ماهي عملية مجازة الشريان التاجي؟ هي عبارة عن تدخل جراحي لاستعادة تدفق الدم الطبيعي إلى الشريان التاجي، حيث يعتبر التاجي الشريان الرئيسي المغذي لعضلة القلب، فهو ينقل الدم من وإلى عضلة القلب، وعند وجود حالة مرضية، يحدث انسداد في الشريان التاجي، مما يؤدي إلى ضعف التروية الواصلة إلى عضلة القلب.

عادة يتم إجراء عملية مجازة الشريان التاجي نتيجة الإصابة بمرض تصلب الشرايين أو تضيقها، وقد يكون هذا الانسداد بشكل كامل أو جزئي، فعند حدوث الانسداد يجب التدخل جراحياً لإعادة التروية إلى عضلة القلب، وهذه تحديداً سبب هذه الجراحة، وفي هذا المقال سنتحدث عن أسباب عملية مجازة الشريان التاجي، ومدة إجرائها ،بالإضافة لمخاطره، وطرق التعايش معها.

أسباب عملية مجازة الشريان التاجي

تتعدد المشاكل التي تستلزم إجراء عملية مجازة الشريان التاجي، وهنا نذكر منها:

  • وجود عيوب خلقية ولد بها المريض، وغالبية هؤلاء المرضى من الأطفال، ويتم العلاج عبر إغلاق الحواجز بين حجرات القلب أو استبدال الصمام بآخر صناعي أو حيواني عند التهاب الصمام أو تشوه شكله.
  • تضخم القلب وضموره.
  • تلف أحد صمامات القلب.
  • تكلس الصمام المزروع سابقاً والحاجة لاستبداله، وعادة يحدث ذلك بعد 10 سنوات من جراحة المجازة التاجية الأخيرة.
  • الإصابة بمرض القلب التاجي (بالإنجليزية: Coronary Heart Diseases).
  • خلل في منظم نبضات القلب.
  • وجود انسداد في الشرايين المغذية للقلب.
  • إعادة عملية مجازة الشريان التاجي لعدم نجاحها في المرة الأولى.[1][6]

التشخيص والتأكد من الحاجة إلى إجراء جراحة المجازة التاجية

يجب مراجعة طبيب باطني أو أخصائي جراحة قلب للتأكد من طبيعة الحالة الصحية للمريض، فبعد الأخذ بعين الاعتبار التاريخ المرضي لعائلة المريض ووجود مشاكل صحية مشابهة لدى أحد أفراد أسرته، يقوم الطبيب بإجراءات تشخيصية للبت في الحاجة إلى إجراء العملية وهي:

  • إجراء تخطيط لنبضات القلب وملاحظة الخلل في الموجات، مما يمكن الطبيب من تحديد طبيعة الخلل.
  • الاستماع لصدى نبضات القلب، حيث يكون ذلك أحياناً دليلاً واضحاً على بعض الحالات.
  • إجراء قسطرة قلبية لتحديد طبيعة الانسداد بعد التوصل إلى مكانه عبر إجراء صورة للأوردة واستخدام محلول ملون.
  • تصوير الأشعة المقطعية.
  • تصوير الأوعية الدموية.
  • التعرض لجلطة قلبية أو الذبحة الصدرية.[4][6]

طريقة عملية مجازة الشريان التاجي

هناك طريقتان رئيسيتان لإجراء عملية مجازة الشريان التاجي، الطريقة الأولى يتم فيها تحويل الشريان الصدري الداخلي الأيسر المسمى بالشريان الثديي الداخلي إلى الفرع السفلي الأمامي اليساري من الشريان التاجي الأيسر.

أما الطريقة الثانية يؤخذ الوريد الصافن الكبير من الساق، ثم توصل أحد نهايتيه إلى الشريان الأورطي أو أحد فروعه الرئيسية، وتوصل النهاية الثانية إلى الشريان المنسد في المنطقة الواقعة بعد الانسداد مباشرة لاستعادة تدفق الدم.

تتم عملية مجازة الشريان التاجي بشق عظم القص كاملاً أو الجزء العلوي منه للوصول إلى القلب، وعند الوصول إلى القلب يتم وضع جهاز القلبوالرئة الاصطناعي ليقوم بوظيفة القلب المعروفة التي تتمثل في ضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم.[1][3]

مدة عملية مجازة الشريان التاجي

تختلف المدة التي يستغرقها الجراح لإجراء عملية الشريان التاجي بناء على حالة المريض ونوع الإجراءات المتبعة، وبالسؤال عن كم تستغرق عملية الشريان التاجي يمكن تقدير الوقت الذي تستغرقه من 4 – 8 ساعات، بما في ذلك زمن التحضير، وزمن أخذ الشريان من الساق، وزمن الجراحة الصدرية.

تتطلب عملية مجازة الشريان التاجي تخديراً كاملاً وإجراء شق في منتصف الصدر أو إجراء شق أقل حجماً في منطقة تحت الإبط في حالات معينة، ويحتاج المريض مدة تعافي لا تقل عن ستة أسابيع، تتبعها مدة ستة أشهر لملاحظة التغير العام في حالة المريض الصحية.[1][2]

للمزيد: طريقة إجراء عملية قلب مفتوح، ومخاطرها المحتملة

نسبة نجاح عملية الشريان التاجي

تتفاوت نسبة نجاح عملية مجازة الشريان التاجي حسب خبرة الجراح، وطريقة إجراء جراحة المجازة التاجية، حيث أظهرت الإحصاءات أن نسبة %80 إلى 95% من المرضى الذين أجريت لهم عملية مجازة الشريان التاجي باستعمال الشريان الثديي الداخلي لا يزال تدفق الدم به جيد بعد مرور 10 سنوات.

أما المرضى الذين أجريت لهم الجراحة باخذ الوريد الصافن الأكبر من الساق، فإن نسبة من حافظوا على تدفق جيد للدم من المرضى بعد مرور 10 سنوات كانت 66% إلى 75%.[3]

خطورة عملية مجازة الشريان التاجي

تعتبر عملية مجازة الشريان التاجي من العمليات الكبرى، حيث أن هناك عدة عوامل تزيد من خطورتها وتتوزع هذه العوامل قبل الجراحة، وأثنائها، وبعدها، ومن هذه العوامل نذكر منها ما يلي:

عوامل الخطر قبل عملية مجازة الشريان التاجي:

  • انخفاض نسبة انقباض البطين الايسر، وخاصة إذا كان أقل من 30% حيث ان الحد الطبيعي يعتبر بين 60 – 70%.
  • إصابة المريض بداء السكري.
  • احتشاء عضلة القلب خلال الثلاثين يوما الماضية.
  • إصابة المريض بانسداد ثلاثة أوعية دموية رئيسية مغذية للقلب أوالشريان اليساري الرئيسي.
  • الرجفان الأذيني.
  • اختلال في وظائف الكلى.
  • السمنة.
  • إصابة المريض بداء الانسداد الرئوي المزمن.
  • التدخين.[5]

عوامل الخطر أثناء إجراء عملية مجازة الشريان التاجي:

  • طول وقت الجراحة.
  • إجراء جراحة المجازة التاجية بصورة طارئة.
  • إعادة إجراء عملية مجازة الشريان التاجي.
  • استخدام الشريانين الثديين الداخليين أثناء الجراحة.

عوامل الخطر بعد إجراء عملية مجازة الشريان التاجي:

اقرأ أيضاً: طريقة اجراء عملية تغيير صمام القلب ومضاعفاتها

أعراض ما بعد عملية مجازة الشريان التاجي

  • هناك العديد من الأعراض التي تحدث في الفترة التي تلي عملية مجازة الشريان التاجي، نذكر منها:
  • ألم في منطقة الصدر، وهو من أكثر الأعراض شيوعاً بعد العملية، ينصح المريض بالالتزام بمسكنات الألم باستمرار، وعادة ما يزيد هذا الألم أثناء التنفس.
  • حدوث تورم في القدمين.
  • انعدام أو ضعف الشهية، وهو أمر شائع بعد عملية مجازة الشريان التاجي، عادة ما تعود الأمور إلى الوضع الطبيعي بعد فترة زمنية مقدارها أسبوع أو أسبوعين.
  • حدوث ألم في منطقة الكتف والجزء العلوي من الظهر، وينصح المريض بالالتزام بمسكنات الألم في هذه الحالة.
  • الاكتئاب و تقلب المزاج.[2]

للمزيد: ما الفرق بين خفقان القلب الطبيعي وغير الطبيعي؟

مضاعفات عملية مجازة الشريان التاجي

تؤدي عملية مجازة الشريان التاجي إلى مضاعفات عديدة، نذكر منها مايلي:

  • الاسترواح الصدري، وهو تجمع الهواء حول الرئتين، مما يؤدي إلى الضغط عليهما وحدوث مضاعفات عديدة منها صعوبة في التنفس وألم الصدر.
  • صدر مدمى، وهو تجمع دموي يحيط بالرئتين، مما يؤدي إلى الضغط عليهما، وبالتالي حدوث الألم الصدر وغيرها.
  • تألق التامور، هو تجمع دموي في الفراغ المحيط بالقلب والذي بدوره يضغط على القلب ويسبب ضعف في ضخ الدم للجسم والدماغ، وبالتالي نقص التروية لهما.
  • انسداد الأنابيب التي توضع في الصدر حول القلب والرئة في وقت مبكر بعد عملية مجازة الشريان التاجي، ويحدث هذا بسبب النزيف، ويمكن أن يؤدي إلى استرواح الصدر.
  • انصباب جنبي (بالإنجليزية: Pleural Effusion)، هو تجمع السوائل في الفراغ المحيط بالرئتين، مما يؤدي إلى نقص الأكسجين وتأخر الشفاء.
  • التهاب الشغاف، وهو التهاب الغشاء المحيط بالقلب.
  • احتشاء عضلة القلب، بسبب نقص التروية الدموية لعضلة القلب، أو حدوث انصمام.
  • فشل كلوي حاد، بسبب نفص التروية الدموية للكلى أو حدوث انصمام.
  • السكتة الدماغية، بسبب نقص التروية إلى الدماغ.
  • مضاعفات الأطراف السفلية: مثل الالتهابات والوذمات في الأطراف السفلية، ويمكن الحد منها عن طريق المشي في وقت مبكر بعد عملية مجازة الشريان التاجي.
  • تلف في الشرايين المزروعة، وعادة ما يحصل بعد الجراحة بفترة تتراوح من 8-15 سنة.
  • عدم التئام الجرح عند عظمة القص.
  • عدم انتظام ضربات القلب، بعد إجراء عملية مجازة الشريان التاجي.
  • مضاعفات التخدير.
  • حدوث التهابات.[1][3][6]

ما بعد عملية مجازة الشريان التاجي

يخضع المريض للمراقبة في قسم العناية المركزة لمدة معينة بعد العملية لضمان عدم وجود أي مضاعفات، أما بعد الخروج من المستشفى، فيتوجب على المريض الحرص على بعض النقاط لضمان نجاح العملية، نذكر منها:

  • تجنب الإجهاد العصبي والذهني.
  • تناول الأدوية بانتظام وعدم الاستغناء عنها عند الشعور بالتحسن.
  • تجنب تناول النباتات الورقية الخضراء لاحتوائها على فيتامين ك والذي يؤثر على مميعات الدم ويؤدي إلى تخثره.
  • تناول الأغذية الغنية بالألياف لتجنب حدوث الإمساك والإجهاد أثناء الإخراج.
  • شرب السوائل بالحد المسموح، وذلك لضمان عدم ارتفاع ضغط الدم وإجهاد عضلة القلب.
  • عدم تناول الأعشاب الطبية أو الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، بدون استشارة الطبيب.
  • الامتناع كلياً عن التدخين وشرب الكحول والمنبهات وتناول الأملاح والدهون.
  • عدم العبث بالغرز، أو حكها، أو وضع المراهم، بدون وصفة طبية.
  • عدم ارتداء الملابس الضيقة وغير المريحة.
  • يمكن العودة للعمل بعد مضي ثلاثة أشهر على إجراء العملية، ويمكن قيادة السيارة بعد شهرين، وذلك بعد تقييم الطبيب لمدى تحسن الوضع الصحي للمريض.
  • ممارسة بعض الأنشطة الرياضية البسيطة لتنشيط الدورة الدموية ومنع تجمع السوائل في الأطراف وتفادي تجلط الدم.[1][2][3]

نصائح للتعايش مع عملية مجازة الشريان التاجي

هناك العديد من النصائح التي تفيد في التعايش بعد إجراء عملية مجازة الشريان التاجي، نذكر منها:

  • فترة النقاهة بعد جراحة المجازة التاجية: تعتبر فترة النقاهة من المراحل المهمة بعد العملية لتجنب مضاعفات عملية مجازة الشريان التاجي، ومن الأمور التي يجب الإهتمام بها خلال فترة النقاهة نذكر التالي:
  • العناية بالجرح: تعتبر العناية بالجرح من الأمور بالغة الأهمية، وينصح المريض بالتالي:
    • المحافظة على موقع الجرح دافئاً وجافاً.
    • غسل المريض يديه قبل وبعد لمس الجرح لمنع حدوث الالتهابات.
    • الاستحمام فقط إذا كان التئام الجرح جيداً، على ألا تزيد مدة الاستحمام عن 10 دقائق بالماء الدافئ وليس الساخن وألا يلامس الماء الجرح مباشرة.
    • التأكد من عدم وجود علامات التهاب في الجرح مثل حرارة وألم في المنطقة.
  • السيطرة على الألم: يعتبر الألم من الأمور المؤرقة التي تحدث في فترة النقاهة بعد جراحة المجازة التاجية، لذا على المريض السيطرة عليها من خلال تناول مسكنات الألم بانتظام، لأن ذلك يمكن أن يزيد من سرعة الشفاء ويقلل احتمال حدوث مضاعفات مثل جلطات الدم أو الالتهاب الرئوي، قد يكون هذا الألم على أحد الأشكال التالية:
    • ألم عضلي.
    • ألم في الحلق.
    • ألم في موقع الجرح.
    • ألم من الأنابيب الجراحية في الصدر.
  • الحصول على قسط كاف من النوم: يعاني بعض المرضى من صعوبات في النوم بعد إجراء جراحة المجازة التاجية، ولكن من المهم الحصول على أكبر قدر ممكن من النوم الراحة، لذلك ينصح باتباع التالي:
    • الالتزام بمسكنات الألم و خصوصاً في الفترة التي تسبق النوم.
    • ترتيب الوسائد بطريقة تقلل من إجهاد العضلات.
    • تجنب الكافيين، وخاصة في فترة المساء.
  • إعادة تأهيل المريض: ينصح المرضى في فترة النقاهة بعد جراحة المجازة التاجية بالمشاركة في برنامج إعادة تأهيل منظم وشامل، وعادة ما يتم ذلك في العيادات الخارجية، بحيث تكون منظمة كعدة جلسات في الأسبوع الواحد، وتركز هذه البرامج على الحد من عوامل الخطر، والتعامل مع التوتر، والقلق، والاكتئاب الذي يلي عملية مجازة الشريان التاجي.[1]

عملية مجازة الشريان التاجي لكبار السن

من الملاحظ في الآونة الأخيرة زيادة عدد كبار السن الذين يخضعون لعملية مجازة الشريان التاجي، ويعتبر إجراء هذه العملية لكبار السن أكثر خطورة مقارنة مع المرضى الأصغر سناً، بسبب ما لديهم من كثرة عوامل الخطورة، بالإضافة إلى تدني مستوى وظيفة القلب بسبب التغيرات العمرية، لذلك نلاحظ أن النتائج في هذه الفئة العمرية أقل نجاحاً من الفئات الأخرى، أما في حال نجاحها تختفي الأعراض ويعيش المريض حياته الطبيعية.[5]

يجب التنويه إلى توخي الحذر بعد إجراء عملية مجازة الشريان التاجي، والالتزام بتعليمات الطبيب، ومواعيد الأدوية، والتحاليل الطبية، ومراجعة الطبيب في حال حدوث نزيف، أو ظهور كدمات، أو الشعور بعدم القدرة على التنفس، أو تورم الأطراف بشكل يعيق الحركة وعدم زواله بعد التمرين.