الوشم هو نوع من أنواع الأصباغ العادية، أو الملونة، أو المزروقة المحشورة في الجلد بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وانتشرت ظاهرة الوشم في أوساط الشباب في الآونة الأخيرة، وأصبحت تتطور بصورة تتلاءم مع الموضة والأزياء، كما امتدت أهمية الوشم عند البعض ليصبح رباط غليظ بين المحبين يشبه رباط الزواج، حيث يكتب المحب اسم حبيبه، وأحياناً يرسم صورته على جسده كدلالة على حبه له وولهه به، خاصة وأن ما كتبه ورسمه يصعب إزالته، ويعتمد الوشم على الإبر لإدخال مادة من الحبر تحت الجلد لكتابة رموز وكلمات.

سبب لجوء الشباب إلى الوشم

يلجأ الشباب للوشم لعدة أسباب، منها:

  • الفراغ القاتل، وعدم إحساسهم بالثقة والأمان من حولهم.
  • عدم وجود ثقافة قومية ودينية.
  • عدم شعورهم بقيمة الحياة.

ولهذا فالمسؤولية تقع على الآباء قبل الأبناء؛ لانشغالهم عن أبنائهم، وعدم متابعتهم، ومراقبة سلوكياتهم، كما ربطت الدراسات الحديثة بين الوشم والاضطرابات النفسية والسلوكية، حيث وجد أن غالبية الأشخاص الذين يقدمون على الوشم مصابون باضطرابات سلوكية وانحرافات ومشكلات نفسية.

اقرأ أيضاً: تاتو الحواجب ومخاطرها على الصحة

تاريخ الوشم

إذا عدنا إلى جذور هذه الظاهرة نجد أن الوشم قد عرف منذ آلاف السنين، واستخدمته الشعوب القديمة لعدة أغراض في الماضي، فقد ارتبط الوشم بالديانات الوثنية التي انتشرت شرقاً وغرباً كحامل لرموزها الدينية وأشكال آلهتها، كما استخدم كتعويذة ضد الموت، وضد العين الشريرة، وللحماية من السحر، وعرفته العقائد البدائية كقربان لفداء النفس أمام الآلهة، واستخدمه العرب كوسيلة للزينة وللتجميل، ورمز للتميز في الانتماء إلى القبيلة، واستخدمه المصريون القدماء كعلاج ظناً منهم أنه يمنع الحسد.

انواع الوشم

للوشم نوعان، هما:

  • الوشم الحاصل نتيجة حوادث السير أو الحوادث الأخرى التي تؤدي إلى ترسب كمية من الشوائب الصبغية في الجلد بصفة دائمة.
  • الوشم التجميلي ويكون إما بواسطة المحترفين أو بواسطة الهواة، حيث يكون الوشم بواسطة المحترفين بإلوان زاهية، كما من الممكن أن يستخدم لعمل شامة، أو تحديد حاجب أو شفة أوغيرها، أما الوشم بواسطة الهواة يكون بلون واحد.

أسباب رفع الوشم من الجلد

يرغب البعض بإزالة الوشم من أجسادهم لعدة أسباب، منها:

  • الرغبة في ذلك لأسباب دينية بحتة؛ حتى أن ابن مسعود رضي الله عنه روى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لعن الله الواشمة والمستوشمة" لبخاري ومسلم، فقد طرد كلا من الواشم والموشوم من رحمته تعالى.
  • رفع الوشم المتسبب من الحوادث؛ والذي ترك آثاره الواضحة، والمسببة لقلق المريض.
  • رفع الوشم خاصة لمنتسبي الجيش والشرطة لأسباب خاصة بدوائرهم.
  • ندم الشخص لعمل وشم سابق أو قديم.

مضار الوشم

يعد الوشم من أخطر الأساليب التي يؤذي بها الإنسان نفسه، حيث أن أغلب المواد المستخدمة في الحبر هي صبغات صناعية صنعت في الأصل لأغراض أخرى مثل طلاء السيارات أو أحبار الكتابة، وللوشم مضار عديدة منها:

  • تلوث دم الإنسان عند ثقب الجلد واختلاط الدم بالتراب والملوثات، وخاصة باستخدام الإبر الملوثة في رسم الوشم لعدة اشخاص، وبالتالي نقل الكثير من الميكروبات والفيروسات كفيروس التهاب الكبد، والإيدز، والتهابات الجلد البكتيرية، وبالتالي قد تؤدي لتحسس الجلد، والأكزيما، وحتى الصدفية.
  • الإصابة بسرطانات الجلد مثل سرطان الجلد القاعدي، وغيرها من الأمراض.

للمزيد: الصدفية

العلاج من قبل جراح التجميل

يمكن إزالة الوشم بالطرق الجراحية القديمة، وخاصة الوشم العميق، أو المتسبب عن حوادث المرور، وغيرها من الحوادث، والتي تسبب في حدوث وشم في الجلد من مواد مثل الرمل أو الأجسام الغريبة، كما يمكن إزالة الوشم بالسنفرة الجلدية، ويمكن الاستفادة من هذه الطريقة في حالات الوشم السطحي والمصحوب بتندبات الجلد لإزالة الجلد وتسويته في نفس الوقت، كما يستخدم الليزر بأنواعه العديدة أيضاً لإزالة الوشم، ويكون بجلسات عديدة، ويعتمد على نوع الوشم، وعمقه، والألوان المستخدمة، وذلك عن طريق تدمير الأجزاء الملونة من الوشم والمتحسسة لأشعة الليزر.

للمزيد:الليزر لعلاج الأمراض الجلدية