يعد التهاب الرئة من أكثر الأمراض الشائعة التي تصيب الإنسان في كافة الأعمار، لكنه يعد تحديًا كبيرًا عند كبار السن، حيث يتعرض الجهاز التنفسي للإصابة بالتهاب حاد يؤدي إلى تضرر شديد في الرئتين، وبالتالي تقليل قدرته على أداء عملية تبادل الغازات الضرورية لحياة الجسم.
سنتناول الحديث في هذا المقال عن أسباب وأعراض الالتهاب الرئوي عند كبار السن، وكيفية التعامل مع هذه المشكلة الصحية.
ما هو الالتهاب الرئوي عند كبار السن؟
يحدث الالتهاب الرئوي نتيجة عدوى تنفسية ينتج عنها التهاب الأكياس الهوائية المبطنة للرئتين، وغالبًا ما يتشكل القيح الذي يؤثر على كمية الأكسجين المتدفقة في الدم، وتشمل أهم أعراض هذه الحالة: مشكلات في التنفس، والسعال، والحمى، والقشعريرة، وتحدث الإصابة بالالتهاب الرئوي لجميع الأشخاص بجميع الأعمار، ولكن الأشخاص الذين يتراوح أعمارهم بين عامين و65 عامًا هم الأكثر عرضة لها.[1]
يعاني كبار السن بشكل خاص من التغييرات التي تحدث مع التقدم في العمر وضعف جهاز المناعة، مما يؤثر على وظيفة الرئة ودوران الأكسجين في الجسم، وبالتالي يزداد احتمال تعرضهم للإصابة بالالتهاب الرئوي، حيث يتم نقل ما يقدر بمليون من كبار السن إلى المستشفى كل عام بسبب الالتهاب الرئوي أو المضاعفات المتعلقة به.[1]
اقرأ أيضًا: التقدم بالسن والأمراض المصاحبة له
لماذا يعد الالتهاب الرئوي أكثر خطورة عند كبار السن؟
يحتاج الجسم عند كبار السن إلى بذل جهود أكبر لمحاربة العدوى، وذلك بسبب ضعف العضلات وانخفاض كتلتها، مما يجعل السعال أكثر تحديًا، و تتضمن العوامل التي تسبب مضاعفات لكبار السن المصابين بالالتهاب الرئوي ما يلي:[2]
- ضعف جهاز المناعة لدى كبار السن، حيث يصبح غير قادر على محاربة العدوى بشكل فعال كما اعتاد.
- زيادة الحالات الصحية المزمنة التي قد يعاني منها كبار السن من فرص إصابتهم بالالتهاب الرئوي، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن، والربو وأمراض القلب، والسكري.
- تستهلك الجراحة الحديثة التي يخضعون لها موارد جسمهم القليلة وتجعلهم أكثر عرضة للاصابة بالالتهاب الرئوي.
أسباب حدوث التهاب الرئة عند كبار السن
يمكن أن يحدث التهاب الرئة عند كبار السن نتيجة العديد من العوامل والأسباب المختلفة، والتي تشمل ما يلي:
الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع
يعاني كبار السن في دور رعاية المسنين من خطر الإصابة بالتهاب رئوي، حيث أن الإصابة بهذا النوع تحدث غالبًا بسبب التقارب الأكبر بين الأشخاص في هذه المستشفيات، ووجود حالات صحية مزمنة مع عدم النشاط البدني.[1]
الالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى
يمكن أن يحدث التهاب الرئة عند كبار السن بسبب إقامتهم في المستشفيات أو المرافق الطبية لفترات طويلة، وذلك نظرًا لوجود الجراثيم والسلالات المختلفة التي تسبب هذا المرض والتي قد تكون مقاومة للمضادات الحيوية.[1]
كذلك قد يتعرض كبار السن للإصابة بالالتهاب الرئوي عند زيارتهم للمستشفيات نتيجة للتعرض للعدوى المسببة لهذا المرض، مثل المكورات الرئوية.
الالتهاب الرئوي المتنقل
قد تزيد الإصابة بنزلة البرد أو الإنفلونزا من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي الذي تسببه المكورات العقدية الرئوية، بينما يعد الالتهاب الرئوي المتنقل أخف نوع من هذا المرض، وعادة لا يتطلب الراحة في الفراش.[2]
الالتهاب الرئوي الفطري
يؤثر الالتهاب الرئوي الذي تسببه الفطريات غالبًا على كبار السن الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة، ويتم التعرض له من خلال استنشاق أنواع معينة من الفطريات.[3]
اقرأ أيضًا: سبب انتفاخ الرجل عند كبار السن
الالتهاب الرئوي الفيروسي
يمكن أن تسبب الفيروسات، مثل كوفيد 19 الالتهاب الرئوي، فضلًا عن فيروسات نزلات البرد والأنفلونزا، وغالبًا ما يكون الالتهاب الرئوي الفيروسي خفيفًا، ولكن يمكن أن يصبح خطيرًا في بعض الحالات.[3]
أعراض التهاب الرئة عند كبار السن
يمكن أن تظهر أعراض الالتهاب الرئوي عند كبار السن بشكل مختلف، قد يظهر على كبار السن بعض العلامات الشائعة، بما في ذلك:[2]
- سعال مصاحب بالبلغم.
- انخفاض درجة حرارة الجسم.
- التعب والإرهاق.
- حمى.
- آلام في الصدر.
- ضيق في التنفس.
- غثيان.
- الإسهال.
لكن قد تكون هذه الأعراض مصحوبة أيضًا بما يلي:[2]
- قلة التوازن.
- ارتباك.
- عدم القدرة على أداء المهام اليومية.
- سلس البول.
- فقدان الشهية.
مضاعفات التهاب الرئة عند كبار السن
يمكن أن يصاب كبار السن بسرعة بمضاعفات خطيرة قد تكون مهددة للحياة، وذلك نظرًا لأن الجسم يواجه صعوبة في مقاومة الالتهاب الرئوي بما في ذلك:[2]
- انتان الدم والتهاب الغشاء المحيط بالرئتين وخراجات الرئة.
- الإصابة ببعض الحالات الصحية، مثل متلازمة الضائقة التنفسية الحادة التي قد تؤدي إلى فشل الجهاز التنفسي، وتلف الأعضاء نتيجةً لنقص الأكسجين المنتشر في جميع أنحاء الجسم.
- عدوى المسالك البولية، حيث يمكن للبكتيريا الانتشار من الرئتين إلى الكلى، أو المثانة، أو الإحليل.
علاج التهاب الرئة عند كبار السن
يعد الإصابة بالتهاب الرئة عند كبار السن من الأمور الطارئة والتي يجب معالجتها في أسرع وقت ممكن، وقد يصف الطبيب بعض المضادات الحيوية، أو يقترح زيارة المستشفى اعتمادًا على شدة المرض، ويمكن أن تشمل الخيارات الدوائية المتاحة:[2]
- المضادات الحيوية لعلاج التهابات الرئة البكتيرية.
- الأدوية المضادة للفيروسات للتهاب الرئوي الفيروسي.
- العلاج بالأدوية المضادة للفطريات للتهاب الرئوي الفطري.
- خيارات العلاج المتاحة بدون وصفة طبية لتخفيف الحمى أو تحسين التنفس.
أما إذا كانت الحالة الصحية خطيرة وبحاجة إلى دخول المستشفى، فإن خيارات علاج التهاب الرئة عند كبار السن الفعالة التي يمكن توفيرها هي:[3]
- المضادات الحيوية.
- الحصول على السوائل عبر الوريد.
- العلاج بالأوكسجين.
- التنفس الصناعي.
وقد يكون هناك الحاجة إلى الخضوع لعملية جراحية لإزالة الأجزاء التالفة من الرئة في الحالات الشديدة.
الوقاية من التهاب الرئة عن كبار السن
يوصى باتباع الإجراءات الوقائية التالية، لتقليل خطر الإصابة بالتهاب الرئة عند كبار السن:[3]
- تناول لقاح المكورات الرئوية ولقاح الإنفلونزا كل عام.
- ممارسة العادات الصحية الجيدة، مثل غسل اليدين بشكل متكرر وتنظيف الأسطح.
- تجنب العادات الضارة التي تضعف جهاز المناعة، مثل التدخين.
- الحفاظ على نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام.
- الحد من السفر والأنشطة الجماعية في الأماكن المزدحمة.