يمكن أن يتسبب نقص مستويات فيتامين B12 أو ما يسمى الكوبالامين (بالإنجليزية: Cobalamin) عددًا من الأعراض منها أعراض نفسية، إذ يلعب أدوارًا أساسية في العديد من عمليات الجسم، بما في ذلك عمليات الجهاز العصبي. وعادةً لا يصنع الجسم ما يكفي من فيتامين B12، مما يستدعي الحصول عليه من الأطعمة أو المكملات الغذائية. [1]

تعرف في هذا المقال على أعراض نقص فيتامين b12 النفسية، والفئات الأكثر عرضةً للإصابة بها.

أعراض نقص فيتامين B12 النفسية

يذكر من الأعراض النفسية التي يعاني منها الأشخاص نتيجة نقص فيتامين B12 ما يلي:

الاكتئاب

السمة النفسية الرئيسية الأكثر شيوعًا لنقص فيتامين B12 هي الاكتئاب؛ إذ إن المستويات المنخفضة منه يمكن أن تسبب مستويات مرتفعة من الحمض الأميني المحتوي على الكبريت والذي يسمى الهوموسيستين (بالإنجليزية: Homocysteine)، والذي قد يساهم في الإصابة بالاكتئاب عن طريق زيادة الإجهاد التأكسدي، وتلف الحمض النووي، وموت الخلايا في الجسم. [2]

وفقًا لدراسة أجريت عام 2020 على 132 طفلًا ومراهقًا؛ 89 منهم مصابون بالاكتئاب، و43 غير مصابين به، وجد أن المشاركين المصابين بالاكتئاب لديهم مستويات أقل من فيتامين B12، وأعلى من الهوموسيستين مقارنةً بأولئك الذين لا يعانون من الاكتئاب. [2]

الارتباك وصعوبة التركيز

يلعب فيتامين B12 دورًا رئيسيًا في عمليات الجهاز العصبي المركزي والحفاظ على صحة الأعصاب، لذلك يمكن أن يؤدي انخفاض مستوياته إلى ظهور مشاكل عديدة في قدرة الدماغ على أداء وظائفه بما في ذلك الارتباك، وصعوبة التركيز، وعدم القدرة على إتمام المهام، وضعف الذاكرة، والنسيان. [2]

الخرف

يعد الخرف وتراجع العديد من الوظائف الإدراكية من مضاعفات انخفاض مستويات B12، ذلك بسبب دوره تعزيز إنتاج السيروتونين والدوبامين، والذي يلعبان دورًا مهمًا في تنظيم الصحة العقلية والحفاظ عليها، وتشمل أعراض الخرف ما يلي: [3][4]

  • فقدان الذاكرة.
  • التدهور المعرفي.
  • التغيرات السلوكية.
  • مشاكل في الرعاية الذاتية.

أعراض نفسية أخرى

بالإضافة للأعراض المحتملة السابقة، تشمل أعراض نقص فيتامين B12 النفسيةالأخرى ما يلي: [2][5]

  • الذهان، ويحدث نتيجة النقص الشديد وطويل الأمد في مستويات فيتامين B12.
  • اضطرابات المزاج.
  • الشعور باللامبالاة.
  • التهيج، والانفعال أو الغضب.
  • القلق.
  • اضطرابات النوم أو الأرق.
  • تفاقم أعراض الاكتئاب لدى الأشخاص المصابين باضطراب الاكتئاب الشديد (بالإنجليزية: Major Depressive Disorder - MDD).

أعراض نقص فيتامين B12 الجسدية

عادةً ما ترتبط مستويات فيتامين B12 المنخفضة بخطر أعلى للإصابة بفقر الدم (بالإنجليزية: Anemia)، وفي حين أن النقص الخفيف قد لا يسبب أي أعراض، إلا أن النقص الشديد غير المعالج يمكن أن يسبب أعراض جسدية عديدة، ومن أهمها: [1][2]

  • الضعف والتعب الجسدي.
  • الدوار أو الدوخة.
  • خفقان القلب.
  • ضيق في التنفس.
  • الانتفاخ والغازات.
  • تغيرات في حركة الأمعاء، بما في ذلك الإمساك أو الإسهال.
  • فقدان الشهية.

للمزيد: أعراض نقص فيتامين ب12 الجسدية

أعراض نقص فيتامين B12 العصبية

تظهر أعراض نقص فيتامين B12 العصبية نتيجة النقص الشديد الذي ترك دون علاج لفترة زمنية طويلة، وتشمل: [5]

  • الهلوسة السمعية أو البصرية.
  • مشاكل واضطراب في التوازن.
  • الاعتلال العصبي الطرفي، وتشمل أعراضه وخز أو تنميل في اليدين أو القدمين.
  • فقدان حاسة التذوق أو الشم.
  • مشاكل وضعف في الرؤية.

اقرأ أيضًا: نقص فيتامين B12 عند الأطفال

الفئات الأكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين B12

تزيد بعض العوامل والمشاكل الصحية من خطر انخفاض مستوى فيتامين B12 في الجسم، وبالتالي ظهور بعض من أعراض نقصه النفسية أو الجسدية، وفيما يلي أبرزها: [6]

  • اتباع نظام نباتي أو غذائي يفتقر للمصادر الغنية بفيتامين B12، مثل اللحوم، والأسماك، ومنتجات الألبان.
  • اضطرابات الجهاز الهضمي التي تؤثر على امتصاص فيتامين B12، بما في ذلك مرض الاضطرابات الهضمية أو ما يسمى السيلياك، ومرض كرون، والتهاب المعدة الضموري.
  • الجراحة التي أُزيل خلالها جزء من المعدة أو الأمعاء الدقيقة.
  • الإفراط في استهلاك الكحول، والذي يمكن أن يتداخل مع امتصاص وتخزين فيتامين B12.
  • التقدم في السن؛ إذ تقل قدرة الجسم على امتصاص واستخدام فيتامين B12 مع التقدم في السن.
  • فقر الدم الخبيث (بالإنجليزية: Pernicious Anemia)، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر في قدرة الجسم على امتصاص فيتامين B12.
  • بعض الأدوية التي يمكن أن تتداخل مع امتصاص فيتامين B12، مثل الميتفورمين، ومثبطات مضخة البروتون، وحاصرات H2.

اقرأ أيضًا: أسباب نقص فيتامين B12

ما بعد ظهور أعراض نقص فيتامين B12 النفسية

يتوجب على الأشخاص الذين تظهر عليهم أي من أعراض نقص فيتامين B12 النفسية، أو الجسدية، أو العصبية استشارة طبيب، والذي بدوره سيجري بعض الفحوصات التشخيصية للتحقق من مستوى فيتامين ب12 في الجسم. [7]

ومن هذه الفحوصات: [7]

  • فحص الدم لمستوى فيتامين B12.
  • فحص مستوى الهوموسيستين في الدم، والهوموسيستين هو حمض أميني والذي يشير ارتفاع مستوياته مع انخفاض ب12 إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

يمكن أن يسبب انخفاض مستويات فيتامين B12 المستمر في حدوث تلف في الجهاز العصبي، والذي يمكن أن يتفاقم ليصبح تلفًا دائمًا في حال ترك دون علاج. [7]

نصيحة الطبي

تستدعي أعراض نقص فيتامين B12 النفسية أو الجسدية منها زيارة الطبيب في أقرب فرصة، والذي بدوره يحدد خطة العلاج المناسبة لإعادة المستويات لمعدلاتها الطبيعية.