يبحث العديد من الأفراد حول فحوصات سرطان القولون والمستقيم، والتي تساعد كثيرًا في الكشف عن هذا المرض في مراحله المبكرة، والتي يمكن أن يكون فيها العلاج أسهل وأكثر نجاحًا مقارنة بالمراحل المتقدمة من المرض. [1]

ولهذا، سنذكر في المقال التالي أهم فحوصات الكشف عن سرطان القولون والمستقيم، بالإضافة إلى موعد إجراء هذه الفحوصات.

يعرف سرطان القولون والمستقيم على أنه أي سرطان يمكن أن يصيب منطقة القولون والمستقيم المتواجدة داخل الجهاز الهضمي، ومن الممكن أن يسميه البعض باسم سرطان القولون أو سرطان الأمعاء. [1،2]

ويعد سرطان القولون والمستقيم من أكثر أنواع السرطانات انتشارًا وأكثرها خطورة، ولهذا هناك العديد من برامج التوعية حول هذا النوع من السرطان، والتي تهدف إلى تعريف الناس حول كيفية الوقاية منه والكشف عنه. [1،2]

وتعتبر أهم طرق الكشف عن سرطان القولون والمستقيم هي الالتزام بإجراء فحوصات سرطان القولون والمستقيم بشكل منتظم. كما يمكن أن تساعد هذه الفحوصات في الوقاية من هذا السرطان، فهي تساعد في الكشف عن وإزالة سلائل القولون، وهي عبارة عن نموات حميدة في القولون، ومن الممكن أن تصبح سرطانية بمرور الوقت. [1،3]

وفيما يلي نذكر كل ما يخص فحص سرطان القولون والمستقيم:

أهم فحوصات سرطان القولون والمستقيم

فيما يلي نذكر أهم الفحوصات التي يتم إجراؤها بهدف الكشف عن سرطان القولون والمستقيم:

تنظير القولون

يعد تنظير القولون أحد أهم فحوصات الكشف عن سرطان القولون والمستقيم، كما أنه يعتبر أداة التشخيص القياسية الذهبية لهذا السرطان، وذلك لما يتمتع به من دقة عالية، كما أنه يحدد مكان وجود الورم السرطاني بدقة. [1]

خلال تنظير القولون يتم فحص كل من منطقة المستقيم والقولون بأكمله باستخدام ما يسمى بمنظار القولون، وهو أنبوب مرن تتصل نهايته بضوء وعدسة أو كاميرا للعرض، والذي يتم إدخاله من خلال فتحة الشرج إلى المستقيم والقولون. كما سيقوم الطبيب بضخ الهواء داخل القولون والمستقيم لتوسيعهما، وهو ما يتيح للطبيب رؤية بطانة القولون بشكل أكثر وضوحًا. [2]

يتيح تنظير القولون أيضًا إمكانية إزالة السلائل الحميدة أو أخذ عينة من أنسجة القولون من أجل فحصها لاحقًا في المختبر. [2،4]

لكن، من المهم إفراغ محتويات القولون بأكمله قبل إجراء تنظير القولون، كما يمكن أن يتم تخدير المريض أثناء هذا الإجراء. [2-4]

اقرأ أيضًا: الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم

التنظير السيني

يتم خلال التنظير السيني فحص منطقة المستقيم والقولون السيني باستخدام ما يسمى بالمنظار السيني، وهو عبارة عن أنبوب مرن يتواجد في نهايته ضوء مع عدسة للعرض، بالإضافة إلى أداة خاصة تساعد على إزالة الأنسجة. [2،4]

وكما هو الحال في تنظير القولون، يتم إدخال المنظار السيني من خلال فتحة الشرج وصولًا إلى منطقة المستقيم والقولون السيني، ومن ثم يتم ضخ الهواء بداخل المستقيم والقولون. لكن، يمكن أن يكون من الأفضل إجراء تنظير القولون، فهو يتضمن فحص الأجزاء العليا من القولون التي لا يصل إليها التنظير السيني. [2،3]

أيضًا، خلال هذا الفحص من فحوصات سرطان القولون والمستقيم، يمكن للطبيب إزالة أي نمو غير الطبيعي يتواجد في المستقيم والقولون السيني، ومن ثم القيام بفحص هذا النمو الذي تم استئصاله. [3،4]

يتطلب التنظير السيني تحضير المريض مسبقًا، حيث يتم إفراغ البراز وغيره من محتويات القولون السفلي. [2]

فحص الدم الخفي في البراز

يساعد هذا الفحص من فحوصات سرطان القولون والمستقيم في الكشف عن وجود الدم في البراز، ولو كان بكميات ضئيلة، والذي يمكن أن يكون ناجمًا عن الإصابة بسرطان القولون أو سلائل القولون. لكن، يجب التنويه إلى وجود الدم في البراز يمكن أن يشير أيضًا إلى وجود مشكلات صحية أخرى، منها البواسير. [1،3]

وهناك نوعين من هذا الفحص واللذان تمت الموافقة عليهما من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وهما: [2،3]

  • فحص غواياك لتحري الدم في البراز، حيث يتم استخدام مادة كيميائية للكشف عن الهيم، وهو أحد مكونات بروتين الهيموجلوبين المتواجد في الدم.
  • فحص البراز الكيميائي المناعي، والذي يتم فيه استخدام في الأجسام المضادة للكشف عن بروتين الهيموجلوبين.

ويتم إجراء هذين النوعين من فحوصات سرطان القولون والمستقيم عبر جمع عينات من البراز من قبل المريض ومن ثم إخضاعها للفحص. [2]

تنظير القولون الافتراضي

ويسمى هذا الفحص أيضًا باسم الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب للقولون، وخلاله يتم استخدام نوع خاص من الأشعة السينية، والذي يتيح الحصول على صور ثلاثية الأبعاد لكل من القولون والمستقيم من خارج الجسم، والتي يمكن أن تستخدم لتحديد ما إن كان هناك أورام سرطانية أو حميدة في المنطقة، وغيرها من المشكلات. [2،3]

يحتاج هذا الفحص من فحوصات الكشف عن سرطان القولون والمستقيم إلى إفراغ القولون والمستقيم من البراز، بالإضافة إلى شرب سائل يحتوي على صبغة تباين، والتي تساعد على أن تظهر أجزاء الجسم بشكل أكثر وضوحًا. [3]

فحوصات أخرى

يوجد أنواع أخرى من فحوصات الكشف عن سرطان القولون والمستقيم، ومنها ما يلي: [2،4]

  • فحص الحمض النووي في البراز، والذي يساعد في الكشف عن أية تغيرات في الحمض النووي، والتي يمكن أن تدل على وجود الأورام الحميدة والسرطانات لدى الفرد.
  • حقنة الباريوم مزدوجة التباين، وهي طريقة أخرى لتصوير القولون من خارج الجسم. ففي هذا الاختبار، يتم استخدام الأشعة السينية من أجل الحصول على صور للقولون بأكمله والمستقيم، وذلك بعد إعطاء المريض حقنة شرجية تحتوي على محلول الباريوم. إلا أنه نادرًا ما يستخدم للكشف عن الأورام الحميدة الصغيرة والسرطانات، وذلك لأن حساسيته أقل مقارنة بتنظير القولون.
  • فحص الحمض النووي في الدم، والذي يكشف عن وجود جين متغير يسمى SEPT9 والذي يرتبط بالإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

موعد إجراء فحص سرطان القولون والمستقيم

يوصي المعهد الوطني للسرطان والمجموعات الطبية المتخصصة الأخرى بإجراء فحوصات الكشف عن سرطان القولون والمستقيم ابتداءً من سن الخمسين، بينما توصي جمعية السرطان الأمريكية بإجرائها ابتداءً من سن 45 عامًا. [3]

ويختلف معدل تكرار إجراء فحص سرطان القولون والمستقيم بناء على نوعه، وهو كما يلي: [2،4]

  • تنظير القولون: كل 10 سنوات.
  • التنظير السيني: كل 5 - 10 سنوات.
  • فحص الدم الخفي في البراز: كل 1 - 2 سنة.
  • تنظير القولون الافتراضي: كل 5 سنوات.

اقرأ أيضًا: أعراض سرطان القولون في بدايته وعلامات انتشاره

دواعي إجراء فحص سرطان القولون والمستقيم

عادة ما ينصح بإجراء فحص سرطان القولون والمستقيم بشكل روتيني، وبغض النظر عن العمر، للأفراد الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، ويشمل ذلك ما يلي: [3،4]

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
  • إصابة الفرد سابقًا بسلائل القولون والمستقيم.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان المبيض أو إصابة المرأة به.
  • المعاناة من أمراض الأمعاء الالتهابية، مثل التهاب القولون التقرحي أو داء كرون.

نهاية، تستخدم عدة فحوصات للكشف عن سرطان القولون والمستقيم، والتي تختلف فيما بينها بطريقة إجرائها ودقتها، لكن سيبقى تنظير القولون الفحص التشخيصي الأساسي لهذا المرض. ومن المهم البدء بإجراء فحص سرطان القولون والمستقيم بعد تجاوز الفرد لعمر الخمسين، ما لم يتواجد لديه أحد عوامل خطر الإصابة بهذا المرض.

اقرأ أيضًا: هل يعود سرطان القولون مرة أخرى؟