كثيرًا ما نسمع عن خطر التعرض للمبيدات الحشرية، خصوصًا لتأثيرها على المدى البعيد، ويكمن ذلك في احتوائها على كميات كبيرة من سم الفسفور، الذي يتسبب بمضاعفات حادة، ومباشرة بعد التعرض له، أو بعد فترات طويلة.

سنتعرف في هذا المقال على سم الفسفور، وأعراض التسمم بالفسفور، وطرق التعرض له، وكيفية علاجه.

يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.

ما هو سم الفسفور؟

يتواجد الفسفور في الطبيعة بالأشكال التالية: [1,2,3,4]

  • الفسفور الأبيض، أو الفسفور الأصفر، والذي يعرف أيضًا بسم الفسفور، هو الشكل الأكثر سمية مقارنة بالأنواع والأشكال الأخرى، ويتميز برائحته القوية التي تشبه رائحة الثوم، وأنه مشع في الظلام. يستخدم الفسفور الأبيض بشكل كبير في المبيدات الحشرية، والأسمدة، وغيرها العديد من الاستخدامات.
  • الفسفور الأحمر، الذي يعد الشكل غير السام من الفسفور في شكله الطبيعي، حيث أنه لا يتم امتصاصه في الجسم، إلا في حال التعرض له بكميات كبيرة، أو في حال تلوثه بسم الفسفور، وقد يستخدم في تصنيع بعض الأدوية الأفيونية، مثل الميثأمفيتامين (بالإنجليزية: Methamphetamine). يتميز الفسفور الأحمر بأنه دون رائحة، أو طعم، وغير مشع.
  • الفسفور الأسود.
  • يتوافر سم الفسفور بعدة أشكال، أهمها الشكل السائل، وشكل البودرة. [5]

    طرق التعرض لسم الفسفور

    من أهم طرق التعرض لسم الفسفور ما يلي: [6]

  • ابتلاعه وتناوله، ما يسبب ظهور الأعراض بشكل فوري.
  • ملامسته للجلد، ما يسبب ظهور الأعراض خلال دقائق إلى ساعات.
  • استنشاقه عبر الأنف.
  • في الأزمنة السابقة، استخدم الفسفور الأبيض في الحروب، في تحضير الذخائر، مثل القنابل، والقذائف، وأصبح يستخدم في الوقت الحالي بشكل شائع وأكثر انتشارً على الرغم من مضاره، فهو يستخدم في الألعاب النارية، والمبيدات الحشرية، كما أنه يستخدم في تصنيع أعواد الثقاب، وعند التعرض لأي من المواد التي تحتوي على الفسفور الأبيض، فإنه من الممكن الإصابة بالتسمم الفسفوري. [4]

    إن التعرض لجرعة 50-100 ملغ من سم الفوسفور قد تكون قاتلة، أو تسبب مضاعفات شديدة، ويعد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بتسمم الفسفور هم: [7,8,9]

  • الأشخاص الذين يقطنون في المزارع أو بالقرب منها، نظرًا لانتشار استخدام المبيدات الحشرية بكميات كبيرة في تلك المناطق.
  • الأطباء البيطريين.
  • العاملين في بعض الصناعات، مثل مصانع أعواد الثقاب.
  • الأطفال في دول الدخل المنخفض، نظرًا لتكلفة مصادر الفوسفور السام المنخفضة، وسهولة توفره.
  • اقرأ أيضًا: اضرار المبيدات الحشرية على المراة الحامل والجنين

    أعراض التسمم بالفوسفور

    عند دخول سم الفسفور إلى الجسم، فإنه يعمل على إيقاف إنتاج إنزيم الأسيتل كولينستراز (بالإنجليزية: Acetylcholinesterase)، الذي يشكل بشكل كبير على مجموعة من أعضاء الجسم ووظائفها، بما في ذلك إنتاج عدد من الهرمونات، واللعاب، كما أنه يؤثر على القلب، والأوعية الدموية، والجهاز الهضمي. [9]

    تعتمد حدة الأعراض وشدتها عند التعرض لسم الفسفور على طريقة التعرض له، وكميته. [9]

    من الأعراض التي تظهر على المريض عند تناول وبلع سم الفسفور ما يلي: [1,2,8,9]

  • الشعور بحرقة في الحلق والمعدة.
  • العطش الشديد.
  • القيء المشع وغثيان.
  • نزيف الجهاز الهضمي.
  • إسهال.
  • ألم شديد في المعدة.
  • زيادة اللعاب في الفم، وسيلان الأنف.
  • رائحة النفس وفضلات الجسم كرائحة الثوم.
  • أما عن أعراض ملامسة سم الفسفور للجلد والبشرة، فإنه يتسبب بحروق من الدرجة الثانية والثالثة.

    أما عن الأعراض التي تظهر على المريض عند استنشاق سم الفسفور، فإنه يبدأ بالسعال الشديد، ويسبب التهاب الشعب الهوائية، وتراكم السوائل في الرئة، وضعف الكبد والكلى. [1,7]

    تبدأ الأعراض بالظهور خلال 8 ساعات إلى 3 أيام من التعرض لسم الفسفور، وتكون أعراض خفيفة، بعد ذلك قد تختفي الأعراض لمدة 2-3 أيام في فترة كامنة، ثم تعاود الظهور بشدة أكبر. [2]

    في الحالات الشديدة من التسمم الفسفوري، تظهر على المريض الأعراض التالية: [8,9]

  • اضطرابات في العين، أهمها تضيق حدقة العين، وتشوش الرؤية، والعيون الدامعة.
  • ألم وارتعاش في العضلات.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • سمية الكبد.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • الارتباك.
  • التشنجات.
  • زيادة إفرازات الجسم، من التعرق، واللعاب، والمخاط، والدموع.
  • التبول اللاإرادي.
  • فقدان الذاكرة.
  • الهلوسة.
  • عدم انتظام ضربات القلب الشديد.
  • فقدان الوعي.
  • الإسعافات الأولية للتسمم بالفوسفور

    من الإسعافات الأولية التي يجب إجراؤها للمريض فور التعرض لسم الفوسفور، وحتى الحصول على الرعاية الطبية، ما يلي: [1,7,9]

  • إزالة الملابس الملوثة، وغسل المناطق المكشوفة بالماء والصابون.
  • وضع ضمادات مبللة على المنطقة المعرضة للفسفور.
  • غسل العينين بالماء الفاتر، مع التأكد من عدم استخدام المريض للعدسات اللاصقة.
  • من المهم نصح المريض بعدم محاولة تقيؤ الفسفور المتناول.
  • وفي حال التعرض لكمية قليلة من سم الفسفور، فمن الممكن استخدام جرعة 2 ميلليجرام من الأتروبين، دون مراجعة الطبيب.

    طرق علاج تسمم الفسفور

    يعد علاج التسمم بالفوسفور علاج تلطيفي، للتخفيف من الأعراض المصاحبة له، يهدف إلى منع زيادة التعرض لسم الفسفور، ولطرد السموم من الجسم، ولتصحيح التنفس. [5,8]

    فور الوصول إلى المشفى، سيقوم الطبيب بما يلي: [8,9]

  • إعطاء مادة الأتروبين (بالإنجليزية: Atropine) على شكل حقن للمريض، الذي يساعد على تحسين تنفس المريض.
  • إعطاء حقنة البراليدوكسيم (بالإنجليزية: Pralidoxime)، للتخفيف من الاضطرابات العصبية والعضلية، ومن المهم الحصول على العلاج خلال 48 ساعة من التعرض للفسفور.
  • إعطاء دواء من مجموعة البنزوديازيبينات، مثل الديازيبام (بالإنجليزية: Diazepam)، للتخفيف من التشنجات والوقاية منها.
  • من الممكن استخدام دواء الفحم، لامتصاص السم المتواجد في المعدة.
  • قد يتطلب الأمر غسل المعدة.
  • خلال علاج التسمم بالفسفور، يجب تجنب الزيوت والدهون، حيث أن الفسفور من العناصر الذائبة في الدهون، ما يزيد من امتصاصها في الجسم. كما يمنع استخدام المورفين كمسكن، لتجنب تفاقم الاضطرابات في التنفس. [2,5]

    مضاعفات التسمم بالفوسفور

    قد يتسبب التعرض لكميات كبيرة من الفسفور، ولفترات طويلة من الزمن بالإصابة بمجموعة من المضاعفات، أهمها: [3,8,9]

  • اضطرابات التمثيل الغذائي، مثل ارتفاع السكر في الدم، والإصابة بسكر البول (بالإنجليزية: Glycosuria).
  • الحماض الكيتوني السكري (بالإنجليزية: Diabetic Ketoacidosis).
  • فشل الجهاز التنفسي.
  • الالتهاب الرئوي التنفسي، بسبب زيادة إفراز اللعاب.
  • تراكم السوائل حول الرئتين.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم، وانخفاضه.
  • التهاب البنكرياس.
  • السرطان.
  • اضطرابات عصبية، مثل ضعف العضلات، والوخز، وضعف التركيز، وضعف الذاكرة، واضطراب ما بعد الصدمة.
  • اضطرابات في الخصوبة.
  • الشلل.