يصاب العديد من الأشخاص بنوبات الهلع عند النومأو نوبات الهلع الليلية (بالإنجليزية: Nocturnal Panic Attacks) وهي حالة من الخوف الشديد والانزعاج تستغرق عدة دقائق وتتسبب في إيقاظ الشخص من نومه في حالة من الفزع، وربما يعتقد أنه مصاب بنوبة قلبية. [1]
لا تختلف نوبات الهلع الليلي عن نوبات الهلع التي تحدث خلال اليوم، ولكن قد يشعر الشخص عند الإصابة بها خلال النوم بأنها أكثر شدة لما تسببه من استيقاظ في هلع دون سابق إنذار. [2]
تجدر الإشارة إلى أن نوبة الهلع في النوم حالة غير خطيرة، ولا ترتبط بالأحلام والكوابيس أو تشير إلى الإصابة بأحد اضطرابات النوم، بل هي علامة على القلق، أو الإصابة باضطراب الهلع، حيث أن الأشخاص المصابين باضطراب الهلع قد يعانون من تكرار نوبات الهلع عند النوم. [2] [3]
يتناول هذا المقال أعراض نوبات الهلع عند النوم، وأسبابها، وكذلك طرق التشخيص، وكيف يمكن التخفيف من نوبة الهلع الليلية عند حدوثها.
متى تحدث نوبات الهلع الليلي؟
غالباً ما تحدثنوبات الهلع بداية النوم قبل الدخول في مرحلة حركة العين السريعة، أي قبل الانتقال من مرحلة النوم الخفيف إلى النوم العميق، وبذلك فهي تختلف عن الذعر الليلي (بالإنجليزية: Night Terror) والكوابيس التي تحدث في مرحلة حركة العين السريعة.
أعراض نوبات الهلع عند النوم
تشمل أعراض نوبات الهلع قبل النوم مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية، وجدير بالذكر أن الشخص المصاب بنوبات الهلع عند النوم يعاني من 4 على الأقل من الأعراض الآتية: [4]
الأعراض الجسدية
تتضمن أعراض نوبة الهلع أثناء النوم ما يلي: [4]
- سرعة ضربات القلب.
- صعوبة التنفس.
- الشعور بالاختناق.
- ألم في الصدر.
- التعرق الغزير.
- الهبات الساخنة.
- قشعريرة أو ارتعاش.
- الإحساس بالوخز أو التنميل في الأطراف.
- غثيان.
- الشعور بالدوخة أو الدوار.
- الشعور بالإغماء.
الأعراض النفسية
تشمل أعراض نوبات الهلع وقت النوم النفسية الآتي: [4]
- الخوف من الموت.
- الخوف من فقدان السيطرة أو الإصابة بالجنون.
- الشعور بالانفصال عن الواقع.
لا تختلف أعراض نوبات الهلع عند النوم للأطفال عن الكبار، ولكن قد يصاب الطفل بالخوف والفزع أكثر من الكبار ويستغرق تهدئته بعض الوقت. [5]
يمكن أن تسببنوبات الهلع قلة النوم، حيث يؤدي الخوف والقلق الناجم عنها وكذلك الخوف من تكرار حدوثها إلى صعوبة العودة إلى النوم مرة أخرى وزيادة التوتر، بالإضافة إلى التعب والإرهاق في اليوم التالي. [1] [6]
أسباب نوبات الهلع عند النوم
لم تعرف أسباب نوبات الهلع الليلية بالتحديد، ولكنها عادة ما تحدث بصفة متكررة في الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهلع. [1]
هناك عدة محفزات وعوامل قد تزيد من خطر حدوث نوبات الهلع عند النوم، منها: [1] [2]
- وجود تاريخ عائلي من الإصابة بنوبات الهلع.
- حدوث تغير في وظائف المخ.
- الإصابة بأمراض نفسية أخرى، مثلاضطراب القلق الاجتماعي، والاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة.
- ضغوط الحياة، مثل بيئة العمل السامة والتعرض للعنصرية.
- المرور بمواقف صعبة، كفقدان وظيفة، أو الطلاق، أو الإصابة بمرض خطير، أو وفاة شخص عزيز.
- تاريخ من التعرض لصدمة، مثل الاعتداء الجسدي أو الجنسي، أو التعرض لحادث سير، أو الحروب.
تجدر الإشارة إلى أن العيش في توتر دائم وعدم الاسترخاء قد يكون من أسباب نوبة الهلع عند النوم، ففي هذه الحالات يفسر العقل الاسترخاء بأنه حالة خطيرة؛ مما يؤدي إلى إيقاظ الجسم عند الدخول في النوم عن طريق تدفق هرمونات التوتر. [1]
للمزيد: ما هي أسباب نوبات الهلع؟
تشخيص نوبات الهلع عند النوم
عادة ما يعتمد الطبيب في تشخيص نوبات الهلع عند النوم على معرفة التاريخ الطبي، والفحص البدني، وتقييم الأعراض التي يعاني منها المريض، وقد يطلب إجراء بعض الفحوصات لاستبعاد الحالات الطبية التي يمكن أن تسبب أعراضاً مشابهة لنوبة الهلع، مثل أمراض القلب واضطرابات الغدة الدرقية. [4]
اقرأ أيضاً: الفرق بين نوبة الهلع والنوبة القلبية
علاج نوبات الهلع عند النوم
تكمن مشكلة نوبات الهلع خلال النوم في حدوثها فجأة دون سابق إنذار ما يجعل الشخص يصاب بالذعر الشديد، ولكن هناك بعض الخطوات البسيطة التي قد تساعد في التخلص من نوبات الهلع عند النوم، منها: [4]
- التركيز على الاسترخاء.
- محاولة أخذ شهيق عميق ببطء.
- تشتيت التفكير بالعد أو التحدث مع أحد.
- وضع كمادات باردة على الرقبة أو الظهر.
- شرب ماء بارد ببطء.
يحتاج الأشخاص الذين يعانون من تكرار نوبات هلع النوم مراجعة الطبيب لتلقي العلاج المناسب للمساهمة في تقليل النوبات والوقاية من تكرار حدوثها. [3]
تشمل طرق علاج نوبات الهلع عند النوم ما يلي: [3]
- العلاج النفسي: قد يفيد الخضوع للعلاج السلوكي المعرفي وهو نوع من أنواع العلاج النفسي في علاج نوبات الهلع أثناء النوم، إذ يعمل على التخلص من الأفكار والسلوكيات غير المرغوبة.
- العلاج الدوائي: يمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية لعلاج حالات الهلع أثناء النوم الشديدة، ومن أمثلة هذه الأدوية مضادات القلق، ومضادات الاكتئاب، وحاصرات بيتا.
اقرأ أيضاً: التعامل مع نوبات الهلع