بالرغم من فوائد ممارسة التمارين الرياضية، قد تتسبب ممارسة التمارين الرياضية ببعض الإصابات، وقد يُصاب الفرد بالإصابات الرياضية أثناء الممارسة الاعتيادية للتمارين الرياضية، أو في حالة ممارسة لعبة رياضية معينة، وعادةً الإصابات الرياضية تشمل الإصابات في العضلات والعظام وإصابات الغضاريف، وتعتبر إصابات الدماغ والنخاع الشوكي نادرة أثناء ممارسة التمارين الرياضية.

أسباب الإصابات الرياضية

تحدث الإصابات الرياضية للعديد من الأسباب مثل:

  • حادث مثل الوقوع أو الإصابة بضربة قوية.
  • عدم القيام بتمارين الإحماء بشكل مناسب.
  • استخدام الأدوات الخاطئة أو القيام بالتمارين بشكل خاطئ.
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل عنيف.

العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة

  • الأطفال: بسبب نشاطهم المفرط، الأطفال عادةً لا يعرفون إمكانيات أجسامهم، مما يجعلهم أكثر إقداماً على المخاطرة والقيام بحركات قد تُسبب لهم الأذى.
  • كبار السن: يزداد احتمال الإصابة كلما تقدم الإنسان بالعمر، بالإضافة لأن إصابة كبار السن قد تدوم لوقت طويل، أو قد تزيد الإصابات القديمة سوءاً.
  • قلة الانتباه: تجاهل الإصابات البسيطة قد يجعلها أكثر سوءاً، ففي حالة الإصابات الناتجة عن الممارسة العنيفة للتمارين الرياضية مثل التهاب الأوتار أو كسور الإجهاد (بالانجليزية: Stress Fracture)، يكون تشخيصها المبكر سهلاً للغاية من قبل الطبيب، لكن إن لم يتم علاجها في الوقت المناسب قد تتطور إلى إصابات أكثر خطورة.
  • زيادة الوزن: زيادة الوزن يشكل ضغطاً على مفاصل الحوض والركبتين والكاحلين، وممارسة التمارين الرياضية يزيد الضغط على هذه المفاصل ويزيد من احتمال الإصابة بالأذى أثناء ممارسة التمارين الرياضية، لذلك يجب على الأطفال والبالغين مراجعة الطبيب لتقييم الحالة الصحية قبل البدء بممارسة التمارين الرياضية.

أنواع الإصابات الرياضية

يوجد العديد من الإصابات الرياضية، ولكن الأكثر شيوعاً منها هي:

الالتواءات

هي تمزق أو زيادة شد في الأربطة التي تربط العظام ببعضها البعض في المفصل، وهي ناتجة عن السقوط أو ضربة قوية تحرّك المفصل من مكانه، والالتواءاتقد تكون بسيطة، أو قد تكون شديدة لدرجة تمزّق الأنسجة والأربطة المحيطة أيضاً، والأجزاء الأكثر عرضة للإصابة بالالتواءات هي:

  • الكاحلين.
  • الركبتين.
  • الرسغين.

وتتضمن الأعراض الألم الشديد وصعوبة تحريك المفصل، بالإضافة للتورم وظهور كدمة.

الإجهاد العضلي

هو تمزّق أو شد في العضل أو في الأوتار التي تربط العضلات بالعظام، وهو ناتج عن زيادة الشد أو زيادة انقباض العضلات، ومن أعراضه:

  • الألم.
  • فقدان قوة العضلة.
  • تشنج في العضلة.
  • في حالة الإجهاد العضلي الشديد قد يسبب عدم تلقي العلاج المناسب تلف العضلة وفقدان وظائفها.

إصابات الركبة

الركبة هي الأكثر عرضة للإصابات الرياضية، وقد تتراوح الإصابة بين شد عضلي بسيط وتمزّق كامل في العضلات والأنسجة في الركبة، وتنتج إصابات الركبة عن التواء في الركبة، أو الهبوط الخاطئ أثناء القفز، أو الركض بقوة أو لفترة طويلة أو بدون إحماء.

تورم العضلات

قد تتورّم العضلات بعد الإصابات الرياضية وهو أمر طبيعي، ولكن تورم العضلات مؤلم وقد يتسبب بضعف العضلة. في بعض الأحيان قد يسبب تورم العضلات ضغطاً على الأنسجة المحيطة والأعصاب والأوعية الدموية، مما يؤدي إلى الألم الشديد وتلف في العضلات.

تمزق وتر العرقوب

ويسمى أيضاً باسم وتر أخيل (بالانجليزية: Achilles Tendon)، وهو الوتر الذي يربط عضلة الربلة (بالانجليزية: Gastrocnemius) بالجزء الخلفي من الكاحل، وتمزق هذا الوتر ينتج عادةً عن ضعف الوتر بسبب التقدم في العمر أو بسبب زيادة الضغط عليه عند ممارسة التمارين الرياضية بعنف أو لوقت طويل، مما يجعله أكثر عرضة للتمزق عند التعرض لضربة، ويُسبب تمزق وتر العرقوب ألماً مفاجئاً وحاداً بالإضافة إلى صعوبة المشي.

الكسور

كسور العظام الناتجة عن الإصابات الرياضية نوعان:

  • الكسور الحادة التي تنتج عن ضربة واحدة قوية على العظم، ويكون الكسر بسيطاً أو معقداً.
  • الكسور الإجهادية، هي كسور ناتجة عن تعرض العظم للضغط بشكل متكرر، وعادةً يصاب بها لاعبو الألعاب الرياضية التي تتطلب حركاتٍ متكررة مثل القفز والركض كالجمباز. ومن أعراض الكسور الإجهادية الشعور بالألم عند زيادة الضغط على العضو المصاب، مثل حمل شيء ثقيل، كذلك قد يتورم العضو المصاب.

خلع المفصل

خلع المفصل هو خروج العظم من مكانه في المفصل، والأكثر عرضة للإصابة بخلع المفصل هم لاعبو كرة القدم وكرة السلة بسبب كثرة السقوط، والمفصل الأكثر عرضة للخلع هو مفصل الكتف. يمكن أن تتعرض بعض المفاصل الأخرى أيضاً للخلع مثل مفاصل الحوض والركبتين والكوعين، ولكن هذه الإصابات نادرة.

إصابات الدماغ والنخاع الشوكي

تحدث إصابات الدماغ بسبب ارتطام الرأس بعنف، وإصابات الرأس قد تتضمن كسور الجمجمة، وقد تتضمن أيضاً اختراق جسم غريب للجمجمة إلى أنسجة الدماغ، وإصابات الدماغ تتراوح بين ارتجاج الدماغ، والدخول في غيبوبة أو الوفاة. إصابات النخاع الشوكي قد تسبب تلفاً في النخاع الشوكي، أو قد تعيق انتقال السيالات العصبية عبر النخاع الشوكي.

الوقاية من الإصابات الرياضية

يمكن اتباع خطوات بسيطة للوقاية من الإصابات الرياضية،مثل:

  • إحماء الجسم والعضلات بشكلٍ كافٍ قبل ممارسة التمارين الرياضية، وإنهاء التمارين ببضعة تمارين الاستطالة للسماح للجسم بالعودة إلى حالته الطبيعية ببطء.
  • عدم الضغط على الجسم بممارسة تمارين تتخطى قدراته ولياقته الحالية.
  • استخدام أدوات مناسبة للتمرين الرياضي، مثل ارتداء حذاء مناسب للركض، أو واقٍ للثة عند ممارسة رياضة الرغبي.
  • تعلم القيام بالتمارين الرياضية بطريقة صحيحة من مدرب محترف.

علاج الإصابات الرياضية

عند التعرض لإصابة رياضية يجب التوقف فوراً وعدم إكمال التمرين إذ قد تزداد الإصابة سوءاً مع الحركة وقد يأخذ الشفاء وقتاً أطول، وفي بعض الأحيان لا تظهر أعراض إلا بعد مرور عدة ساعات على الإصابة. بعض الإصابات البسيطة يمكن العناية بها في المنزل، ولكن إن لم تشفى الأعراض بعد مرور أسبوعين يجب زيارة الطبيب لتلقي العلاج المناسب.

علاج الإصابات البسيطة في المنزل

بعض الإصابات الرياضية تكون بسيطة ويمكن علاجها في المنزل، ومن الأمور التي تساعد في تسريع الشفاء:

  • استخدام طريقة رايس (بالانجليزية: RICE)، أي:
    • الراحة (بالانجليزية: Rest).
    • استخدام الثلج (بالانجليزية: Ice).
    • الضغط (بالانجليزية: Compress).
    • رفع العضو المصاب (بالانجليزية: Elevate)، ويجب استخدام هذه الطريقة فور الإصابة للحصول على أفضل النتائج وتسريع الشفاء، ويجب على المريض الراحة لمدة 48-72 ساعة على الأقل.
  • تناول الأدوية المسكنة للألم، مثل باراسيتامول (بالانجليزية: Paracetamol) أو أيبوبروفين (بالانجليزية: Ibuprofen) لعلاج التورم والألم.

اقرأ أيضاً: علاج الإصابات الرياضية بالثلج

متى يجب مراجعة الطبيب

في بعض الحالات تكون الإصابات الرياضية بليغة، ويجب مراجعة الطبيب عند ظهور الأعراض التالية:

  • تورم شديد وألم حاد.
  • وجود تشوهات في العضو المصاب، أو ظهور كتل محسوسة.
  • سماع صوت يشبه القرقعة عند تحريك المفصل.
  • ضعف المفصل أو عدم القدرة تحريكه.
  • فقدان التوازن.

بعض الإصابات الشديدة قد يتضمن علاجها إجراء عملية جراحية لإعادة العظم الخارج من مكانه، أو لتقييم العظم المكسور أو إصلاح الأربطة الممزقة، وتعتمد فترة الشفاء على نوع الإصابة وقد تستغرق أسابيع قليلة أو عدة شهور، وبعض الإصابات قد تحتاج علاجاً فيزيائياً.

متى يجب التوجه إلى قسم الطوارئ

يجب التوجه فوراً إلى قسم الطوارئ في المستشفى عند ظهور الأعراض التالية بعد التعرض لإصابة:

  • صعوبة في التنفس.
  • دوخة.
  • ارتفاع درجة الحرارة.