وجدت دراسة حديثة أن الجسم يقوم بما يشبه "إعادة التشغيل" عند العطاس. فقد أوضح العلماء أن ما يحدث أثناء العطاس يشبه برمجة جهاز الحاسوب على اعادة التشغيل عند حدوث خلل ما , اذ يعد العطاس آلية دفاعية يقوم بها الجسم لمنع الجراثيم وغيرها من الدقائق من الدخول إلى الأنف وأجزاء الجهاز التنفسي وتحدث بتأثير عوامل كيميائية حيوية حيث أوضح الطبيب جونيثن موس اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة أن العطس يعمل على إعادة وضعية الأهداب التي تغطي التجويف الأنفي لما كانت عليه قبل حدوث الخلل.
تعرف الأهداب بأنها الشعيرات الدقيقة التي تقع داخل الأنف وتعمل هذه الشعيرات عبر الحركة من الأمام إلى الخلف لإزالة المخاط من الجيوب الأنفية وإعادتها إلى الأنف. كما تتواجد أيضا في المسالك التنفسية للمساعدة على إخراج المخاط من الرئتين , وثبت أيضاً أنها تساعد على تصفية الأنف من الغبار والأوساخ والمخاط.
ونظراً لبلوغ معدل انتاج الأنف والجيوب الأنفية لما يُعادل أربعة أكواب من المخاط يومياً فان العطاس يُساعد على تخليص الأنف من هذه التراكمات اذ يتسبب في اعادة تشغيل البيئة الأنفية والمسالك التنفسية بحيث تتخلص من الجزيئات المُضرة فضلا عن ذلك، فإن قوة العطس تمنح الأنف بداية منعشة، ما جعل الخبراء ينصحون بعدم منعها أو كبتها. ويشار إلى أن كبت الحاجة للعطس في بعض الأحيان قد يؤدي إلى إصابات خطرة منها ما يلي :
- اصابة الحجاب الحاجز بالضرر .
- انفجار الأوعية الدموية في بياض العين بحيث يظهر ما يشبه الكدمة في المنطقة المحيطة بالقزحية.
- إضعاف الأوعية الدموية في الدماغ ما يؤدي إلى تمزقها .
- تفجير طبلة الأذن أو إصابة الأذن الداخلية مما يؤدي إلى فقدان السمع أو الإصابة بالدوار.
تجدر الإشارة إلى أن المُصابين بأضطرابات في الجيوب الأنفية يزداد تكرار عطسهم مقارنة بغيرهم اذ ثبت أن عملية العطس لديهم لا تكون ذات فعالية مما يستدعي الجسم تكرارها وبكشل تلقائي .
وبناء على ما ذكر، فيمكن القول بأن العطس هو "إعادة التشغيل" طبيعية يقوم بها الجسم، غير أن مصابي أمراض الأنف، منها التهاب الجيوب الأنفية يفقدون القدرة على اعادة التشغيل التلقائي ما يجعلهم يعطسون أكثر من غيرهم ويأمل الباحثون بأن يتم التعمق في فهم آالية العطس لايجاد علاجات أفضل لالتهاب الجيوب الأنفية .