يؤثر نقص البروتين على جميع وظائف الجسم تقريباً، لهذا فقد يسبب مجموعة واسعة من الأعراض والمشاكل الصحية، من أبرزها ضعف العضلات.
يمكن أن تظهر أعراض نقص البروتين في الجسم، حتى وإن لم يكن هناك انخفاض حاد في مستويات البروتين، وذلك لأن البروتين أحد المكونات الرئيسية لجميع الخلايا والأنسجة، وهو اللبنة الأساسية لبناء العضلات، والجلد، والإنزيمات، والهرمونات. [1]
تعرف في هذا المقال على أعراض نقص البروتين وأهم العلامات التي تدل على عدم تناول ما يكفي من البروتين.
أعراض نقص البروتين في الجسم
غالباً ما تبدأ أعراض وعلامات نقص البروتين في وقت مبكر من حدوث النقص، وتزداد شدتها مع مرور الوقت. فيما يلي أهم وأبرز الأعراض:
التعب والخمول
يمكن أن يؤثر انخفاض تناول البروتين لمدة قصيرة على العضلات المسؤولة عن الحركة وتغيير وضعية الجسد، خاصة لدى كبار السن. ومع استمرار انخفاض مدخول البروتين اليومي إلى الجسم قد تظهر أعراض التعب والخمول أكثر من المعتاد، وذلك نتيجة: [2][3]
- عدم حصول خلايا الجسم على ما يكفي من الأكسجين، وذلك بسبب الإصابة بفقر الدم وخلل أو نقص في بروتين الهيموجلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء والمسؤول عن نقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم. في بعض الحالات، قد يسبب نقص الهيموجلوبين أيضاً ضيق في التنفس.
- انخفاض معدل التمثيل الغذائي في الجسم، مما يؤدي إلى عدم إنتاج الطاقة اللازمة لإمداد الجسم بالنشاط والقدرة على القيام بعملياته الحيوية المختلفة بكفاءة.
ضعف وانخفاض كتلة العضلات
تعتبر العضلات أكبر مخزن للبروتين في الجسم، وعند تناول نظام غذائي منخفض البروتين لفترة طويلة نسبياً، يبدأ الجسم باستهلاك وأخذ البروتين من عضلات الهيكل العظمي بهدف تلبية حاجة وظائف الجسم وأنسجته الأكثر أهمية.
مع مرور الوقت، يؤدي ذلك إلى هزال العضلات (بالإنجليزية: Muscle Wasting)، وهي حالة تتطور نتيجة قيام الجسم بتعويض نقص مدخول البروتين الغذائي من مصادر أخرى؛ أهمها العضلات.
يجدر الإشارة إلى أن فقدان الكتلة العضلية أو هزال العضلات قد يرافق الحالات المتوسطة من نقص البروتين ولا يقتصر حدوثه فقط على حالات نقص البروتين الشديد، وخاصة لدى كبار السن. [1][4]
اقرأ أيضاً: البروتين: الفوائد والحصة اليومية الموصى بها
صعوبة فقدان الدهون الزائدة
يعد انخفاض الكتلة العضلية من أعراض نقص البروتين الأولية، ومن العلامات التي تدل على انخفاض كتلة العضلات في الجسم ما يلي: [2][5]
- صعوبة التخلص من دهون البطن رغم ممارسة الرياضة، وقد يحدث هذا نتيجة خسارة العضلات عوضاً عن تقويتها وبنائها، إذ تسبب التمارين الرياضية، مثل رفع الأثقال تفكك الألياف العضلية، ويحتاج إعادة بنائها تناول ما يكفي من البروتين، وخاصة بعد التمرين.
- انخفاض الوزن بالأرقام فقط، دون ملاحظة انخفاض في قياسات الجسم، حيث قد يكون هذا الأمر دلالةً على فقدان العضلات بدلاً من فقدان الدهون. يتطلب الحفاظ على العضلات المداومة على تناول حاجة الجسم اليومية من البروتين وتجنب الأطعمة السكرية والمعالجة.
زيادة معدل إصابة العظام بالكسور
على الرغم من أن صحة العظام تعتمد بشكل أساسي على الكالسيوم، إلا أن ضعف العظام يمكن أن يكون أحد أعراض نقص البروتين في الجسم، إذ يزيد انخفاض مستوى البروتين من خطر الإصابة بكسور العظام، وذلك للأسباب التالية: [1][2]
- انخفاض كتلة العضلات الهيكلية المحيطة بالعظام، والتي توفر لها الدعم والحماية.
- ضعف العظام وانخفاض كثافتها، وذلك نتيجة نقص تناول البروتين الذي يدخل في تكوين أنسجة العظام.
هشاشة الشعر والأظافر
تعتبر العديد من أنواع البروتينات، مثل الكولاجين، والإيلاستين، والكيراتين من مكونات الجلد، والشعر، والأظافر الأساسية، لذلك قد يسبب نقص البروتين بعض المشاكل في الشعر والأظافر والبشرة، مثل: [1][3]
- هشاشة الأظافر وتقصفها.
- ترقق الشعر.
- تلاشي لون الشعر الطبيعي.
- تساقط الشعر.
- احمرار الجلد.
- تقشر الجلد.
- نقص تصبغ الجلد.
يجدر الإشارة إلى أن مشاكل الشعر، والأظافر، والجلد غالباً ما تعد من أعراض نقص البروتين الحاد وليس الخفيف.
للمزيد: هل نقص البروتين يسبب تساقط الشعر؟
انخفاض مناعة الجسم
يمكن أن يؤثر نقص البروتين الطفيف أو الحاد على مناعة الجسم، وفيما يلي أبرز علامات نقص المناعة التي قد تعد من أعراض نقص البروتين في بعض الحالات: [1][4]
- زيادة عدد مرات الإصابة بأنواع العدوى البكتيرية أو الفيروسية، بما في ذلك نزلات البرد.
- زيادة شدة وأعراض العدوى أو الالتهاب عن المعتاد، ويعد هذا العرض من أعراض نقص البروتين الحاد الشائعة.
- زيادة طول المدة اللازمة للتعافي من عدوى ما، وذلك نتيجة انخفاض قدرة الجسم في التغلب على مسببات العدوى.
يؤثر نقص البروتين سلباً على كفاءة الجهاز المناعي للأسباب التالية: [3]
- يعد البروتين مصدر أساسي للأحماض الأمينية التي تلعب دوراً في إنتاج الأجسام المضادة المسؤولة عن تنشيط خلايا الدم البيضاء ومحاربة مسببات الأمراض، بما في ذلك الفيروسات والبكتيريا.
- يلعب البروتين دوراً في تعزيز امتصاص العناصر الغذائية الأخرى الهامة للحفاظ على صحة الجسم وتعزيز مناعته.
- يؤثر البروتين على مستويات البكتيريا النافعة في الأمعاء، والتي لها دور أساسي في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي ووقايته من الإصابة بالالتهابات والعدوى.
زيادة الشهية
في حالات عدم تناول ما يلبي حاجة الجسم من البروتين، يزداد الشعور بالجوع نتيجة محاولة الجسم إرسال إشارة تعبر عن حاجته للبروتين. بالإضافة إلى أن استهلاك الأطعمة منخفضة البروتين لا تمنح الشعور بالشبع لفترة طويلة كما تفعل الأطعمة الغنية بالبروتين.
تكون زيادة الشهية الناتجة عن نقص البروتين لدى البعض انتقائية نحو الأطعمة الغنية بالبروتين، لكن الأمر ليس كذلك لدى جميع الأشخاص، إذ قد تزداد شهية البعض تجاه الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية جداً مقارنةً بمحتواها المنخفض من البروتين. نتيجةً لذلك يعاني البعض من السمنة كأحد أعراض نقص البروتين. [1][4]
لكن من الجدير بالذكر أن زيادة الشهية تعتبر من أعراض نقص البروتين الخفيف أو المتوسط، بينما قد يسبب نقص البروتين الحاد ضعف الشهية. [1]
حساب مؤشر كتلة الجسم
الرجاء ادخال الارقام باللغة الانجليزية
الرجاء ادخال الارقام باللغة الانجليزية
أعراض نقص البروتين الأخرى
يمكن أن يسبب نقص البروتين في الجسم المشاكل التالية: [3][4][5]
- تقلبات المزاج: يمكن أن يؤثر نقص البروتين على توفر الأحماض الأمينية اللازمة لإنتاج بعض الناقلات العصبية المسؤولة عن نقل المعلومات بين الخلايا، بما في ذلك ناقلات السيروتونين والدوبامين، والتي قد يسبب انخفاض مستوياتها سوء المزاج والشعور بالاكتئاب أو العدوانية.
- ضبابية الدماغ: يسبب نقص البروتين لدى البعض ضعف التركيز وعدم القدرة على إتمام المهام والعمل كما يجب، وذلك نتيجة الانخفاض في معدل تصنيع بعض الناقلات العصبية التي لها دور مهم في القدرة على التركيز، مثل الدوبامين، والسيروتونين، والإبينفرين، والنورأدرينالين.
- الأرق: يسبب عدم تناول كميات كافية من البروتين الغذائي انخفاض في معدل إنتاج السيروتونين الذي يلعب درواً رئيسياً في انتظام دورة النوم وتحسين جودة النوم.
بالإضافة إلى ما سبق، من أعراض نقص البروتين في الجسم التي قد يعاني منها البعض مشاكل في الجهاز الهضمي، والحيض غير المنتظم لدى النساء، وبطء شفاء الجروح، والوذمة، والكبد الدهني، وتأخر النمو لدى الأطفال. [4]
اقرأ أيضاً: نقص البروتين عند الأطفال