تُقدّم البكتيريا النافعة للجسم العديد من الفوائد، إذ إنّها تدعم الجهاز الهضمي وتحميه من الأمراض، وتُساعد في الحماية والوقاية من الإسهال وعسر الهضم، ولها دور في الحفاظ على صحة القلب والجلد، ودعم الصحة النفسية كذلك.
إلا أنّ تحقيق تلك الفوائد مُرتبط بعدد البكتيريا النافعة الموجودة في الجسم وتوازنها مع البكتيريا الضارة، ففي حال انخفاض نسبة البكتيريا النافعة مقارنة بعدد البكتيريا الضارة فذلك يُعرّض الجسم للأمراض والمشكلات الصحية.
فما هي أعراض نقص البكتيريا النافعة؟ هذا ما سنتناوله بالتفصيل في هذا المقال. [1][2]
أعراض نقص البكتيريا النافعة
أحد أبرز أعراض نقص البكتيريا النافعة هي المعاناة من أعراض وشكاوى صحية عديدة دون مُلاحظة أيّ تحسّن حتّى بعد اتّباع العادات الصحية المختلفة، مثل: تناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة، والنوم الجيد، والسيطرة على الضغوطات والتوتر، خاصّة إن كانت تلك الأعراض عامّة ولا تتركّز في جهاز أو عضو معين في الجسم. [3][4]
اقرأ أيضًا: فوائد البكتيريا النافعة
وفيما يأتي ذكر لأبرز هذه الأعراض بالتفصيل.
أعراض هضمية
يُعرّض نقص البكتيريا النافعة أو ما تُسمّى أيضًا البروبيوتيك (بالإنجليزية: Probiotics) الجهاز الهضميّ لأنواع ضارة من البكتيريا التي ترتبط بأمراض وأعراض مزعجة عديدة، وعادةً ما تستمر هذه الأعراض لفترة طويلة دون وجود سبب واضح لها. ومن هذه الأعراض: [6][5]
- الإمساك أو الإسهال.
- غازات البطن وانتفاخه.
- أعراض القولون العصبي.
صعوبة النوم
بمثل ما يُحسّن النوم الجيّد من نسبة البكتيريا النافعة فإنّ صعوبته تُقلل من أعداد هذه البكتيريا، والعكس صحيح كذلك، إذ إنّ نقص البكتيريا النافعة يُعرّض الفرد للأرق أو لصعوبة الاستغراق في النوم، ويرجع ذلك للعلاقة الوثيقة التي تجمع بين الجهاز الهضميّ والدماغ، ويُمكن توضيح هذه العلاقة من خلال الآتي: [5][7]
- يُفرز هرمون السيريتونين من الجهاز الهضميّ، ولكن تدهور البكتيريا النافعة المرتبط بتدهور صحّة الجهاز الهضمي يعني إنتاجًا أقلّ من هذا الهرمون، وإنتاجًا أكبر من هرمون التوتّر المعروف بالكورتيزول.
- يتحول السيروتونين إلى هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم، ومع نقص كمية السيروتونين ينقص هرمون الميلاتونين، ما يتسبّب بالمعاناة من صعوبة النوم.
التقلبات المزاجية
التقلبات المزاجية المصاحبة لأعراض نقص البكتيريا النافعة ترجع لعلاقة الجهاز الهضمي مع الدماغ، ونقص كمية السيريتونين المنتجة في الجسم مع نقص الدوبامين كذلك، لذا يظهر على الفرد القلق والاكتئاب والتوتر.
ومن الجدير بالذكر أنّ الإصابة بالاكتئاب أو القلق تتسبّب في نقص البكتيريا النافعة أيضًا، لذا فإنّ العلاقة ما بين الصحة النفسية والبكتيريا النافعة تسير بعدة اتجاهات، والسيطرة على أحد أطرافها يساعد في السيطرة على الطرف الآخر. [4][8]
عدم تحمل الطعام
اختلال نسبة البكتيريا النافعة يتسبّب فيما يُعرف بعدم تحمّل الطعام (بالإنجليزية: Food Intolerance)، وتتضّمن أعراضه عادةً انتفاخ البطن وغازاته، وألم البطن، والشعور بالغثيان، والإصابة بالإسهال، لذا فإنّ الإصابة بعدم تحمّل أصناف معينة من الطعام فجأة دون وجود تاريخ مرضي سابق قد يُشير لنقص في أعداد هذه البكتيريا. [4][7]
اسمه السعادة الحلقة 31
اقرأ أيضًا: مكملات البروبيوتيك لمشاكل الجهاز الهضمي
أعراض جلدية
قد تتضمّن أعراض نقص البكتيريا النافعة علامات وأعراضًا جلدية لدى بعض الأفراد، مثل: الإصابة بالأكزيما، أو الوردية، أو ظهور حب الشباب، والصدفية، وتفسير ذلك كالآتي: [4][7]
- تتواجد البكيتريا النافعة على سطح الجلد كما تتواجد في الجهاز الهضميّ، وتُساهم في حمايته من العدوى والأمراض، ونقصها يتسبّب في تهيّج الجلد والتهابه.
- يُقلّل تناول الأطعمة غير الصحية من البكتيريا النافعة في الجهاز الهضميّ، ويُحفّز من المشكلات الجلدية عمومًا، خاصّة عند الإفراط في تناولها، ويُمكن ملاحظة ذلك عند استهلاك كميات كبيرة من الحلوى والوجبات السريعة، إذ قد يُلاحظ بعدها ظهور عدد من حبوب الشباب.
- يُحسّن علاج بعض الأمراض والاضطرابات الهضمية من حالة اضطرابات جلدية في نفس الوقت؛ إذ قد تُساعد بعض علاجات مرض كرون والتهاب القولون التقرحي في تخفيف الصدفية؛ ويرجع ذلك لتحسين حالة الجهاز الهضميّ عمومًا، ما يسمح للبكتيريا النافعة بالعودة لنسبها الطبيعية.
لدي رائحة فم كريهة منذ سنوات ولدي غازات والتهاب القولون العصبي وعسر هضم مستمر وأشك أن لدي نقص في البكتيريا النافعة فأي نوع تنصحوني بأخذه أي نوع مناسب لحالتي
كثرة المرض
إذ قد يتسبّب انخفاض البكتيريا النافعة في ضعف الجهاز المناعي، ويظهر تأثير ذلك بكثرة إصابة الفرد بأنواع العدوى كالأنفلونزا والرشح، والمعاناة من أعراض أكثر شدّة من الأفراد الذين يتمتعون بتوازن في نسبة البكتيريا النافعة مع البكتيريا الضارة في أجسامهم. [4][8]
اقرأ أيضًا: ما هي أهمية بكتيريا الأمعاء المفيدة (بروبيوتيك) لصحة الجسم؟
أعراض أخرى
تتضمّن أعراض نقص البكتيريا النافعة أيضًا كل ممّا يأتي:
- رائحة الفم الكريهة، التي عادةً ما تنجم عن احتباس السموم في الجسم وتكاثر البكتيريا الضارة في الأمعاء، بسبب المعاناة من الإمساك المُصاحب لنقص البكتيريا النافعة. [6]
- زيادة الوزن، وجود نسب جيدة من البكتيريا النافعة يُساعد على هضم الطعام بصورة أفضل لاستعماله كمصدر طاقة في الجسم، ونقصان البكتيريا النافعة يجعل هذه المهمة أصعب. [8]
- الصداع، الذي قد يتزامن مع العديد من المشكلات الهضمية المسبّبة لنقص البكتيريا النافعة، كما أنّ بعض الاضطرابات الهرمونية التي تتسبّب في الصداع والشقيقة تؤثّر أيضًا على توازن البكتيريا في الجهاز الهضمي. [6]
- الشعور بالتعب والإعياء، حتّى بعد أخذ قسط جيّد من النوم؛ لاختلال قدرة الأمعاء على امتصاص العناصر الغذائية المهمة لنشاط الجسم وقوته، وقد يرجع ذلك للأسباب التي ترتبط بالتعب ونقص البكتيريا النافعة في ذات الوقت، مثل: الاكتئاب، والقلق. [6]
- الجوع المتواصل، الناجم عن تأثير هرموني الجريلين واللبتين من نقص البكتيريا النافعة، وهما المسؤولان عن الشعور بالشبع والتحكّم في الشهية. [4]
- حساسية الطعام، إذ يتسبّب نقص البكتيريا النافعة بصدور ردّ فعل مناعي ذاتي من الجسم تجاه أصناف محددة من المأكولات، بما يُعرف بإسم حساسية الطعام. [4]
اقرأ أيضًا: تأثير البروبيوتيك على صحة الفم
نصيحة الطبي
احرص على إعلام الطبيب في حال المعاناة من أعراض نقص البكتيريا النافعة، وعدم الشعور بأيّ تحسن حتى بعد تعديل نظام حياتك وغذائك، وسيُساعدك الطبيب على تشخيص المشكلة بالضبط، واتّخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة.
يُمكنك الحصول على استشارة منزلية الآن في أي وقت ومن أيّ مكان، بمساعدة أحد أطبائنا المعتمدين على منصة الطبي.