ازدادت في السنوات الأخيرة حالات التسمم بالمأكولات البحرية في جميع أنحاء العالم، وذلك نتيجة عدة أسباب، منها زيادة استهلاك المأكولات البحرية، وتغير المناخ العالمي، وارتفاع معدلات التبادل التجاري والسياحة.
يحدث التسمم بالمأكولات البحرية نتيجة استهلاك أغذية مصدرها من البحر؛ تحتوي على سموم متراكمة لا يمكن القضاء عليها عن طريق الطهي، أو التجميد، أو التجفيف، أو التمليح، أو النقع. كما لا يمكن اكتشافها من خلال حاسة الشم أو التذوق.
يمكن أن يسبب التسمم الغذائي بسبب المأكولات البحرية أعراض وأمراض متفاوتة الشدة؛ بعضها قد يهدد الحياة. [1]
تعرف في هذا المقال على أبرز أنواع وأعراض التسمم بالمأكولات البحرية وكيف يتم علاجها.
بدايةً، يجدر الإشارة إلى أن أنواع التسمم بالمأكولات البحرية التي يتناولها هذا المقال ترتبط بالسموم فقط على وجه الخصوص، لكن يمكنك التعرف على أنواع التسمم الغذائي الأخرى الناتجة عن تلوث المأكولات البحرية بالبكتيريا، أو الفيروسات، أو الطفيليات في مقال أنواع التسمم الغذائي
أنواع التسمم بالمأكولات البحرية
تشمل أنواع التسمم بالمأكولات البحرية الأكثر شيوعاً ما يلي: [2]
- تسمم السيغواتيرا (بالإنجليزية: Ciguatera).
- تسمم الهيستامين (بالإنجليزية: Histamine Poisoning)، والذي يعرف أيضاً باسم التسمم الغذائي بالإسقمري (بالإنجليزية: Scombroid Poisoning).
- تسمم المحار (بالإنجليزية: Shellfish Poisoning).
تسمم السيغاتيرا
يعد تسمم السيغاتيرا أو السيجواتيرا من أشكال التسمم الغذائي البحري الذي يمكن الإصابة به عند تناول أسماك ملوثة بسم السيغاتيرا، وهو سم ينتجه كائن حي صغير جداً يسمى دينوفلاجيلات (بالإنجليزية: Dinoflagellate). [3]
يربط كائن الدينوفلاجيلات نفسه بالطحالب التي تنمو في مناطق الشعاب المرجانية في مياه المحيط الدافئة، وبالتالي تصبح هذه الطحالب وكأنها مصدر السم، والذي قد ينتقل إلى الإنسان في النهاية عبر الخطوات التالية: [3]
- تأكل الأسماك الصغيرة الآكلة للنباتات الطحالب السامة.
- تأكل الأسماك الكبيرة المفترسة الأسماك الصغيرة المسمومة.
- يأكل الإنسان الأسماك الكبيرة التي تتغذى في مياه المحيط الدافئة، والتي أصبحت تمثل ناقل محتمل لسم السيجواتيرا.
- الأعراض
تظهر أعراض التسمم الغذائي بسبب السيغاتيرا في غضون 3-6 ساعات بعد تناول الأسماك المسمومة، لكن قد يتأخر ظهورها حتى مرور 30 ساعة أو أكثر. وتستمر الأعراض في الغالب لبضعة أيام، لكن في حالات قليلة تستمر لبضعة أشهر. [4]
تشمل أعراض التسمم بالسيغاتيرا ما يلي: [3][4]
- الغثيان.
- التقيؤ والإسهال.
- آلام في المعدة أو تقلصات في البطن.
- التنميل أو الشعور بوخز في أصابع اليدين، والقدمين، وحول الشفتين، واللسان، وداخل الفم والحلق.
- الحكة الشديدة، والتي قد تزداد حدتها عند تناول الكحول.
- ألم في المفاصل والعضلات.
- ألم الأسنان أو الشعور بأن الأسنان تتخلخل.
- الإحساس بطعم معدني في الفم.
- الرؤية المشوشة.
- زيادة الحساسية تجاه ارتفاع درجة الحرارة أو انخفاضها.
- الإحساس بالحرقان أو الألم عند ملامسة الماء البارد.
- صعوبة التنفس في الحالات الشديدة.
- العلاج والوقاية
لا يوجد علاج محدد للتسمم البحري الناتج عن السيغاتيرا، لكن يتم تقديم العلاجات المناسبة للسيطرة على الأعراض. ويوصى المرضى بتجنب تناول الأسماك، والمكسرات، والكافيين، والكحول لمدة 6 أشهر بعد التعافي، وذلك للوقاية من عودة الأعراض.
على الرغم من أن الوقاية خير من العلاج، إلا أنه يصعب تمييز الأسماك الملوثة بسم السيغواتيرا، إذ أن السم لا يغير من مظهرها، أو رائحتها، أو طعمها. كما أن الطهي لا يقضي على السم. لذلك قد يكون من غير الممكن تجنب تناول الأسماك الملوثة. [4]
لكن، يمكن تقليل خطر الإصابة من خلال تجنب تناول أنواع وأجزاء الأسماك التي تعد مصدر خطر أكبر للإصابة مقارنةً بغيرها، وهي: [3][4]
- أسماك البراكودا.
- ثعبان البحر.
- الهامور.
- أسماك الببغاء.
- أجزاء الأسماك التي تحتوي في الغالب على أعلى تركيز من السموم، مثل كبد السمكة، و أمعائها، وبيضها، ورأسها.
تسمم الهيستامين
ينتج تسمم الهيستامين أو التسمم بسمك الإسقمري أو السكومبرويد بسبب تناول الأسماك التي تحتوي على مستويات عالية من الهيستامين.
ترتفع مستويات الهيستامين في بعض أنواع الأسماك نتيجة عدم تبريدها سريعاً بعد الصيد أو بسبب تخزينها في درجة حرارة غير مناسبة، مما يسبب تكاثر البكتيريا، والتي تقوم بدورها بإنتاج كميات كبيرة من الهيستامين. [3]
تشمل أنواع الأسماك الأكثر شيوعاً في التسبب بالتسمم الإسقمري ما يلي: [3][4]
- الوثب.
- الماكريل.
- التونة.
- السردين.
- الرنجة.
- السريولا.
- الأعراض
في معظم الحالات، تظهر أعراض تسمم الهيستامين في غضون دقائق من تناول الأسماك الملوثة، وتستمر عادةً لمدة 12-48 ساعة. فيما يلي أعراض التسمم الغذائي بالإسقمري الشائعة: [3][4]
- احمرار الوجه أو الجزء العلوي من الجسم.
- صداع الرأس.
- خفقان القلب.
- الحكة.
- الرؤية المشوشة.
- التشنجات.
- القيء والإسهال.
- صعوبة التنفس وانخفاض ضغط الدم في الحالات الشديدة.
- العلاج والوقاية
يمكن علاج التسمم البحري بالسمك الإسقمري باستخدام مضادات الهيستامين.
أما للوقاية من الإصابة بتسمم الهيستامين فإنه لا يمكن فعل الكثير سوى تخزين الأسماك على نحو صحيح، إذ أن الطهي أو التجميد أو التدخين لا يقضوا على التلوث، ومذاق كل من الأسماك الملوثة وغير الملوثة متشابه، لكن قد يميل مذاق الأسماك الملوثة إلى الطعم الحاد أو المالح قليلاً. [4]
اقرأ أيضاً: علاج التسمم الغذائي
تسمم المحار
يمكن الإصابة بتسمم المحار نتيجة تناول محار ملوث، بما في ذلك بلح البحر، والأصداف، وسرطان البحر، والروبيان، وجراد البحر. وهناك عدة أنواع من السموم قد توجد في المحار الملوث، والتي قد تسبب أنواع مختلفة من التسمم غذائي للإنسان، تشمل: [3][4]
- تسمم المحار المسبب للشلل (بالإنجليزية: Paralytic Shellfish Poisoning): يعد من أنواع التسمم بالمأكولات البحرية الخطيرة والمهددة للحياة.
- تسمم المحار المسبب لفقدان الذاكرة (بالإنجليزية: Amnesic Shellfish Poisoning): يصيب الجهاز العصبي والأمعاء، وقد يسبب الدخول في غيبوبة أو الوفاة.
- تسمم المحار السام للأعصاب (بالإنجليزية: Neurotoxic Shellfish Poisoning): تتشابه أعراضه بأعراض تسمم السيجواتيرا، لكن قد تكون أقل حدة.
- تسمم المحار المسبب للإسهال (بالإنجليزية: Diarrhoetic Shellfish Poisoning): تستمر أعراضه في الغالب لبضعة أيام فقط.
- الأعراض
غالباً ما تظهر أعراض تسمم المحار في غضون 30-60 دقيقة بعد تناول المحار الملوث، وقد تختلف الأعراض وشدتها باختلاف نوع التسمم الغذائي البحري الذي سببه المحار.
تشمل الأعراض الشائعة لتسمم المحار على نحو عام ما يلي: [4][5]
- الخدر والوخز.
- الغثيان.
- التقيؤ.
- الإسهال.
- تشنجات المعدة.
- الصداع.
- الارتباك.
للمزيد: أعراض التسمم الغذائي
- العلاج والوقاية
لا يوجد مضاد للسموم خاص لعلاج تسمم المحار، كما أن استخدام المضادات الحيوية لا يساعد في تقليل مدة الإصابة. بالإضافة إلى ذلك، لا يجب استخدام الأدوية المضادة للإسهال أو القيء، أو الأدوية المضادة للحركة لعلاج تشنجات المعدة؛ باستثناء دواء البزموث، إذ يمكن أن تؤخر هذه الأدوية طرد المسبب المرضي من الجسم. [5]
يوصى في حال الإصابة بتسمم المحار باتباع النصائح التالية: [5]
- تجنب تحريض القيء.
- الإكثار من السوائل للحفاظ على رطوبة الجسم.
- تلقي السوائل الوريدية باستشارة الطبيب، وخاصة في حال أعراض الغثيان والقيء الشديدة.
يوصى لتقليل خطر الإصابة بتسمم المحار بتجنب تناوله في حال السفر، وخاصة عند زيارة مناطق ترتفع مخاطر تلوث مصادر المحار بها. [4]
حساب مؤشر كتلة الجسم
الرجاء ادخال الارقام باللغة الانجليزية
الرجاء ادخال الارقام باللغة الانجليزية