تخريم الجسد أو تخريم الجسم (Body piercing) هي عملية إحداث ثقوب في الجسم باستخدام إبر دقيقة. استخدم تخريم مناطق مختلفة من الجسم منذ آلاف السنين ولأسباب متعددة مثل الزينة، وكأحد الطقوس الخاصة بحضارات معينة، أوجزء من شعائر بعض الأديان، وحتى في بعض الممارسات الجنسية.
خرم شحمة الأذن هو أكثر أشكال تخريم الجسد انتشاراً في كافة أنحاء العالم ويعتبر من الأمور التقليدية، ولكن بدأت في السنوات الأخيرة تظهر أشكال مختلفة من تخريم الجسم وأصبحت شائعة جداً بالأخص في فئة صغار السن.
أماكن تخريم الجسد
بشكل عام تعتبر شحمة الأذن المكان الأكثر شيوعاً للتخريم، لكن قد يلجأ البعض إلى تخريم الأماكن الأخرى في الجسم، ومنها:
• أماكن مختلفة في الوجه والفم مثل غضروف الأذن وزنمة الأذن (tragus)، وفتحة الأنف (nostril)، وحواجب العيون، واللسان، والشفاه، بالإضافة إلى التخريم من خلال التجويف الفموي إلى الجلد في مواقع مختلفة.
• تخريم بعض الأماكن في الجذع، مثل حلمات الأثداء والسرة.
• تخريم الأعضاء التناسلية.
طريقة تخريم الجسد
يتضمن إجراء تخريم في الجسم الخطوات التالية:
مضاعفات تخريم الجسد
قد ينتج عن تخريم الجسد عدة مضاعفات وأعراض غير مرغوب بها وتتضمن ما يلي:
الأمراض المعدية (Infections)
- تم ربط العديد من الأمراض المعدية بتخريم الجسم، وبالأخص تخريم الأذن، والتي يمكن أن تحدث نتيجة استخدام تقنيات غير ملائمة أثناء عمل التخريم أو نتيجة سوء تعقيم الأدوات المستخدمة.
- يزيد خطر الإصابة بالأمراض المعدية عند الأشخاص الذين يعانون من انخفاض في قوة جهاز المناعة، أو داء القلب الصمامي (valvular heart disease)، أو خلل تشريحي و ورم موجود أساساً في المنطقة التي تم خرمها مثل الصدفية أو التهاب الجلد.
- قد تسبب جراثيم بكتيرية من نوع الزوائف (Pseudomonas) بما يعرف بـالتهاب سمحاق الغضروف (Perichondritis) الذي يحدث عند خرم الجزء الأعلى من الأذن.
- تم ربط الإصابة بـالتهاب الكبد الفيروسي (viral hepatitis) بتخريم الجسم باستخدام أدوات غير معقمة، حيث يزيد استخدام أحلاق الأذن غير المعقمة المستخدمة من قبل شخص آخر مصاب بالتهاب الكبد الفيروسي من خطر انتقال المرض له، بالإضافة إلى مرض الكزاز (tetanus) عند استخدام أدوات غير معقمة.
- يوجد تقارير عن إصابة شخص بـالتهاب الشغاف البكتيري (bacterial endocarditis) بعد إجراءه عملية خرم الأنف.
- تم توثيق حالة أصيبت فيها المريضة بمرض خطير يعرف بـذباح لودفيج(Ludwig s angina) ناتج عن التهاب بكتيري في الأنسجة الخلوية (cellulitis) بعد قيامها بعملخرم في لسانها.
- هناك تقارير تفيد بإصابة مريضة بخراج من الثدي الأيسر بعد قيامها بعمل خرم في الحلمة.
الندب والجدرات
• قد تتكون الندب والجدرات (keloids) كأحد مضاعفات تخريم الجسم، والتي بالإضافة إلى شكلها المزعج قد تسبب الحكة والليونة، وتظهر بشكل أكبر عند أصحاب البشرة السوداء والآسيويين.
• يتضمن علاج هذه الحالات إجراء عمليات استئصال جراحية، والعلاج بالتجميد، وحقن الستيرويدات القشرية (corticosteroid)، والعلاج بالإشعاع أو بالليزر.
الإصابات السنية (Dental)
• تكسر الأسنان هو أكثر المضاعفات المرتبطة بخرم اللسان شيوعاً.
• قد تسبب المجوهرات التي توضع في اللسان أو الشفاه مشاكل في اللثة وضرر لمينا الأسنان. قد تتحرك هذه المجوهرات من مكانها مما يؤدي إلى ابتلاعها.
• يؤثر تخريم الأسنان أحياناً على عظام الفك مما يتطلب التدخل الجراحي للحفاظ على الأسنان.
• التهابات في الفم أو الشفاه والتي قد تسبب مشاكل في الكلام أو المضغ أو البلع، أو قد تسبب تورماً يؤدي إلى سد الحلق.
التمزقات
• من الشائع حدوث التمزقات والجروح وبالأخص في منطقة الأذن، ويحدث ذلك غالباً عند الوقوع أو في حالة حوادث المركبات، أو الرياضات العنيفة، أو المشاجرات، أو شد الأحلاق بالخطأ.
• لتجنب حدوث الندوب أو التشوه الدائم ينبغي معالجة هذه التمزقات والجروح خلال 12- 24 ساعة من حدوثها.
مضاعفات متعلقة بالمعادن المستخدمة في تخريم الجسم
• التهاب الجلد التلامسي الناتج عن حساسية المعادن والذي يظهر على شكل طفح إكزيمي. تعتبر حساسية النيكل هي الأكثر انتشاراً، وقد تكون شديدة لدرجة التسبب بنوبات الربو.
• قد يعاني البعض من أعراض حساسية الذهب عند استخدامهم له في التخريم، وتظهر على شكل ورم لمفاوي جلدي (lymphocytoma cutis)، أو على شكل ورم حُبيبي (granulomatous) ناتج عن أحلاق الأذن الذهبية، أو من الحالتين معاً.
• توجد تقارير عن حدوث إصابات بـالتفضض (argyria) الموضعي أو تسمم الفضة الذي يرتبط بالمجوهرات الفضية المثبتة في الجسم، حيث يعتقد أن الجلد يتلون نتيجة تسرب وتكون أملاح الفضة، وينبغي استئصال المنطقة المتلونة جراحياً.
المضاعفات الأخرى لتخريم الجسد
- ينبغي استخدام أحجام من المجوهرات تتناسب مع المكان الذي يرغب الشخص بتخريمه من الجسم، حيث أن استخدام أحجام كبيرة من المجوهرات قد يؤدي إلى تكون ندب كبيرة وأضرار في الأنسجة، في حين أن استخدام مجوهرات ذات حجم صغير جداً قد يؤدي إلى جرح الجلد أو انفلاتها من مكانها.
- يؤدي ارتداء المجوهرات الثقيلة لمدة طويلة قد يؤدي إلى تمدد في شحمة الأذن أو تشوهها.
- تخريم الأعضاء التناسلية يؤدي أحياناً إلى حدوث جروح أثناء ممارسة العلاقة الجنسية، كما قد يؤدي إلى تمزيق الواقي الذكري (condom) مما يزيد من خطر الحمل والتعرض للأمراض المنقولة جنسيا.
- تخريم السرة ووضع مجوهرات فيها قد يجعلها تعلق بالملابس بشكل متكرر مما يؤدي إلى حدوث تهيج مستمر للجلد، الأمر الذي قد يؤخر من عملية التعافي.
قد يؤدي ارتداء المجوهرات المدببة أو الحادة أثناء النوم إلى حدوث تقرحات أو تهيج للجلد.
نصائح مهمة عند تخريم الجسد
في حال رغبتك بعمل خرم في أحد مناطق جسمك، إليك بعض النصائح التي تساعدك على تجنب ظهور المضاعفات المحتملة لهذا الإجراء:
- قبل تخريم جسمك، تأكد من حصولك على جميع المطاعيم وبالأخص مطاعيم التهاب الكبد ب (hepatitis B) والكزاز.
- استشر طبيبك قبل القيام بعملية التخريم في حال معاناتك من مشاكل صحية، مثل أمراض القلب، أو الحساسية، أو السكري، أو ضعف في جهاز المناعة، أو مشاكل نزفية.
- احرص على زيارة طبيب الأسنان وتأكد من سلامة وصحة الأسنان واللثة في حال كنت تنوي القيام بعمل خرم في اللسان أو الفم.
- قم بتخريم جسمك في الأماكن التي تستخدم أدوات معقمة ويحفظها في أماكن نظيفة ومعقمة.
- تأكد من أن الشخص الذي سوف يقوم بعملية الختريم لك هو فني مرخص لهذا الإجراء، وتأكد من قيامه بتعقيم يديه قبل البدء بالتخريم وارتدائه قفازات طبية أحادية الاستعمال، وأنه يستعمل إبر الخرم لمرة واحدة فقط.
- راقب قيام الفني بالإجراءات الملائمة للتعامل مع المخلفات والتخلص منها، مثل الإبر والشاش الملوث بالدم.
- تأكد من تحسسك لأي نوع من المعادن قبل القيام بتخريم جسمك واستخدام المجوهرات مكان الخرم. احرص على اختيار المجوهرات المصنوعة من المعادن الأقل احتمالية للتسبب بالحساسية، مثل الفولاذ الجراحي المقاوم للصدأ (stainless steel)، والذهب الصلب، والنيوبيوم (niobium)، والتيتانيوم.
- إن شعرت بأن الشخص أو المكان غير نظيف كما يجب، أو أن أسئلتك واستفساراتك لا يُجاب عليها، أو إن شعرت بعدم الارتياح غادر هذا المكان واذهب إلى مكان موثوق آخر.
