إن الوصول للوزن المثالي من المهام التي تحتاج إلى جهد، وذلك من خلال اتباع نظام غذائي مناسب وممارسة الرياضة بانتظام، ولكن يمكن أن يواجه بعض الأشخاص صعوبة في تحقيق الهدف المنشود لخسارة الوزن، وذلك نتيجة وجود عدة أسباب تؤدي إلى ثبات الوزن أثناء الرجيم أو عدم فقدان الوزن الزائد.
في هذا المقال، سوف نتعرف على أسباب ثبات الوزن أثناء الرجيم.
ثبات الوزن بسبب اتباع رجيم غير مناسب
عند اختيار الرجيم، يجب التأكد من أنه يناسب حالة الجسم، ولذلك يفضل استشارة طبيب التغذية بشأن الرجيم الأنسب وفقاً للمرحلة العمرية والحالة الصحية ونسبة الوزن الزائد والدهون.
أما في حالة اتباع رجيم غير مناسب، فقد يؤدي إلى ثبات الوزن أثناء الرجيم أو خسارة طفيفة في الوزن، وهو ما يسبب الشعور بالإحباط وعدم وجود حافز لاستكمال الحمية الغذائية.
كما أن اختيار رجيم غير مناسب يمكن أن يؤدي إلى خسارة الوزن في بادىء الأمر، ولكن بمرور الوقت، سوف يبدأ الوزن في الثبات.
ثبات الوزن بسبب اتباع رجيم غير صحي
في محاولة للحصول على أفضل النتائج في أقل وقت ممكن، يلجأ بعض الأشخاص إلى إتباع رجيم غير صحي لخسارة الوزن، وهي الأنظمة السريعة التي تعتمد على تناول أصناف محددة من الطعام، ويطلق عليه اسم "الرجيم الكيميائي"، فهناك العديد من هذه الأنظمة الرائجة والتي يمكن أن تسبب خسارة وزن وهمية ومؤقتة، حيث أن الجسم يفقد السوائل وليس الدهون، وسرعان ما يزداد الوزن مرّة أخرى.
اقرأ أيضاً: أضرار الرجيم الكيميائي
أيضاً تتسبب هذه الأنظمة في تأثيرات سلبية على الصحة، إذ أنها تحرم الجسم من العناصر الغذائية الهامة التي يحتاجها.
ولأن الجسم يحتاج إلى الأطعمة التي تعزز الحرق، فإن اتباع هذه الأنظمة لن يحقق النتيجة المرغوبة على المدى الطويل، ولكن بمرور الوقت سوف يصبح الوزن ثابتاً، ولذلك يجب اتباع رجيم صحي.
ثبات الوزن بسبب عدم ممارسة الرياضة بانتظام
هناك أكثر من عامل هام لضمان الحصول على نتائج جيدة في فقدان الوزن، ويجب الاهتمام بهذه العوامل معاً، وأهمها اتباع رجيم صحي وممارسة الرياضة بانتظام.
وبالتالي فإن تجاهل العامل الثاني وهو ممارسة الرياضة بانتظام، قد يؤثر على النتيجة المنشودة للوصول إلى الوزن المثالي.
ينصح بممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم أثناء اتباع الرجيم لتعزيز حرق الدهون الزائدة في الجسم، ويفضل التركيز على مناطق تكدس الدهون، فعلى سبيل المثال، ينبغي ممارسة تمارين البطن في حالة المعاناة من زيادة دهون البطن، وهكذا يصبح الرجيم فعّالاً بالتزامن مع ممارسة الرياضة.
للمزيد: اضرار الرجيم بدون رياضة
ثبات الوزن بسبب عدم الإكثار من شرب الماء
عامل آخر يجب الاهتمام به أثناء اتباع رجيم وممارسة الرياضة، وهو الإكثار من شرب الماء الذي يعزز كافة وظائف الجسم ومنها عملية التمثيل الغذائي الضرورية لزيادة حرق الدهون وفقدان الوزن الزائد.
وفي حالة تجاهل شرب الماء، يمكن ملاحظة بطء معدلات خسارة الوزن، ولذلك ينصح بالإكثار من شرب الماء أثناء الرجيم، بحيث لا تقل معدلات شرب الماء عن 8 أكواب يومياً.
اقرأ أيضاً: فوائد شرب الماء
ثبات الوزن بسبب القيام ببعض الأخطاء الغذائية أثناء الرجيم
حتى مع الالتزام باتباع حمية صحية وممارسة الرياضة، يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من ثبات الوزن أثناء الرجيم، ويرجع ذلك للقيام بمجموعة من الأخطاء الغذائية التي تؤثر على فقدان السعرات الحرارية والدهون الزائدة بالجسم. فيما يلي أبرز هذه الأخطاء:
ثبات الوزن بسبب تناول السكريات أثناء الرجيم
يصعب على بعض الأشخاص التخلي عن السكريات أثناء الرجيم، والتي تسبب زيادة كبيرة في الوزن وتعيق عملية التمثيل الغذائية التي تساعد على حرق الدهون، ولذلك ينصح بتجنب تناول السكريات أو تقليلها بقدر الإمكان أثناء فترة الرجيم.
للمزيد: بدائل السكر الطبيعية والصناعية
ثبات الوزن بسبب الإكثار من الأملاح أثناء الرجيم
يؤدي الإكثار من تناول الأملاح إلى احتباس السوائل في الجسم والتي تسمى "الوذمة"، مما يسبب انتفاخ مناطق من الجسم ويؤثر على الوزن، ولذا ينبغي عدم الإكثار من تناول الأملاح بقدر الإمكان حتى لا تعيق فقدان الوزن الزائد.
ثبات الوزن بسبب تجاهل بعض الوجبات
إن اتباع رجيم لا يعني عدم تناول الوجبات الثلاث الأساسية على مدار اليوم، حيث يجب تناول الطعام لتعزيز عملية الحرق، وكذلك حتى تساعد على الشعور بالشبع وتقليل الرغبة في تناول الطعام أثناء الرجيم، ولذلك ينصح بتناول وجبة الإفطار ووجبة الغداء ووجبة العشاء، مع الإلتزام بالنظام الغذائي المتبع، بالإضافة إلى الوجبات الخفيفة التي تزيد الشعور بالشبع وتحسن عملية الحرق، وعادةً ما تتألف من الخضروات والفواكه.
ثبات الوزن بسبب تناول الطعام في وقت متأخر
هناك أوقات مفضلة لتناول الطعام وزيادة الحرق، فيجب أن تكون وجبة الإفطار في وقت مبكر يتراوح بين الساعة السابعة والساعة التاسعة صباحاً، على أن تكون وجبة الغداء في الساعة الثانية إلى الثالثة عصراً، ولا تتأخر وجبة العشاء عن الساعة السابعة إلى الثامنة مساءاً كحد أقصى.
أما في حالة تأخر الوجبات عن موعدها، فسوف يكون فقدان الوزن أكثر صعوبة، وذلك لأن تأخير كل وجبة سوف يؤثر على موعد الوجبة التي تليها، وعند تناول آخر وجبة في وقت متأخر، فسوف يصعب حرقها، وخاصةً عند النوم بعد تناول الطعام مباشرةً.
اقرأ أيضاً: أهمية تنظيم مواعيد الوجبات خلال اليوم
ثبات الوزن بسبب عدم تناول الألياف
قد يساعد تضمين المزيد من الألياف في النظام الغذائي في تعزيز حرق الدهون وخسارة الوزن سريعاً، وعلى العكس، فإن عدم تناول الألياف يمكن أن يسبب بطء فقدان الوزن، وينطبق هذا بشكل خاص على الألياف القابلة للذوبان في الماء والسوائل، حيث تعمل هذه النوعية من الألياف على إبطاء حركة الطعام عبر الجهاز الهضمي، مما يساعد على الشعور بالشبع والسيطرة على الشهية.
وهناك طريقة أخرى يمكن أن تساعد بها الألياف في إنقاص الوزن وهي تقليل عدد السعرات الحرارية التي يتم امتصاصها من الأطعمة الأخرى.
ثبات الوزن بسبب عدم تناول ما يكفي من البروتين
إن الحصول على كمية كافية من البروتين أمر ضروري أثناء اتباع الرجيم، حيث أن البروتين يساعد في إنقاص الوزن بعدة طرق.
يمكن أن يقلل البروتين من الشهية ويزيد الشعور بالامتلاء ويقلل من تناول السعرات الحرارية ويزيد من معدل الأيض ويحمي كتلة العضلات أثناء فقدان الوزن.
ولتحسين فقدان الوزن، ينصح بإدراج أطعمة غنية بالبروتين الخالي من الدهن في النظام الغذائي المتبع.
للمزيد: السعرات الحرارية في البروتينات
ثبات الوزن بسبب قلة النوم
قد يؤثر الحرمان من النوم الجيد على فقدان الوزن الزائد، بل أن قلة النوم تزيد من خطر الإصابة بالسمنة والأمراض التي تسببها مثل مرض السكري، كما أن قلة النوم يمكن أن يعطل قدرة الجسم على تنظيم الجوع.
يحتاج الأشخاص البالغين "أي من عمر 18 إلى 65 عام" إلى فترة نوم يومية تتراوح بين 7 إلى 9 ساعات، ولكن مع تقدم العمر، يمكن تخفيض عدد ساعات النوم إلى 8 ساعات يومياً.
أيضاً تتسبب قلة النوم إلى زيادة التوتر والقلق، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون التوتر في الجسم "هرمون الكورتيزول"، مما يؤثر على هرمونات الجوع والشبع، وفي حالة تأخر النوم ليلاً، يمكن أن يزداد الشعور بالجوع والرغبة في تناول الطعام.
اقرأ أيضاً: عدد ساعات النوم المناسب لكل مرحلة عمرية
ثبات الوزن بسبب الضغوط النفسية والشعور بالتوتر
ليست قلة النوم هي السبب الوحيد في الشعور بالتوتر والقلق، ولكن الضغوط النفسية والإجهاد الزائد يمكن أن يؤدي إلى رفع مستويات هرمون الكورتيزول بالجسم، مما يزيد فرص تخزين الدهون وخاصةً دهون البطن، ويجعل فقدان الوزن مهمة صعبة وشاقة.
ولذلك يجب تجنب الضغوط النفسية الناتجة عن العمل والمشكلات الحياتية، وأخذ قسط جيد من الراحة يومياً، وينصح بتعلم كيفية إدارة التوتر والقلق بشكل صحيح، وذلك من خلال ممارسة الرياض
ة وخاصةً تمارين الإسترخاء والتأمل التي تساعد على الشعور بالراحة والهدوء النفسي، فضلاً عن التنفس العميق.