يخفف التلامس الجلدي لحديثي الولادة مع أمهاتهم بعد الولادة بفترة وجيزة من الانتقال المجهد من الرحم إلى العالم الخارجي، ويدعم الأمهات لبدء الرضاعة الطبيعية وتطوير علاقات وثيقة ومحبة مع أطفالهن. وقد تبين أن التلامس الجلدي أو ملامسة الجلد للجلد أو سكين تو سكين (بالإنجليزية: Skin to Skin Contact) قد توفر فوائد صحية فورية ومستمرة للطفل وللأم كذلك. [1]
فما هو ملامسة الجلد للجلد؟ وكيف يفيد الأم والطفل؟ وما هي المدة التي يحتاجها ممارسة الجلد للجلد حتى يكون له تأثير إيجابي على الطفل الصغير؟ سنتعرف على الإجابات من خلال سطور هذا المقال.
ما هو ملامسة الجلد للجلد؟
ملامسة الجلد للجلد هيعمليةتجفيف الطفل ووضعه مباشرة على صدر الأم دون ملابس بعد الولادة، ويتم تغطية كل من الأم والطفل ببطانية دافئة. كما يمكن أن تتم ملامسة الجلد بالجلد أيضاً في أي وقت يحتاج فيه الطفل إلى الراحة أو التهدئة. [2]
وإذا احتاج الطفل إلى الرعاية من قبل طبيب الأطفال أولاً، أو إذا تمت الولادة عن طريق عملية قيصرية، فإنه يمكن تعرية الطفل واحتضانه لاحقاً بعد وقت قصير من الولادة. كما يمكن للأب أيضاً القيام بفعل ملامسة الجلد للجلد بعد الولادة إذا كان وضع الأم لا يسمح بذلك. [3] [4]
يمكن أن تتم ملامسة الجلد للجلد أيضاً في وحدات حديثي الولادة أو الخداج، حيث يعرف حينها باسم رعاية الكنغر (بالإنجليزية: Kangaroo Care). وفي هذه الحالة، تساعد ملامسة الجلد للجلد الآباء على الارتباط بالطفل، وتدعم نتائج بدنية ونمائية أفضل للطفل. [2]
للمزيد: استعداد الحامل للولادة
ما فوائد ملامسة الجلد للجلد للطفل؟
تساعد ممارسة ملامسة الجلد للجلد بعد الولادة بفترة وجيزة على تخفيف توتر الأطفال، ومساعدة وظائف جسم الطفل على العمل بشكل أفضل. وقد لوحظ أن الأطفال حديثي الولادة الذين شاركوا في التلامس الجلدي المبكر يبكون أقل، ويتمتعون باستقرار أفضل في وظائف القلب والجهاز التنفسي من أولئك الذين لم يشاركوا في ذلك. [1]
ويمكن تلخيص فوائد ملامسة الجلد للجلد للطفل بالنقاط التالية: [2]
- يهدئ ويريح الطفل.
- ينظم درجة حرارة جسم الطفل.
- يساهم في انتقال البكتيريا النافعة من الأم لجلد الطفل، وبالتالي توفير الحماية من العدوى في المستقبل.
- ينظم تنفس الطفل ويضبط معدل ضربات قلبه، مما يساعده على التكيف مع الحياة خارج الرحم بشكل أسرع وأفضل.
- يحفز الهضم، والرغبة بالرضاعة.
ما فوائد ملامسة الجلد للجلد للام؟
تعد ممارسة ملامسة الجلد للجلد بعد الولادة الطبيعية مباشرة، أو بعد استقرار حالة الأم بعد الولادة القيصرية أو الولادة الطبيعي الصعبة ممارسة مفيدة للأم؛ حيث أنها تساهم في تقليل خطر الإصابة بنزيف ما بعد الولادة، واكتئاب ما بعد الولادة أيضاً.
ولا يساعد ملامسة الجلد للجلد على تعزيز الترابط الصحي بين الأم والطفل فحسب، ولكنه يمكن أن يساعد في تسهيل عملية الرضاعة الطبيعية للأمهات اللواتي يخططن للإرضاع من الثدي. على الرغم من أنه يمكن لجميع الأمهات الاستفادة من هذه الممارسة بغض النظر عما إذا كانت الأم تخطط للرضاعة الطبيعية أو الرضاعة الصناعية.
ويمكن أن يساعد ملامسة الجلد للجلد في تنشيط غريزة الأمومة. وقد تبين أن تأخير ملامسة الجلد للجلد يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في استجابة الأم لإشارات الطفل، مثل قسوة التعامل أو عدم الاستجابة لبكاء الطفل بعد أيام من الولادة. [3]
للمزيد: خرافات وحقائق حول الحمل - مباشرة قبل وبعد الولادة
ما فوائد ملامسة الجلد للجلد للاب؟
لا تعتبر ممارسة ملامسة الجلد للجلد حكراً على الأمهات؛ حيث يمكن للآباء المشاركة فيها أيضاً. ويساعد قضاء الآباء بعض الوقت مع أطفالهم على الارتباط بالطفل أيضاً.
كما يتم تحفيز الغرائز الأبوية من خلال ملامسة الجلد للجلد، كما أن ملامسة الجلد بالجلد مع الأب يساعد الطفل أيضاً على تنظيم درجة حرارته وضربات قلبهمثلما هو الحال مع الأم. [3]
للمزيد: اكتئاب ما بعد الولادة للرجال
ما فوائد ملامسة الجلد للجلد للطفل الخديج؟
يوفر ملامسة الجلد للجلد أيضاً فوائد للأطفال في وحدة حديثي الولادة أو الخداج، حيث توفر هذه الممارسة الفوائد التالية: [2]
- يساعد في نمو الطفل.
- يزيد حجم حليب الثدي إذا قامت الأم بشفط الحليب بعده، مما يرفع مناعة الطفل كون الحليب المسحوب يحتوي على أحدث الأجسام المضادة.
- يحسن مستويات تشبع الأكسجين لدى الطفل.
- يقلل من مستويات هرمون الكورتيزول الذي قد يرتفع بعد الإجراءات المؤلمة التي قد يحتاجها الطفل الخديج.
- يقلل من مدة الإقامة في المستشفى.
كم تبلغ مدة ملامسة الجلد للجلد؟
تبدأ ملامسة الجلد للجلد فور ولادة الطفل بالنسبة للأطفال الذين يولدون عن طريق الولادة الطبيعية (وأحياناً لا يتم حتى مسح الطفل حتى قبل وضعه على صدر أمه). وفي الوضع المثالي، يتم قضاء ساعة متواصلة على الأقل لأول مرة لضمان الحصول على أكبر قدر من الفوائد.
كما يمكن أن تستمر ملامسة الجلد للجلد لأول مرةإلى حين انتهاء الطفل من الرضاعة الطبيعية للمرة الأولى، وينبغي أن يستمر ممارستها في الأسابيع التي تلي عودة الأم والطفل إلى المنزل. [3]
وختاماً، تأكدي من التحدث مع شريكك ومع طاقم المستشفى حول تضمين ملامسة الجلد للجلد في خطة الولادة الخاصة بك.
للمزيد: الدورات التحضيرية للولادة