يُعرف انفلونزا الخنازير (بالإنجليزية: Swine flu) بأنه أحد فيروسات الإنفلونزا التي تسبب أعراضاً شبيهة بالانفلونزا العادية، ويطلق عليه أيضاً اسم H1N1، وبدأ ظهوره في الخنازير، ثم أصبح ينتشر من شخص إلى آخر، وأعلنت منظمة الصحة العالمية عام 2010 م أن هذا المرض وباءً عالمياً سريع الانتشار، ويزداد انتشاره في مواسم الانفلونزا العادية، ويمكن الوقاية من الإصابة به عبر أخذ مطعوم مضاد للفيروس المُسبّب له، وفي هذا المقال نسلّط الضوء على تاريخ نشأة المرض، وأسبابه وعوامل خطر الإصابة به، ثم التعرف على علاجه وكيفية الوقاية منه.

اقرأ أيضاً: الوقاية من الانفلونزا الموسمية

تاريخ انفلونزا الخنازير

فيما يلي توضيح لتاريخ انفلونزا الخنازير بدءاً باكتشافه ثم مراحل تطوره:

  • في عام 1889, كان فيروس الإنفلونزا الرئيسي الشائع بين البشر من عائلة H1.
  • بين عامي 1918-1919 م, تفشى -و بشكل سريع- مرض الإنفلونزا بين الناس في جائحة عرفت بالإنفلونزا الإسبانية. و قد كان المصابون يشعرون بأنهم بخير صباحا و يموتون ليلا. أما من لم يموتوا بسبب هذا المرض، فغالبا ما كانوا يموتون نتيجة لمضاعفاته التي تسببها البكتيريا منها التهاب ذات الرئة، و قد أسفرت هذه الجائحة عن إصابة نحو 20-40% من الأشخاص في جميع أنحاء العالم بهذا المرض، ووفاة نحو 50 مليون شخص من جميع أنحاء العالم، ووفاة نحو 675000 شخص في الولايات المتحدة وحدها.

و على عكس ما كان عليه الحال في الجائحات السابقة و إصابات الإنفلونزا الموسمية، فقد أودت الإنفلونزا الإسبانية بحياة العديد من البالغين الأصحاء. فقد تضمنت الفئة العمرية التي يتراوح سن أفرادها ما بين 20-50 عاما أكبر عدد من الإصابات و ذلك لسبب غير معروف.

  • في عام 1931, تم عزل أول فيروس من هذا المرض من خنزير و ذلك في آيوا.
  • في 1957, تم التعرف على فيروس جديد مسبب للإنفلونزا في أقصى الشرق، حيث كانت المناعة ضد سلالته نادرة بين من تقل أعمارهم عن 65 عاما. و قد بدأ إنتاج المطاعيم في ذلك العام بكميات قليلة. و في صيف ذلك العام، وصل الفيروس المذكور إلى الولايات المتحدة بشكل سريع على شكل فورات صغيرة. و قد كان ذلك في العطلة الصيفية للمدارس. فعندما عاد الأطفال إلى مدارسهم, قاموا بنشر هذا المرض في الصفوف و نقله أيضا إلى منازلهم، و قد وصلت معدلات الالتهاب إلى قمتها بين الأطفال الذين يذهبون إلى المدارس والمراهقين والحوامل في شهر تشرين الأول من العام المذكور. أما في شهر كانون الأول, فقد بدا بأن هذه الجائحة ستنتهي.
  • في عام 1958, ظهرت موجة جديدة من المرض المذكور، و أودت بحياة أعداد هائلة من الأشخاص معظمهم من كبار السن.
  • في عام 1976, قفز فيروس H1N1 من الخنازير إلى البشر و أودى بحياة مجموعة من المجندين الأمريكيين، غير أن هذا الفيروس لم يخرج عن نطاق قاعدة الجيش و تلاشى من دون إحداث جائحة.
  • في عام 2009, انتشر فيروس جديد بشكل سريع في الولايات المتحدة و العالم، و قد تم تشخيص أول إصابة بهذا المرض في الولايات المتحدة في شهر نيسان من ذلك العام. و قامت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بعد ذلك بالعمل على إنشاء مطعوم لهذا الفيروس. و في نفس الشهر، أعلنت حكومة الولايات المتحدة بأن هذا الفيروس يعد حالة طارئة تهدد الصحة العامة. و لغاية حزيران من ذلك العام فإنه قد تم تسجيل 18.000 حالة مصابة بهذا المرض في الولايات المتحدة وحدها، وقد وصل عدد الدول التي تأثرت بهذا المرض حتى ذلك الوقت إلى 74 دولة، وبما أن المطعوم الخاص بهذا المرض كان بكميات محدودة؛ فقد تم إعطاؤه أولا لمن هم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات هذا المرض.

اقرأ أيضاً: أهمية مطعوم الإنفلونزا ودوره في الحد من مضاعفاتها المرضية

و حتى تشرين الثاني, كانت 48 من الولايات الأمريكية قد سجلت إصابات في هذا المرض، ومعظم المصابين كانوا من صغار السن، و قد قدرت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها حدوث 43-89 مليون إصابة بهذا المرض خلال المدة ما بين نيسان 2009 ونيسان 2010، كما و قد قدرت حدوث ما بين 8870 و 18300 حالة وفاة.

اقرأ أيضاً: الفرق بين أعراض الانفلونزا الموسمية وأعراض انفلونزا الخنازير

علاج انفلونزا الخنازير

يوجد بعض الأدوية التي تعدّ فعالة في علاج انفلونزا الخنازير، ومن أهم العلاجات المستخدمة هو أدامانتان (بالإنجليزية: Adamantanes)، ويشمل دوائي أمانتادين (بالإنجليزية: Amantadine) وريمانتادين (بالإنجليزية: Rimantadine)، بالإضافة للأدوية المثبطة مثل الأوسيلتاميفير (بالإنجليزية: Oseltamivir)، والزاناميفير (بالإنجليزية : Zanamivir)، ويجدر بالذكر أنّ معظم المُصابين يتعافون تماماً دون الحاجة لتناول أي أدوية.

الإجراءات الوقائية لانفلونزا الخنازير

تم إنتاج مطعوم للوقاية من الإصابة بانفلونزا الخنازير في عام 2009م، وينصح بأن يأخذه الأشخاص الذين يزيد عمرهم عن 10 سنوات بجرعة واحدة، أمّا الأطفال الذين يقل عمرهم عن ذلك، فتوصي مؤسسة الغذاء والدواء بأخذ جرعتين من المطعوم، يفصل بينهما 4 أسابيع، أما الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالمرض، فينبغي أن يتبعوا بعض الإجراءات التي تقي انتقال العدوى إلى الأشخاص الآخرين، ومن هذه الإجراءات نذكر الآتي:

  • تجنب الاحتكاك مع الأشخاص الآخرين.
  • تجنب الذهاب إلى المدرسة أو العمل.
  • تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطاس، بواسطة منديل ورقي، مع أهمية التخلص منه بعد استخدامه.
  • غسل اليدين والوجه عدة مرات في اليوم.
  • تنظيف الأسطح في المنزل والعمل.
  • الالتزام بتعليمات الطبيب.

اقرأ أيضاً: هل يتغير لقاح الإنفلونزا باختلاف المواسم؟ وهل يعطى قس فصل محدد؟