تعرف حالة ما قبل ارتفاع ضغط الدم (prehypertension) بأنها ارتفاع طفيف لضغط الدم يجعل المصاب به أكثر عرضة من غيره للإصابة بارتفاع ضغط الدم مستقبلًا، وذلك إن لم يقوم المصاب باتخاذ التدابير اللازمة من حيث إجراء تعديلات صحية على نظام حياته، والتي تتضمن ممارسة التمارين الرياضية والابتعاد عن أطعمة معينة.
ويشار إلى أن مصابي الحالة المذكورة يكونون أكثر عرضة من أقرانهم الأصحاء للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات القلبية والسكتات الدماغية.
أن الحالة المذكورة تشخص عندما يكون الرقم العلوي من قياس ضغط الدم، والذي يمثل الضغط الواقع على الشرايين عند نبض القلب، ما بين ال 120-139 مليميترا من الزئبق، أو يكون الرقم السفلي، والذي يمثل الضغط الواقع على الشرايين ما بين نبضات القلب، ما بين ال 80-89 مليمترا من الزئبق.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الحالة لا تسبب أعراضًا، إلا أن هذا لا يعد أمرا غريبًا، فحتى الارتفاع الشديد في ضغط الدم قد لا يسبب أية أعراض. لذلك، فيجب متابعة قياس ضغط الدم بشكل منتظم لاتخاذ التدابير اللازمة للسيطرة عليه أو علاجه، وذلك للحيلولة دون الإصابة بمضاعفاته العديدة والخطيرة.
ويشار إلى أن العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالحالة المذكورة تتشابه مع تلك التي تؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم، إذ أنها تتضمن ما يلي:
-زيادة الوزن أو البدانة، فكلما ازداد معامل كتلة الجسم
((Body Mass Index (BMI)،
تزداد معه الحاجة لمزيد من الدم لإمداد الأنسجة بالأكسجين والمواد الغذائية. فمع زيادة الدم الذي يدور في الجسم عبر الأوعية الدموية، فإن الضغط يزداد على جدران الشرايين.
-السن، فالمراهقين يعدون أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة مقارنة بالبالغين.
-الجنس، فهذه الحالة تعد أكثر شيوعا بين الذكور مقارنة بالإناث.
-وجود تاريخ عائلي للإصابة بارتفاع ضغط الدم، فإن كان أحد الأقارب من الدرجة الأولى، وهم الأم والأب والإخوة، مصابًا بارتفاع ضغط الدم، فإن احتمالية الإصابة بالحالة المذكورة تزداد.
-العيش في نمط كسول، فمن الجدير بالذكر أن عدم ممارسة التمارين الرياضية أو الحركة بشكل عام تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض الشريان التاجي، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى احتمالية الإصابة بالحالة المذكورة.
-النظام الغذائي مرتفع الصوديوم أو منخفض البوتاسيوم، إذ أن هذين العنصرين هامان في عملية تنظيم الجسم لضغط الدم.
-التدخين أو مضغ التبغ أو حتى التعرض للتدخين السلبي، فكلها أمور تزيد من احتمالية الإصابة بالحالة المذكورة.
-الإصابة بأمراض معينة، من ضمنها تصلب الشرايين، ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، انقطاع النفس أثناء النوم والسكري.
أما عن العلاج، فإن ترافقت هذه الحالة مع مرض السكري أو مرض في الكلى أو القلب أو الأوعية الدموية، فإن الطبيب قد يصف للمصاب دواء لخفض مستويات ضغط الدم، وذلك فضلًا عن إجراء تعديلات على نظامه الحياتي.
وتتضمن هذه التعديلات، والتي يجب على المصاب القيام بها سواء أكانت حالته متصاحبة مع أمراض أخرى أم لا، ما يلي:
-تناول أطعمة صحية، ومن ضمن ذلك الإكثار من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة بالإضافة إلى منتجات الألبان قليلة أو خالية الدسم، والابتعاد عن الدهون المشبعة. وتجدر الإشارة إلى أن هناك حمية خاصة لإيقاف ارتفاع ضغط الدم، وهي
"النهج الغذائي لوقف ارتفاع ضغط الدم" أو DASH diet.
-حافظ على وزن صحي، فكل كيلوغرام تفقده من وزنك، إن كان وزنك زائدًا، يقلل من احتمالية ارتفاع ضغط الدم، كما ويخفضه إن كان مرتفعًا.
-قلل من تناول الملح، فالحصول على 1500 مليغرام من الملح يعد مقدارًا كافيًا لمن هم في سن الخمسين أو أكثر. كما يعد ملائمًا لذوي العرق الإفريقي ومصابي ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو الأمراض الكلوية المزمنة في أي سن كانوا. وللتقليل من مقدار الملح الذي يتناوله الشخص ينصح بعدم وضع المملحة على سفرة الطعام، فضلًا عن الانتباه لما تحتويه الأطعمة المعالجة من ملح، من ضمنها الأطعمة المعلبة.
-مارس النشاطات الجسدية، وذلك بعد استشارة الطبيب حول مقدار ونوع النشاطات المناسبة لصحتك الجسدية بشكل عام وصحة قلبك وأوعيتك الدموية بشكل خاص. أما بشكل عام، فحاول القيام بالتمارين الرياضية والنشاطات الجسدية لمدة 30 دقيقة يوميًا.
ويشار إلى أن هذه النصائح موجهة أيضًا لمصابي ارتفاع ضغط الدم.