يقوم الجسم، والذي ينتج كميات كبيرة من الحرارة، بتبريد نفسه بنفسه عبر التعرق وإشعاع الحرارة من خلال الجلد.
أما تحت ظروف معينة، منها ارتفاع درجات حرارة الجو بشكل كبير وارتفاع نسبة الرطوبة وممارسة تمارين رياضية مجهدة في الحر، فإن نظام التبريد الطبيعي له يبدا بالتراجع.
ويذكر أن ذلك يسبب تراكم الحرارة بمستويات خطرة، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بحاﻻت مرضية عديدة، منها ما يلي:
التشنج العضلي الحراري، أو ما يسمى بمعص الحر:
تعرف هذه الحالة بأنها حدوث تشنجات شديدة ومؤلمة قصيرة في العضلات، خصوصا في عضلات الساقين أو الذراعين أو البطن، وذلك أثناء أو بعد ممارسة تمارين رياضية مجهدة في الأجواء الحارة. ويحدث ذلك نتيجة لفقدان الجسم للسوئل والأملاح. ويعد الأطفال الفئة الأكثر عرضة للإصابة بهذه التقلصات، وخصوصا إن لم يحصلوا على سوائل كافية.
نصائح للتخفيف من التشنج العضلي الحراري
وعند الاشتباه بالإصابة بهذه الحالة، ينصح بالقيام بما يلي:
- اللجوء إلى مكان مريح وبارد، وليس شديد البرودة.
- شرب العصائر الصافية، وخصوصا العصائر الخاصة بالرياضيين، كونها تحتوي على الكثير من الأمﻻح التي فقدها الجسم.
- القيام بتدليك لطيف للعضلات المصابة.
- اللجوء إلى الطبيب في حالة استمرار الأعراض لما يزيد عن ساعة، وذلك لتجنب تحول هذه الحالة إلى إنهاك حراري.
الإنهاك الحراري:
تعد هذه الحالة أشد من الحالة السابقة. وغالبا ما تحدث في حالة عدم شرب كميات كافية من السوائل في الأجواء الحارة، وخصوصا إن تصاحبت تلك الأجواء مع ارتفاع مستويات الرطوبة أو القيام بنشاط مجهد.
وتتضمن أعراض هذه الحالة التعرق بشدة وتسارع النبض والجفاف والضعف والإرهاق وتسارع الأنفاس وسرعة الانفعال والغثيان المتصاحب أو غير المتصاحب مع التقيؤ.
نصائح للتخفيف من الانهاك الحراري
وفي حالة الاشتباه بالإصابة بهذه الحالة، يجب القيام بما يلي:
- اللجوء إلى مكان مكيف، وينصح أن يكون هذا المكان بناء مكيفا. أما إن لم يكن ذلك ممكنا، فعندها يجب اللجوء إلى الظل على أقل تقدير.
- الاستلقاء على الظهر في موضع مريح، مع رفع الساقين عن مستوى القلب.
- شرب الماء والمشروبات الرياضية.
- وضع الماء البارد على الجلد، وذلك بالاستحمام بماء معتدل اليرودة وليس بماء مثلج
- استخدام الكمادات الباردة.
- الجلوس أمام المروحة حال التمكن من ذلك.
- ضرورة اللجوء إلى الطبيب في حالة عدم البدء بالشعور بتحسن كاف خلال ساعة، وذلك تجنبا لتحول هذه الحالة إلى ضربة شمس.
ضربة الشمس:
تعد هذه الحالة أشد الحالات التي يسببها التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة، إذ أنها تعد حالة خطرة ومهددة للحياة. وتحدث هذه الحالة عند التعرض المطول لدرجات الحرارة العالية أو القيام بنشاطات جسدية خلال الأجواء الحارة. ويكون الشخص مصابا بهذه الحالة إن وصلت درجة حرارته إلى 40 درجة مئوية أو أكثر.
وتجدر الإشارة إلى أن الرطوبة والإصابة بأمراض معينة واستخدام أدوية معينة تعد عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بهذه الحالة. فضلا عن ذلك، فإن الأطفال وكبار السن هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بها.
ويشار إلى أن هذه الحالة تحدث نتيجة لتطور حالتين، حيث أن التشنج الحراري يتفاقم إلى أن يصبح إنهاكا حراريا إن لم يعالج بالوقت المناسب؛ والإنهاك الحراري يتفاقم ليصبح ضربة شمس، والتي تعد حالة طبية طارئة. فإن لم تعالج بسرعة، فقد تؤدي إلى تلف في الدماغ أو حتى إلى الوفاة.
الوقاية من الحالات المرضية الحرارية:
ينصح القيام بالإجراءت التالية للوقاية من هذه الحالات المرضية، خصوصا لدى الأطفال:
- الحصول على السوائل قبل وأثناء ممارسة النشاطات، حتى وإن لم يكن هناك شعور بالعطش.
- ارتداء الملابس الفضفاضة ذات الألوان الفاتحة.
- العودة إلى المنزل أو السيارة المكيفة فور الشعور بالإرهاق أو الإجهاد، أو إلى الظل إن لم يكون ذانك ممكنا.