الثقة بالنفس هي إيمان الفرد بقدراته، ومميزاته، ورجاحة حُكمِه، وإدراك نقاط قوته وضعفه وتقبلها، تمكننا ثقتنا في أنفسنا من مواجهة التحديات بإيجابية وتحقيق النجاحات؛ لذلك ينبغي تعلم كيفية تعزيز الثقة بالنفس، لا سيما لدى من يعانون من قلة الثقة في النفس الأمر الذي قد ينعكس سلبًا على علاقاتهم، وعملهم، وربما صحتهم النفسية. [1] [2] [3]
يتناول هذا المقال أساليب فعالة لزيادة الثقة بالنفس، وكذلك بعض النصائح الهامة للآباء لبناء الثقة في النفس لدى أبنائهم المراهقين والأطفال.
يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.
كيفية تعزيز الثقة بالنفس
تعد الثقة بالنفس صفة يمكن تنميتها وتعلمها بتطبيق بعض النصائح والإرشادات التي تتيح بناء الثقة بالنفس وتقدير الذات، وتوسيع المهارات والخبرات، علاوة على تعزيز الصحة النفسية والروحية وتوطيد العلاقات الشخصية، وتشمل هذه النصائح ما يلي: [4]
مواجهة المخاوف وعدم تجنبها
الخوف هو العدو اللدود للإنسان، وربما يخاف البعض ويقلق نتيجة الشك في قدراتهم؛ الأمر الذي يضعف الثقة بالنفس؛ لذلك فإن تحديد المخاوف الداخلية والأشياء التي تقلل من الثقة، ومن ثم تعلم كيفية مواجهتها هي الخطوة الأولى لتعزيز الثقة بالنفس وقوة الشخصية. [5]
يساعد التدريب على مواجهة المخاوف الداخلية في بناء الثقة في النفس، فعلى سبيل المثال عند الخوف من المبادرة في شيء ما كالتحدث أمام الناس أو طلب ترقية في العمل، ينبغي محاولة إقناع النفس بأنها مجرد تجربة، وفي كل مرة يكتسب الشخص ثقة أكبر في نفسه، وربما يدرك أن القليل من القلقأو ارتكاب الأخطاء ليس بالسوء الذي كان يظنه. [1]
التوقف عن مقارنة النفس بالآخرين
مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي أصبح لا يخلو هاتف منها وبات الكثيرون يقارنون أنفسهم بالآخرين أو المؤثرين، فمنهم من يقارن نفسه بجمال الآخرين أو مستواهم الاجتماعي دون إدراك أن هذه المقارنات تؤثر سلبًا على ثقته بنفسه وتولد مشاعر الحسد والحقد، ناهيك عن أن هذه المقارنات غير عادلة بالأساس فكل منا يسير في طريقه ويواجه تحديات مختلفة، وعلينا أن نتذكر أن الحياة ليست منافسة. [1]
يساهم إدراك الشخص لنقاط قوته ونجاحاته الخاصة في تقوية الشخصية وتعزيز الثقة بالنفس، وربما يفيد تعديد النعم والإيجابيات في حياته في شعوره بالامتنان والتركيز على حياته الخاصة بدلًا من الانشغال بحياة الآخرين. [1]
اقرأ أيضًا: تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية
وضع أهداف صغيرة واقعية
قد يفيد البدء بوضع أهداف يومية صغيرة وتحقيقها في تعزيز الثقة بالنفس، فمثلًا يمكن أن تكون الأهداف ممارسة الرياضة بعض الوقت، أو تحضير طبق صحي، وربما التخطيط لنزهة مع الأصدقاء، مع الحرص على مكافأة النفس عند تحقيق هذه الأهداف. [4] [6]
تحديد نقاط القوة والإنجازات
لدى كل منا نقاط قوة ومواهب، أو القدرة على إتقان شيء ما، يفيد تنمية هذه المواهب والقيام بالأشياء التي يجيدها الشخص في تعزيز الثقة بالنفس والشعور بالرضا. [6]
ينصح أيضًا بعمل قائمة بالإنجازات التي حققها الشخص في حياته مهما كانت بسيطة، ومن ثم إضافة كل إنجاز جديد يتم تحقيقه إلى القائمة، حيث يساهم الاطلاع على هذه القائمة في تذكير الشخص بالأشياء الرائعة التي حققها والتغلب على قلة الثقة في النفس. [6]
اقرأ أيضًا: الثقة بالنفس وتقدير الذات
التوقف عن انتقاد النفس
إن إلقاء تحقيق أي إنجاز على شماعة الصدفة، وانتقاد النفس دائمًا، وتوهم الفشل، من عوامل قلة الثقة بالنفس؛ لذا ينبغي التحلي بالقوة ومواجهة هذا الصوت الداخلي الناقد، والإيمان بالمقومات والقدرات الشخصية واستحقاق النجاحات. [7]
يوصى أيضًا بالتعاطف مع الذات وتجنب القسوة على النفس عند ارتكاب خطأ أو التعرض للفشل، فلا بأس ببعض التقصير أحيانًا فهو جزء من طبيعة الإنسان. [1]
اقرأ أيضًا: كيفية تحسين صورة الجسم
التحدث مع النفس بإيجابية
يلعب حديثنا الذهني مع أنفسنا دورًا في ردود الفعل، والمشاعر، وتحقيق أهدافنا من خلال التأثير على العقل الباطن، لهذا السبب يمكننا بناء الثقة بالنفس باستخدام الكلمات المشجعة والتحدث مع النفس بإيجابية بدلًا من الحديث السلبي. [4]
ومن أمثلة جمل تعزيز الثقة بالنفس ما يلي: [4]
- (أستطيع التعلم ويمكنني القيام بذلك) بدلًا من (هذا مستحيل لن أستطيع فهم ذلك أبدًا).
- (سأحاول مرة أخرى) بدلًا من (لا يمكنني القيام بذلك).
- (سأحسن أدائي في المرة القادمة) بدلًا من (لا يمكنني القيام بأي شيء صحيح أنا فاشل).
محاوطة النفس بأشخاص إيجابيين
لا شك أننا نتأثر بمن حولنا خاصة أصدقاءنا ومن نقضي الكثير من الوقت برفقتهم، قد يكون بعضهم مصدر إلهام وتحفيز يزيد من ثقتنا بأنفسنا، بينما آخرين هم مصدر إحباط وسبب فقدان ثقتنا بأنفسنا؛ لذا فإن من أساليب تعزيز الثقة بالنفس هي وضع حدود للأشخاص السلبيين الذين يقللون من شأن غيرهم. [4]
الاهتمام بالصحة النفسية والبدنية
تعد من أهم خطوات تعزيز الثقة بالنفس عند المرأة والرجل هي العناية بالصحة الجسدية والنفسية؛ الأمر الذي يولد الطاقة والحيوية وينمي مشاعر حب الذات والثقة بالنفس. [1]
نذكر فيما يلي بعض النصائح الهامة لصحة الجسم: [1] [8]
- اتباع نظام غذائي صحي.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- ممارسة تمارين التأمل والتنفس العميق.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- تجنب الإفراط في التفكير.
- مسامحة النفس على الأخطاء.
- العفو عن الآخرين، فقد يساهم مسامحة الأشخاص على أخطائهم في تحرير النفس من الغضب والألم.
- تقبل العيوب وإدراك أن الكمال لن يتحقق.
طلب استشارة أو علاج نفسي
إذا لم يستطع البعض تحقيق الثقة بالنفس رغم المحاولة، فلا بأس، فبعض الحالات تعاني من مشاكل متجذرة تستدعي مساعدة طبيب نفسي أو اختصاصي نفسي لإدراك المشاكل الأساسية وراء قلة الثقة، وكيفية التغلب على هذه العقبات، وكذلك تعلم أشياء تساعد على تعزيز الثقة بالنفس. [6] [9]
كيفية تعزيز الثقة بالنفس عند الأطفال
يكتسب الأطفال الثقة في النفس مع النمو وتطور مهاراتهم، وفيما يلي نذكر بعض النصائح الهامة ودور الأسرة في تعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل لبناء شخصية قوية: [10]
- التحدث والتصرف بإيجابية أمام الطفل وإبداء التفاؤل، فعلى الآباء أن يكونوا قدوة لأبنائهم.
- عدم الانزعاج من الطفل عندما يخطئ، وتوضيح أن الجميع يخطئون ولا بأس من الفشل أحيانًا، ولكن ينبغي التعلم من أخطائنا.
- مدحه ومكافأته على اجتهاده بغض النظر عن النتيجة.
- منح الطفل الحب والحنان وجعله يدرك هذه المحبة في جميع الحالات سواء في الفوز أو الخسارة.
- تشجيعه على تجربة أشياء جديدة لاكتساب مهارات مختلفة، حيث يساعد ذلك في اكتشاف الطفل لقدراته وتعزيز الثقة بالنفس.
- وضع أهداف وتعلم كيفية تحقيقها.
- إعطاء مهام للطفل تستدعي أن يعتمد على نفسه مع مراعاة أن تكون مناسبة لعمره.
- تعليم الطفل المثابرة وأن احترام الذات والثقة بالنفس لا يرتبط بالنجاح في كل شيء، بل بالمرونة لمواصلة السعي.
- توعيته بأنه لا توجد حياة مثالية فالجميع لديه العديد من التحديات.
اقرأ أيضًا: تقدير الذات عند الأطفال
طرق تعزيز الثقة بالنفس عند المراهقين
قد يواجه المراهقون في هذه المرحلة شعورًا بقلة الثقة بالنفس بسبب ما يمرون به من تغيرات في الشكل أو الجسم أو المشاكل مع الأصدقاء وغيرها؛ لذا ينبغي على الآباء في هذه المرحلة الحرص على تعزيز ثقة المراهقين بأنفسهم. [11]
تتضمن بعض النصائح لتعزيز الثقة بالنفس عند المراهقين ما يلي: [11]
- توعية المراهق بعدم وجود الكمال وأن عليه أن يتقبل عيوبه مع السعي لأن يصبح أفضل ويطور من ذاته.
- تعليم المراهق أهمية السعي لتحقيق ما يريد، ولا بأس في المحاولة عدة مرات للوصول إلى هدفه.
- مساعدة الوالدين له في وضع أهداف منطقية تتوافق مع قدراته وإرشاده إلى كيفية تحقيقها.
- تشجيع المراهق على بذل قصارى جهده والثناء على ذلك، ولكن لا بأس إن لم يحقق النجاح أحيانًا.
- تدريب المراهق على الحزم وطلب المساعدة عند الحاجة إليها دون خجل، وكذلك الدفاع عن نفسه بثقة دون اللجوء إلى الصراخ أو التصرف بعدوانية أو وقاحة.
- تعليم المراهق واجباته وحقوقه وأن لديه الحرية لرفض الأشياء التي لا يتقبلها.
- الموازنة بين الالتزام بالتعليمات وحرية الاختيار في بعض الأمور وخوض تجارب جديدة.
- التشجيع على ممارسة الهوايات المفضلة وتنميتها.
- تعليم المراهق أن احترام الذات أو اكتساب الثقة بالنفس لا ينبع من أشياء سطحية، أو تستمد من عوامل خارجية أو الآخرين.
اقرأ أيضًا: تأثير ممارسة الهوايات على الصحة النفسية
نصيحة الطبي
يساهم تعزيز الثقة بالنفس في تخطي العديد من التحديات اليومية بنجاح، وتوطيد العلاقات الاجتماعية، والحفاظ على الصحة النفسية، لذلك يوصى باتباع الطرق والأساليب التي تنمي ثقتك بنفسك ولا تتردد في مراجعة طبيب أو اختصاصي نفسي لمساعدتك على ذلك.