إن سؤال "لماذا لا يتكلم طفلي؟" هو أحد الأسئلة التي تشغل بال الكثير من الأهل، خاصةً عند مقارنة أطفالهم بأقرانهم الذين يتحدثون بطلاقة وثقة. ورغم أن تأخر النطق قد يكون جزءًا طبيعيًا من نمو الطفل، إلا أنه في بعض الحالات قد يستوجب القلق وضرورة مراجعة الطبيب. في هذا المقال، سنستعرض أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى تأخر النطق عند الأطفال، بالإضافة إلى كيفية دعم الأهل في تحسين قدرات أطفالهم على النطق والتواصل.
أبرز أسباب تأخر النطق عند الأطفال
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى تأخر النطق عند الأطفال، ومن أبرزها:
الإهمال أو قلة التحفيز اللفظي
يتطلب تعلم النطق والكلام بيئة غنية بالتفاعل والتحفيز. وعند غياب هذا التحفيز، قد يتأخر الطفل في تطوير مهاراته اللغوية. أظهرت دراسات حديثة أن الأطفال الذين يعانون من الإهمال يكونون أكثر عرضة لمشاكل تأخر النطق، مما يؤثر على قدرتهم في التعبير عن أنفسهم وفهم الآخرين.
تأخر في تطور الجهاز العصبي
ينمو كل طفل بمعدل خاص به، حيث يكتسب البعض مهارات النطق بسرعة، بينما يحتاج آخرون إلى وقت أطول. يُعتقد أن هذا التأخر قد يكون ناتجًا عن عدم اكتمال نمو الجهاز العصبي، ولكن معظم الأطفال يمكنهم تعويض هذا التأخر مع الوقت والتحفيز المناسب.
تحدث الوالدين بأكثر من لغة
يمكن أن يؤدي تنوع اللغات في المنزل إلى تأخر مؤقت في النطق، حيث يحتاج الطفل إلى جهد أكبر لفهم واستخدام هذه اللغات. ومع ذلك، غالبًا ما يتقن الأطفال هذه اللغات بحلول سن الخامسة.
ضعف السمع
يمكن أن يؤدي ضعف أو فقدان السمع إلى تأخر النطق. بعض العلامات التي قد تشير إلى ضعف السمع تشمل عدم استجابة الطفل عند سماع اسمه، وعدم القدرة على تقليد الأصوات. إذا كانت الأذن الأخرى سليمة، فإن مهارات النطق ستتطور بشكل طبيعي.
وديمة وحليمة 4 الحلقة 27
التوحد
قد تتأخر مهارات النطق والكلام لدى الأطفال المصابين بالتوحد، أو قد تتراجع بشكل مفاجئ. تشمل الأعراض الأخرى عدم التواصل البصري، وعدم الاستجابة للأسماء، ورفض الأنشطة الجماعية. يجب الانتباه لهذه العلامات ومراجعة الأطباء المختصين.
اضطرابات ومشكلات الفم
يمكن أن تؤثر مشكلات الفم أو اللسان على نطق الطفل، مثل اضطرابات الفم الحركية، التي تؤثر على التحكم في العضلات المستخدمة في النطق. من الأمثلة على هذه الاضطرابات: عسر التلفظ و"اللسان المربوط"، والذي يؤثر على قدرة الطفل على تحريك لسانه بشكل طبيعي.
اضطرابات النطق واللغة
يعاني بعض الأطفال من اضطرابات في النطق، مما يمنعهم من نطق الحروف بشكل صحيح. اضطرابات اللغة قد تؤثر على فهمهم واستخدامهم للغة. من أبرز هذه الاضطرابات: تأخر اللغة والنطق، واضطراب اللغة التعبيرية، واضطراب اللغة الاستقبالية.
الإعاقة العقلية والأمراض العصبية
قد تؤدي الإعاقة العقلية إلى تأخر في تطوير المهارات الاجتماعية والجسدية، مما يؤثر على القدرة على التعلم والتواصل. كذلك، بعض الأمراض العصبية مثل الشلل الدماغي يمكن أن تؤثر على مهارات النطق.
عوامل أخرى
تتداخل بعض العوامل الاجتماعية مثل الفقر وسوء التغذية مع تطور مهارات النطق والكلام، مما قد يؤثر على قدرة الطفل على التواصل بشكل فعال.
متى يعتبر الطفل متأخرًا في الكلام؟
يمكن تقييم قدرة الطفل على النطق مقارنةً بأقرانه، وفقًا للجدول التالي:
العمر- سنة: لا يحاول تقليد كلام الآخرين أو إصدار الأصوات.
- سنة ونصف: لا يستخدم كلمات بسيطة مثل "ماما" أو "بابا".
- سنتان: لا يستطيع دمج كلمتين معًا مثل "بابا راح".
- 4 سنوات: لا يستطيع الإجابة على الأسئلة البسيطة.
نصائح للتعامل مع تأخر النطق عند الأطفال
يمكن للوالدين اتخاذ خطوات فعالة لتحفيز الأطفال على النطق، مثل:
- التحدث مباشرة مع الطفل عن مواضيع متنوعة.
- استخدام الإيماءات والإشارات أثناء الحديث.
- قراءة الكتب والقصص ومناقشة الصور.
- تكرار كلمات بسيطة بنغمة جذابة.
- الاستماع باهتمام عند تحدث الطفل.
- التحلي بالصبر عند تحدث الطفل بطريقة خاطئة.
- منح الطفل وقتًا كافيًا للإجابة.
- تشجيع الطفل على التعبير عن أفكاره ورغباته.
- تصحيح الأخطاء بطريقة غير مباشرة.
- تشجيع اللعب مع الأطفال الذين يتحدثون بطلاقة.
- طرح الأسئلة باستمرار ومنح الوقت للإجابة.
نصيحة الطبي: إذا كان لديك قلق بشأن تأخر النطق لدى طفلك، من المهم استشارة طبيب مختص لتحديد الأسباب وتقديم العلاج المناسب.