يعد التهاب المسالك البولية عند الأطفال شائع الحدوث عند كلاً من الذكور والإناث، حيث تحدث التهابات المسالك البولية عند الأطفال بسبب دخول ووصول البكتيريا (الجراثيم) إلى المثانة أو الكلى.

نتناول في هذا المقال الحديث عن التهاب المثانة عند الأطفال، وأشهر أسباب التهاب المسالك البولية عند الأطفال، وما هي أعراض التهاب المسالك البولية عند الأطفال وطرق تشخيصها، وما هو أفضل مضاد حيوي لالتهاب المسالك البولية عند الأطفال؟

نسب التهاب المثانة عند الأطفال

ما هي نسبة حدوث التهاب المسالك البولية عند الأطفال؟ يختلف شيوع حدوث الإنتانات البولية عند الأطفال تبعاً للعمر والجنس، حيث يعد التهاب المثانة عند الأطفال البنات أكثر شيوعاً، وذلك لأن الإحليل عند الفتاة أقصر وأقرب إلى فتحة الشرج.

تصاب حوالي 8 من كل 100 من فتاة بالتهاب المسالك البولية، في حين أن 2 من كل 100 من الأولاد يصابون بعدوى المسالك البولية. والجدير بالذكر أن الأولاد غير المختونين الذين تقل أعمارهم عن عام واحد لديهم خطر أعلى قليلاً للإصابة بالتهاب المثانة عند الأطفال الذكور. (1) (3)

أسباب التهاب المسالك البولية عند الأطفال

ماهو سبب التهاب المثانة عند الأطفال؟ يتواجد البول الطبيعي في صورة معقمة ولا يحتوي على بكتيريا، لكن وفي بعض الأحيان قد تنتقل البكتيريا التي تغطي الجلد والتي توجد بأعداد كبيرة في منطقة المستقيم وفي البراز إلى مجرى البول ومن ثم تصل إلى المثانة.

تتكاثر هذه البكتيريا وتسبب العدوى في المثانة وهذا ما يسمى بالتهاب المثانة، وذلك في حال لم يتم التخلص من هذه البكتيريا وطردها إلى خارج الجسم،

في أحيان أخرى قد تنتقل البكتيريا من المثانة عبر الحالب وتصل إلى الكلى وتصيبها بالعدوى، وتسمى عدوى الكلىبالتهاب الحويضة والكلية. تعد التهابات الكلى أكثر خطورة من التهابات المثانة، ويمكن أن يسبب هذا النوع من أنواع التهاب المسالك البولية عند الأطفال الضرر للكلى. (4)(5)

عوامل خطر التهاب المسالك البولية عند الأطفال

يوجد عدد من العوامل التي تزيد من فرصة حدوث التهاب المسالك البولية عند الأطفال والتي تشمل الآتي:

  • وجود بعض التشوهات الخلقية في الجهاز البولي مثل الارتجاع المثاني الحالبي (بالإنجليزية: Vesicoureteral Reflux) أو وجود انسداد في المجاري البولية نتيجة لوجود تضيق في أحد أجزاء المسالك البولية.
  • عدم الاهتمام بنظافة الطفل، مسببة التهاب المثانة عند الرضع.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بالتهابات المسالك البولية.
  • استخدام الصابون ومحاليل الرغوة والفقاعات عند استحمام الطفل، خاصة لدى الفتيات، وهو من أهم أسباب التهاب المثانة عند الأطفال الإناث.
  • ارتداء حفاظات أو ملابس ضيقة، خاصة لدى الفتيات.
  • القيام بتنظيف ومسح المنطقة من الخلف إلى الأمام بعد قيام الطفل بالتغوط.
  • ندرة التبول لدى الطفل أو تأخير التبول لفترات طويلة من الزمن. (1) (5)

اقرأ أيضاً: التهاب المسالك البوليّة المتكرّرة لدى الرجال والنساء

أعراض التهاب المسالك البولية عند الأطفال

تتضمن أعراض التهاب المثانة عند الأطفال الذكور والبنات الآتي:

  • الحمى، والتي تكون شديدة في حال حدوث التهاب الكلى عند الأطفال.
  • عدم اكتساب الوزن وفشل النمو نتيجة فقدان الشهية وعدم إقبال الطفل على تناول الطعام.
  • الغثيان والقيء.
  • الإسهال.
  • زيادة عدد مرات التبول وهو دليل على التهاب المثانة عند الأطفال.
  • الشعور بالحاجة الملحة للتبول باستمرار، على الرغم من تبول الطفل لكميات قليلة من البول والتي قد لا تتجاوز البضع قطرات.
  • الشعور بالألم عند التبول أو شكوى الطفل من وجود حرقة أثناء التبول.
  • السلس البوليأو التبول اللاإرادي الليلي لدى الأطفال الذين تم تدريبهم وقد اعتادوا على التبول في المرحاض.
  • ألم في منطقة البطن، أو أسفل الظهر، أو ألم في الخاصرتين، وذلك بناء على نوع التهاب المسالك البولية عند الطفل.
  • رائحة كريهة للبول أو حفاظة الطفل.
  • هيجان وتذمر الطفل باستمرار.
  • استيقاظ الطفل ليلاً وبكثرة للذهاب إلى الحمام.
  • تعكر بول الطفل.
  • وجود دم في البول.
  • الارهاق الشديد، في حال الإصابة بالتهاب الكلية عند الأطفال. (2) (1)

تشخيص التهاب المثانة عند الأطفال

يحدث تشخيص التهاب المسالك البولية عند الأطفال من خلال قيام الطبيب بطرح أسئلة على الوالدين أو الطفل في حال كانت لديه القدرة على الكلام والتعبير عما يشعر به من أعراض، بالإضافة إلى قيام الطبيب بإجراء فحص بدني للطفل، وأخذ عينة من البول للإجراء اختبار أو زراعة لها.

تعتمد طريقة أخذ عينة البول على عمر الطفل، كالآتي:

  • حديثي الولادة، والرضع، والأطفال الذين لا زالوا يضعون الحفاظ، عندها توخذ عينة البول من خلال استخدام القسطرة وهو أنبوب رفيع يتم إدخاله في مجرى البول للوصول إلى المثانة ومن ثم الحصول على عينة بول نظيفة. أو قد يتم وضع كيس على أعضائهم التناسلية لجمع البول ولكن قد يحدث تلوث لعينة البول عند استخدام هذه الطريقة.
  • الأطفال الأكبر سناً الذين يستطيعون الذهاب إلى المرحاض، ببساطة يطلب منهم التبول في كوب معقم بعد إمساك الطفل نفسه عن التبول لفترة من الزمن.

قد يلجأ بعض الأطباء للقيام ببزل المثانة تحت ظروف معقمة، فيدخل الطبيب إبرة عبر البطن لتصل إلى المثانة ومن ثم تؤخذ عينة البول، وتعد هذه الطريقة الأدق في تشخيص التهاب المثانة عند الرضع.

يمكن استخدام هذه العينة لإجراء تحليل البول وهو اختبار يقوم بفحص البول مجهرياً بحثاً عن وجود الجراثيم أو الصديد، أو إجراءزراعة البول وذلك باستخدام وسط مناسب لنمو البكتيريا، حيث من خلاله يمكن التعرف على نوع البكتيريا المسببة لالتهاب المسالك البولية عند الطفل واختيار أفضل مضاد حيوي لالتهاب المسالك البولية عند الأطفال المصابين.

قد يجرى في بعض الأحيان تصوير إشعاعي لمنطقة أسفل الظهر والبطن، وذلك للكشف عن وجود أي مشكلة في المثانة أو الكليتين عند الطفل. (2) (1)

اقرأ أيضاً: عدوى المسالك البولية اثناء فترة الحمل

علاج التهاب المسالك البولية عند الأطفال

ينبغي تشخيص وعلاج التهاب المثانة عند الأطفال الذكور والإناث في مراحله المبكرة، حيث يجب معالجة التهاب المثانة الحاد عند الأطفال فوراً لتجنب انتقاله إلى الكلية أو الحويضة. ففي حال كانت أعراض التهاب المسالك البولية عند الطفل شديدة عندها تؤخذ عينة بول من الطفل لإجراء تحليل أو/و زراعة لها، وتبدأ معالجة بالمضادات الحيوية فوراً. أما إذا كانت الأعراض خفيفة والتشخيص مشكوكاً فيه فيمكن تأخير المعالجة بالمضادات الحيوية حتى صدور نتيجة زراعة البول.

يحدد أفضل مضاد حيوي لالتهاب المسالك البولية عند الأطفال بناء على نتيجة زراعة البول، ففي حال كشفت نتيجة الزراعة أن المضاد الحيوي الذي تم اختياره للبدء بعلاج التهاب المسالكالبولية عند الأطفال ذو الأعراض الشديدة غير مناسب، عندها يتم تغييره لمضاد حيوي آخر مناسب وفعال ضد البكتيريا المسببة لالتهاب المسالك البولية عند الطفل.

يحدد الطبيب جرعة المضاد الحيوي، ومدة العلاج، وطريقة إعطاؤه (عبر الفم أو عبر الوريد) بناء على شدة أعراض التهاب المثانة عند الأطفال. ويتم علاج التهاب المثانة عند الأطفال الإناث والذكور عن طريق إعطاء الطفل المضاد الحيوي عبر الوريد داخل المشفى خصوصاً في حال:

  • كان الطفل يعاني من ارتفاع شديد في درجة الحرارة أو يبدو الطفل مريض جداً، حيث يحتمل أن يكون الطفل مصاباً بالتهاب الكلى.
  • كان عمر الطفل أقل من 6 أشهر.
  • كان هنالك احتمال لانتشار البكتيريا المسببة لالتهاب المسالك البولية إلى الدم.
  • كان الطفل يعاني منالجفافأو القيء بحيث لا يمكنه تناول أي سوائل أو دواء عن طريق الفم. (3) (4)

إن أفضل مضادات حيوية لالتهاب المسالك البولية عند الأطفال والتي تعد آمنة لهم هي:

  • الأموكسيسيلين (بالإنجليزية: Amoxicillin)، وهو دواء التهاب المثانة عند الأطفال الأكثر شهرة.
  • أموكسيسيلين وحمض الكلافولانيك (بالإنجليزية: Clavulanic Acid).
  • السيفالوسبورينات (بالإنجليزية: Cephalosporins).
  • الدوكسيسيكلين (بالإنجليزية:Doxycycline)، ولكنه يستخدم فقط لعلاج التهاب المسالك البولية عند الأطفال فوق سن 8.
  • النتروفورانتوين (بالإنجليزية: Nitrofurantoin).
  • السلفاميثوكسازول - تريميثوبريم (بالإنجليزية: Sulfamethoxazole-Trimethoprim).

بعد تحسن أعراض التهاب المسالك البولية عند الطفل، يفضل إعادة إجراء زراعة البول بعد أسبوع من انتهاء العلاج للتأكد من أن تمام علاج التهاب المسالك البولية عند الطفل بشكل تام. (3)

اقرأ أيضاً:حماية الأطفال من الاصابة بالتهابات المسالك البولية ؟