يحدث فرط نشاط المثانة بمعدلات أعلى عند النساء مقارنة بالرجال، وهي مشكلة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على حياة المرأة وقدرتها على ممارستها للأنشطة اليومية، وذلك لما تتسبب به من أعراض أهمها الرغبة المفاجئة والملحة في التبول، كما يمكن أن يؤدي إلى تسرب البول بشكل لاإرادي. [1،2]
وبالتالي لا بد من إلقاء الضوء على أسباب فرط نشاط المثانة عند النساء وطرق العلاج المتاحة لهذه المشكلة.
لكن، من الممكن أن تتضمن أحيانًا أعراض فرط نشاط المثانة عند النساء المعاناة من سلس البول، وبناء على ذلك يمكن تصنيف فرط نشاط المثانة إلى نوعين، وهما: [3،4]
- فرط نشاط المثانة الجاف، وهو النوع الأكثر شيوعًا فهو يؤثر على ما يقارب ثلثي المرضى، حيث لا تعاني المرأة المصابة بهذا النوع من سلس البول.
- فرط نشاط المثانة الرطب، الذي يشمل معاناة المرأة من سلس البول.
إن احتمالية إصابة النساء بفرط نشاط المثانة أكثر بمرتين من الرجال. وعادة ما يزداد خطر الإصابة بهذه المشكلة مع تقدم العمر، فهي تؤثر بشكل أساسي على الأفراد الذين يبلغون من العمر 65 عامًا أو أكبر، ومع ذلك يمكن أن يحدث فرط نشاط المثانة عند النساء في أوقات أبكر، كأن يحدث في منتصف الأربعينيات. [3]
لا يعد فرط نشاط المثانة من الحالات الصحية التي تهدد الحياة، إلا أن عدم علاجها وعدم التحكم بالأعراض يمكن أن يؤثر سلبًا على حياة المرأة ويقلل من جودة حياتها، كما وفي بعض الأحيان يمكن أن يؤدي فرط نساط المثانة عند المرأة إلى العزلة والإصابة باضطرابات عاطفية. [1،2]
أسباب فرط نشاط المثانة عند النساء
يحدث فرط نشاط المثانة عند النساء نتيجة لوجود خلل في الاتصال ما بين الدماغ والمثانة، حيث سيقوم الدماغ بإرسال إشارات إلى مثانة من أجل تحفيزها على التقلص والتفريغ، وذلك بالرغم من كون المثانة غير ممتلئة. [1،3]
يؤدي هذا التقلص في عضلات المثانة إلى تولد رغبة قوية لدى المرأة في التبول بشكل متكرر، حتى لو لم تكن مثانتها ممتلئة. ونتيجة لذلك، ستصبح المرأة غير قادرة على التحكم في وقت التبول أو عدد مرات التبول على مدار اليوم، ومن الممكن أن يتسرب البول بشكل لاإرادي عند الشعور بالحاجة إلى التبول، وهو ما يعرف بسلس البول. [1،3]
إلى الآن من غير المعروف ما هو السبب الرئيسي لحدوث هذا الخلل في الاتصال ما بين الدماغ والمثانة والإصابة بفرط نشاط المثانة عند النساء. لكن، يمكن أن تعد هذه المشكلة أكثر شيوعًا عند النساء بعد انقطاع الطمث، وقد يكون هذا نتيجة لنقص هرمون الاستروجين. [1،3]
أيضًا، يوجد عدد من العوامل يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بفرط نشاط المثانة عند النساء، والتي تشمل ما يلي: [1،3،4]
- شرب الكثير من السوائل.
- تناول الأدوية التي تزيد من إنتاج البول.
- التهابات المسالك البولية أو حصوات المثانة.
- تناول الكافيين، والكحول، أو غيرها من المواد المهيجة للمثانة.
- تلف الأعصاب في منطقة الحوض الناجم عن التعرض للإصابة أو إجراء عمليات جراحية.
- مرض السكري أو أمراض الكلى.
- الاضطرابات العصبية، مثل مرض باركنسون، أو السكتة الدماغية، أو التصلب المتعدد.
اقرأ أيضًا: كثرة التبول عند النساء
أعراض فرط نشاط المثانة عند النساء
عادة ما يتم تمييز فرط نشاط المثانة عند النساء من خلال المعاناة من الأعراض التالية: [1-3]
- حاجة ملحة ولا يمكن السيطرة عليها للتبول، وهي من أهم أعراض فرط نشاط المثانة عند النساء، والتي يمكن أن تحدث أثناء الليل أو النهار، أو كلاهما.
- تسرب البول بشكل لاإرادي عند الشعور بالحاجة إلى التبول، وهذا ما يعرف باسم السلس الإلحاحي.
- كثرة التبول، حيث يمكن أن تحتاج المرأة إلى التبول أكثر من 8 مرات خلال فترة 24 ساعة.
- الاستيقاظ أثناء الليل مرتين أو أكثر من أجل الذهاب إلى الحمام، ونتيجة لذلك يمكن أن تعاني المرأة من النعاس أثناء النهار، وفقدان التركيز، والإرهاق.
لكن، يجب التأكيد على أن أعراض فرط نشاط المثانة يمكن أن تتغير من مرأة لأخرى، وهذا ما يمكن أن يجعل من الصعب تحديد المشكلة دون استشارة ومساعدة الطبيب. [1]
اقرأ أيضًا: اهم المعلومات حول سلس البول عند النساء
علاج فرط نشاط المثانة عند النساء
يهدف علاج فرط نشاط المثانة عند النساء بشكل أساسي إلى التقليل من شدة الأعراض. لكن، يجب التنويه إلى أن العلاج لا يؤدي إلى اختفاء الأعراض بشكل تام، فمشكلة فرط نشاط المثانة تعد من المشكلات غير المتوقعة وقد يكون من الصعب أحيانًا التحكم بأعراضها والتخلص منها. [1،2]
ولهذا، يمكن أن نجد نسبة من المرضى لا يزالون يعانون من الأعراض حتى مع العلاج، لكن ستتفاوت شدة هذه الأعراض من حالة لأخرى. [2]
ومع ذلك، من المهم التزام المرأة بالعلاجات المقدمة من قبل الطبيب، فذلك يساعد على تحسين جودة حياتها ويقلل من تطور المضاعفات لديها، أهمها الإصابة بالاكتئاب وغيرها من الاضطرابات العاطفية. [1]
وفيما يلي نذكر جميع الخيارات المتاحة لعلاج فرط نشاط المثانة عند النساء:
- تغييرات في نمط الحياة
يمكن أن تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة على تخفيف أعراض فرط نشاط المثانة عند النساء، ومنها ما يلي: [3،4]
- الحد من تناول الكحول والكافيين، فكلاهما يعملان على تحفيز المثانة.
- الحفاظ على وزن صحي، فالوزن الزائد يمكن أن يضغط على المثانة.
- ضبط مقدار ما يتم تناوله من السوائل، وخاصة في المساء. لكن يجب تجنب الامتناع عن تناول السوائل أو تناول كميات قليلة منها، فذلك يمكن أن يزيد من تركيز البول.
- الحد من تناول الشوكولاتة، والطماطم، والحمضيات، والأطعمة الحارة.
- الإقلاع عن التدخين، حيث يمكن أن يؤدي التدخين إلى تهيج المثانة.
- العلاج الطبيعي
يمكن أن تخضع المرأة لجلسات علاج طبيعي والتي يقوم بها معالج فيزيائي متخصص في عضلات الحوض، حيث سيقوم المعالج بتدريب المريضة على عدد من التمارين التي تستهدف عضلات الحوض وتعمل على تقويتها، وهذا ما يمكن أن يساعد في التحكم بالأعراض، ومن ضمنها الإلحاح، أو تكرار التبول، أو أعراض فرط نشاط المثانة عند النساء التي تحدث ليلًا. [1،3]
- الأدوية
قد يقوم الطبيب بوصف بعض أنواع الأدوية للنساء المصابات بفرط نشاط المثانة، والتي تهدف إلى تخفيف الأعراض وتقليل نوبات الإلحاح وسلس البول. وتشمل هذه الأدوية ما يلي: [1،3]
- دواء التولتيرودين.
- دواء التروبيوم.
- دواء الميرابيغرون.
عادة ما يتم استخدام هذه الأدوية مرة واحدة يوميًا، إلا أنها يمكن أن تسبب بعض الآثار الجانبية، بما في ذلك جفاف العين، وجفاف الفم، والإمساك. [1،4]
أيضًا، يمكن أن يصف الطبيب الاستروجين من أجل علاج أعراض فرط نشاط المثانة عند النساء، والذي يمكن أن يأتي على شكل أقراص، أو حلقات، أو كريمات المهبلية. [4]
- حقن البوتوكس
تتضمن طرق علاج فرط نشاط المثانة عند النساء أيضًا حقن جرعات صغيرة من البوتوكس في عضلة المثانة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى شل عضلات المثانة أو إضعافها بشكل مؤقت، وبالتالي سيمنعها من الانقباض ويقلل من أعراض فرط نشاط المثانة. [1،3]
ستحتاج المرأة إلى أخذ حقنة البوتوكس بشكل متكرر، فعادة ما تدوم آثار الحقنة لمدة تتراوح ما بين 6 - 8 أشهر. [1،3]
- تحفيز العصب
من العلاجات المبتكرة لمشكلة فرط نشاط المثانة عند النساء هي وضع جهاز صغير تحت جلد البطن والذي يتصل بسلك قريب من الأعصاب العجزية، التي تربط الحبل الشوكي بالمثانة، حيث سيساعد هذا الجهاز على تغيير الإشارة الكهربائية للأعصاب التي تنقل النبضات إلى المثانة، وهذا ما يمكن أن يعمل على تخفيف تكرار التبول والإلحاح لدى المريضة. [1،3،4]
- أقماع المهبل
تساعد أقماع المهبل على تدريب عضلات الحوض في حال لم تكن المرأة قادرة على تمييز هذه العضلات والتحكم بها، حيث تتضمن طريقة استخدامها وضع أحد الأقماع داخل المهبل ومن ثم استخدام عضلات قاع الحوض لرفعها نحو الداخل. [1،5]
تتوفر أقماع المهبل بعدة أوزان، وعادة ما ينصح بالبدء بالأخف وزنًا، وبعد التمكن من حمله دون الشعور بعدم الراحة، يمكن تجربة تدريب عضلات الحوض على رفع الأقماع الأثقل، حيث تتم زيادة وزن القمع بشكل تدريجي. [1،5]
عادة ما ينصح استخدام أقماع المهبل بمعدل مرة واحدة يوميًا. [1]
- الجراحة
تعتبر الجراحة الخيار الأخير من أجل علاج فرط نشاط المثانة عند المرأة، وذلك في حال فشل العلاجات الأخرى في حل المشكلة وتخفيف أعراضها. يتم خلال الجراحة تكبير حجم المثانة باستخدام رقعة تؤخذ من الأنسجة المتواجدة في أماكن أخرى من جسم المريضة، وهذا ما سيزيد من سعة المثانة. [1،4]
لكن، يعتبر هذا الإجراء من العمليات الجراحية الكبرى، ونادرًا ما يتم اللجوء إليه لحل المشكلة. [4]
تمارين لفرط نشاط المثانة عند النساء
تساعد بعض التمارين على التخفيف من شدة أعراض نشاط المثانة عند النساء، ومنها ما يلي:
- تمارين كيجل
تساعد ممارسة تمارين كيجل بانتظام على تقوية عضلات الحوض والمثانة، وهذا ما يؤدي إلى تحسين القدرة على التحكم في المثانة والتقليل من التبول غير المقصود. [1،5]
ولأداء تمارين كيجل، كل ما هو مطلوب القيام بالضغط على عضلات قاع حوض وذلك لمدة 3 ثواني، وينصح بالقيام بذلك 3 مرات يوميًا، حيث يتم في كل مرة الضغط على عضلات قاع الحوض 10 مرات. [1،5]
ومن أجل تمييز عضلات قاع الحوض المراد الضغط عليها، فينصح بتخيل المرأة لقيامها بإيقاف تدفق البول في منتصفه، فالعضلات التي تستخدم لقطع البول هي نفسها التي يجب شدها أثناء تمارين كيجل. [1،5]
للمزيد: تمارين كيجل للنساء مع طريقة استخدام كرات كيجل في المهبل
- تمارين تدريب المثانة
يمكن أن تساعد تمارين تدريب المثانة أيضًا على تخفيف أعراض زيادة نشاط المثانة عند النساء، حيث يتم خلال هذه التمارين تدريب المثانة على حبس المزيد من البول قبل تفريغها، وهذا ما يجعل المريضة قادرة على الانتظار لفترة أطول قبل ذهابها إلى الحمام. [1،5]
ويتم ذلك ببساطة من خلال الانتظار لأطول فترة ممكنة بعد شعور المرأة بالرغبة لدخول الحمام، يمكن الانتظار في البداية لمدة 3 دقائق، ومن ثم زيادة المدة بشكل تدريجي. [1،5]
منتجات تساعد في حالات فرط نشاط المثانة عند النساء
تتواجد في الأسواق بعض المنتجات التي يمكن للمرأة استخدامها للتعامل مع مشكلة السلس البولي والتبول الليلي، ومنها المنتجات التي توفرها شركة تينا، حيث تعمل هذه المنتجات على امتصاص البول وسحبه بعيدًا عن البشرة، وبهذا ستحتاج المرأة إلى تغيير ملابسها أو الذهاب إلى الحمام بشكل أقل تواترًا خلال اليوم. [6]
وقد تتنوع أشكال وأنواع هذه المنتجات، والتي يمكن أن تختلف بقدرتها على امتصاص البول، ومنها: [6]
- الفوط الصحية، بما فيها الفوط النحيفة أو الفوط السميكة، وهي متوافرة بعدة أشكال وأحجام لتناسب جسم المرأة.
- السراويل الامتصاصية، وهي نوع من الفوط الصحية التي تأتي مشابهة للملابس الداخلية والتي تمتاز بسهولة ارتدائها وقدرتها العالية على الإمتصاص.
- الملابس الداخلية الواقية، والتي يمكن أن تكون مخصصة للاستخدام لمرة واحدة ولعدة مرات.
نهاية، يحدث فرط نشاط المثانة بشكل شائع عند النساء، خصوصًا في منتصف الأربعينات أو بعد انقطاع الطمث لديهن. وهناك العديد من الخيارات العلاجية التي يمكن أن تساعد على تخفيف أعراض فرط نشاط المثانة عند النساء، وبالتالي التحسين من جودة حياتها وقدرتها على ممارسة أنشطتها اليومية.
هذا المقال برعاية شركة تينا