يستغرق المواليد الجدد أثني عشر شهراً فقط للتحول من كائنات ضعيفة إلى أطفال نشيطين يستطيعون القيام بعدة مهارات، وذلك بسبب السرعة المذهلة التي يتطورون بها، حيث يحمل كل شهر في السنة الأولى من حياة الطفل تطورات جديدة ومثيرة.
من الجدير بالذكر أن مراحل نمو الطفل بعد الولادة تختلف من طفل لآخر، فبعض الأطفال يصلون إلى مرحلة متقدمة في التطور في مهارة معينة، في حين يتأخر بعضهم الآخر في الوصول لنفس المرحلة، فمثلاً ينطق بعض الأطفال كلمتهم الأولى بعد ثمانية أشهر من الولادة، بينما لا يستطيع بعضهم الآخر التحدث إلا بعدمرور عام على الأقل من الولادة. [1]
مراحل نمو الطفل بعد الولادة
يكبر الأطفال عادة في نمط معين ومتسلسل، وتعرف المهارات التي يقوم بها الطفل لأول مرة منذ الولادة مراحل النمو (بالإنجليزية: Child Development Stages)، والتي تصنف كما يلي:
- مراحل النمو البدني: تشمل هذه المراحل زيادة طول الجسم، والوزن، ومحيط الرأس، وبدء ظهور الأسنان، أو ما يعرف بالتسنين، حيث يختلف معدل النمو البدني من طفل إلى آخر خلال السنة الأولى.
- مراحل النمو المعرفي: يرغب الطفل خلال السنة الأولى في معرفة الأشياء من حوله، ويبدأ بالتفكير بها، واستخدام ذاكرته في تذكر أشياء حصلت من قبل، حيث يصبح قادراً على إيجاد الأشياء التي يتم إخفاؤها أمامه، فعلى سبيل المثال، إذا شاهد الطفل عملية إخفاء دميته تحت البطانية، فبإمكانه العثور عليها من خلال إزالة البطانية، تماماً مثلما يحصل في لعبة الاختفاء (بالإنجليزية: Peekaboo).
- مراحل النمو العاطفي والاجتماعي: يبدأ الطفل في هذه المرحلة بتطوير روابط الحب والثقة مع والديه، بالإضافة إلى التفاعل مع الأشخاص الآخرين المحيطين به.
- مراحل تطور اللغة: لا تقتصر مرحلة تطور تعلم اللغة على صناعة الأصوات فقط، مثل قول ماما وبابا، ولكنه يشمل أيضاً تطور مهارة الاستماع، ومعرفة أسماء الأشخاص والأشياء، وفهم بعض الكلمات المألوفة.
- مراحل النمو الحسي والحركي: يبدأ الطفل خلال هذه المرحلة بوضع الأشياء في فمه بهدف التعرف عليها، كما يبدأ أيضاً بالاستناد على الأثاث، أو الأشياء الثابتة لتساعده على الوقوف، بالإضافة إلى تطور قدرته على الإمساك بأشياء مختلفة، مثل قطع الحبوب عن طريق استخدام قبضة أصبع الإبهام والسبابة (بالإنجليزية: Pincer grasp). [1][2]
مراحل نمو الطفل بالأسابيع
الأسبوع الأول
يعد الأسبوع الأول من ولادة الطفل مميزاً، حيث أنه في هذا العمر ينمو ويتطور بشكل أكبر من المتوقع، كما أن الطفل يبدأ خلال هذه الفترة بالتأقلم على العيش في العالم الخارجي.
في البداية يفقد الطفل بعض الوزن، وهو السوائل المتجمعة في الجسم، ويعد الأمر طبيعي ولا يستدعي الخوف، حيث أن معظم الأطفال يفقدون نسبة 10% من وزنهم خلال الأربع أيام الأولى، وعادة ما يكسب الطفل الوزن من جديد خلال 7 أيام، بما يقارب 124 إلى 200 غرام في الأسبوع.
يعتمد الطفل في هذا العمر على حاسة اللمس والشم، لذلك من المهم وجود الاتصال الجسدي بين الطفل ووالديه في هذا الأسبوع.
يبدأ أيضاً جلد الطفل حديث الولادة بالتقشر والتغير إلى شكل ولون الجلد الطبيعي، وقد يستغرق هذا الأسبوع الأول والثاني من العمر. لا داعٍ للقلق، لا يحتاج الطفل إلى أية عناية متخصصة بالجلد خلال هذه الفترة. [3][4]
الأسبوع الثاني
يبدأ الطفل في الأسبوع الثاني بالتركيز على الأشياء التي تبعد عنه 8 إلى 14 إنش. يبدأ الطفل بالأسبوع الثاني بالبكاء عند الشعور بعدم الراحة، وعند الشعور بالجوع. يبدأ الطفل في هذا الأسبوع بسماع الأصوات المرتفعة. كما ويبدأ برفع رأسه لفترة وجيزة. [3][5]
الأسبوع الثالث
يبدأ الطفل بتحريك رأسه على الجوانب في الأسبوع الثالث، ويبدأ الطفل بتتبع الأجسام المتحركة بعينيه. [3]
الأسبوع الرابع
يتطور السمع عند الطفل في الأسبوع الرابع، ويبدأ بالتركيز على وجوه الأشخاص، والبدء بتمييز وجوه أفراد العائلة. يبدأ الطفل في الأسبوع الرابع بإصدار الأصوات. وتصبح قبضة يد الطفل على الأشياء محكمة أكثر، ويتمكن الطفل من رفع رأسه لعدة دقائق. [3]
الأسبوع الخامس
يبدأ الطفل برفع رأسه بزاوية 45 درجة عند وضعه على بطنه، كما ويبدأ بالإمساك بالأشياء عند وضعها في يده. كما ويبدأ الطفل بالتركيز على الأشياء لمدة زمنية أطول، كما ويبدأ بتحريك رأسه مع حركة الأشياء. [3]
الأسبوع السادس
يبدأ الطفل في الأسبوع السادس بتحريك أطرافه بتركيز أكبر، ويبدأ برؤية الألوان بوضوح. كما يبدأ الطفل في الأسبوع السادس بالابتسام. [3]
الأسبوع السابع
يبدأ الطفل في الأسبوع السابع بضرب الأشياء، والتركيز على ما يلفت نظره من ألوان وأشكال. [3]
مراحل نمو الطفل بالأشهر
الأشهر من 3-6
يتعلم الطفل خلال هذه المرحلة التواصل مع العالم من حوله، ويبدأ بالسيطرة على الأشياء التي يمسكها ويتعامل معها بإتقان، ويظهر ذلك من خلال قدرته على نقل الأشياء من يد إلى يد أخرى، كما سيبدأ الطفل بالضحك والمناغاة من خلال ترديد بعض الكلمات غير المفهومة. [1]
الأشهر من 6-9
يبدأ الطفل خلال النصف الثاني من سنته الأولى بالتنقل، حيث سيقضي الأشهر القليلة المقبلة في تعلّم كيفية التحرك للأمام والخلف، وتشمل أشكال حركة تنقل الطفل خلال هذه الفترة ما يلي:
- الزحف على مؤخرته (بالإنجليزية: Scooting).
- جر نفسه على بطنه باستخدام ذراعيه وساقيه (بالإنجليزية: Army Crawling).
- الزحف على ركبتيه.
يمكن للطفل أيضاً خلال هذه الفترة الجلوس دون الحاجة للدعم، بالإضافة إلى تمكنه من الوقوف بالاستناد إلى شيء ثابت، كما تتطور قدرته على تمييز بعض الكلمات، وترديد الكلمات المألوفة مثل بابا وماما، والرد عند مناداته باسمه، بالإضافة إلى استجابته للنهي عند قول كلمة (لا) له من خلال التوقف عما يقوم به، ويمكنه أيضاً التصفيق، ولعب لعبة بيكابو (بالإنجليزية: Peekaboo). [1]
اقرأ أيضاً: تأخر النطق عند الاطفال
الأشهر من 9-12
يصل الطفل إلى مرحلة انتقالية من عمره بمجرد دخوله إلى الأشهر الأخيرة من السنة الأولى، حيث يستطيع الأكل لوحده باستخدام قبضة أصبع الإبهام والسبابة (بالإنجليزية: Pincer grasp)، كما يتوسع مدى حركته خلال المنزل، ويصبح قادراً على الإشارة إلى الأشياء التي يرغب بجذب الانتباه إليها، والمساعدة في ارتدائه لملابسه من خلال دفع يديه عبر الأكمام، بالإضافة إلى بدء تقليده لوالديه، مثل تمثيل التحدث عبر الهاتف، كما يمكن أن يخطو خطوته الأولى خلال هذه الفترة. [1]
للمزيد: متى يمشي الطفل؟
تأخر ظهور أهم مراحل النمو المميزة لكل فترة
في حال تأخر ظهور بعض المعالم التنموية عند الطفل، يُنصح بالتحدث مع الطبيب، فالتدخل المبكر هو أفضل وسيلة لحل مشاكل التأخر، ومع ذلك، فمعالم التطور ومراحل النمو تختلف من طفل لآخر، وليس بالضرورة أن يتقيد ظهورها بوقت محدد. [1][2]
اقرأ أيضاً: هل يعاني طفلك من تأخر في النمو والتطور أم لا؟
نصائح للوالدين فيما يتعلق بأهم مراحل النمو لدى الطفل خلال السنة الأولى
فيما يلي بعض النصائح التي يمكن للوالدين القيام بها لمساعدة تطور الطفل خلال السنة الأولى من عمره:
- التحدث إلى الطفل، حيث يمنح صوت الوالدين الطفل الهدوء والطمأنينة.
- الاستجابة للأصوات التي يصدرها الطفل، من خلال تكرارها والإضافة إليها، حيث يساعده ذلك على التطور العقلي وتعلم اللغة.
- قراءة القصص للطفل، فالقراءة تساعده على فهم اللغة وتمييز الأصوات.
- الغناء للطفل وتشغيل بعض الموسيقى، مما يساعد على نموه المعرفي.
- منح الطفل الكثير من الاهتمام والحب، من خلال احتضانه للمساعدة على نموه العاطفي والاجتماعي.
- صرف انتباه الطفل بواسطة الدمى، ونقله إلى مكان آمن عندما يبدأ بلمس الأشياء التي ينبغي له عدم لمسها.
- التأكد من أن المكان الذي يتحرك فيه الطفل آمن، من خلال إزالة الأشياء التي تُشكل خطورة عليه.
- حماية الطفل من التدخين السلبي.
- التأكد من نوم الطفل على ظهره، لتجنب حدوث متلازمة موت الرضيع المفاجئ. [2]
للمزيد: متلازمة موت الرضيع المفاجئ
