ينجح الملايين من الأشخاص المدخنين في كل عام في الإقلاع عن التدخين، يمكنك أن تكون واحداً منهم!

يحتوي دخان التبغ على أكثر من 7000 مادة كيميائية، بما في ذلك مئات المواد السامة التي تؤثر على الرئتين، والقلب وغيرها من أعضاء الجسم الأخرى، وحوالي 70 مادة من هذه المواد يمكن أن تسبب السرطان، ومن الأمثلة على المواد التي تُشكّل خطراً كبيراً بوجه خاص القطران، والنيكوتين، وأول أكسيد الكربون.

يعد النيكوتين هو المادة الكيميائية المسببة للإدمان على السجائر، حيث يسبب النيكوتين الإدمان أكثر من الهيروين والكوكايين، فهو ينشط المستقبلات الموجودة في مراكز المتعة في الدماغ، فتنتاب المدخن الرغبة الشديدة في التدخين أكثر للحصول على مزيد منه.

يواجه الأشخاص المدخنين صعوبة كبيرة في الإقلاع عن التدخين، فلا بد من وجود حافز قوي يساعد في الانتقال لحياة خالية من التدخين، حيث يتطلب الإقلاع عن التدخين نقطتين مهمتين، هما: التغلب على إدمان النيكوتين، وكسر عادة التدخين، فعندما يقلع المدخنون عن التدخين سيكونون بحاجة إلى طرق بديلة لملئ الفراغ الذي ينشأ عن استبعاد التدخين من الطقوس والعادات اليومية.

بدائل النيكوتين

للتغلب على إدمان النيكوتين، يمكن الاستعانة ببدائل النيكوتين الأخرى كحل أوليّ، وهي عبارة عن منتجات تمد الجسم بجرعات صغيرة جداً من النيكوتين مقارنة بالتبغ، ولا تحتوي على المواد السامة الأخرى الموجودة فيه مثل القطران، وبذلك تساعد في التخفيف من أعراض انسحاب النيكوتين، وكلما كانت درجة إدمان المدخن عالية كلما احتاج لجرعات عالية من هذه البدائل في البداية، كما يتم تقليل الجرعات المستخدمة في العلاج طوال فترة الاستخدام، وبذلك يمكن للمُدخن السيطرة على إدمانه.

ومن الأمثلة على بدائل النيكوتين التي يمكن استخدامها ما يلي:

لصقات النيكوتين

تعد لصقات النيكوتين (بالانجليزية: Nicotine patches) هي لصقات صغيرة الحجم، وذاتية اللصق، تقوم بإطلاق كمية ثابتة وبطيئة من النيكوتين داخل الجسم من خلال الجلد، ويمكن استخدامها من دون وصفة طبية، بحيث يتم استخدام لصقة واحدة يومياً يتم استبدالها بعد 24 ساعة.
توضع اللصقة على مناطق مختلفة من الجلد بما في ذلك منطقة فوق الخصر، وتحت الرقبة، والذراع والصدر، كما يجب أن تكون المنطقة التي توضع عليها اللصقة خالية من الشعر.

يجب أن يبدأ الأشخاص الذين يدخنون أقل من 10 سجائر يومياً باستخدام اللصقات ذات الجرعات القليلة (مثل 14 ملغ)، وفي حال لاحظ الشخص أن وضع اللصقة ليلاً يسبب له أحلاماً غريبة، فبإمكانه محاولة عدم استخدامها أثناء فترة الليل.

علكة النيكوتين

تحتوي علكة النيكوتين (بالانجليزية: Nicotine Gum) على كمية صغيرة من النيكوتين، بحيث يتم امتصاصه من خلال بطانة الفم عند مضغها، ويمكن استخدامها من دون وصفة طبية، كما تعتمد الجرعات على مقدار التدخين.

يجب اتباع أسلوب معين لمضغ علكة النيكوتين لتعمل بفعالية، حيث يُراعى ما يلي:

  • مضغ قطعة من العلكة لإطلاق النيكوتين منها، إلى حين الشعور بطعم لاذع أو الشعور بوخز في الفم.
  • الاحتفاظ بالعلكة من خلال وضعها بين اللثة والوجنة للسماح بامتصاص النيكوتين حتى يختفي الطعم اللاذع أو الإحساس بالوخز.
  • مضغ العلكة مرة أخرى لإطلاق المزيد من النيكوتين.
  • تكرار هذه العملية لمدة 30 دقيقة، ثم التخلص من العلكة حيث تم استخدام كل النيكوتين الذي تحتوي عليه.

يمكن استخدام قطعة من العلكة كل ساعة أو ساعتين، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة عدم استخدام أكثر من 20 قطعة من العلكة في اليوم الواحد، وقد تمتد فترة العلاج من حوالي 6 إلى 12 أسبوعاً.

أقراص استحلاب النيكوتين

أقراص استحلاب النيكوتين (بالانجليزية: Nicotine Lozenge) هي عبارة عن أقراص تحتوي على كمية صغيرة من النيكوتين (2 ملغ أو 4 ملغ)، ويمكن استخدامها من دون وصفة طبية، بحيث يقوم الشخص بوضع قرص استحلاب بين اللثة والوجنة ويمصه ببطء حتى يذوب، وبالتالي يدخل النيكوتين إلى مجرى الدم بعد امتصاصه من خلال بطانة الفم، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة عدم استخدام أكثر من 20 قرص في اليوم الواحد، وقد تمتد فترة العلاج إلى 12حوالي أسبوعاً.

بخاخ النيكوتين الأنفي

يؤدي استخدام بخاخ النيكوتين الأنفي (بالانجليزية: Nicotine Spray) إلى إيصال رذاذ النيكوتين للأنف والفم، لا يمكن استخدامه من دون وصفة طبية، حيث يحتاج الشخص لاستشارة الطبيب قبل استخدامه، تتراوح الجرعة الموصى بها بين بخة وبختين في كل فتحة أنف، مرة أو مرتين في الساعة، كما يجب عدم استخدامه أكثر من 80 مرة في اليوم ولمدة 12 أسبوعاً.

جهاز استنشاق النيكوتين

جهاز استنشاق النيكوتين (بالانجليزية: Nicotine Inhaler) هو عبارة عن جهاز يعطي جرعة صغيرة من النيكوتين، ولا يتوفر إلا بوصفة طبية، يقوم هذا الجهاز على إطلاق بخار النيكوتين من خرطوشة موجودة بداخله عند الاستنشاق منه، وبذلك يدخل النيكوتين مجرى الدم، حيث يتم امتصاصه من خلال بطانة الفم والحلق، ومن المهم أن يحتفظ المستخدم بالبخار في فمه لبضع ثوان ثم نفخه، مع ضرورة التأكيد على عدم إدخاله إلى الرئتين، ويستخدم لمدة 12 أسبوعاً.

للمزيد: أدوية الإقلاع عن التدخين - الجزء الأول

الآثار الجانبية لبدائل النيكوتين

قد تسبب بدائل النيكوتين مخاطر وآثار جانبية عديدة، وتزداد عند استخدام جرعات عالية جداً، ويمكن منع هذه الأعراض من خلال تقليل الجرعات، وتشمل الآثار الجانبية ما يلي:

  • الصداع.
  • الغثيان والمشاكل الهضمية الأخرى.
  • مشاكل في النوم، وخصوصاً في الأيام القليلة الأولى من استخدامها، وتختفي مع مرور الوقت.

في بعض الحالات تكون لصقات النيكوتين آمنة للاستخدام من قبل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل القلب والأوعية الدموية المستقرة، ولكن لن تتحسن حالة الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات الكوليسترول الجيد الناتجة عن التدخين إلى حين التوقف عن استخدام هذه اللصقات.

قد لا تكون بدائل النيكوتين آمنة تماماً للنساء الحوامل، حيث يمكن أن يُصاب الأطفال الذين لم يولدوا بعد للنساء الذين يستخدمون لصقات النيكوتين بتسارع في معدل ضربات القلب.

أدوية الإقلاع عن التدخين

ظهر في السنوات الأخيرة عدد من الأدوية التي تساعد على الإقلاع عن التدخين، والتي يمكن للطبيب أو المختص استعمالها ووضع برنامج محدد للمدخن يساعده في الإقلاع عن التدخين خلال فترة زمنية معينة، حيث تعمل بعض الأدوية الطبية على تغيير المواد الكيميائية في الدماغ من أجل تخفيف الرغبة الشديدة في التدخين، والتقليل من أعراض الانسحاب، كما يمكن للشخص استخدام بعض بدائل النيكوتين بالتزامن مع استخدام الأدوية الطبية مما يتيح تخفيف أعراض الانسحاب الحادة، ومن الأمثلة على الأدوية التي تستخدم للإقلاع عن التدخين ما يلي:

للمزيد: أدوية الإقلاع عن التدخين - الجزء الثاني

العلاجات البديلة

هناك العديد من العلاجات البديلة التي تستهدف كسر عادة التدخين الجسدية والعقلية، بحيث يمكن استخدامها لوحدها أو بالتزامن مع الأدوية أو بدائل النيكوتين، ومن الأمثلة عليها ما يلي:

  • العلاج بالإبر.
  • التأمل.
  • التنويم الإيحائي أو التنويم المغناطيسي.

الدعم والجلسات النفسية

يمكن للمدخن اللجوء لجلسات الدعم التي تقدم المشورة وتساعد في الإقلاع عن التدخين، ويمكنه المشاركة في هذه الجلسات بالتزامن مع استخدامه للأدوية أو لبدائل النيكوتين.

اقرأ أيضاً: لديك النية بترك التدخين، ما الخطوة القادمة؟ انفوجرافيك

أعراض انسحاب النيكوتين

تختلف أعراض الإقلاع عن التدخين من شخص إلى آخر باختلاف البيئة المحيطة، وعدد السجائر المستهلكة باليوم الواحد، وطول فترة التدخين، وتكون هذه الأعراض نتيجة الانقطاع عن النيكوتين، وعادة ما تستمر من عدة أيام إلى عدة أسابيع، ولكن سيستمر المُدخن بمحاربة رغبته العقلية وعادته في التدخين لفترة أطول، ولا يمكن التعميم على حدوث هذه الأعراض لكل من ينقطع عن التدخين، ولكنها شائعة لدى المدخنين الشرهين الذين يتوقفون عن التدخين بشكل مفاجئ.

تتضمن أعراض انسحاب النيكوتين أعراضاً جسدية، وعقلية، وعاطفية، وتكون في أسوأ مستوياتها خلال أول 3 إلى 5 أيام من الانقطاع عن التدخين، وبمجرد مرور هذه الفترة ستبدأ الأعراض الجسدية بالاختفاء، ولكن ستبقى بعض الأعراض العقلية والعاطفية إلى عدة أسابيع أخرى.

تشمل أعراض انسحاب النيكوتين الجسدية ما يلي:

  • الصداع، وهو من أول الأعراض ظهوراً، كما أنه من أول الأعراض التي تختفي بعد عدة أيام.
  • زيادة الوزن، حيث تحتوي السجائر على مادتين كيميائيتين (السيروتونين والدوبامين) اللتان تقللان من الشهية ومن الشعور بالجوع، وبمجرد الإقلاع عن التدخين تعود الشهية إلى طبيعتها.
  • السعال، حيث سيقوم الجهاز التنفسي بتنقية نفسه، فيستمر السعال لبضعة أسابيع.
  • الرغبة الشديدة في التدخين، حيث تبدأ رغبة الشخص بالتدخين بعد إنهاء آخر سيجارة بنصف ساعة فقط، وسيستمر الشعور بالرغبة كل 15 إلى 20 دقيقة، وسيحتاج الشخص لبذل قصارى جهده لئلا يرجع مجدداً للتدخين.
  • الإعياء والتعب، حيث يعتبر النيكوتين منشطاً، ومن الممكن أن يشعر الشخص بالتعب بعد إيقافه، بالإضافة إلى احتمالية الإصابة بالأرق والاضطراب.
  • الإمساك، حيث قد يكون هذا من أحد الأعراض التي تظهر وتختفي خلال الشهر الأول من الإقلاع عن التدخين.

أما بالنسبة لأعراض انسحاب النيكوتين النفسية والعاطفية والسلوكية، فتشمل ما يلي:

  • القلق، حيث يخفف التدخين من الشعور بالتوتر، ويظهر هذا بعد 3 أيام من الإقلاع عن التدخين ويختفي في غضون أسبوعين.
  • الاكتئاب، حيث يمكن أن يبدأ منذ اليوم الأول من الإقلاع عن التدخين ويستمر لمدة شهر تقريباً.
  • التهيج، حيث قد يشعر الشخص بالغضب، وهو أمر طبيعي وسيمر بعد فترة قصيرة.
  • صعوبة التركيز.

اقرأ أيضاً: ما هي التأثيرات الصحية السلبية للتدخين؟

الجدول الزمني لانسحاب النيكوتين

كلما سارع المدخن في الإقلاع عن التدخين، كلما قلت فرصة إصابته بالأمراض التي يسببها التدخين من سرطانات وغيرها، وهذا ما يمكن توقعه بعد الانتهاء من السيجارة الأخيرة:

  • بعد مرور 20 دقيقة من الإقلاع عن التدخين

ستتلاشى آثار النيكوتين، وسينخفض معدل ضربات القلب وبالتالي ينخفض ضغط الدم.

  • بعد مرور 12 ساعة من الإقلاع عن التدخين

ينخفض ​​مستوى أول أكسيد الكربون في الدم ويعود إلى مستوياته الطبيعية، كما تبدأ مستويات الأكسجين في الدم بالازدياد للوصول إلى معدلاتها الطبيعية.

  • بعد مرور 24 ساعة من الإقلاع عن التدخين

يقل خطر الإصابة بالنوبات القلبية بسبب انخفاض انقباض الأوردة والشرايين، وعودة مستويات الأكسجين إلى معدلاتها الطبيعية لتعزز وظائف القلب.

  • بعد مرور 42 ساعة من الإقلاع عن التدخين

تبدأ النهايات العصبية التالفة بالنمو من جديد، كما تتحسن الحواس التي تأثرت من التدخين مثل حاسة الشم وحاسة التذوق.

  • بعد مرور أسبوعين إلى 3 أشهر من الإقلاع عن التدخين

تتحسن الدورة الدموية كما تتحسن وظيفة الرئة،ويصبح التنفس أسهل، كما يمكن ممارسة بعض التمارين الرياضية دون الشعور بالتعب الذي كان يلاحظه المدخن قبل أن يقلع عن التدخين.

  • بعد مرور 1-9 أشهر من الإقلاع عن التدخين

يقل شعور المدخن بالرغبة في التدخين، وينخفض السعال وضيق التنفس، وتبدأ الأهداب الموجودة في الرئتين باستعادة وظيفتها الطبيعية بتحريك المخاط، وتنظيف الرئتين، والحد من خطر العدوى، كما ترتفع طاقة الجسد، بالإضافة إلى ازدياد الخصوبة لكل من الرجل والمرأة.

  • بعد مرور سنة من الإقلاع عن التدخين

تنخفض احتمالية الإصابة بأمراض القلب والشرايين إلى النصف بالمقارنة مع شخص آخر مدخن، كما ينخفض​​ خطر الإصابة بالجلطات بشكل كبير.

  • بعد مرور خمس سنوات من الإقلاع عن التدخين

يتم خفض خطر الإصابة بسرطان الحلق والمريء والمثانة إلى النصف، و يصبح خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم مساوياً لاحتمالية إصابة غير المدخنة به، وينخفض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية ليصبح كاحتمالية إصابة غير المدخن.

  • بعد مرور 10 سنوات من الإقلاع عن التدخين

ينخفض خطر الموت من سرطان الرئة إلى النصف، كما ينخفض خطر الإصابة بسرطان الحنجرة والبنكرياس بشكل كبير.

  • بعد مرور 15 عاما من الإقلاع عن التدخين

يصبح خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين مساوياً لاحتمالية إصابة غير المدخن بها.

فوائد الإقلاع عن التدخين

فيما يلي بعض الفوائد التي سيجنيها الشخص بمجرد إقلاعه عن التدخين:

  • توفير المال الذي كان ينفقه على التبغ.
  • تحسّن حاسة التذوق.
  • تحسّن حاسة الشم.
  • التخلص من رائحة الفم الكريهة.
  • توقف الأسنان واللإظافر عن الاصفرار.
  • عدم الشعور بضيق النفس والتعب عند ممارسة النشاطات اليومية الاعتيادية، مثل صعود السلالم أو القيام بالأعمال المنزلية الخفيفة.
  • وقف الآثار الجمالية الضارة الناتجة عن التدخين بما في ذلك التجاعيد المبكرة، وأمراض اللثة، وفقدان الأسنان.