لا يدرك معظم الآباء مدى فائدة النوم للأطفال حديثي الولادة، وأهمية نوم الأطفال الرضع الصحي، ويركزون بالدرجة الأولى على ما يقدمونه من الطعام والشراب، إلا أن النوم يعد مصدراً هاماً للطاقة، إذ يمد الجسم والعقل بالطاقة التي يحتاجها الطفل للنمو والتفاعل مع الآخرين.
ومع اكتظاظ جدول الحياة وكثرة الأنشطة والمهام اليومية، يمكن أن تنخفض جودة نوم الأطفال الرضع ومدته، مما يستدعي التركيز على عادات النوم الصحية عند الأطفال وكيفية التأسيس لها قبل بلوغ الطفل سن الثالثة.
خصائص نوم الاطفال الرضع الصحي
تتعدد خصائص نوم الأطفال الرضع الصحي، والتي يمكن أن يؤدي عدم توفرها إلى حدوث اضطرابات النوم عند الأطفال، ومن هذه الخصائص:
- تناسب ساعات نوم الطفل الرضيع مع عمره.
- نوم الأطفال الرضع المتواصل وغير المتقطع.
- نوم الأطفال الرضع خلال النهار، أو ما يعرف بالقيلولة.
- تطابق النوم مع الساعة البيولوجية، وذلك من خلال التركيز على زيادة النوم خلال ساعات الليل.
اقرأ أيضاً: مراقبة وتتبع نوم الطفل
روتين نوم الاطفال الرضع الصحي
روتين نوم الأطفال الرضع الصحي هو النمط الذي يعطي الطفل قسطاً كافياً من النوم، وذلك لتفادي قلة نوم الرضيع الذي يسبب الشعور بالتعب، ويجعل نظامه ملائماً لمواعيد العائلة.
فيما يلي عدد ساعات نوم الأطفال حسب العمر:
- نوم الأطفال الرضع منذ الولادة: يحتاج الطفل خلال الأسابيع الست الأولى من عمره إلى 15-18 ساعة من النوم يومياً، تتضمن 3-5 قيلولات تستمر الواحدة منها مدة 15 دقيقة إلى 3 ساعات، مع استيقاظ الطفل لمدة 30-60 دقيقة بينها.
يفضل أن يكون النوم ليلاً بين الساعة التاسعة والنصف وحتى الساعة الحادية عشر، ويتوقع أن يستمر لمدة 2-4 ساعات.
- نوم الأطفال الرضع في الشهرين الثاني والثالث: مع حلول الشهر الثاني وحتى نهاية الشهر الثالث، يبدأ الطفل بالاستيقاظ لفترات أطول قليلاً، حيث يحتاج في هذه المرحلة إلى 14-16 ساعة من النوم يومياً، تتضمن 3-4 قيلولات تستمر الواحدة منها مدة 30 دقيقة إلى 3 ساعات، مع استيقاظ الطفل لمدة 45 دقيقة إلى ساعتين بينها. يفضل أن يبدأ النوم للرضع ليلاً بين الساعة 8-10، ومن المتوقع أن يستمر لمدة 3-6 ساعات.
- نوم الأطفال الرضع من عمر 4 حتى 6 أشهر: يمكن ملاحظة تغير وقت النوم للاطفال في هذه المرحلة، ويحدث ذلك نتيجة حدوث تغيرات في دورة النوم.
يحتاج الأطفال في هذه المرحلة إلى 12-15 ساعة من النوم يومياً، تتضمن 3 قيلولات تستمر الواحدة منها مدة 1-3 ساعات، مع الاستيقاظ بينها لمدة ساعة ونصف إلى ساعتين ونصف. يفضل أن يبدأ النوم ليلاً بين الساعة الثامنة والنصف والتاسعة والنصف، والذي قد يستمر لمدة 4-8 ساعات.
- نوم الأطفال الرضع من عمر 6 حتى 12 شهر: تتساءل معظم الأمهات متى ينتظم نوم الرضيع؟ والإجابة في هذه المرحلة، إذ يتغير نمط نوم الطفل خلالها، وخاصةً نوم الطفل بعمر ٩ شهور، فيمكن أن ينام طوال الليل، لكن قد تختلف أنماط النوم من طفل لآخر. يحتاج الأطفال في بداية هذه المرحلة وحتى سن 10 أشهر إلى 11-15 ساعة من النوم يومياً، تتضمن 2-3 قيلولات تستمر الواحدة منها لمدة 1-3 ساعات، مع الاستيقاظ بينها لمدة 2-3 ساعات.
يفضل بدء النوم الليلي بين الساعة الثامنة والتاسعة والنصف، والذي قد يستمر لمدة 5-10 ساعات.
مع بداية الشهر العاشر تبدأ أنماط نوم الأطفال الرضع بمماثلتها عند البالغين، باستثناء القيلولات. يحتاج الأطفال في هذه المرحلة ولغاية عمر السنة إلى 11-14 ساعة من النوم يومياً، تتضمن قيلولة واحدة أو اثنتين، وتستمر الواحدة منها مدة ساعة إلى ساعتين. يفضل بدء نوم الأطفال الرضع خلال الليل بين الساعة الثامنة والتاسعة، والذي قد يستمر لمدة 7-12 ساعة.
- نوم الأطفال الرضع بعد بلوغ العام الأول: قد تلاحظ الأم كثرة نوم الطفل في عمر السنة، حيث يبدأ التأسيس لعادات النوم الجيدة بعد بلوغ عامه الأول، وذلك لكثرة حركة الطفل في هذه المرحلة من أجل اللعب والاستكشاف، ورفض الطفل للنوم، مما يجعل الأم تتساءل عن أسباب قلة النوم عند الأطفال، ولكنه أمر طبيعي وشائع.
يحتاج الأطفال في هذه المرحلة إلى 14 ساعة من النوم يومياً، على أن تكون 11 ساعة منها ليلاً، وقيلولتان نهاراً إلى أن يبلغ 18 شهراً من العمر حيث قد يكتفي الطفل عندها بقيلولة واحدة.
- نوم الأطفال الرضع من عمر 18- 36 شهراً: ينام معظم الأطفال في هذه المرحلة بمعدل 11 ساعة ليلاً، بالإضافة إلى قيلولة لا تتعدى ساعة ونصف إلى ثلاث ساعات نهاراً. يفضل أن يبدأ وقت النوم ليلاً بين الساعة 7-9، قد يستيقظ الطفل خلالها بشكل متكرر أثناء الليل.
في هذه المرحلة، يجب الالتزام بالنصائح التالية أثناء نوم الأطفال الرضع:
- نقل الطفل إلى سرير أكبر: والحرص على مدحه إن استمر في النوم فيه، وخاصةً إذا كانت الأم حامل، فيوصى بالبدء بهذه الخطوة قبل ولادة طفل جديد حتى لا يتأثر الطفل إذا نام الرضيع الجديد في سريره.
- عملية نقل الطفل إلى سرير أكبر قد تسهل من التخلص الحفاظ الذي يتطلب إيقاظ الطفل كثيراً أثناء الليل، وفي حال استيقاظ الطفل أثناء الليل و وذهابه لغرفة والديه يوصى بإعادته مرة أخرى إلى سريره.
- توفير جميع احتياجات الطفل التي قد يطلبها قبل نومه: والتي من شأنها أن تؤخر ذهابه لسريره، واعتمادها كجزء من روتين ما قبل النوم كشرب الماء، أو قراءة قصة قصيرة، أو غيرها.
- إعطاء الطفل وعد بالعودة إليه خلال وقت قصير: وذلك للإطمئنان عليه، وإعطائه قبلة إضافية إذا كان نائماً.
اقرأ أيضاً: لماذا يقاوم الأطفال الصغار وقت النوم؟
تاسيس عادات نوم الاطفال الرضع الصحية
تتساءل كثير من الأمهات عن كيفية تنظيم نوم الطفل حديث الولادة، ويكون ذلك من خلال تأسيس عادات نوم الأطفال الرضع الصحية. إليكِ بعض النصائح لمساعدة الطفل على النوم بشكل أفضل وتفادي قلة نوم الرضيع:
- اتباع طقوس معينة عند النوم: مثل الإستحمام قبل النوم، أو قراءة قصة قصيرة، أو تدليك بسيط، أو إعطائه لعبة تصدر أصوات معينة، وتكرار هذا الروتين بشكل يومي بحيث يربط الطفل هذه السلوكيات بموعد النوم.
- الحفاظ على موعد محدد لنوم الطفل الليلي والقيلولات: بحيث يخلد الطفل للنوم في الموعد ذاته يومياً.
- عدم تعويد الطفل على وضعية محددة لمساعدته على النوم: مثل هز الطفل، بل يجب اعتياد الطفل على النوم بشكل تلقائي ليتمكن من معاودة النوم عند استيقاظه ليلاً.
قد تفشل بعض الأمهات في هذه المرحلة في تعويد الطفل على روتين محدد للنوم، إذ يبدأ الطفل بالمشي واللعب، حيث تتسبب الإثارة الكبيرة التي تتملكه بمقاومته للنوم، ولذلك يوصي الخبراء بترك الطفل في سريره قليلاً الى أن يتوقف عن البكاء وينام، أو مساعدته على النوم إذا طال بكاؤه.
- في حال استيقظ الطفل ليلاً بحثاً عن الوالدين، فمن الممكن الاطمئنان عليه، ثم تركه لينام ويدرك أن الليل وقت للنوم وليس للعب، ويعتاد تدريجياً على العودة إلى النوم بشكل تلقائي.
- تنظيم نوم الطفل حديث الولادة والرضاعة: تساعد الرضاعة الطبيعية في تنظيم نوم الأطفال الرضع بصورة كبيرة، حيث يمكن الاعتياد على مواعيد محددة للرضاعة، وتجعل الطفل يشعر بالاطمئنان والدفء، كما أن حليب الثدي يساعد في تهدئة الطفل الرضيع وتجنب المغص الذي يمكن أن يسببه الحليب الصناعي.
- وضع مصدر ضوئي صغير في الغرفة: تتعدد المشاكل التي يعاني منها الأطفال في هذه المرحلة، مثل الخوف من الظلام، والتوهم بوجود شيء مخيف تحت الفراش، والأحلام المزعجة، لذلك ينصح بوضع مصدر ضوئي صغير في الغرفة، وتفقد تحت السرير مع الطفل لإقناعه بعدم وجود ما يخيفه.
- التحدث مع الطفل في حال رؤيته لأحلام مزعجة ليلاً: والبحث عن مصدر خوفه وقلقه، وخاصةً إذا تكرر الحلم، ولا بأس من السماح للطفل بالنوم في سرير الأبوين من وقت لآخر.
- وضع الطفل في الفراش عندما يوشك على النوم: وليس بعد أن ينام فعلاً، وذلك حتى يعتاد على النوم بمفرده.
- إبقاء الطفل مستيقظاً لمدة أطول في النهار: مما يزيد من حاجته إلى النوم فترة الليل، والحرص على تعريضه للشمس، حيث أن الضوء الطبيعي يساعد على تعديل الساعة البيولوجية، وذلك عن طريق اصطحاب الطفل للخارج، أو وضعه بالقرب من نافذة تعرضه لأشعة الشمس.
- إبقاء جميع مصادر الضوء ليلاً منخفضة حول الطفل: والحرص على التقليل من الإزعاج والأصوات أثناء نومه.
- إرضاع الطفل في حالة استيقاظه: قد يستيقظ الطفل ليلاً نتيجة الجوع أو العطش، وفي هذه الحالة، يجب إرضاعه طبيعياً أو بالزجاجة ثم إعادته إلى النوم.
قد تؤدي بعض الأمور إلى كثرة استيقاظ الطفل ليلاً، مثل التسنين، أو نزلات البرد والحساسية، أو إصابته بالغازات أو الإمساك، وفي حالة الشعور بأن الطفل يتألم أو يعاني من اضطرابات النوم، فيجب القيام بمراجعة الطبيب.
اقرأ أيضاً: كم يحتاج طفلك وقتا من النوم ؟