يعتبر فيتامين د من الفيتامينات التي تلعب دوراً أساسياً في نمو خلايا الدماغ، ووظائف المخ، والجهاز العصبي بشكل كامل، إذ يعمل على تنشيط الجينات التي تطلق النواقل العصبية، مثل الدوبامين والسيروتونين، وقد تم الكشف عن وجود مستقبلات لفيتامين د في مناطق من الدماغ المسؤولة عن الاكتئاب، الأمر الذي قد يفسر ملاحظة أعراض نقص فيتامين د النفسية. [1]
تعرف في هذا المقال على بعض الأعراض والأمراض النفسية التي تم ربطها بنقص مستويات فيتامين د في الجسم.
أعراض نقص فيتامين د النفسية
قد يتعرض الجسم إلى مجموعة من الأعراض النفسية التي تظهر بنسب متفاوتة ومختلفة من شخص لآخر نتيجة الإصابة بنقص في فيتامين دال في الجسم، ومن هذه الأعراض ما يلي:
الاكتئاب
يمكن أن يكون الاكتئاب ببعض الحالات أحد أعراض نقص فيتامين د النفسية، إذ تم العثور على وجود ارتباط بين انخفاض مستويات فيتامين د في الجسم وزيادة فرصة إصابة الشخص بالاكتئاب.
لفيتامين د تأثير مشابه لتأثير الستيروئيدات العصبية (بالإنجليزية: Neurosteroids) في الدماغ، بالإضافة لانتشار مستقبلات فيتامين د في أنسجة الدماغ، وامتلاكه القدرة على إفراز الهرمونات والمركبات الكيميائية المسؤولة عن نقل الإشارات بين الخلايا (بالإنجليزية: Autocrine)، وبالتالي فإن نقصه عن المستوى المطلوب قد يؤدي لظهور أعراض نفسية.
تشمل الأعراض النفسية المصاحبة للاكتئابما يلي:
- حدوث تغيرات في المزاج مصحوباً بمشاعر اليأس والحزن.
- الشعور بالتعب والإرهاق العام.
- كثرة النسيان.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة التي يرغب الفرد بممارستها عادةً.
- التفكير بالانتحار.
- فقدان الشهية.
- فقدان أو زيادة الوزن بشكل مفرط.
- الأرق.
يجدر الإشارة إلى أن تناول مكملات فيتامين د قد يحسن من الحالة المزاجية أو الاكتئاب الناتج عن نقص فيتامين دال في الجسم، إلا أنه يجب التحقق من أسباب الشعور بالاكتئاب واستشارة الطبيب أولاً، حيث أن الاكتئاب له أسباب عديدة. [1,3,7]
للمزيد: نقص فيتامين د والاكتئاب
انفصام الشخصية
من أعراض نقص فيتامين د النفسية الأخرى هو الإصابة بمرض انفصام الشخصية (بالإنجليزية: Schizophrenia)، والذي يعد أحد الاضطرابات النفسية التي تسبب خللاً في عدد من وظائف العقل، وتسبب اضطراب في التفكير والمشاعر والسلوك.
ويزيد انتشار هذا المرض في المناطق المرتفعة ذات المناخات الباردة، مما يعني نقص تعرض هذه الفئة من الأشخاص لأشعة الشمس، وزيادة خطر انخفاض نسبة مستويات فيتامين د في الجسم.
وجدت دراسة حديثة أجريت في جامعة آرهوس في الدنمارك، وجامعة كوينزلاند في أستراليا، أن الأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من انخفاض مستويات فيتامين د، هم أكثر عرضةً للإصابة بانفصام الشخصية في وقت لاحق في حياتهم.
ونظراً لاعتماد الجنين بشكل كلي على مخزون الأم من فيتامين د أثناء فترة الحمل، ينصح الأطباء بضرورة تزويد المرأة الحامل بمستويات فيتامين د الكافية لها وللجنين؛ لتقليل خطر إصابة الجنين بانفصام الشخصية لاحقاً مع تقدمه في العمر. [2,4]
الاضطراب العاطفي الموسمي
تتشابه أعراض الاضطراب العاطفي الفصلي (بالإنجليزية: Seasonal Affective Disorder) مع أعراض الاكتئاب، إلا أن أعراض الاضطراب العاطفي الفصلي تحدث بشكل متكرر في وقت معين من العام، عادةً في الخريف أو الشتاء؛ نظراً لقلة أشعة الشمس مما يؤدي إلى نقص فيتامين د، الأمر الذي يحدث خللاً في مستوى السيروتونين في الدماغ، الناقل العصبي المسؤول عن تحسين المزاج.
يرافق الاضطراب العاطفي الفصلي بعض الأعراض، مثل الشعور بالخمول، والنعاس أثناء النهار، والنوم لفترة أطول من المعتاد، مع وجود صعوبة بالاستيقاظ في الصباح. ويجدر الذكر أنه من غير الواضح بعد ما إذا كانت مكملات فيتامين د تساعد في تخفيف أعراض الاضطراب العاطفي الفصلي. [5]
للمزيد: نقص فيتامين د والنوم
علاج أعراض نقص فيتامين د النفسية
لعلاج نقص فيتامين دوتجنب أعراض نقص فيتامين د النفسية ينصح بالآتي: [6]
- التعرض لأشعة الشمس المباشرة، لمدة 25-30 دقيقة يومياً، ويعد أفضل وقت للتعرض للشمس بين 10صباحاً - 2 ظهراً.
- التركيز على تناول مصادر فيتامين د من الأغذية، أو المكملات الغذائية المدعمة، خاصة في موسم الشتاء حيث يقل الخروج من الأماكن المغلقة.
- تلقي العلاج النفسي، ودمجه مع العلاج بمكملات فيتامين د. وقد تتطلب بعض الحالات من الطبيب وصف مضادات الاكتئاب للشخص.
- الحفاظ على تواصل اجتماعي مع الآخرين عبر الهاتف أو بشكل مباشر، لما لذلك أهمية في الحفاظ على الصحة النفسية.
- اتباع نمط حياة صحي، ويشمل ذلك ممارسة التمارين الرياضية التي تساعد على إفراز الإندورفين في الدماغ، والحفاظ على وقت نوم منتظم، وتناول طعام صحي متوازن.
اقرأ ايضاً: اضرار نقص فيتامين د