هل أنت مستعد لمواجهة الإنفجار النووي؟ قد يبدو هذا الأمر بعيد المنال، ولكنه أصبح واقعًا يفرض نفسه في ظل التوترات العالمية المتزايدة!
الزوجة الأخرى الحلقة 1
توصي مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) باستخدام حبوب يوديد البوتاسيوم كوسيلة وقائية فعالة في حال التعرض للإشعاع النووي. ومع ذلك، فإن المفاجأة تكمن في أن العديد من الناس ليسوا على دراية بوجود هذه الحبوب أو كيفية استخدامها. [1]
سنسلط الضوء في هذا المقال على كل ما تحتاج لمعرفته حول يوديد البوتاسيوم وكيف يمكن أن يحميك في حالة حدوث الأسوأ.
ما هو يوديد البوتاسيوم (KI)؟
يوديد البوتاسيوم (KI) هو دواء يستخدم في حالات الطوارئ النووية، ويتوفر عادة على شكل حبوب أو محلول. وظيفته الأساسية تكمن في حماية الغدة الدرقية من امتصاص اليود المشع، الذي يعد أحد أخطر مكونات الإشعاع النووي، والذي يمكن أن يتسبب في أمراض خطيرة مثل سرطان الغدة الدرقية وغيرها من الأمراض المرتبطة بالتعرض للإشعاع. [2]
نقاط هامة يجب معرفتها عن يوديد البوتاسيوم: [3][4]
- يحمي فقط من اليود المشع، ولا يوفر حماية من المواد المشعة الأخرى.
- تأثيره مقتصر على الغدة الدرقية، ولا يحمي الأعضاء أو الأنسجة الأخرى في الجسم.
- لا يمنح حماية كاملة بنسبة 100%، لكنه يقلل بشكل كبير من خطر امتصاص الغدة الدرقية لليود المشع.
- لا يحمي من الإشعاع الخارجي، كالإشعاعات الناتجة عن ترسب المواد المشعة على الأرض أو الأسطح أو الطعام.
- للحصول على أقصى فعالية، يجب أخذه خلال 24 ساعة قبل التعرّض، أو في غضون 4 ساعات بعد التعرض لليود المشع.
- لا يُساعد على علاج الضرر الذي حدث بالفعل، بل يهدف فقط للوقاية.
كيف يعمل يوديد البوتاسيوم على الحماية من الإشعاع النووي؟
تحتاج الغدة الدرقية إلى اليود لإنتاج هرموناتها، لكنها لا تستطيع التفريق بين اليود الطبيعي غير المشع واليود المشع الضار. وعند حدوث تسرّب نووي يحتوي على يود مشع، تبدأ الغدة بامتصاصه بسرعة، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية وغيرها من الأضرار. [4]
وهنا يأتي دور يوديد البوتاسيوم (KI)، وهو شكل مستقر وغير مشع من اليود. عند تناوله في الوقت المناسب وبالجرعة الصحيحة، يقوم بملء الغدة الدرقية باليود غير المشع، مما يجعلها "مشبعة" تمامًا، وبالتالي تفقد الغدة قدرتها على امتصاص أي يود مشع لمدة تصل إلى 24 ساعة، مما يقلل من خطر التعرض للأضرار الإشعاعية. [4]
من يجب أن يستخدم يوديد البوتاسيوم أثناء التسرب النووي؟
في حالات الطوارئ النووية، تصدر الجهات الصحية المختصة تعليمات دقيقة تحدد من يجب عليه تناول يوديد البوتاسيوم، ومتى يجب البدء بالتناول ومتى يتوجب التوقف عنه. تختلف التوصيات حسب العمر والحالة الصحية: [5]
- الرضع والأطفال الصغار: هم الأكثر عرضة لتأثيرات اليود المشع على الغدة الدرقية، لذا يجب إعطاؤهم يوديد البوتاسيوم فورًا أثناء الطوارئ، وخاصة حديثي الولادة.
- النساء الحوامل والمرضعات: تحتاج هذه الفئة أيضًا إلى استخدام يوديد البوتاسيوم بسرعة وبالجرعة المناسبة.
- الشباب: رغم أنهم أقل عرضة لخطر اليود المشع مقارنة بالفئات السابقة، إلا أن تناول الدواء يبقى ضروريًا لتقليل فرص التأثر بالإشعاع.
- البالغون فوق 40: هذه الفئة لديها أقل خطر للإصابة بأضرار اليود المشع، كما أنهم الأكثر عرضة للآثار الجانبية المحتملة من يوديد البوتاسيوم، لذا يُوصى بتناوله فقط في حال إعلان الجهات الصحية عن وجود مستويات مرتفعة جدًا من التلوث باليود المشع.
جرعات يوديد البوتاسيوم
يتوفر يوديد البوتاسيوم بالأشكال التالية: [4]
- أقراص بتركيز 130 ملغ و65 ملغ، ويمكن تقسيم القرص إلى أنصاف أو أرباع حسب الحاجة.
- محلول فموي بتركيز 65 ملغ لكل 1 مل، ويأتي معه قطارة مدرّجة حسب الجرعة المرغوبة.
وتتضمن الجرعات الموصى بها من يوديد البوتاسيوم حسب الفئة العمرية ما يلي: [1]
الفئة العمرية | الجرعة الموصى بها | طريقة الاستخدام |
---|---|---|
حديثو الولادة حتى عمر 1 شهر | 16 ملغ | 0.25 مل من المحلول |
1 شهر - 3 سنوات | 32 ملغ | نصف قرص من 65 ملغ، أو 0.5 مل من المحلول |
3 - 18 سنة | 65 ملغ | نصف قرص من 130 ملغ، أو قرص واحد من 65 ملغ، أو 1 مل من المحلول |
18 وأكثر | 130 ملغ | قرص واحد من 130 ملغ، أو 2 قرص من 65 ملغ، أو 2 مل من المحلول |
النساء الحوامل والمرضعات | 130 ملغ | قرص واحد من 130 ملغ، أو 2 قرص من 65 ملغ، أو 2 مل من المحلول |
تعليمات استخدام يوديد البوتاسيوم أثناء الطوارئ
تتضمن تعليمات الاستخدام الموصى بها: [5]
- يجب تناول يوديد البوتاسيوم فقط إذا أوصت بذلك الجهات الصحية المحلية أو الوطنية عند وجود خطر فعلي من التعرض لليود المشع.
- يجب تناول الجرعة مرة واحدة في اليوم فقط، والاستمرار بها فقط ما دام هناك خطر من التعرّض لليود المشع حسب إرشادات السلطات.
- لا داعي للاستمرار في تناول الدواء بمجرد زوال الخطر.
- يجب عدم تناول جرعات زائدة أو أكثر من مرة في اليوم دون استشارة طبية؛ لأن ذلك قد يُسبب آثار جانبية غير مرغوبة.
أضرار يوديد البوتاسيوم
تحدث معظم الآثار الجانبية لدواء يوديد البوتاسيوم عند استخدامه بطريقة غير صحيحة أو بجرعات أعلى من الموصى بها، وتتضمن: [1][4]
- ألم في المعدة.
- إسهال.
- طفح جلدي.
- تورّم في الغدد اللعابية.
- طعم معدني في الفم.
- حرقة في الفم أو الحلق.
- ألم في الأسنان أو اللثة.
- أعراض مشابهة للرشح.
- تطور قصور الغدة الدرقية عند الأطفال تحت عمر الشهر، خاصةً عند أخذ أكثر من جرعة واحدة.
- رد فعل تحسسي شديد، يتضمن: تورم الوجه، واللسان، والحلق، وصعوبة التنفس، والصفير، وغيرها من أعراض الحساسية.
نصيحة الطبي:
يُستخدم يوديد البوتاسيوم في حالات الطوارئ النووية لحماية الغدة الدرقية من امتصاص اليود المشع، مما يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية والمضاعفات المرتبطة بالإشعاع.
لا تتردد في استشارة طبيب أو جهة صحية مختصة للحصول على الإرشادات المناسبة لك ولعائلتك، والتأكد من كيفية التصرف الصحيح في حال حدوث تسرب إشعاعي.