العصب الوركي أو عرق النسا (بالإنجليزية: Sciatic Nerve) هو أطول عصب في جسم الإنسان، يبدأ من الفقرات القطنية أسفل الظهر ويمتد عبر الرجل إلى القدم. تعود معظم آلام أسفل الظهر إلى إصابة العصب الوركي أو التهابه، مما يسبب الشعور بألم مزمن، يجب معالجته في أسرع وقت ممكن.
هناك العديد من الخيارات العلاجية المتاحة لعلاج آلام عرق النسا، إلا أنه قد يلجأ البعض إلى إجراء قطع العصب الوركي كحل نهائي للقضاء على الألم عند فشل طرق العلاج الأخرى.
نتعرف في هذا المقال على كل ما يخص عملية قطع عرق النسا بما في ذلك طريقة إجراء العملية وما هي مميزاتها ومخاطرها المحتملة، إلى جانب معرفة نسبة نجاح العملية، وما إذا كان يمكن عودة الألم مرة أخرى بعد إجراء قطع العصب الوركي.
ما هي عملية قطع العصب الوركي؟
عملية قطع العصب الوركي هي إجراء جراحي بسيط يعمل على إزالة الإحساس من العصب المؤلم، عن طريق قطع جذور الأعصاب الحسية المتصلة بالحبل الشوكي التي تنقل إشارات الألم إلى الدماغ، ويعرف الإجراء المستخدم في هذه العملية بإجراء قطع الجذور العصبية (بالإنجليزية: Rhizotomy Procedure).
توفر عملية قطع العصب الوركي في معظم الحالات، تسكيناً فورياً للألم يستمر مفعوله من 9 أشهر لعدة سنوات، إلى أن يتعافى العصب ويكون قادراً على نقل الألم مرة أخرى، ويمكن تكرار العملية إذا لزم الأمر.
اقرأ أيضاً: اعراض الديسك وعرق النسا
طريقة قطع العصب الوركي
تعد عملية قطع عرق النسا أو العصب الوركي إجراء جراحي تداخلي طفيف، تستغرق ما بين 60-30 دقيقة، وعادة ما يعود المرضى إلى المنزل في نفس اليوم، وتتم تحت التخدير الموضعي ليظل المريض مستيقظاً أثناء الإجراء، حتى يتمكن من تقديم ملاحظات للطبيب، ويمكن إجراء العملية بعدة طرق تشمل ما يلي:
طريقة قطع عرق النسا بتردد موجات الراديو
استئصال أو قطع عرق النسا بتردد موجات الراديو (بالإنجليزية: Radiofrequency Ablation)، هو إجراء يتم فيه قطع الجذور العصبية باستخدام تيار كهرومغناطيسي، وذلك على النحو التالي:
- يخدر مكان الجراحة في البداية تخديراً موضعياً، ثم يتم إجراء شق جراحي سعة 1/4 بوصة بالقرب من الفقرات.
- يتم إدخال إبرة دقيقة من خلال الشق، وتوضع بدقة عند طرف العصب الذي ينشأ فيه الألم بمساعدة الأشعة السينية.
- يحقن دواء مخدر، ثم يتم توصيل تيار تردد موجات الراديو إلى طرف الإبرة لحرق جذر العصب.
- يتم إزالة الإبرة في نهاية الإجراء، ثم توضع ضمادة صغيرة فوق الشق، وعادة لا تكون هناك حاجة للغرز.
طريقة قطع عرق النسا بالمنظار
في طريقة قطع الجذور العصبية بالمنظار (بالإنجليزية: Endoscopic Rhizotomy)، يتم استئصال العصب الوركي من خلال استخدام إجراء التنظير الداخلي، والذي يستخدم فيه جهاز يحتوي على كاميرا لتحديد موقع العصب المصاب عوضاً عن الأشعة السينية في الطريقة السابقة، ومن ثم تقطع الجذور العصبية بطرف المنظار الساخن، وتتميز طريقة قطع عرق النسا بالمنظار عن سابقتها بعدة نقاط، تشمل ما يلي:
- يمكن للطبيب أن يرى الأعصاب مباشرة في عملية قطع العصب الوركي بالمنظار، بدلاً من الاعتماد على الأشعة السينية.
- يشعر العديد من المرضى بالراحة فوراً بعد قطع الجذور بالمنظار. وفي الوقت نفسه، قد يستغرق الأمر شهراً للشعور بآثار الاستئصال بترددات موجات الراديو.
- يقلل الاستئصال بترددات موجات الراديو الألم لمدة تصل إلى عام واحد، لكن تأثير طريقة قطع عرق النسا بالمنظار يمكن أن يستمر لمدة 5-3 سنوات.
اقرأ أيضاً: اسباب الم اسفل الظهر وعلاجها
ما بعد عملية قطع العصب الوركي
بعد إجراء عملية قطع عرق النسا، يمكن للمرضى عادة العودة إلى العمل والأنشطة العادية في اليوم التالي، ولكن هناك بعض التعليمات والإرشادات التي يجب اتباعها بعد العملية، إلى جانب بعض الأمور المتوقع حدوثها، وتشمل ما يلي:
- يجب تجنب أي نشاط شاق، أو حمل أي أشياء ثقيلة لمدة يوم أو يومين بعد العملية.
يسمح بالاستحمام، ولكن يجب تجنب السباحة، أو غمس الجسم في حوض استحمام ساخن خلال الـ 24 ساعة القادمة. - يعاني بعض المرضى بعد قطع العصب الوركي من ألم خفيف، أو كدمات، أو تورم في موقع إجراء الجراحة، وقد يستمر الانزعاج لبضعة أيام حتى أسبوعين. عادة ما تكون كمادات الثلج، ومسكنات الآلام التي تصرف دون وصفة طبية، هي كل ما هو مطلوب.
- تتحسن مستويات آلام عرق النسا السابقة لدى المرضى تدريجياً بعد إجراء العملية. قد يستغرق التعافي الكامل، وتسكين الآلام أسبوعين إلى 3 أسابيع بحد أقصى في بعض الحالات.
اقرأ أيضاً: 7 من افضل تمارين عرق النسا
مميزات عملية قطع العصب الوركي
تجرى عمليات قطع العصب الوركي عادة في حالات آلام أسفل الظهر المزمنة والشديدة، خاصة عند فشل الإجراءات العلاجية الأخرى في تخفيف الألم، إلا أنه يقدم هذا الإجراء بعض المزايا مقارنة بالعلاجات الأخرى، تشمل ما يلي:
- تجنب الجراحات الكبيرة الأكثر تداخلاً.
- تسكين الآلام بشكل فوري، إلا أنه قد يصل الأمر إلى 3 أسابيع في بعض الأحيان.
- انخفاض الحاجة إلى مسكنات الألم.
- قلة وقت التعافي بعد العملية أو انعدامه، والعودة الفورية لممارسة الأنشطة اليومية.
- رؤية الجراح للأعصاب التي تسبب المشكلة مباشرة واستهدافها بدقة، مع قلة احتمالية تأثر الأعصاب السليمة المحيطة.
- الحصول على فترة راحة من الألم طويلة الأمد، أكثر من خيارات إدارة الألم الأخرى.
اقرأ أيضاً: علاج عرق النسا بالمساج
مخاطر عملية قطع العصب الوركي
تعد عملية قطع عرق النسا إجراءاً آمناً نسبياً، إلا أنه قد ينطوي على بعض المخاطر المحتملة، وقد تشمل ما يلي:
- زيادة مؤقتة في آلام الأعصاب.
- التهاب الأعصاب.
- خدر، أو تنميل موضعي.
- العدوى.
- رد فعل تحسسي للأدوية المستخدمة أثناء الإجراء.
- عدم اختفاء آلام أسفل الظهر.
- عودة الألم مرة أخرى.
- النزيف من موقع الجراحة.
كما ينصح بعدم إجراء عملية قطع عرق النسا للمرضى المصابين بعدوى، أو الحوامل، أو الذين يعانون من اضطرابات في تخثر الدم.
اقرأ أيضاً: تعرف على طرق علاج الم اسفل الظهر
نسبة نجاح عملية قطع العصب الوركي
مثل معظم الإجراءات الجراحية، لا تقدم عملية قطع الجذور العصبية نسبة نجاح 100٪؛ إذ قد لا يشعر بعض المرضى بتخفيف الآلام بشكل ملحوظ بعد العملية (أقل من 30٪ من المرضى). حتى أولئك الذين يحصلون على التسكين المرغوب، قد يعانون من عودة الألم تدريجياً بعد عدة سنوات؛ وذلك بسبب نمو العصب مرة أخرى.
اقرأ أيضاً: هل يقتصر عرق النسا على النساء فقط ؟
وبذلك، تعد الطريقة الوحيدة لتحديد ما إذا كانت عملية قطع العصب الوركي هي الخيار الصحيح لتخفيف آلام أسفل الظهر المزمنة، هي استشارة الطبيب المختص، والذي سيوازن بين المميزات والمخاطر المحتملة. كما أنه اعتماداً على مصدر الألم، قد تشمل خيارات العلاج الأخرى جراحة إزالة الأنسجة التي تضغط على العصب أو تحريكها جانباً، ويعود ذلك للطبيب.