إن وجود أعراض حرقة المعدة أو الانتفاخ أو الغاز أو آلام في المعدة أو تقلصات في البطن أو الإمساك أو الإسهال تكون بمثابة مؤشرات تدل على احتمال كبير بالإصابة بالطفيليات، أو نوع من فرط البكتيريا أو فطريات في الأمعاء. وقد تتطور هذه الأعراض فيما بعد إلى التهابات وتقرحات في المعدة.
التهابات المعدة الناتجة عن عدوى البكتيريا المعروفة باسم (الملوية البوابية) وعلى الرغم من أنها تصيب الجهاز الهضمي فقط، فإنها قد تسبب أعراضاً واضطرابات نفسية للمريض.
بما أن جرثومة المعدة قد تسببت في التهاب للجهاز الهضمي فهذا يعني أنه قد فقد وظيفته الرئيسية وهي هضم الطعام وامتصاص المواد الغذائية، وهو ما سيؤدي إلى مشاكل أخرى لا تتصل بالجهاز الهضمي مباشرة مثل عجز الجهاز الهضمي عن هضم الطعام الذي سيحد من الحصول على العناصر الغذائية الرئيسية مثل البروتينات والسكريات والدهون والفيتامينات والمعادن، وهذا يعني نقص في تلك العناصر.
علي سبيل المثال وجد أن بكتيريا الملوية البوابية تؤدي إلى نقص الحديد وفيتامين ب12 مما يعني أنها سبب في الاصابة بمرض فقر الدم وبالنتيجة التعب والإرهاق العام.
اعراض جرثومة المعدة النفسية
وجد أن الأشخاص المصابون بجرثومة المعدة أكثر عرضة للإصابة بمشاكل نفسية وعصبية. ونذكر فيما يلي بعض الاضطرابات التي أوضحت الدراسات ارتباطها بالإصابة بجرثومة المعدة.
الاضطرابات الهرمونية
يمكن أن تؤدي عدوى الحلزونية البوابية إلى تقلبات في مستويات:
مما يؤدي إلى تلف الأنظمة المختلفة، بما في ذلك الجهاز العصبي المركزي، وظهور الأعراض المرتبطة بها.
الاضطرابات المزاجية
هناك علاقة بين الإصابة بجرثومة المعدة والقرحة الهضمية والمزاج الاكتئابي والتفكير الانتحاري. وتلعب جرثومة المعدة دوراً في المناعة إلى جانب تأثيرها على محور ارتباط الدماغ بالقناة الهضمية مما يربطها بالاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب. ويرتبط الإجهاد الشديد والمزاج الاكتئابي والتفكير الانتحاري ارتباطاً وثيقاً ببعضهما البعض ولا ينظر إليهما كمكونات منفصلة لمشاكل الصحة العقلية.
كما لوحظ تأثر مستقبلات السيروتونين عند المرضى المصابين بالتهاب المعدة الملوية البوابية.
ومما يجدر ذكره أن التفسير المحتمل لهذه النتيجة هو أن الأشخاص الذين يعانون من المزيد من مشاكل الصحة العقلية هم أكثر عرضة للاعتماد المشترك على النيكوتين والكحول، وتلك من عوامل الخطر المعروفة للقرحة الهضمية.
وحيث يرتبط نظام الجهاز الهضمي والدماغ ارتباطاً وثيقاً عبر الجهاز العصبي اللاإرادي، أي محور القناة الهضمية والدماغ، أثناء الظروف المجهدة أو المكتئبة، قد تتعطل الوظيفة العصبية مما قد يزيد من إفراز الببسين وحمض المعدة ويؤدي إلى إصابة الغشاء المخاطي في المعدة.
اضطراب مستويات هرمون الكورتيزول
قد تغير المشاكل النفسية إفراز هرمون الكورتيزول الذي يعرف بهرمون التوتر من خلال التأثير على محور الغدة النخامية - الغدة الكظرية. خلال الظروف المجهدة، عادة ما يرتفع مستوى الكورتيزول مما قد يؤدي إلى زيادة مستويات إفراز حمض المعدة. وقد يؤدي زيادة مستوى الكورتيزول وحمض المعدة إلى إعاقة الاستجابة الالتهابية الطبيعية في الجهاز الهضمي.
بالإضافة ذلك فإن السيتوكينات المختلفة التي تسببها عدوى الملوية البوابية في الغشاء المخاطي للمعدة قد تحفز منطقة ما تحت المهاد وجذع الدماغ، مما يؤدي إلى تنشيط إفراز الكورتيزول والأدرينالين. ويذكر أن مستويات الكورتيزول المرتفعة تتداخل مع التعلم والذاكرة، وتزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والأمراض العقلية وانخفاض متوسط العمر المتوقع.
نقص الفيتامينات والمعادن
يمكن أن يؤدي نقص الفيتامينات والمعادن المرتبطة أحياناً بالاكتئاب والقلق واضطرابات المزاج، إلى العديد من الحالات الصحية المزمنة، ومن الأمثلة على هذه الفيتامينات:
للمزيد : الأطعمة التي تثير جرثومة المعدة.
علاج جرثومة المعدة
العلاج الموصى به للتخلص من عدوى الملوية البوابية هو ما يعرف بالعلاج الثلاثي ويتضمن:
- المضادات الحيوية، مثل كلاريثروميسين أو أموكسيسيلين أو ميترونيدازول.
- الأدوية التي تقلل كمية الحمض في المعدة، مثل مثبط مضخة البروتون، مثل ديكسلانسوبرازول، أو لانسوبرازول، أو أوميبرازول.
- حاصرات مستقبلات H2، مثل رانيتيدين أو فاموتيدين.