انتشر مؤخرًا استخدام ملح البحر، فهو يقدم العديد من الفوائد الصحية للجسم، كما يقال بأنه أكثر فائدة مقارنة بالأنواع الأخرى من الملح، بما في ذلك ملح الطعام العادي. فما هو سر هذا النوع من الأملاح؟ وما هي الفوائد التي يمكن أن يقدمها للجسم؟ وهل من الممكن أن يتسبب استخدامه بأية أضرار؟ كل ذلك نجيب عنه بالتفصيل في المقال التالي.
ما هو ملح البحر؟
يعرف ملح البحر (بالإنجليزية: Sea Salt) على أنه الملح الذي يتم استخراجه والحصول عليه من خلال القيام بتبخير مياه البحر، وهو يعتبر أحد مصادر الصوديوم الطبيعية. [1،2]
عادة ما يخضع ملح البحر لأدنى حد من عمليات المعالجة، كما يحتوي ملح البحر على عدد من المعادن الأخرى، مثل البوتاسيوم، والحديد، والكالسيوم، ولهذا من الممكن أن يتعبره البعض بأنه أفضل من ملح الطعام. لكن لا يوجد إلى الآن أي دليل علمي يثبت ذلك، وبذلك يمكن للفرد تناول أي منهما بهدف الحصول على الفوائد الصحية للملح. [1،3]
يستخدم ملح البحر في طهي الطعام، كما يمكن إضافته إلى مقشر الجسم، وحمامات الجسم، والمشروبات، والعديد من المنتجات الأخرى التي لا حصر لها. [1]
ما الفرق بين ملح البحر والملح العادي؟
يكمن الفرق بين ملح البحر والملح العادي (ملح الطعام) من خلال الأمور التالية:
- مصدر كل منهما
فكما ذكرنا سابقًا، يتم الحصول على ملح البحر من خلال القيام بتبخير ماء البحر، في حين يتم الحصول على ملح الطعام من رواسب ملح التعدين. [2،4]
- خضوع كل منهما لعمليات المعالجة
غالبًا لا يخضع ملح البحر لأي عمليات معالجة أو قد يخضع لعدد قليل منها، أما ملح الطعام فتتم معالجته لجعله أكثر نقاء ولتشكيله على شكل بلورات صغيرة يسهل خلطها مع الطعام، وسيؤدي ذلك إلى إزالة جميع معادن طبيعية التي قد يحتوي عليها. كما قد يتم إضافة إلى ملح الطعام مواد مضافة تساعد على التقليل من تكتله. [2،4]
- شكل وطعم كل منهما
يتميز ملح البحر بقوامه الخشن والمقرمش، حيث تكون حبيباته كبيرة الحجم، في حين تكون حبيبات الملح العادي أصغر حجمًا وأكثر نعومة. كما يمكن أن يأتي ملح البحر بطعم أقوى، ولهذا السبب قد يفضله بعض الأفراد. [2،4]
- مكونات كل منهما
يتكون ملح البحر على بشكل أساسي من كلوريد الصوديوم، كما يمكن أن يحتوي على عدد من المعادن الأخرى، ولكن بنسب ضئيلة، بما في ذلك البوتاسيوم، والحديد، والكالسيوم، والمغنيسيوم. أما ملح الطعام، فهو يخلو من هذه العناصر الغذائية، ولكن من الممكن أن يتم دعمه بكميات من عنصر اليود. [1،2]
- نسبة الصوديوم في كل منهما
من المعتقدات الخاطئة حول الفرق بين ملح البحر وملح الطعام هي الاعتقاد بأن ملح البحر يحتوي على نسبة صوديوم أقل من ملح الطعام، لكن الحقيقة ليست كذلك، حيث يمتلك كل منهما نفس محتوى الصوديوم، والذي يبلغ 40% من حيث الوزن. [2،4]
لكن، نظرًا لأن حبيبات ملح البحر أكبر حجمًا من حبيبات ملح الطعام، فقد تختلف كمية الصوديوم التي تزوده ملعقة صغيرة من كلاهما، وذلك لأن عددًا أقل من حبيبات ملح البحر يمكن تعبئته في ملعقة صغيرة مقارنة بملح الطعام. [1،4]
فالملعقة الصغيرة الواحدة من الملح العادي (6.1 غرام) تزود الجسم بحوالي 2300 ملغ من الصوديوم، بينما تحتوي الملعقة الصغيرة الواحدة من ملح البحر (4.2 غرام) على 2000 ملغ من الصوديوم. [1،4]
ما هي فوائد ملح البحر؟
تتضمن فوائد ملح البحر الصحية ما يلي:
الحفاظ على ترطيب الجسم
يحتوي ملح البحر بشكل أساسي على الصوديوم، والذي يلعب دورًا مهمًا وحيويًا في الحفاظ على توازن السوائل داخل الجسم، وبالتالي فإن عدم الحصول على كميات كافية منه يمكن أن يؤدي إلى إصابة الجسم بالجفاف، وذلك يمكن أن يحدث على وجه الخصوص عند ممارسة التمارين عالية الكثافة. [1]
الحفاظ على ضغط الدم
تتضمن فوائد تناول ملح البحر أيضًا الحفاظ على ضغط الدم، فمساهمة الصوديوم المتواجد في ملح البحر في الحفاظ على توازن السوائل في الجسم يعتبر أمرًا مهمًا أيضًا للحفاظ على مستويات ضغط الدم وبقائها ضمن المعدلات الطبيعية، ومن الممكن أن يتسبب تناول كميات قليلة جدًا من الصوديوم إلى إحداث تغيرات في ضغط الدم. [1،2]
تحسين الهضم
من الممكن أن يساعد تناول ملح البحر الممزوج بالماء الفاتر على تحسين عملية الهضم، وتعود هذه الفائدة من فوائد ملح البحر لأنه يتكون بشكل أساسي من كلوريد الصوديوم، ويعد عنصر الكلوريد مهمًا لإنتاج حمض المعدة، كما يسهل كلوريد الصوديوم من امتصاص ونقل العناصر الغذائية في الأمعاء بعد تكسيرها وهضمها. [1،3]
أيضًا، من الممكن أن يساعد شرب الماء المالح، بما في ذلك الذي يتم تحضيره بخلط ملح البحر مع الماء، على زيادة حركة الأمعاء، والذي يمكن أن يفيد لدى الأفراد الذين سيخضعون لإجراء تنظير القولون. لكن، لا تزال هناك حاجة لإيجاد المزيد من الإثباتات العلمية حول هذه الفائدة لملح البحر. [1]
تقليل التهاب المفاصل
يمكن أن تكون الحمامات المصنوعة من ملح البحر أيضًا مفيدة للتقليل من التهابات المفاصل، فوفقًا لمراجعة نُشرت في مجلة ندوات في التهاب المفاصل والروماتيزم، تم العثور على أن حمامات ملح البحر يمكن أن تكون مفيدة في علاج الأمراض الروماتيزمية، بما في ذلك التهاب المفاصل الروماتويدي، والتهاب المفاصل الصدفي، والتهاب الفقرات التصلبي، وخشونة مفصل الركبة. [5]
تقليل التهاب وتهيج الجلد
تشمل فوائد ملح البحر أيضًا إمكانية مساعدته في تقليل جفاف والتهاب الجلد والتهدئة من تهيجه، خصوصًا لدى الأفراد المصابين بالأكزيما، أو مرض الصدفية، أو غيرها من أمراض الجلد الالتهابية. كما يمكن أن تكون أملاح البحر مفيدة لمن يعانون من حب الشباب. [4،5]
ويمكن الاستفادة من فوائد ملح البحر لالتهابات الجلد من خلال إضافة كمية منه إلى مياه الاستحمام الدافئة، وينصح عادة باستخدام أملاح البحر التي تحتوي على مستويات عالية من المغنيسيوم، مثل ملح البحر الميت. [1،4]
لكن، يجب التنويه إلى أن وجود تراكيز عالية من كلوريد الصوديوم في الجسم والجلد يمكن أن يتسبب بزيادة عدد الخلايا المناعية التي تؤدي إلى التفاعلات الالتهابية المرتبطة بالجلد، ولهذا يجب تجنب استخدام حمامات ملح البحر بكثرة. [1]
اقرأ أيضًا: كنوز وفوائد طين البحر الميت
تقشير البشرة
من فوائد ملح البحر للبشرة أيضًا إمكانية استخدامه من أجل تقشير الجسم، حيث يعمل مقشر ملح البحر على تقشير خلايا الجلد الميتة، مما يسمح للخلايا الجديدة بالتجدد، وهذا ما يجعل ملمس البشرة أكثر نعومة، كما يمكن أن يساعد على إزالة السموم من الجسم وتنظيف المسامات. أيضًا، يمكن أن يساعد استخدام ملح البحر كمقشر على زيادة التدفق الطبيعي للدورة الدموية. [5]
فوائد أخرى
من فوائد ملح البحر المحتملة أيضًا ما يلي: [2،5]
- تنشيط الدورة الدموية.
- تخفيف تشنجات العضلات.
- تخفيف تصلب المفاصل.
- تخفيف آلام الساقين والقدمين الناجمة عن كثرة المشي.
- دعم صحة ووظائف الأعصاب.
- الحفاظ على وظائف الخلايا الطبيعية وللحفاظ على التوازن الحمضي في الدم.
اقرأ أيضًا: تعرف على فوائد الملح الصحية وأضراره
كيف يستخدم ملح البحر؟
لا تختلف طريقة استخدام ملح البحر في الطبخ عن ملح الطعام العادي، حيث يمكن إضافته إلى مختلف أنواع الأطباق الطعام، بما في ذلك الخضار المشوية، أو شرائح اللحم، أو البرغر، أو الأسماك. [1]
وفيما يلي بعض النصائح التي ينصح بالأخذ بها عند استخدام ملح البحر للطهي: [1]
- يمكن أن يوفر ملح البحر نكهة أكثر أو أقل مقارنة بملح الطعام، وذلك اعتمادًا على نوع ملح البحر.
- يجب استخدام ملح البحر المطحون جيدًا عند استخدامه بدلًا ملح الطعام عند تحضير المخبوزات.
- نظرًا لاحتواء ملح الطعام على كمية صوديوم لكل ملعقة صغيرة أكثر من ملح البحر، بالتالي يجب الانتباه على ما يتم إضافته من كميات من ملح البحر إلى الطعام، ومقارنتها مع مقدار الصوديوم الذي توفره كمية ملح الطعام الاعتيادية.
أيضًا، يمكن استخدام ملح البحر لتحضير حمامات مائية دافئة، وذلك من خلال الخطوات التالية: [1،5]
- إضافة ربع كوب من ملح البحر إلى حوض الاستحمام ذي الحجم القياسي، كما يمكن زيادة كمية ملح البحر إلى كوبين بحد أقصى.
- جعل درجة حرارة الماء أعلى بدرجتين من درجة حرارة الجسم، فذلك يعزز من الفوائد العلاجية لحمام ملح البحر.
- نقع الجسم في حوض الاستحمام لمدة 15 - 20 دقيقة.
- الاستحمام بماء نظيف، ومن ثم تجفيف الجسم ووضع المرطب.
وتتضمن طريقة استخدام ملح البحر كمقشر للجسم من خلال مزجه مع مكونات أخرى، ومنها زيت جوز الهند، و الزيوت الأساسية، والعسل، والشوفان. وفيما يلي نذكر إحدى وصفات تحضير مقشر ملح البحر: [5]
ما هي أضرار ملح البحر؟
بالرغم من فوائد ملح البحر، إلا أنه يجب تجنب الإفراط في تناوله، حيث يرتبط الإفراط في تناول الصوديوم بزيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض والمشكلات الصحية، ومنها: [1-3]
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض القلب.
- السكتة الدماغية.
- الأزمة القلبية.
- هشاشة العظام.
- حصوات الكلى.
- الوذمات.
- الانتفاخ.
أيضًا، يمكن أن يتسبب حمام ملح البحر بحدوث بعض ردود الفعل التحسسية، ومنها الطفح الجلدي أو الشرى، كما يجب تجنب استخدام حمامات ملح البحر في حال المعاناة من عدوى جلدية أو كان لدى الفرد جرح مفتوح. [5]
وينصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل استخدام ملح البحر والحمامات المصنوعة منه في حال المعاناة من الصدفية، أو حب الشباب، أو الأكزيما. [5]
اقرأ أيضًا: تعرف على اضرار الملح على صحة الانسان
حساب مؤشر كتلة الجسم
الرجاء ادخال الارقام باللغة الانجليزية
الرجاء ادخال الارقام باللغة الانجليزية
نهاية، يوجد فرق ما بين ملح البحر وملح الطعام العادي، فهما يختلفان من حيث المصدر، والمكونات، والمظهر الخارجي لكل منهما، إلا أنهما يحتويان على نفس الكمية من الصوديوم لكل وحدة غرام. تتعدد فوائد ملح البحر والتي قد تشمل المساهمة في الحفاظ على رطوبة الجسم وضغط الدم والتخفيف من أعراض التهابات الجلد. لكن، يجب تجنب الإفراط في استخدام ملح البحر فمن الممكن أن يرتبط ذلك بزيادة خطر الإصابة ببعض المشكلات الصحية.