ازداد الحديث عن فحص الثلاسيميا والزواج في العقود الأخيرة، إذ أصبح فحصاً إجبارياً قبل الزواج لدى بعض الدول. ويهدف فحص الثلاسيميا قبل الزواج إلى تحديد ما إذا كان أحد أو كلا الزوجين حاملين لجين مرض الثلاسيميا أم لا، الأمر الذي يحدد احتمالية إصابة أحد أولادهم بالمرض من عدمه.
تعرف في هذا المقال إلى أهمية فحص الثلاسيميا والزواج، ونسبة إصابة الأطفال بمرض الثلاسيميا في حال تم الزواج.
ما هو مرض الثلاسيميا؟
تعرف منظمة الصحة العالمية الثلاسيميا على أنه اضطراب وراثي ينتج عن حدوث أخطاء في الجينات المسؤولة عن إنتاج الهيموغلوبين في الدم، الأمر الذي يؤدي إلى تصنيع جزيئات هيموغلوبين غير طبيعية.
يؤدي هذا الاضطراب إلى تدمير خلايا الدم الحمراء، وينتهي بالإصابة بفقر الدم. ويتكون الثلاسيميا من نوعين، ثلاسيميا ألفا، والتي يتأثر فيها جين واحد من جينات الألفا غلوبين، وثلاسيميا بيتا، والتي يتأثر فيها جينات بيتا غلوبين.
أما عن العلاقة بين فحص الثلاسيميا والزواج، فسارعت منظمة الصحة العالمية بفرض فحص الثلاسيميا قبل الزواج لما له من آثار ومضاعفات على الطفل المصاب، إذ يؤثر الثلاسيميا بشكل كبير على جسم الإنسان، بدءاً من فقر الدم الذي يصاحبه طوال حياته، وانتهاء بتشوهات العظام وأمراض القلب في الحالات المتأخرة. وحقيقة، لا يوجد علاج لمرض الثلاسيميا حتى الآن، إذ يحتاج المريض إلى عمليات نقل دم بشكل دوري لاستبدال خلايا الدم الحمراء التالفة.
اقرأ أيضاً: العلاج و الوقاية من الثلاسيميا
ما اهمية فحص الثلاسيميا للزواج؟
ينتج مرض الثلاسيميا عن زواج اثنين من حاملي جينات هذا المرض، الأمر الذي يؤدي إلى إصابة أبنائهم بمرض الثلاسيميا باختلاف أنواعه. من ناحية أخرى، أشارت إحدى الدراسات المنشورة في المجلة الدولية للعلوم الطبية والصحية إلى أن أكثر اضطرابات الدم انتشاراً حول العالم هم الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي.
ونظراً لتزايد أعداد المصابين بالثلاسيميا حول العالم، وتزايد أعداد الوفيات الناجمة عن الإصابة بهذا المرض، لجأت الدول إلى إقرار فحص الثلاسيميا للزواج والمقلبلين عليه، إذ يؤكد الخبراء على أن إيقاف انتشار مرض الثلاسيميا يعتمد على تحديد الأشخاص الحاملين لجينات المرض، فإذا كان كلاهما غير ناقل، فلا داعي للقلق، بينما لو كان كلاهما حامل لجينات المرض، فهذا يعني احتمالية إصابة أحد الأطفال بالثلاسيميا.
ويأتي السؤال هنا، هل تتزوج من حامل لمرض الثلاسيميا؟
يعتمد ذلك على قرار الزوجين، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار إلى أن زواج حاملي مرض الثلاسيميا من بعضهم البعض يعني وجود احتمالية 25% للإصابة بالثلاسيميا لكل طفل وفي كل حمل.
وفي حال زواجهما وحدوث حمل، فينصح بإجراء فحص بزل السلى خلال أول 12 أسبوع من الحمل لتحديد ما إذا كان الطفل مصاب بمرض الثلاسيميا أم لا.
حامل الثلاسيميا والزواج
من المهم إجراء فحص الثلاسيميا قبل الزواج لجميع المقبلين على الزواج على اختلاف أجناسهم وأعراقهم، إلا أن أكثر الأشخاص الحاملين لجينات مرض الثلاسيميا يأتون من الخلفيات العرقية التالية:
- سكان مناطق البحر الأبيض المتوسط، بما فيها إيطاليا، واليونان، وقبرص.
- الهند، وباكستان، وبنغلادش.
- الشرق الأوسط.
- الصين وجنوب شرق آسيا.
أما بالنسبة لإمكانية الزواج من حامل الثلاسيميا، فيمكن لشخص غير حامل للمرض الزواج من شخص حامل له، على ألا يكون مصاباً بالمرض، وحينها تكون احتمالية إنجاب طفل حامل لجينات المرض 50%، وتكون احتمالية إنجاب طفل سليم تماماً 50% لكل حمل.
اقرأ أيضاً: فحوصات الزواج: اجراء وقائي للمقبلين على الزواج
طرق فحص مرض الثلاسيميا والزواج
يتم فحص الثلاسيميا قبل الزواج باستخدام العديد من الاختبارات، مثل:
- تعداد الدم الكامل: حيث يبين عدد خلايا الدم الحمراء وكمية الهيموغلوبين الموجودة في الدم، إذ أن مرضى الثلاسيميا لديهم عدد أقل من خلايا الدم الحمراء الصحية مقارنة بغيرهم، كما أن الهيموغلوبين أقل من النسبة الطبيعية.
- اختبارات الهيموغلوبين: والتي تقيس سلاسل الهيموغلوبين ألفا وبيتا بدقة عالية.
- الاختبارات الجينية.
- بزل السلى للأجنة.
احتمالية انجاب اطفال مصابين بمرض الثلاسيميا
تختلف احتمالية إنجاب طفل مصاب أو حامل لمرض الثلاسيميا باختلاف الوضع الصحي للآباء، فإذا كان كلا الوالدين حاملين لجينات البيتا ثلاسيميا، فإن الاحتمالات تكون كالآتي:
- إنجاب طفل سليم تماماً: احتمال 25%.
- إنجاب طفل حامل لجينات مرض الثلاسيميا لكن غير مصاب: احتمال 50%.
- إنجاب طفل مصاب بمرض الثلاسيميا: احتمال 25%.
مضاعفات الاصابة بالثلاسيميا
إن الإصابة بالثلاسيميا ينتج عنه العديد من المضاعفات التي تعتمد على شدة وخطورة المرض، حيث تشمل مضاعفات الثلاسيميا على كل ما يلي:
- فرط الحديد: والذي يحدث نتيجة عمليات نقل الدم المتكررة بغرض العلاج، والذي يؤثر بدوره على كل من القلب، والكبد، والغدد الصماء.
- الإصابة بالعدوى: حيث ترتفع احتمالية الإصابة بالعدوى لدى مرضى الثلاسيميا.
في الحالات المتقدمة من الثلاسيميا، يمكن أن تحدث المضاعفات التالية:
- تشوه وترقق العظام، خاصة عظام الجمجمة والوجه.
- تضخم الطحال.
- تأخر النمو والبلوغ.
- اضطراب نظم القلب وقصور القلب الاحتقاني.
اقرأ أيضاً: ما هي امراض الدم الوراثية؟