يعرف الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia) بأنه عدوى تؤثر في الرئتين. تتعدد أنماط الالتهاب الرئوي اعتماداً على الطريقة التي يكتسب بها المريض العدوى أو الكائنات الحية الدقيقة المسببة له.
نتناول في هذا المقال الحديث عن أنواع الالتهاب الرئوي حسب مصدر الإصابة، وهل الالتهاب الرئوي معدي، واسباب الالتهاب الرئوي وطرق انتقاله، والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالإلتهاب الرئوي، وطرق الوقاية من الالتهاب الرئوي.
مصادر الإصابة بالالتهاب الرئوي
قد يتم تقسيم الالتهاب الرئوي إلى عدة أنواع بناء على مصدر الإصابة بها، والتي قد تشمل:
الالتهاب الرئوي المكتسب من المحيط أو المجتمع
يمكن أن يكتسب المريض العدوى ويصاب بالالتهاب الرئوي خارج بيئة المستشفى وغيره من مراكز الرعاية الصحية وهي حالة تسمى بالالتهاب الرئوي المكتسب من المحيط أو المجتمع (بالإنجليزية: Community-acquired Pneumonia or CAP). يعد الالتهاب الرئوي المكتسب من المحيط من أكثر أنماط الالتهاب الرئوي شيوعاً وخاصة في فصل الشتاء، حيث يصاب به ما يقارب 4 مليون شخص في العالم. وقد يكون المسبب الرئيسي للالتهاب الرئوي المكتسب من المحيط هو البكتيريا، أو الفيروسات، أو الفطريات.
وقد يتضمن الالتهاب الرئوي المكتسب المجتمع نوع من أنواع الالتهاب الرئوي المدعو بالالتهاب الرئوي الرشفي، وهو التهاب الرئوي الناجم عن الاستنشاق الخاطئ للطعام، أو الماء، أو اللعاب أو القيء الملوث بالبكتيريا أو الفيروس المسبب للالتهاب ومن ثم وصوله الى الرئتين. قد يتسبب هذا النمط من الالتهاب بتكون القيح داخل الرئتين مما يؤدي إلى الإصابة فيما يعرف بالالتهاب الرئوي القيحي.
الالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى
يكتسب بعض المرضى العدوى المسببة للالتهاب الرئوي أثناء اقامتهم في المستشفى للعلاج من اضطراب مرضي آخر، وتزداد فرصة الاصابة الالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى (بالإنجليزية: Hospital-acquired Pneumonia or HAP) عند استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي. يعد الالتهاب الرئوي المكتسب من بيئة المستشفى أكثر خطورة من النمط المكتسب من المجتمع لتأثيره في المرضى الذين قد تتناقص مناعتهم بشكل تلقائي كما تزداد فرصة تواجد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
اقرأ أيضاً: العدوى المكتسبة في المستشفى تهدد حياة الكثير
الالتهاب الرئوي المرتبط بالرعاية الصحية
الالتهاب الرئوي المرتبط بالرعاية الصحية (بالإنجليزية: Healthcare-associated Pneumonia or HAP) هي عدوى الالتهاب الرئوي التي تكتسب في مرافق الرعاية الصحية المختلفة كالممرضين المنزليين، أو مراكز غسيل الكلى، أو العيادات الخارجية.
الالتهاب الرئوي المرتبط بجهاز التنفس الصناعي
إن المرضى الذين تم وضع لهم أجهزة التنفس الإصطناعي عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي، والذي يدعى الالتهاب الرئوي المرتبط بجهاز التنفس الصناعي (بالإنجليزية: Ventilator-associated Pneumonia or VAp)
هل الالتهاب الرئوي معدي؟
لا تنتقل عدوى الالتهاب الرئوي دائماً بمجرد اتصال الشخص السليم بآخر مصاب، حيث ترتبط احتمالية انتقال عدوى الالتهاب الرئوي بالعامل المسبب للالتهاب، فـ:
- إذا كان الالتهاب الرئوي مرتبط بعدوى بكتيرية تزداد فرصة انتقال العدوى، حيث تنتقل البكتيريا من الشخص المصاب إلى الشخص السليم.
- وإذا كان الالتهاب الرئوي مرتبط بعدوى فيروسية، أيضاً فإن الالتهاب الرئوي سوف ينتقل من شخص لآخر.
- أما إذا كان الالتهاب الرئوي مرتبط بعدوى فطرية، عندها سوف ينتقل الالتهاب الرئوي من البيئة المحيطة إلى الإنسان، ولكنه ليس معدياً من شخص لآخر.
كيف ينتشر وينتقل الالتهاب الرئوي؟
إن الالتهابات الرئوية المعدية (التي يسببها البكتيريا أو الفيروسات) يمكن أن تنتشر بعدة طرق، بما في ذلك:
- قيام الشخص المصاب بالسعال أو العطس دون استخدام المناديل لتغطية الأنف والفم.
- مشاركة أواني الطعام والأكواب.
- لمس المناديل أو الأشياء الأخرى بعد استخدامها من قبل الشخص المصاب بالالتهاب الرئوي البكتيري أو الفيروسي.
- عدم غسل اليدين بانتظام.
اقرأ أيضاً: التهاب الرئة عند الاطفال، كيف تعرف اعراضه وتعالجه
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي؟
لحسن الحظ ليس كل من يتعرض للبكتيريا أو الفيروسات المسببة للالتهاب الرئوي سوف يصاب بالالتهاب الرئوي، حيث أن الرئتين تحتوي على نظام دفاع ضد البكتيريا والفيروسات وبمجرد دخولها إلى الرئتين يتم القضاء عليها، مما يحد من الاصابة بالالتهاب الرئوي.
إن الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي عادة هم:
- الأطفال أقل من عامين.
- البالغين فوق 65.
- النساء الحوامل.
- الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز، أو الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية، أو الأشخاص الذين يتلقون العلاج الكيميائي.
- الأشخاص المصابون بالأمراض المزمنة، مثل مرض السكري.
- الأشخاص الذين تم نقلهم إلى المستشفى.
- المدخنين.
- الأشخاص المصابون بأمراض الرئة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن أو الربو.
- الأشخاص المصابون بأمراض القلب.
كيف يمكن الوقاية من الالتهاب الرئوي؟
يمكن الوقاية من الالتهاب الرئوي وتقليل فرص الإصابة بهم، خاصة لدى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به، من خلال:
- الحصول علىلقاح الانفلونزا الموسمي، لكون الانفلونزا تعد عامل مساعد للإصابة بالالتهاب الرئوي.
- الحصول على لقاح المكورات الرئوية، وخاصة للأشخاص الذين تزداد فرصة اصابتهم بالعدوى كالأطفال، وكبار السن، والمصابين بالاضطرابات المناعية.
- تجنب التدخين لأنه يعيق قدرة الرئة على محاربة أنماط العدوى المختلفة.
- مراجعة الطبيب في حال استمرار أعراض الانفلونزا أو الزكام لمدة زمنية طويلة دون الاستجابة للعلاجات الدوائية.
- اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية واخذ قسط كافي من الراحة لمساعدة الجسم على التخلص من الفيروسات.
- الحفاظ على النظافة العامة وغسل اليدين باستمرار.
اقرأ أيضاً: أطعمة لتعزيز صحة الرئتين
تتوافر لقاحات مختلفة يوصي بها الطبيب للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين وللأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين إلى خمس سنوات، حيث تزداد فرصة إصابتهم ببكتيريا المكورات الرئوية، كما يوصى بلقاح الانفلونزا الموسمي للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن ستة أشهر.