قد يكون الشعور غريبا بأن هاتفك الذكي ليس بيدك، فالأمر يبدو وكأن هناك شيء مفقود منك. هذا الشعور بالقلق يقع ضمن أنواع الرهاب، إذ يعرف برهاب الانفصال عن الهاتف الذكي أو النوموفوبيا (بالأنجليزية: Nomophobia)، المشتق من ((بالأنجليزية: No-mobile phone-phobia).

أعراض رهاب الانفصال عن الهاتف الذكي

يُذكر أن أعراض النوموفوبيا تتضمن ما يلي:

  • يتسبب فقدان الهاتف الذكي بأعراض جسدية سلبية.
  • عدم إغلاق الهاتف الذكي في أي وقت كان.
  • الشعور بالذعر عند نفاد بطارية الهاتف الذكي.
  • التأكد القهري والمستمر بأن الهاتف الذكي موجود في متناول اليد.
  • القلق حول فقدان الهاتف الذكي على الرغم من أنه موجود في مكان آمن.
  • تأثير المخاوف المذكورة على صحة الشخص أو قدرته على ممارسة حياته اليومية.

علاج رهاب الانفصال عن الهاتف الذكي

يتضمن علاج النوموفوبيا عدة زوايا مختلفة، منها العلاج الدوائي والعلاج النفسي، ويتم الاختيار بناءً على مدى شدة هذا الرهاب لدى الشخص المصاب به، والذي تم تقييمه بوسائل عدة توصل لها الباحثون.

ذكر كاجلار يلدريم، وهو طالب دكتوراه في برنامج تفاعل البشر مع الحاسوب في ولاية آيوا وأحد معدي الدراسة المذكورة، أن الناس قد أصبحوا أكثر اعتماداً على الهاتف الذكي، وأضاف أنه قد قام بالبحث حول ذلك من أجل فهم أفضل وأعمق لهذه العلاقة ومعرفة تأثير تلك الهواتف على الناس. فقد قام يلدريم وآنا باولا لكوريا، وهي أستاذة مشاركة في جامعة ولاية آيوا في كلية التعليم، بإنشاء دراسة صغيرة ذات مرحلتين حول هذا الرهاب.

  • المرحلة الأولى من الدراسة: قام يلدريم ولكوريا بمقابلة تسعة طلاب في المرحلة الجامعية وسألوهم عن شعورهم عند فصلهم عن هواتفهم الذكية، ومن خلال هذه المقابلات، حدد الباحثون اربعة خصائص لرهاب الانفصال عن الهاتف الذكي كما يلي:
  • عدم القدرة على التواصل، فمصابو هذا الرهاب يشعرون بعدم الأمان عندما يفقدون القدرة على كتابة رسالة نصية أو الاتصال بالآخرين.
  • فقدان الهوية، فمصابو هذا الرهاب يشعرون بأن هويتهم "الإنترنتية" قد سُلبت منهم.
  • عدم التمكن من الوصول إلى المعلومات، فمصابو هذا الرهاب يشعرون بعدم الأهلية الكافية كونهم لا يتمكنون من الوصول إلى محركات البحث، منها جوجل، للإجابة على أسئلتهم.
  • الشعور بعدم الأهلية، فمصابو هذا الرهاب يشعرون بالضيق كونهم لا يستطيعون إنجاز المهام البسيطة بالسهولة التي اعتادوا عليها مع هواتفهم الذكية، منها وضع الخطط اليومية أو القيام بالحجوزات.
    • المرحلة الثاتية من الدراسة: وبعد القيام بتشخيص رهاب الانفصال عن الهاتف الذكي لدى مصابيه، تم الانتقال إلى المرحلة الثانية من البحث، والتي هي إجراء استبيان مكون من عشرين بنداً لتقييم شدة حالة الرهاب وكانت نتائجه كالتالي:
  • تبين من خلال هذا الاستبيان أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا الرهاب ب 3.6 مرة مقارنة بالرجال، غير أن الباحثين لم يعرفوا حتى الآن السبب وراء ذلك. لكن يلدريم فسر ذلك بأنه يمكن أن تكون هناك بعض الآليات النفسية التي تلعب دورا في ميل الإناث إلى الإصابة بهذا النوع من الرهاب، غير أنه لا يزال العمل قائما لتفسير ذلك بعمق أكبر.
  • ولكن، قبل إصدار أي حكم، بشأن التعلق بالهاتف الذكي، يجب الوضع بعين الاعتبار بأن هذا التعلق ليس بالضرورة أن يكون أمراً سيئاً. فيجب عدم إدانته أو حظره، إلا أن المشكلة تنشأ عندما يبدأ التداخل بين الهاتف الذكي وبين الصحة العقلية والنفسية للشخص، أو يحدث تعارض مع ممارسته لنشاطاته اليومية.
  • فهناك الكثير من الخوف من التكنولوجيا والقلق من أنها ستؤذي شبابنا، رغم أن هذا الخوف ليس مبرراً إن عرف الشخص كيفية استخدامها الآمن.

    اقرأ أيضاً:
    هل يعرف هاتفك الذكي إن كنت مكتئباً أم لا؟
    تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية
    الآثار النفسية لطيلة مشاهدة القنوات الفضائية
    الرهاب الاجتماعي اضطراب نفسي محرج
    هل أنت مدمن على الانترنت ؟