكورونا الجديد (كوفيد-١٩)،

ولكن يجب التنبيه على أن عرق السوس لا يمنع الإصابة بفيروس كورونا تماماً أو يعالجه، حيث أنه طبقاً للمنظمات العالمية لا يوجد أي دواء تم تسجيله واعتماده لعلاج الفيروس حتى الآن؛ ولذلك يجب الالتزام بكافة تدابير الوقاية من الإصابة بالفيروس الجديد كمنع التجمعات، وغسل الأيدي باستمرار، وتجنب لمس الوجه.

عرق السوس كمضاد للفيروسات

يحتوي عرق السوس على مادة فعالة تسمى الجليسرهيزين، وهي من التربينات الثلاثية الصابونينية، والتي لها العديد من الوظائف الحيوية والعلاجية والتي يمكن أن تساعد في علاج فيروس كورونا الجديد (كوفيد-١٩)، حيث وجد أنها تعمل على:

  • الارتباط بالإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 ( بالإنجليزية: Angiotensin Converting Enzyme- 2 or ACE-2)، والذي هو موضع اتصال فيروس كوروناالجديد بخلايا جسم الإنسان، وبذلك يمكن منع الفيروس من دخول الخلية والانتشار للخلايا الأخرى.
  • تثبيط السيتوكينات التي تسبب الالتهاب الشديد الذي يحدث عند مصابي فيروس كورونا الجديد، والذي يؤدي إلى فشل الكثير من أعضاء الجسم ومن ثم الموت.
  • منع تراكم جزيئات الأكسجين التفاعلية داخل الخلية (بالإنجليزية: Intracellular Reactive Oxygen Species )، وبهذا يمنع تكاثر الڤيروس في الخلية.
  • تثبيط الثرومبين الذي ينشط بسبب الزيادة في السيتوكينات ويؤدي إلى حدوث التخثرات المنتشرة في الأوعية الدموية وفشل أعضاء الجسم.
  • منع الإنتاج الزائد من الإفرازات في المجرى التنفسي.
  • يعمل كمضاد للفيروسات حيث يحفز الإنترفيرون الداخلي لمحاربة الفيروس.

عرق السوس للحفاظ على صحة الرئتين

بالإضافة إلى أن عرق السوس يعمل كمضاد للفيروسات فإنه يحافظ أيضاً على صحة الرئتين حيث أنه يخفف السعال الذي يحدث أثناء الليل والذي يسبب الإزعاج لدى مريضعدوى القناة التنفسية (بالإنجليزية: Respiratory Tract Infections) أثناء النوم، وكذلك الكحة المزمنة (بالإنجليزية: Chronic Cough)، وربما يقلل من التهاب المجرى التنفسي في مرضىالربو (بالإنجليزية: Asthma).

كيف يساعد عرق السوس جهاز المناعة؟

تساعد المادة الفعالة في عرق السوس (الجليسرهزين) الجسم على محاربة العدوى عن طريق آليات متعددة حيث:

كما يحتوي عرق السوس على العديد من المواد الحيوية الفعالة الأخرى التي لها خصائص مضادة للميكروبات مثل الليكوشالكون، والليكيوريتيجنين، والجلابريدين.

عرق السوس من العلاجات الواعدة التي تستحق مزيداً من البحث لعلاج ڤيروس كورونا الجديد

أوضحت الأبحاث أن مادة الجليسرهيزين لها فعالية كبيرة في معالجة فيروس سارس، كما أنه بإجراء بعض التعديلات الكيميائية عليها تزداد فعاليتها في محاربة الفيروس، وبمعرفة أن التتابع الجيني لفيروس سارس يتشابه مع التتابع الچيني لفيروس (كوفيد-١٩) بنسبة ٧٩,٥%، كما أن لديه نفس المستقبل على الخلية وهو الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، بالإضافة إلى تشابههما في الأعراض المرضية التي تظهر على المريض، فإننا يمكننا أخذ بعض الأفكار من الأبحاث والتجارب السريرية التي أجريت على فيروس سارس وتطبيقها للمحاولة في إيجاد علاج لفيروس كورونا الجديد.

للمزيد: طرق الوقاية والعلاج لفيروس كورونا

الجرعة المناسبة من عرق السوس وتحذيرات الاستخدام

يجب على المريض التحدث مع طبيبه المعالج قبل تناول عرق السوس؛ وذلك لأنه من الممكن أن يتفاعل مع بعض الأدوية ويسبب أضراراً بالغة للجسم كما أنه يمنع تناوله في بعض الحالات مثل مرضى ارتفاع ضغط الدم والحوامل. بالإضافة إلى أن تناول كميات كبيرة من عرق السوس أو استخدامه لفترة طويلة يؤدي إلى أعراض جانبية خطيرة، ويجب ألا تزيد الجرعة اليومية من الجليسرهزين عن ٠,٢ ملليجرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم.

مخاطر زيادة جرعة عرق السوس

على الرغم من أن المادة الفعالة (الجليسرهيزين) الموجودة في عرق السوس هي المسؤولة عن فعالية عرق السوس واستخدامه كمضاد للفيروسات، إلا أنها يمكن أن تسبب العديد من الآثار الجانبية؛ حيث أن تناول كميات كبيرة منها أو تناولها لفترة طويلة يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension)، وتقليل نسبة البوتاسيوم والتي تؤدي إلى مشاكل في عضلة القلب والعضلات الأخرى، كما أن تناوله أثناء الحمل يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في نمو الجنين.

ظهرت بعض منتجات عرق السوس المنزوع منه مادة الجليسرهيزين (بالإنجليزية:Deglycyrrhizinated Licorice) للتغلب على آثارها الجانبية، ولكن والجدير بالذكر أن تأثيره كمضاد للفيروسات يقل أيضاً.

اقرأ أيضاً: البحوث التي تجري حول علاج فيروس كورونا