- عندما نشكو من وجع أو تشنج في منطقة ما من الجسم، فإن التدليك، أي القيام ببعض المناورات الحركية المدروسة بواسطة اليد، يفيد في التخفيف من وطأة الوجع أو التشنج، كما يبعث على الاسترخاء والراحة النفسية، بل يدبّ الراحة الفورية في الجسم كله نتيجة تحرير هورمونات الأندورفين الدماغية التي تفوق قوتها قوة الأدوية المسكنة للألم.
- والتدليك لا ينشط الدورة الدموية وحسب بل ينشط الدورة اللمفاوية، وفي حال وخز نقاط معينة في الجسم، فإن التدليك يترك تأثيرات تطاول قشرة المخ والأعصاب المركزية والأحشاء، الأمر الذي يدفع بالصحة قدماً وربما الى الوقاية من بعض الأمراض.
- التدليك الذاتي الذي لا يقل أهمية وفائدة عن ذاك الذي يقوم به خبير التدليك المختص، وفي إمكان أي شخص ان يقوم به وفي اي مكان، سواء في البيت أو خارجه،وهو سهل التطبيق ويعود بالنفع على صاحبه، إذ يبعث الدورة الدموية في المنطقة، ويرخي العضلات، ويزيل التشنجات، وقد لا يقتصر تأثيره على المنطقة المدلكة، بل على الجسم كله باعثاً الحيوية في كل أوصاله.
- ويعتبر التدليك الذاتي إحدى الممارسات التقليدية اليومية عند الصينيين، وهو يشكل جزءاً مهماً من العلاج الطبيعي عندهم من أجل دعم الصحة وحل بعض المشاكل التي تطرأ عليها.
- يجدد التدليك الذاتي طاقة الجسم بنفض غبار التعب عنه، ويساهم في التقليل من عوارض كثيرة ترافق الكثير من الأمراض، كالقلق والأرق وأمراض العمود الفقري وغيرها. وفي إمكان أي شخص ان يمارس التدليك الذاتي، خصوصاً انه لا يكلف سوى بعض الوقت.
- التدليك الذاتي لا يستعين بأي دواء يؤخذ عن طريق الفم، وبالتالي ليست له تأثيرات جانبية تذكر.
للمزيد إقرأ: العلاج بالتدليك
تدليك الرأس والوجه
- إن ملامح التعب والإعياء والقلق عند الإنسان تظهر أولاً على الوجه، إذ تنكمش خطوطه وينقبض حنكه وينعقد حاجباه.
- ينشّط تدليك الوجه الدورة الدموية في البشرة فتحصل على كميات أوفر من الأوكسجين، كما أنه يزيل عن الوجه التشنجات والتورمات والانتفاخات، ويساعد في تفكيك الخلايا الميتة وفي تخليص مسام (فتحات) الجلد من الدهون والأتربة المحشورة فيها، وهذا كله يلعب دوراً في تنظيف البشرة وإعادة النضارة والحيوية إليها.
- وقد يفيد تدليك الرأس في التخفيف من طنين الأذن، وفي تأمين راحة العينين والنظر.
للمزيد إقرأ: العلاج بالتدليك يريح الأعصاب
ويتم تدليك الوجه والرأس عن طريق الخطوات الآتية:
مسح الوجه
- وهو عملية شبيهة بغسل الوجه، فبعد تحمية اليدين تُجرى حركات دائرية تبدأ من جانبي الأنف لتنتهي الى ما حول العينين والى الجبهة والأذنين.
- يجب أن تستغرق هذه العملية من دقيقة الى دقيقتين.
فرك الرأس
- تُفرق أصابع اليدين عن بعضها وتُثنى قليلاً، ومن ثم تُفرك فروة الرأس بنوع من الضغط المناسب وذلك باستعمال نهاية الأصابع، وتستغرق عملية فرك الفروة حوالي الدقيقة.
- ويعود تدليك الفروة بمنافع كثيرة، إذ ينشّط الدورة الدموية ويسهّل وصول الأوكسجين إلى بصيلات الشعر ويبعث على الاسترخاء الشامل.
فرك الصدغين
- توضع نهايات أصابع اليد اليمنى على منطقة الصدغ (منطقة محاذية للعين) الأيمن والشيء نفسه مع نهايات أصابع اليد اليسرى بالنسبة الى الصدغ الأيسر، ومن ثم يتم تدليكهما بخفة بحركات دائرية باتجاه عقارب الساعة وذلك لمدة نصف دقيقة، وبعدها تُجرى حركات بعكس عقارب الساعة لمدة نصف دقيقة أخرى.
- ان فرك الصدغين مفيد في تهدئة بعض انواع الصداع، خصوصاً ذلك الناجم عن الضغوط النفسية والعصبية، وفي بعث الراحة في الجسم.
تدليك منطقة الفكين
- توضع قبضة كل يد على منطقة الفك الواقعة بمحاذاة المنخرين ومن ثم تُجرى حركات من الأسفل في اتجاه الأعلى، ويُثابر على عمل هذه الحركات لمدة دقيقتين.
- يساهم هذا التدليك في استرخاء عضلات الوجه السفلى وإعطاء الشعور بالراحة وتعزيز القدرة على التعبير والتحدث بطلاقة.
- الضغط بكفّي اليدين بقوة على الأذنين ومن ثم تركهما سريعاً، وتعاد الحركة ذاتها من أربع إلى خمس مرات.
- مسح جناحي الأنف، ويقوم الشخص هنا بقبض اليدين مع ثني الإبهامين قليلاً، ومن ثم يعمل على مسح جناحي الأنف بالابهامين ذهاباً وإياباً لمدة دقيقتين.
تدليك البطن
- توضع الكف اليمنى على السرّة ومن فوقها اليد اليسرى ومن ثم يتم تمليس البطن بحركات دائرية بخاصة حول السرة، وكذلك إجراء حركات من يمين السرة الى الأعلى ومن يسارها الى الأسفل، وتُكرر العملية من أربع الى خمس مرات.
- يلعب التمسيد الذاتي للبطن دوراً مهماً في التخفيف من الآلام المرافقة لبعض الأمراض والاضطرابات الهضمية مثل التهاب المعدة وداء القولون والعادة الشهرية وتجمع الغازات في البطن واحتباس الطمث.
تدليك الظهر والخصر
- يجلس المريض على مقعد مع رفع الرأس والصدر نحو الخلف ويتم مسح مؤخرة الظهر والخصر باليدين من الأسفل الى الأعلى وبالعكس. وتستغرق هذه العملية حوالى دقيقتين.
- وينشّط هذا التدليك الدورة الدموية ويقوّي عضلات الظهر وأوتار الخصر، كما يفيد في تسكين الآلام الناتجة من إجهاد أنسجة وعضلات الظهر والخصر، خصوصاً تلك الناتجة من وضعيات الجلوس السيئة.
تدليك مؤخرة الرأس
- توضع راحتا اليدين على الأذنين بحيث يلامس الإصبعين الأوسطين عظم مؤخرة الرأس، ومن ثم يتم النقر بالسبابة على أسفل هذا العظم لمدة نصف دقيقة.
- يساعد هذا النوع من التدليك في التخفيف من التشنجات المؤلمة التي تطاول أسفل الرقبة والظهر.
تدليك القدمين
- ويتم الضغط بأصابع اليد على كامل باطن القدمين صعوداً وهبوطاً، ثم يُجرى تدليك كل إصبع من أصابع القدمين على حدة بالتحريك والشد الى الخارج.
- تدليك القدمين ينفع في مكافحة التعب الناتج من إجهادها وبالتالي في إنعاش الجسم كله ودبّ الحيوية فيه.
التدليك والسيلوليت
- يعتبر السيلوليت من أهم المشكلات التي تعاني منها النساء نظراً الى ما يسببه من تشوّه في القوام والمظهر.
- والسيلوليت ليس مرضاً فعلياً، بل هو ناتج من تكوم السوائل في أمكنة محددة من الجسم مسببة التنفخ الذي يعطي منظراً غير مستحب، و الفخذان هما من أكثر المناطق التي يحدث فيها السيلوليت.
- إن التدليك الذاتي مفيد في التخلص من السيلوليت، ويتم الأمر بإمساك الجلد بين الإبهام والسبابة ومن ثم فتله، وتسمح هذه المناورة بطرد السوائل المتكوّمة.
- تتم العملية مرتين أسبوعياً لمدة خمسة أسابيع، ومن ثم يُثابرعليها بمعدل مرة كل أسبوع أو أسبوعين للحفاظ على النتيجة.
- ولا بد من التنويه هنا بأن التدليك الذاتي ممنوع في بعض مناطق الجسم التي توجد فيها إصابات مثل دوالي الساقين، والكسور، والتمزقات العضلية، والالتهابات الجلدية، والحروق، والآلام الشديدة في العمود الفقري، وبعد العمليات الجراحية الحديثة، وأثناء الحمل، وعند الإصابة ببعض أمراض القلب، وفي حال الإصابة بالحصوات البولية.
مسك الختام:
- إن التدليك الذاتي يجب ان يطبّق وفقاً لحركات محددة مدروسة يغلب عليها طابع القوة والتناسق وتتسم كذلك بالنعومة والعمق والنفاذ.
- لا مانع من الاستعانة باستخدام زيوت خاصة كزيت الزيتون أو زيت العصفر أو زيت السمسم أو زيت اللوز أو زيت البارافين أو بعض المراهم، أو حتى الزيوت العطرية من اجل تسهيل عملية التدليك.
- للمزيد إقرأ: زيوت المساج الطبيعية لتدليك الجسم