يعد الجلد الطبقة التي تغطي جميع أجزاء الجسم وتتعرض لجميع الظروف الجوية، إذ تؤثر الظروف الجوية على سلامة الجلد. يتعرض الجلد للإصابة بالحروق بسبب التعرض لأشعة الشمس سواءاً في فصل الصيف أو في باقي فصول السنة، كما وتؤثر درجات الحرارة المنخفضة والرياح القوية على الجلد. سنعرض من خلال هذا المقال أهم الأعراض المصاحبة لحروق الجلد، وطرق الوقاية من حروق الشمس، وطرق العلاج، إضافةً لدور الطقس في حروق الشمس.
حروق الشمس
تتمثل حروق الشمسباحمرار الجلد وانتفاخه نتيجةً للتعرض لساعاتٍ طويلة للأشعة فوق البنفسجية التي تصدرها أشعة الشمس، إضافةً للمصادر الطبيعية المؤديّة للإصابة بحروق الشمس هناك مصادر أخرى مثل الأجهزة المستخدمة لتسمير البشرةقد تؤدي إلى إصابة البشرة بحروق تشابه حروق الشمس. تتراوح شدة حروق الشمس بين الحروق الخفيفة إلى أن تصل إلى أخرى شديدة الخطورة.
الفئات الأكثر عرضةً للإصابة بحروق الشمس
تعد الفئات التالية هم الأكثر عرضةً للإصابة بحروق الشمس:
- الأطفال، يعتبر الأطفال أكثر عرضةً للإصابة بحروق الشمس وذلك بسبب حساسية بشرتهم لأشعة الشمس إذا لم يتم حمايتها بالطريقة الصحيحة.
- أصحاب البشرة الفاتحة، تصاب البشرة الفاتحة بحروق الشمس بدرجةٍ أكبر مما تصاب به البشرة الداكنة.
- الأشخاص الذين يتناولون المضادات الحيوية أو أقراص منع الحمل، يزيد تناول بعض أنواع المضادات الحيوية وموانع الحمل فرصة الإصابة بحروق الشمس.
- الأشخاص الذين يتعرضون لأشعة الشمس المباشرة ما بين الساعة العاشرة صباحاً إلى الساعة الرابعة مساءاً، خصوصاً أولئك الذين يمكثون لفترة طويلة على الرمال أو في الماء.
اقرأ أيضاً: فوائد ومخاطر تعريض الطفل للشمس
أعراض حروق الشمس
تتراوح مدى خطورة الأعراض المصاحبة لحروق الشمس بين أعراض خفيفة إلى أخرى شديدة الخطورة، ومن أهم هذه الأعراض ما يلي:
- احمرار الجلد، يلاحظ إحمرار الجلد في حال الإصابة بحروق شمس. قد يستمر الإحمرار إلى ثلاثة أيام بعد التعرض للشمس بينما يصل إحمرار الجلد إلى أعلى درجة بعد 12-24 ساعة من الإصابة بحروق الشمس.
- تقرحات في الجلد.
- إرتفاع درجة حرارة الجسم.
- قشعريرة.
- ضعف عام في الجسم.
- غثيان وإسترجاع.
- إنخفاض ضغط الدم.
- إغماء.
- تقشّر الجلد، خلال ثلاثة أيام إلى ثمانية أيام يبدأ الجلد بالتقشر وتبدأ عملية إنتاج جلد جديد.
الأعراض التي تقتضي زيارة الطبيب
لا تقتضي جميع حالات حروق الشمس زيارة الطبيب، حيث أنّ حالات الحروق البسيطة لا تستدعي زيارة الطبيب بينما هناك حالات خطرة جداً تستلزم زيارة الطبيب لتقديم الإجراء المناسب من خلال فحص الشخص المصاب وتقييم وضعه الصحيّ، إذ ينصح بمراجعة الطبيب بعد ظهور أحد الأعراض التالية:
- ظهور تقرحات شديدة وتغطي مساحات كبيرة من الجسم.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم و الإحساس بالقشعريرة.
- اضطراب الشخص أو تشوش ذهنه.
المضاعفات المصاحبة لحروق الشمس
يرافق حروق الشمس عدداً من المضاعفات التالية:
- تلف الجلد الدائم.
- سرطان الجلد.
- ظهور علامات تقدم السن على الجلد بعمرٍ مبكّرٍ.
طرق الوقاية من الإصابة بحروق الشمس
يمكن باتباع النصائح التالية الوقاية من الإصابة بحروق الشمس:
- التقليل من الجلوس لفترةٍ طويلةٍ تحت أشعة الشمس مباشرةً، والجلوس في منطقة الظل في حال الرغبة في الجلوس في الأماكن الخارجية حيث يساعد الجلوس في الظل التخفيف من وصول ما يقارب 50% أو أكثر من الأشعة الفوق بنفسجية.
- ارتداء القبعة والقفازات لتقليل نسبة الجلد المعرضة لأشعة الشمس.
- استخدام واقي الشمس للمحافظة على الجلد وحمايته من الحروق التي قد يتعرض لها بسبب أشعة الشمس.
- تجنب استخدام الأجهزة المستخدمة لتسمير البشرة وإكسابها لون أغمق من لونها الطبيعيّ.
- ارتداء نظارة الشمس لحماية العين من أشعة الشمس والأضرار التي قد تسببها.
للمزيد: هل تؤثر واقيات الشمس على امتصاص فيتامين د؟
كيفية اختيار واقي الشمس
يمكن من خلال مراعاة النقاط التالية تحديد واقي الشمس المناسب ومعرفة طريقة استخدامه الصحيحة:
- عامل الوقاية من الشمس (بالإنجليزية: Sunburn Protection Factor)، يحدد عامل الوقاية من الشمس المدة التي يمكن التعرض فيها للأشعة الشمس دون الإصابة بحروق الجلد، عامل الوقاية الذي يعادل 15 يعنى أنّه يحمي الجلد من حروق الشمس مدة 15 ساعة بينما لا يمكن تعميم هذه القاعدة، إذ أنّ عامل الوقاية 30 لايعني أنّ الجلد محمي من حروق الجلد لمدة 30 ساعة، بل إنها تحسب بهذه الطريقة 1/30-1/15 بما يقارب 3% زيادة عن الوقت في عامل الوقاية 15، بمعنى آخر أن استخدام واقي الشمس ذو عامل وقاية 30 يحمي الجلد من حروق الشمس لمدة 15 ساعة و45 دقيقة. ينصح باستخدام واقي الشمس ذو عامل الوقاية 15 أو أعلى.
- الطريقة الصحيحة لاستخدامه، ينصح بوضع واقي الشمس قبل 30-15 دقيقة من التعرض لأشعة الشمس، وينصح بإعادة وضعة بعد 30-15 دقيقة بعد التعرض للشمس أو بعد التعرق أو السباحة.
طرق علاج حروق الشمس
ينصح باتباع الخطوات التالية بأسرع وقتٍ ممكن بعد الإصابة بحروق الشمس:
- تناول المسكنات، ينصح بتناول المسكنات في حال الإصابة بحروق الشمس لتخفيف الألم وانتفاخ الجلد المرافق لحروق الشمس. أيضاً يمكن استخدام المسكنات الموضعية التي تكون على شكل مراهم أو كريمات.
- استخدام الأدوية الموضعية، تتمثل هذه الأدوية بعائلة الكورتيكوستيرويدات التي تستخدم لتخفيف الحكة والالتهاب المصاحب لحروق الشمس.
- شرب كميات وفيرة من الماء والسوائل، يساعد شرب الكميات الوفيرة من الماء والسوائل في الحفاظ على ترطيب الجلد والجسم.
- تناول أدوية من عائلة الستيرودات، يتم حصر استخدام هذه الأدوية على الحالات شديدة الخطورة فقط حسب ارشادات الطبيب إذ يمكن أن يوصفها لعدة أيام.
- الاستحمام أو استخدام كمادات ماء بارد، للتخفيف من حروق الشمس وشدة الألم المرافق له ينصح بأخذ حمام ماء بارد مع مراعاة عدم إطالة مدة الاستحمام أو استخدام صابون الاستحمام بكثرة لتجنب تهيج البشرة، كما يمكن استخدام كمادات ماء باردة وتجنب وضع الثلج مباشرة على الحروق.
- ارتداء ملابس فضفاضة، ينصح بارتداء ملابس واسعة لتقليل من فرضة تلامس الملابس للجلد إضافةً أن تكون هذه الملابس مصنوعة من القطن أو مادة البامبو لتجنب تحسس الجلد.
- استخدام الخل، تعارضت الآراء حول استخدام الخل مع الماء البارد للاستحمام به حيث هناك من يؤكد فاعليته في التخفيف من شدة حرق الشمس وآخرون يؤكدون ان استخدامه يزيد الحالة سوءاً بسبب درجة حموضته العالية. لا ينصح باستخدام الخل في حالات الحروق شديدة الخطورة إذا لم يكن سبق استخدامه في الحروق الخفيفة وأثبت فاعليته.
- كمادات منقوع البابونج، يتم نقع البابونج كما يتم نقع أي نوع من الأعشاب الأخرى بعدها يستخدم على شكل كمادات لتخفيف شدة الحرق.
- استخدام نبات الألوفيرا، يساعد استخدام الجل المستخلص من نبات الألوفيرا في التخفيف من شدة حروق الشمس. يكثر زرعه في البيوت إذ يمكن أخذ لوح من الألوفيرا و إستخراج الجل منه ووضعه مباشرة على الجلد، وفي حال عدم توفره داخل البيت يمكن شراء هذا الجل من الصيدليات.
- استخدام صودا الخَبز أو الشوفان، يمكن إضافة القليل من صودا الخبر إلى حوض الاستحمام وبعدها يمكن المكوث في حوض الاستحمام قرابة 20-15 دقيقة لتخفيف من تلف الجلد، كما يمكن إضافة الشوفان الذي يساعد في تخفيف شدة الحرق وفي إعادة الرطوبة للجلد.
للمزيد: علاج حروق الشمس طبيعيا
اقرأ أيضاً: نبات الالوفيرا
علاج حروق الشمس عند الاطفال
ينصح بعدم تعرض الأطفال دون سن الستة أشهر لأشعة الشمس المباشرة بشكلٍ كبير، والأطفال من هم أكبر من ستة شهور ينصح باستخدام نظارات وقاية من الشمس والأشعة الفوق بنفسجية الصادرة منها لوقاية عيونهم. ينصح باتباع الخطوات التالية في حال إصابة الطفل بحروق الشمس:
- الأطفال دون السنة،ينصح بالتواصل مع الطبيب مباشرة لاتخاذ الإجراء المناسب للحالة أو الذهاب إلى أقرب قسم طوارئ.
- الأطفال أكبر من سنة،يتم التواصل مع الطبيب او أخذ الطفل على قسم الطوارئ في حال كان الحرق شديد وبدأ يظهر تقرحات الجلد أو ملاحظة ارتفاع درجة حرارة الطفل عن 38.5 درجة مئوية.
- تعويض السوائل، ينصح بالحفاظ على إعطاء الطفل الماء أو السوائل بشكل عام للحفاظ على رطوبة الجلد والجسم.
- استحمام الطفل، يمكن استحمام الطفل باستخدام الماء الفاتر لتبريد الحرق والتخفيف من شدته.
- استخدام المرطبات، تساعد المرطبات في التخفيف من حروق الشمس وتحافظ على رطوبة الجلد، مع مراعاة عدم فرك المنطقة المصابة إذ يمكن الإستغناء عن استخدام المرطبات في حال كانت ملامسته للجلد تسبب ألم.
الأمور التي ينصح بتجنبها في حال الإصابة بحروق الشمس
ينصح بتجنب الأمور التالية لما تسببه من ازدياد الحالة سوءاً وتأخر عملية تعافي الحرق:
- العبث بالفقاقيع أو التقرحات اللي تظهر على الجلد، وينصح تنظيفها باستخدام القليل من الصابون والماء في حال فُتحت الفقاقيع أو التقرحات لتفادي حدوث التهابات في الجلد وتكون القيح.
- تقشير الجلد والحفاظ على استخدام المرطبات.
- استخدام زبدة الجسم، يعد استخدام زبدة الجسم خياراً خاطئاً لعلاج حروق الشمس لأنها تعمل على إتلاف الجلد ومنع علاجه.
- التعرض لأشعة الشمس، ينصح بتجنب التعرض لأشعة الشمس لتفادي الأضرار التي تسببها الأشعة الفوق بنفسجية.
- استخدام الكريمات المحتوية على مضادات الهيستامين.
- استخدام الكحول لعلاج الحروق، حيث أنّ الكحول يعمل على تبريد الجرح بشكلٍ كبير مما يؤدي إلى الإحساس بالألم.
- استعمال الأدوية المحتوية على الهيدروكورتيزون أو تلك المحتوية على البنزوكين للأطفال إلاّ إذا تم وصف هذه الأدوية من قبل الطبيب.
- استخدام بعض أنواع مرطبات الجلد، ينصح بتجنب استخدام المرطبات المحتوية على مادة البتروليوم أو تلك المرطبات التي يكون أساسها زيت لأنّها تعمل على حصر الحرارة في الجلد مما يزيد الحرق سوءاً.
للمزيد: ما هو تقشير الجلد أو السنفرة؟
حروق الشمس حسب اختلاف الطقس
تؤثر طبيعة الطقس على مدى شدة خطورة الحرق الذي ينتج نتيجة التعرض لأشعة الشمس، إذ تكثر الغيوم في فصل الشتاء مما يساعد في التقليل من وصول الأشعة الفوق بنفسجية من نوع B بنسبة 70-90% بينما لا يؤثر وجود الغيوم على وصول الاشعة الفوق بنفسجية من نوع A المسؤولة عن سرطان الجلد وظهور علامات تقدم السن في وقتٍ مبكر. إضافةً إلى الحروق التي قد يصاب بها الجلد نتيجة التعرض لدرجات حرارة منخفضة ورياح شديدة، إذ تبدأ علامات تحسس الجلد بالظهور مثل الاحمرار والتهيج بسبب نقصان نسبة الزيوت في الجلد. ويمكن أن تتزامن الإصابة بحروق الشمس مع الحروق التي تسببها الأجواء الباردة والرياح ويصعب التمييز بينهما لتشابه الأعراض المرافقة لهما.