انفصام الشخصية أو المعروف بالفُصام (بالإنجليزية: Schizophrenia) هو اضطراب نفسي معقد وخطير يؤثر بشكل عميق على إدراك الفرد للواقع، مما يؤدي إلى اختلاط بين الحقائق وما يتخيله عقله. يعاني الأفراد المصابون من مجموعة متنوعة من الأعراض الذهانية مثل الهلوسات والأوهام، بالإضافة إلى صعوبة في التركيز والتفكير، وأحيانًا الكلام غير المنطقي.

عادةً ما يمر اضطراب انفصام الشخصية بثلاث مراحل رئيسية، والتي سنستعرضها بالتفصيل في هذا المقال.

مراحل انفصام الشخصية

تتطور أعراض انفصام الشخصية عبر ثلاث مراحل رئيسية: المرحلة البادرة، المرحلة النشطة، والمرحلة المتبقية. في المرحلة الأولى، تكون الأعراض عامة وغير واضحة، بينما تصبح أكثر وضوحًا وشدة في المرحلة الثانية، وأخيرًا، تأتي المرحلة الثالثة حيث يبدأ التعافي الجزئي.

المرحلة الأولى: المرحلة البادرة

تُعتبر المرحلة البادرة (بالإنجليزية: Prodromal Phase) المرحلة المبكرة من انفصام الشخصية، حيث تبدأ التغيرات النفسية والسلوكية بالظهور بشكل تدريجي. ومن المهم أن نلاحظ أن هذه التغيرات غالبًا ما تكون غير واضحة وغير مقلقة في البداية. قد يبدو الشخص مختلفًا عن المعتاد، لكنه قد لا يدرك هو أو من حوله أن هذه التغيرات تشير إلى مشكلة أكبر.

تشمل العلامات المبكرة التي قد تظهر على الشخص المصاب:

  • الانسحاب من العائلة والأصدقاء.
  • العزلة وقضاء وقت طويل بمفرده.
  • الشعور بقلق زائد أو توتر مستمر.
  • صعوبة في التركيز أو تذكر الأمور بسهولة.
  • فقدان الاهتمام بالأشياء التي كان يستمتع بها سابقًا.
  • اضطراب النوم، سواء بالنوم لفترات طويلة أو الأرق المستمر.
  • إهمال النظافة الشخصية والعناية بالمظهر.
  • زيادة العصبية والانفعال على أمور بسيطة.

تتطور هذه التغيرات ببطء وقد تستمر لعدة أشهر أو سنوات. عادةً ما تبدأ الأعراض بين سن 15-25 عامًا عند الذكور، و25-35 عامًا عند الإناث. ومع تفاقم الأعراض، ينتقل الشخص إلى المرحلة التالية.

المرحلة الثانية: المرحلة النشطة

في هذه المرحلة، تصبح أعراض انفصام الشخصية أكثر وضوحًا وحدة. يبدأ الشخص في فقدان الصلة بالواقع، ويعاني من أعراض نفسية وذهانية واضحة. تنقسم الأعراض هنا إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

1- الأعراض الإيجابية: تشمل الهلوسات (مثل رؤية أو سماع أشياء غير موجودة) والأوهام (مثل اعتقاد الشخص بأنه مراقب).

2- الأعراض غير المنتظمة: تشمل اضطرابات التفكير والكلام، مما يجعل تصرفات الشخص غير مفهومة.

3- الأعراض السلبية: تتضمن انخفاض القدرة على التواصل وفقدان الرغبة في الأنشطة الاجتماعية.

المرحلة الثالثة: المرحلة المتبقية

تبدأ الأعراض الشديدة بالتراجع تدريجيًا في هذه المرحلة، لكن الشخص لا يعود تمامًا إلى حالته الطبيعية. تشبه هذه المرحلة المرحلة البادرة، حيث تكون الأعراض أقل حدة لكنها لا تختفي تمامًا. قد يعاني المصاب من انخفاض الطاقة والعزلة.

بعض الأشخاص يمرون بهذه المراحل مرة أو مرتين فقط، بينما يعاني آخرون من عدة نوبات متكررة.

تشخيص مراحل انفصام الشخصية

غالبًا ما يتم تشخيص انفصام الشخصية خلال المرحلة النشطة. يعتمد الأطباء على المعايير التي وضعها الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) لتشخيص الحالة.

تشمل المعايير الرئيسية:
القدر الحلقة 31

  • ظهور عرضين على الأقل من الأعراض لمدة شهر.
  • يجب أن يكون أحد الأعراض الثلاثة: الأوهام، أو الهلوسات، أو اضطراب الكلام.
  • يجب أن تؤثر الأعراض في حياة الشخص بشكل واضح.
  • استمرار الأعراض لمدة لا تقل عن 6 أشهر.
  • استبعاد الاضطرابات النفسية الأخرى.

علاج انفصام الشخصية

رغم أن الأعراض قد تبدو مخيفة، إلا أنه مع العلاج المناسب، يستطيع الكثير من المصابين أن يعيشوا حياة مستقرة. لا يوجد علاج نهائي، لكن يمكن التحكم بالأعراض من خلال:

  • الأدوية المضادة للذهان: التي تساعد على تقليل الهلوسات والأوهام.
  • العلاج النفسي: يشمل العلاج السلوكي المعرفي لمساعدة المصاب على فهم حالته.
  • التثقيف الذاتي: معرفة المزيد عن الحالة يساعد في التعامل معها بشكل أفضل.

يجمع أفضل نهج بين الأدوية والعلاج النفسي، مما يحسن جودة الحياة.

نصيحة الطبي: بغض النظر عن المرحلة، يمكن للعلاج الطبي بإشراف مختص نفسي أن يساعد في التحكم بالأعراض. احجز موعدك الآن للحصول على المساعدة العاجلة!