يستهدف الفيروس المسبب لشلل الأطفال عادةً من هم دون سنّ الخامسة، وتظهر تأثيراته ومضاعفاته الشديدة بشكل خاصّ على من لم يتلقّوا المطاعيم الضرورية لهذا المرض، إذ تُعطى على شكل جرعات متفرقة عندما يبلغ الطفل شهرين من عُمره، ثمّ في الشهر الرابع والسادس والثامن عشر، وصولًا للجرعة الأخيرة على عمر 4 سنوات.
ورغم أخذ المطاعيم فإنّ إمكانية نقل العدوى بين الأطفال عالية جدًا، ما يستدعي ضرورة علاج شلل الأطفال واتّخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشاره بين الناس، فكيف يُمكن علاجه بالضبط؟ نناقش في هذا المقال أساليب وطرق علاج شلل الأطفال بالتفصيل. [1][2]
هل يمكن علاج شلل الأطفال؟
ليس هناك من مضاد فيروسي خاصّ لعلاج شلل الأطفال والتخلّص منه تمامًا، مثلما يحدث عادةً مع الأمراض الناجمة عن عدوى فيروسية، وإنّما تهدف الخيارات العلاجية المتاحة إلى تحقيق الآتي: [1][2]
- محاولة السيطرة على أعراض شلل الأطفال وتخفيف شدّتها، بما يجعل المريض قدر الإمكان أكثر راحة وقدرة على التعايش مع المرض.
- منع تفاقم حالة المريض والإصابة بمضاعفات شلل الأطفال، التي تزيد من تأثير المرض على أعصاب الجسم المسؤولة عن الحركة.
ما الخيارات المتاحة لعلاج شلل الأطفال؟
تختلف الخطة العلاجية المقترحة لعلاج شلل الأطفال من حالة لأخرى؛ وفق طبيعة الأعراض وشدّة المرض وما قد يُصاحبه من مضاعفات لدى المريض، وفي حال لم يتأثر الدماغ أو النخاع الشوكي بفيروس شلل الأطفال فإنّ التعافي من المرض ممكن في غالبية الحالات.
وعمومًا فإنّ جميع المصابين بشلل الأطفال يخضعون للعزل المنزلي أو العزل في إحدى المراكز الصحية المناسبة؛ لمتابعة العلامات الحيوية، مثل: ضغط الدم، وضربات القلب، وسعة الرئة الحيوية؛ وذلك لمراقبة وضع الرئة ووظائف القلب والأوعية الدموية، وما قد يُصيبها من مضاعفات محتملة. [3][4]
وبناءً على ذلك فقد يتضمّن العلاج واحدًا أو أكثر ممّا يأتي.
العلاج الفيزيائي
يُعيد العلاج الطبيعي أو الفيزيائي من تأهيل المريض للتعامل مع وضعه الحالي بعد إصابته بشلل الأطفال، إذ يستهدف العضلات المتأثرة بالمرض عن طريق الآتي: [4][5]
- منع انكماش العضلات وتصلّب المفاصل؛ بالخضوع لعدّة جلسات من الحركة السلبية للمفاصل (بالإنجليزية: Passive Range of Motion PROM)، وباستخدام الجبائر أو الصفائح الداعمة للمفاصل.
- العلاج الطبيعي للصدر، وذلك لمنع الإصابة بمضاعفات خطيرة تتضمّن الرئة نتيجة إصابة الأعصاب القحفية (المتشعّبة من الدماغ وليس الحبل الشوكي)؛ ومن هذه المضاعفات عدم التوسّع الرئويّ.
- منع الإصابة بتقرّحات الفراش، الناجمة عن نقص الحركة نتيجة الشلل، من خلال تحريك عضلات المريض وتقليبه من فترة لأخرى.
- محاولة استعادة حركة العضلات، وذلك بعد التعافي من شلل الأطفال.
علاج المشاكل التنفسية
يجب متابعة قدرة المريض على التنفس لاحتمالية تضرّر الجهاز التنفسيّ وإصابته بالشلل المرتبط بشلل الأطفال، ولذا فقد تستدعي حالته اللجوء لإحدى الإجراءات الآتية: [3][4][5]
- إجراء فغر القصبة الهوائية، الذي يتطلّب عمل شقّ في مقدّمة الرقبة، وإدخال أنبوب في القصبة الهوائية للمساعدة على التنفس، ومن نفس الشقّ يُدخل أنبوب لشفط البلغم في حال تكوّن المواد المخاطية في الرئتين.
- تركيب جهاز التنفس الاصطناعي (بالإنجليزية: Ventilator)، الذي يُستخدم في حال شلل العضلات الواقعة بين أضلاع الصدر وعضلات الحجاب الحاجز، أو في حال تدهور الجهاز التنفسي عمومًا.
- علاج التهاب الرئة بالمضادات الحيوية المناسبة، إذ قد يُصاب بعض المرضى بالالتهاب نتيجة الشلل.
علاج المسالك البولية
إذ يجب اتّخاذ اجراءات علاجية ضرورية في حال شلل عضلات المثانة الناجم عن الإصابة بشلل الأطفال، وتتضمّن الآتي: [3][5]
- تركيب قسطرة بولية؛ للتخلّص من البول المتراكم في المثانة لعدم قدرتها على تفريغ البول بالكامل، وتفريغها ضروري للمنع تراكم البول المرتبط بالإصابة بالالتهابات في المسالك البولية.
- استخدام أدوية معينة لتفريغ المثانة؛ مثل دواء بيثانيكول (بالإنجليزية: Bethanechol).
العلاج الجراحي
قد تستعدي بعض الحالات الشديدة من شلل الأطفال الخضوع لجراحات معينة، من بينها الآتي: [4][6]
- استعادة بعض وظائف أطراف الجسم، من خلال الخضوع لجراحة عظمية تهدف لتخفيف انكماش العضلات في الطرف المصاب.
- استبدال مفصل الورك بالكامل، في حال الإصابة بخلل التنسج الوركي الخلقيّ (عدم نمو الورك بشكل سليم)، أو الإصابة بأحد الأمراض التنكسية المرتبطة بشلل الأطفال.
اقرأ أيضًا: حقائق هامة عن شلل الأطفال يجب أن تعرفها
كيف تتخلص من الزكام في يوم؟ فأنا طالب ولدي غدا امتحان مهم في الكلية وأرغب في التخلص من الزكام بسرعة
السيطرة على الألم
يتسبّب شلل الأطفال بآلام مختلفة في عضلات ومفاصل الجسم المختلفة، ويُمكن السيطرة على الألم من خلال العلاجات الدوائية الآتية: [3]
- مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAID)، مثل: الأيبوبروفين، والديكلوفيناك.
- الباراسيتامول، الذي يُسيطر على الألم وارتفاع الحرارة لدى بعض المصابين بشلل الأطفال.
- الأسبرين، الذي يُساعد في السيطرة على الألم، إلا أنه لا يُصرف للأطفال؛ لاحتمالية إصابتهم بمتلازمة راي، المرتبطة بمضاعفات وأضرار دائمة في الكبد.
- لا تُصرف المسكنات الأفيونية للمُصابين بشلل الأطفال رغم قدرتها على تخفيف الألم؛ نظرًا لاحتمالية تأثيرها على الجهاز التنفسي الذي قد يكون متضررًا بالأصل بسبب شلل الأطفال.
علاجات أخرى
قد تستدعي بعض الحالات علاج شلل الأطفال عن طريق إحدى الخيارات العلاجية الآتية:
- علاج الأمراض التي قد تُصيب القلب بالأدوية المناسبة؛ مثل التهاب شغاف القلب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو القلب الرئويّ (أحد أشكال فشل عضلة القلب الذي يُصيب الجزء الأيمن من القلب). [3]
- علاج الإمساك وحصى الكلى الناجمين عن الشلل المستمرّ لفترة طويلة والمُصاحب لشلل الأطفال. [3]
- علاج النطق، الذي يستهدف الذين يُعانون من صعوبة البلع لإصابتهم بشلل الأطفال، وهدف العلاج منع اختناقهم بالطعام والشراب؛ وذلك من خلال استراتيجيات وتقنيات خاصّة ومتابعة دورية لحالة المريض. [4]
- العلاج الترفيهي، الذي يستهدف الحالة النفسية للمريض، ويُساعد على تخفيف التوتر والانعزال المصاحب للمرض. [4]
- استخدام كمادات الماء الساخن؛ لتخفيف آلام وتشنجات العضلات. [7]
- استخدام الأجهزة المساعدة على المشي؛ مثل الكرسي المتحرّك، وذلك في حال ضعف عضلات الساقين الشديد. [7]
اقرأ أيضًا: أنواع لقاح شلل الأطفال وجرعاته
نصيحة الطبي
من الضروري متابعة مطاعيم الأطفال الضرورية للوقاية من شلل الأطفال مع نموّ الطفل وتقدّمه في السن؛ لحمايته من المرض، وتقليل فرص تطوّر المضاعفات الشديدة والخطيرة في حال إصابته به، وإعلام الطبيب بأيّ أعراض عصبية أو عضلية تظهر على الأطفال؛ لتشخيص المشكلة وعلاجها كما يجب.
يُمكنك استشارة طبيب معتمد عبر منصة الطبي الآن وفي أيّ وقت ومن أيّ مكان؛ للحصول على استشارة طبية من راحة منزلك.