يعرف الدكتور أحمد طرباه، اختصاصي النساء والتوليد، الإسقاط في الطب بأنه خروج محتويات الحمل في أي وقت قبل الأسبوع 22 ويحدث بنسبة 10-15% بين الحوامل. يعد الإسقاط متكرراً عند حدوث ثلاث حالات أو أكثر من الإسقاطات المتتالية، وتكون نسبته 1-2% بين الحوامل. وفق الدكتور فإن: "هناك أسباباً عديدة للإسقاط المتكرر، منها نحو 30% أسباب معروفة، أما النسبة الباقية (%70 من الأسباب) فهي غير معروفة، ولا يمكن تشخيصها عن طريق الفحوص المعملية. ويصاحب الإسقاط آلام شديدة مع وجود نزف مهبلي قد يحتوي على تكتلات دموية، ويظهر النزيف إما على شكل بعض قطرات دم بسيطة، أو يكون شديداً، مع اختفاء أعراض الحمل التي تشعر بها المرأة أثناء الحمل مثل الغثيان والقيء والآلام وانتفاخات الثدي."
أسباب الإسقاط المتكرر
قسم الدكتور أحمد أسباب الإسقاط المتكرر إلى أسباب جينية وأخرى عامة على النحو التالي:
الأسباب الجينية:
وجود خلل في البويضة الملقحة وأهمها خلل في الصبغات (الكروموسومات) الوراثية، ويعتبر من أهم أسباب الإسقاط التلقائي إذ إنه يشكل نسبة %60 - %70من الحالات، وهذا الخلل في (الكرموسومات) يؤدي إلى حدوث عيوب خلقية في الجنين، ما يؤدي إلى عدم تقبل الرحم لهذا الحمل وطرده. وأوضح أنه يتم تشخيص هذه الحالات عن طريق فحص خاص مجهري لصبغات الوالدين، وأحياناً للجنين المجهض بمختبرات خاصة، ووجود عيوب خلقية في الرحم أو وجود أورام ليفية ما يجعل الرحم غير قادر على احتواء الجنين.
ضعف عنق الرحم يؤدي للإسقاط بعد الشهر الرابع، ويكون سبب هذا الضعف إما خلقياً أو نتيجة تمزق بولادة سابقة أو عملية توسيع أو معالجة جراحية سابقة لعنق الرحم لتشخيص العيوب الخلقية وإصلاحها، ويتم إصلاح حالات ضعف الرحم عن طريق عمل رباط لعنق الرحم تحت البنج خلال الحمل بعد الشهر الثالث.
الأسباب العامة:
- حدوث عدوى فيروسية وبكتيرية.
- اضطراب جهاز المناعة ووجود أجسام مضادة في دم المرأة "APA" (انتي فوسفوليد انتي بودي) تؤدي للإسقاط.
- نقص في إفراز هرمون البروجسترون من المبيض.
- الأمراض العامة المزمنة غير المعالجة وغير المشخصة مثل مرض السكري، وكذلك زيادة أو نقص إفراز الغدة الدرقية يؤدي إلى حدوث بعض حالات الإسقاط المتكرر.
- التدخين وتناول الكحول يؤديان إلى تكرار الإسقاط.
- التصاقات داخل الرحم بسبب مضاعفات حمل سابق.
الإسقاط بسبب الزوج:
وفي بعض الأحيان يكون الإسقاط بسبب الزوج. وعن هذا تقول الدكتورة رزان كيالي، اختصاصية أمراض النساء والتوليد: "إن حدوث الإسقاط المتكرر يعد مشكلة كبيرة تؤثر في الحياة الزوجية وتسلب السعادة الزوجية، ولكن يجب أن نعلم جيداً أن الإسقاط ليس شرطاً أن تكون المرأة هي السبب الوحيد له، فأحياناً تكون المشكلة في الزوج، وهو ما لا يعلمه الكثيرون فيلقون باللوم على عاتق الزوجة، فالزوج الذي يعاني تشوهات الحيوان المنوي من حيث العدد والشكل يكون سبباً في الإسقاط المتكرر، وكذلك تقدم عمر الزوج من أحد هذه الأسباب، وليس فقط تقدم عمر المرأة".
وتضيف الدكتورة رزان أن المناعة أيضاً قد تكون من أسباب الإسقاط المتكرر، فجسم المرأة يكوّن مضادات ذاتية تقوم بدورها بعمل تخثر في الأوعية المغذية للجنين، وكذلك النساء اللاتي يُعانين متلازمة تكيس المبيض، فإن نسبة الإسقاط لديهن تتراوح بين 20 و%40 نتيجة زيادة إفراز هرمون (LH)، وزيادة هرمون الذكورة ومقاومة هرمون الأنسولين، وكل هذه الأسباب تؤثر سلباً في تكوين بطانة الرحم المثالية.
وأكدت ضرورة أخذ المشكلة في الاعتبار من قبل الطبيب المعالج، سواء في المراكز الصحية أو المستشفيات، وإجراء التحاليل الطبية لتحديد نوع العلة وعلاجها.
حساب موعد الولادة التقريبي(بسيط)
تستعمل هذه الحاسبة لتحديد موعد تقريبي لتاريخ الولادة، وتعتمد في ذلك على عمر الحمل المرتبط بآخر دورة شهرية.
يتم تحديد عمر الحمل المرتبط بآخر دورة شهرية عن طريق حساب عدد الأيام المنقضية منذ أول يوم من آخر دورة شهرية، كما يمكن تحديد تاريخ الولادة المتوقع عن طريق إضافة 280 يوم (40 أسبوع) إلى تاريخ اليوم الأول من آخر دورة شهرية.
من جانبها تناولت الدكتورة جوان مراد، اختصاصية أمراض النساء والتوليد، حالات الإسقاط المتكرر التي تحدث في الحقن المجهري وأطفال الأنابيب، وقالت: "إن ما يسري على الحمل الطبيعي هو نفسه ما يسري على أطفال الأنابيب والحمل المجهري فلا فرق بينهما، وخصوصاً فيما يتعلق بالعيوب الخلقية بالرحم، ولكن علينا أن نعي أن الإسقاط لا يكون متكرراً إلا إذا تكرر ثلاث مرات متتاليات، وغير ذلك يعتبر أمراً طبيعياً، ولكن إذا كان الإسقاط لأسباب أخرى غير العيوب الخلقية كإصابة المرأة بداء القطط مثلاً أو عدوى، فإن أطفال الأنابيب والحقن المجهري يلاقون نجاحاً في هذه الحالات، وفي النهاية هي أقدار مكتوبة على البشر لا بد أن نتعامل معها بإيمان راسخ".
الإسقاط المتكرر في الحقن المجهري وأطفال الأنابيب
من جانبها تناولت الدكتورة جوان مراد، اختصاصية أمراض النساء والتوليد، حالات الإسقاط المتكرر التي تحدث في الحقن المجهري وأطفال الأنابيب، وقالت: "إن ما يسري على الحمل الطبيعي هو نفسه ما يسري على أطفال الأنابيب والحمل المجهري فلا فرق بينهما، وخصوصاً فيما يتعلق بالعيوب الخلقية بالرحم، ولكن علينا أن نعي أن الإسقاط لا يكون متكرراً إلا إذا تكرر ثلاث مرات متتاليات، وغير ذلك يعتبر أمراً طبيعياً، ولكن إذا كان الإسقاط لأسباب أخرى غير العيوب الخلقية كإصابة المرأة بداء القطط مثلاً أو عدوى، فإن أطفال الأنابيب والحقن المجهري يلاقون نجاحاً في هذه الحالات، وفي النهاية هي أقدار مكتوبة على البشر لا بد أن نتعامل معها بإيمان راسخ".
الصحة العامة والإسقاط المتكرر
تلفت الدكتورة وداد العبيدي، وهي طبيبة نساء وولادة، انتباه المرأة الحامل إلى ضرورة الاهتمام بالناحية الصحية وعدم التعرض للإرهاق، وكذلك اتباع السلوك الغذائي السليم، وتنصحها بالإكثار من أكل الخضراوات والبروتينات والابتعاد عن تناول الأملاح، والقهوة، وعن التدخين السلبي والإيجابي، لأن هذه الأشياء تعتبر من الممارسات الخطرة التي قد تؤدي للإسقاط، وعليها كذلك الابتعاد عن تناول الوجبات السريعة؛ لأنها قد تؤدي إلى زيادة الوزن ومن ثم الإرهاق العام للجسد، كما ينبغي على المرأة الحامل الابتعاد تماماً عن المواد الكيميائية مثل الأصباغ، والبنزين، وغاز التخدير، وعليها التوجه للطبيب في حالة حدوث الآتي:
- وجود نزف مهبلي شديد.
- الشعور بدوار شديد أو حالة ضعف وإرهاق عام في الجسم.
- حدوث حالة من الغثيان والتقيؤ الشديد.
- زيادة عدد مرات التبول بصورة ملحوظة مع شعور بآلام أثناء التبول.
الآثار السلبية للإسقاط المتكرر
عن الآثار السلبية للإسقاط المتكرر، تضيف الدكتورة وداد، أن المرأة التي تعاني الإسقاط المتكرر تعاني آثاراً سلبية سواء على الناحية الجسدية أو النفسية، ومن هذه الآثار وهن الجسد وكذلك سوء الحالة النفسية، وكثرة الاضطرابات، ما يزيد من حجم المشاكل الأسرية.
وناشدت الزوج في هذه الحالة أن يعمل على تهدئة زوجته وطمأنتها؛ لأن المرأة في هذه الحالة تكون مفتقدة للإحساس بالأمان، ولذا فإنه يقع على عاتقه دور كبير في تحسين حالتها النفسية.
وختمت بطمأنة الزوج والزوجة قائلة: "إن الكثير من الحالات تم علاجها عن طريق الحقن والكبسولات والمتابعة المستمرة" مؤكدة أنه "لا داعي لليأس".