يعد التبول الليلي عند الاطفال أمراً شائعاً عند الأعمار الصغيرة، لكن ما سبب تلك الحالة؟ وكيف يمكن علاجها؟ وما مدى انتشارها؟ هذا ما سنناقشه في السطور التالية.

ما هو التبول الليلي عند الاطفال؟

يعرف التبول اللاإرادي عند الأطفال ليلاً باسم سلس البول الليلي، وهو أن يفقد الطفل السيطرة على عملية التبول خلال الليل، وهي عملية طبيعية عند الأطفال الصغار والرضع، ويحدث ذلك عند وجود خلل في إحدى العضلات المتحكمة في عملية التبول، إذ يوجد نوعان رئيسيان من العضلات التي تتحكم في عملية التبول، وهما:

  • العضلة النافصة (بالإنجليزية: The Detrusor)، وهي العضلة التي تساعد على إخراج البول عند انقباضها.
  • العضلات العاصرة (بالإنجليزية: The Sphincter Muscles)، أي أنها العضلة التي تنقبض للحفاظ على البول داخل المثانة.
  • عند وجود خلل في إحدى تلك العضلات يفقد الشخص السيطرة على البول، ويحتاج التحكم في تلك العضلات إلى التدريب، لذلك قد يعاني طفل صغير من تلك الحالة بينما لا يعاني آخر منها بسبب قدرته على التحكم في تلك العضلات، إذن فالتبول الليلي عند الاطفال والرضع يعد أمراً طبيعياً، لكن من غير الطبيعي أن يعاني من هذه الحالة المراهقون والأطفال الكبار.

    لذلك من الأفضل استشارة الطبيب إذا بلغ الطفل 7 سنوات ولا يزال يعاني من سلس البول أكثر من مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً، أو إذا بلغ 5 أعوام ويعاني من التبول الليلي والنهاري اللاإرادي.

    ما هي انواع التبول الليلي عند الاطفال؟

    يقسم التبول الليلي اللاإرادي إلى نوعين رئيسين، وهما التبول الليلي والنهاري، كذلك يقسم إلى نوعين رئيسين آخرين وهما:

    • التبول اللاإرادي الأولي، وهو تبول الطفل باستمرار خلال الليل منذ أن كان رضيعاً، وعدم وجود سلس في البول خلال النهار، أو أن الطفل لم ينقطع عن التبول اللاإرادي ليلاً لمدة 6 أشهر أو أكثر.
    • التبول الليلي الثانوي، وهو أن يتبول الطفل لا إرادياً بعد مرور 6 أشهر أو أكثر على آخر مرة عانى الطفل فيها من تلك المشكلة، ويحدث هذا النوع من التبول عند تعرض الطفل لضغوطات نفسية أو للقلق.

    هل يعد التبول الليلي عند الاطفال من الحالات الشائعة؟

    لمعرفة مدى انتشار التبول الليلي عند الاطفال نحتاج إلى معرفة نسب الأطفال الذين يعانون منه، إذ يعاني حوالي 20% من الأطفال بعمر 5 سنوات من سلس البول، كذلك يعاني حوالي 10% من الأطفال بعمر 7 سنوات من تلك الحالة أيضاً، كما تعاني نسبة كبيرة منهم من التبول اللاإرادي خلال النهار، لذلك تعد تلك الحالة منتشرة بين الأطفال في الأعمار الصغيرة، ولا تستدعي القلق في تلك الحالة.

    فيما يتعلق بنسبة الانتشار بين الأولاد والبنات، فالتبول الليلي عند الأطفال يعد أكثر انتشاراً لدى الأولاد، بينما يعد السلس النهاري أكثر انتشاراً لدى الفتيات، كذلك يستحوذ التبول الثانوي على حوالي ربع الحالات.

    اقرأ أيضاً: 9 أسباب وراء التبول المتكرر

    ما هي اسباب التبول الليلي عند الاطفال؟

    كما ذكرنا ينتج التبول اللاارادي عند الاطفال أثناء النوم عند حدوث خلل في العضلات التي ذكرناها، وعلى الرغم من أن السبب الرئيس لحدوث سلسل البول غير معروف حتى الآن، إلا أن هناك عدد من الأمور والعوامل التي قد تتسبب في ذلك، ويمكن تلخيص كثير منها في نوعين رئيسين، وهما الأسباب العضوية، وغير العضوية، أما غير العضوية فأهمها ما يلي:

  • مشكلات النمو.
  • إنتاج البول بغزارة.
  • وجود خلل في الاستجابة للإشارات الطبيعية العصبية لامتلاء المثانة، والتي تنذر بالحاجة إلى التبول.
  • قلة سعة المثانة الوظيفية للأطفال الذين يعانون من تبول لاإرادي.
  • إختلال في إفرازات الهرمون المضاد لإدرار البول.
  • النوم العميق للأطفال الذين يعانون من التبول اللا إرادي وعدم انتظام ديناميكية الاستيقاظ.
  • العامل النفسي للطفل وإجهاده العاطفي مثل قدوم طفل آخر (أخ أو أخت) أو بدء الطفل للذهاب إلى المدرسة.
  • أسباب وراثية، إذ قد يكون السبب وراء التبول اللاإرادي عند الأطفال ليلاً الوراثة، فقد تصل احتمالية إصابة الطفل بالسلس إلى حوالي 45% إذا عانى أحد الوالدين من تلك الحالة في الصغر، وإلى 75% في حال عانى كل الأبوين من هذه المشكلة.
  • وأما الأسباب العضوية فهي أقل انتشاراً، ويعد أهمها ما يلي:

    • إصابة الطفل بعدوى.
    • التشوهات العضوية والعصبية.
    • تشوهات الغدد الصماء.
    • الإصابة بداء السكري.

    اقرأ أيضاً: علاج كثرة التبول بالتغذية والطرق الطبيعية

    كيف يمكن تشخيص التبول الليلي عند الاطفال؟

    تعد الأسباب غير العضوية للتبول اللاإرادي عند الأطفال ليلاً أكثر انتشاراً من تلك الأسباب العضوية، إلا أنه لا بد من التأكد من السبب قبل بدء العلاج، ولذلك قد يجري الطبيب بعض الفحوصات لتحديد السبب، ويمكن تلخيص تلك الفحوصات في الخطوات التالية:

    • الفحص السريري الجسدي وأخذ التاريخ المرضي للطفل، كما قد يسأل الطبيب عن وجود أي ضغوطات نفسية يتعرض لها الطفل في الوقت الحالي، مثل دخول مدرسة جديدة أو وجود مشكلات عائلية.
    • قد يطلب الطبيب من أهل الطفل تدوين عدد مرات تبوله، بالإضافة إلى المواعيد، وعلاقة دخول الحمام بالأكل والشرب، أي هل يدخل الطفل الحمام بعد الأكل والشرب مثلاً؟
    • تحاليل البول، إذ تساعد تلك التحاليل على تحديد أو معرفة ما إذا كان لدى الطفل مشكلة عضوية أم لا، مثل داء السكري، والتهابات المسالك البولية.

    كذلك قد يطلب الطبيب بعض التصاوير التشخيصية في حالات معينة، ولكن بطلب ذلك غالباً في الحالات الشديدة فقط، وقد يحتاج المعالج إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي في حالة الشك في وجود خلل عصبي مثل تشوهات الحبل الشوكي.

    ما هو علاج التبول الليلي عند الاطفال؟

    يمكن علاج التبول اللاإرادي عند الأطفال ليلاً بعدة طرق، وفي حالة وجود مرض أو مشكلة عضوية هى السبب خلفه فالحل يكمن في علاجها، لكن إذا لم يكن هناك مشكلة عضوية، وكانت التحاليل سليمة، فقد يتركز العلاج في النقاط التالية:

    • تقليل كميات الأكل أو الشرب قبل النوم.
    • تجنب المشروبات المدرة للبول والتي تحتوي على الكافيين، مثل الشاي، والقهوة، والشوكولاتة، والمشروبات الغازية.
    • استخدام التقنيات التخيلية مثل تخيل الاستيقاظ دون التبول اللاإرادي خلال الليل.
    • وضع مكافأة عند الاستيقاظ دون التبول.
    • استخدام أجهزة إنذار التبول خلال الليل.
    • استخدام بعض الأدوية التي قد يصفها الأطباء، على الرغم من كونها غير مثبتة الفعالية، وقد يعود الطفل إلى التبول اللاإرادي بعد التوقف عن تناولها.

    اقرأ أيضاً: تدبير التبول الليلي عند الأطفال

    ختاماً، يعد التبول الليلي عند الأطفال أمراً طبيعياً في الأعمار الصغيرة، لذلك ينبغي تجنب التوبيخ أو الاستهزاء، بل لا بد من مؤازرة الطفل، ومعاملته برفق، ومساعدته على التخلص من تلك الحالة، واستشارة الطبيب عند الحاجة.